(02-09-2012, 07:59 PM)صلاح الدين بن شبيبة كتب: معظم ما تقوله صحيح لكنك تُخطئ في شيء جوهري وهو أن الإلحاد ليس السبب بل قناعتك بالإلحاد هي ما حقق لك تلك الفوائد.
اذا لم يخب ظني فانت جزائري! فان كنت كذلك فلك مني كل الاحترام لانك من الشعب الحبيب. لكن هذا لن يخفف من حدة مداخلتي! عن فلسفتك لكلمة الالحاد اقول لقد كنت مؤمنا دينيا, و ما ذكرته من تاثير الالحاد علي انما هو مقارنة بما كنت عليه عندما كنت مؤمنا. و لانك تناقض نفسك بقولك ان ما اقوله صحيح و ان هذا ما يشعر به المؤمن ايضا, فساعيد عليك صياغة مداخلتي:
عن نفسي اقول ان الالحاد بالنسبة لي كان غاية في الفائدة:
1- اصبحت متصالحا مع نفسي دون ادنى تناقض داخلي.
هذا يعني انه عندما كنت مؤمنا دينيا لم اكن متصالحا مع نفسي و كنت مليئا بالتناقض, يعني كنت اعتبر نفسي عبدا خطاء لا حول له و لا قوة و كنت انظر لنفسي نظرة ملؤها الاحتقار و الازدراء لانها مليئة بالشهوات و امارة بالسوء, و كنت اقدس العلم و العقل و لكني اتقبل التخاريف الدينية! هذا حال الدينيين, فكيف تقول انهم متصالحون مع انفسهم و غير متناقضين؟
2-اصبحت اكيل الامور بكيل واحد: العقل و العلم و المنطق! فما يقبله العقل مقبول و ما يرفضه مرفوض. بشكل آخر انا لا استطيع ان اصدق ان عيسى بن مريم تكلم في المهد لكن بوذا لم يفعلها!!
يعني عندما كنت مؤمنا دينيا كنت اكيل الامور بمكيالين مختلفين. هل تعتقد ان الدينيين يكيلون بمكيال واحد؟ كيف يصدق المسلم ان عيسى تكلم في المهد صبيا و لا يقبل ان يصدق ان بوذا فعلها؟
3-اصبحت اعرف ان حياتي هي رهن قراراتي فان كان ما اقرره صحيحا تحسنت احوالي و ان كان ما اقرره سيئا ساءت احوالي و لا شان للشاب الامرد بحياتي اطلاقا فليس هو من كتب علي الشقاء و السعادة و الى ما هنالك من علاك صديء!
يعني عندما كنت دينيا كنت اتوكل على الله و اعتبر ان كل حياتي رهن بقدر الله و قضائه و انه لا حول لي و لا قوة في تغيير حياتي. الا ترى يا صديقي ان هذه هي نظرة الدينيين؟
4-وجدت معنى جديدا للحياة, فرض علي ان اتمتع بها على اكمل وجه ضمن حدود حريتي. فالحياة جميلة و الاجمل منها ان نعيشها بشكل سعيد.
يعني عندما كنت دينيا كنت اؤمن ان الحياة الدنيا هي دار الفناء و ان الحياة الآخرة دار البقاء و على المؤمن ان يزهد في الدنيا لانها متاع الغرور! اعجب لرجال الدين لانهم اكثر الناس تكالبا على الدنيا!!
5-جعلني الالحاد انسانا عالميا منزها عن كل عنصرية او معتقد موروث, فانا اعرف ان كل الناس يحملون الجوهر اياه فلا فرق عندي بين ابيض و احمر و اصفر, و لا فرق بين مسلم و مسيحي, و لا فرق بين هندي و اميركي... لا فرق اطلاقا بين الناس غير ان بعضهم يعمل على تطوير نفسه و اغنائها و البعض الآخر لا يفعل.
يعني اني عندما كنت مؤمنا دينيا كنت اعتقد ان المؤمنين اخوة( و يقصد بذلك ضمنا ابناء الملة الناجية) اما الباقون فهم اعداء, كفار, عكاريت مأواهم جهنم و بئس المصير! هل تعرف دينيا يفكر عكس ذلك؟!!
6-و الاهم من ذلك كله ان الالحاد جعلني حرا متحررا من اي سيد ممكن, فانا سيد نفسي و هذه الحرية هي مصدر سعادتي و نجاحي, و هي اثمن ما عندي...
هل تعتقد ان هناك دينيا ما لا يعتبر نفسه عبدا؟!!
(02-09-2012, 07:59 PM)صلاح الدين بن شبيبة كتب: نفس الأمر يحدث لأي مؤمن بالإسلام أو المسيحية أو اليهودية...
اعود فاقول لقد كنت مؤمنا دينيا, و ما ذكرته من تاثير الالحاد علي انما هو مقارنة بما كنت عليه و ما اصبحت عليه, فكيف يعرف المؤمن انه متصالح مع نفسه او غيرها من الاوصاف اذا لم يكن قد عرف تأثير الالحاد على النفس؟
(02-09-2012, 07:59 PM)صلاح الدين بن شبيبة كتب: إن ما يزعزع النفس البشرية هو فترة (عدم اقتناعها) بشيء ما، وهذه الحالة ترافقها مدى حياتها فلابد للإنسان من أن تتزعزع ثقته بين الحين والآخر في أي أمر كان. وهذا يؤدي إلى عدم السلام الداخلي.
الايمان يا صديقي ليس قناعة, بل هو فعل تصديق بالغيب دون حجة او برهان! اما القناعة فهو ما يبنى في الوعي من معطيات علمية عقلية تخضع لعامل التدقيق و التمحيص العقلي العلمي المنطقي. فاذا كنت مقتنعا بامر ما فهذا يعني انه بالعقل و العلم و المنطق من الممكن ان تنقل هذه القناعة الى غيرك. اما اذا كنت مؤمنا بدين ما و تريد ان تنقله الى غيرك فليس باستطاعتك فعل ذلك بالعقل و المنطق و العلم. من هنا تبدأ الخالصة و الكلمات.