علمانيون في الثورة السورية
بيان الدكتورة بسمة قضماني بشأن الفيديو
نشر على موقع فيسبوك مقتطفات مركبة وممنتجة من برنامج تلفزيوني فرنسي كان قد سجل بمناسبة صدور كتاب لي في عام 2008 وتم في هذا التسجيل تحوير خبيث لجوهر القضية المطروحة في برنامج طوله ساعة ونصف، اختار منتج هذا التركيب المزيف أن يربط بين سؤال ما وجواب على سؤال آخر، وكما هو متوقع من المغرضين حذف منه كل ما قلته عن ثلاثة مواضيع هي حقوق العرب والإسلام وفلسطين. ومن الواضح لمن يدقق في التسجيل بأنني كنت في سجال محتدم مع الضيوف الآخرين حول تلك المواضيع.
منذ أن بدأت ثورة شعبنا العظيمة انخرطت في العمل لإيصال أصوات أبطال سورية إلى كل أنحاء العالم، خاصة في أوساط السياسيين والإعلاميين، وقمت بذلك قبل تكوين المجلس الوطني السوري وبعد ذلك. واليوم أتعرض إلى محاولة للطعن بسمعتي وإفشال جهودي، إضافة إلى النيل من مصداقية المجلس الوطني.
أمام هذه المحاولة المغرضة أجد نفسي مضطرة للتعريف بتاريخ عملي من أجل القضية الفلسطينية خلال العقود الثلاثة المنصرمة، لأن شباب سورية الثائرين قد يغيب عليهم ما يقوم به البعض من الدفاع والتأثير في أوساط الإعلام الغربي والساسة الغربيين تجاه قضايانا المصيرية أمام الدول الكبرى حيث يتم تشويه صورة العرب والمسلمين عموماً والفلسطينيين خصوصاً.
أنا ابنة بيت سياسي ودبلوماسي عريق معروف منذ أجيال بوطنيته وعروبته وخدمته لبلده. تزوجت من رجل فلسطيني من عائلة مناضلة ضحت كثيراً ولدينا ثلاثة أولاد، وزاد هذا الزواج من ارتباطي أكثر بالقضية الفلسطينية، القضية التي ارتبط فيها مستقبل أولادي بالحفاظ على هويتهم.
عملت لسنوات مع القيادات الوطنية الفلسطينية بدءاً بالرئيس الراحل ياسر عرفات، واشتغلت يداً بيد مع المرحوم فيصل حسيني والمناضل الكبير الأسير مروان برغوثي قبل وأثناء الانتفاضة الثانية وذلك حتى تاريخ اعتقاله. لا مجال للإفصاح عن كل ما عملنا عليه سوياً لأن بعض ذلك يبقى موضع سر، لكن يمكن ذكر بعض هذه الجهود من تجميع المساعدات المالية لدعم اللاجئين في المخيمات إلى برنامج الربط بين عائلات فلسطينية وعائلات في دول عربية لتأمين دعم دائم لهم، وتبني تعليم أطفال فلسطينيين من قبل عائلات ميسورة وتمويل مؤسسات مجتمع مدني وجامعات فلسطينية في كل أنحاء الارض الفلسطينية المحتلة وفي القدس تحديداً حيث المعركة الأكثر خطورة ضد إسرائيل لإنقاذ المدينة من مخططات التهويد وابتلاع الأرض وجميع حقوق الشعب الفلسطيني.
توفي أبو عبد القادر فيصل حسيني في عز التحضير لتنفيذ خطة العصيان المدني واحتلت إسرائيل مقر عمله واستولت على جميع أوراقه. واستمريت مع فريقه في العمل على تثبيت سكان القدس على أرضهم.
وظفت المصداقية التي اكتسبتها من خلال عملي الاكاديمي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المجال السياسي والدبلوماسي والإعلامي. وفي السنوات الثلاثة الأخيرة قمت بتشكيل مجموعة ضغط مؤلفة من سياسيين أوروبيين بينهم رؤساء جمهوريات ورؤساء وزارات ووزراء سابقين، عملت هذا المجموعة ولاتزال تعمل بالضغط على الحكومات الأوروبية والأمريكية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال اتصالات مكثفة وبيانات إعلامية أدت الى هجوم عنيف على المجموعة من قبل أصدقاء إسرائيل. وتعرف الحقائق المذكورة أعلاه كثير من القيادات الفلسطينية الحالية.
إن مثل هذه المحاولة لتشويه سمعتي والنيل من مصداقية المجلس الوطني السوري والقائمين عليه لن ينفع النظام البائس وأجهزته الأمنية في شيء وهو في مراحل عمره الأخيرة. إن من قام بهذا الفعل الدنيء لا يخدم إلا النظام القمعي الدموي في سورية والذي غدر بالقضية الفلسطينية وتقاعس عن تحرير أرضنا المحتلة.
في الوقت الذي تدخل فيه ثورتنا مرحلة حاسمة، أؤكد عزمي على بذل كل ما في وسعي من أجل نصرة أهلي وشعبي في سورية حتى نراها حرة وديمقراطية بعد زوال النظام والخلاص من لعنته.
النصر لنا بإذن الله يا شباب سورية العظيمة.
و شلولم - هيز بول اه