وجدت أن هذا المقال يستحق أن نسلط عليه ضوءا لأنه يكشف لدرجة معقولة الدوافع التي تدفع المرء لتبني هذا الإختيار أو ذاك فيما يتعلق بالأزمة السورية ويطرح أسئلة منطقية:

سورية المشهد.. الواقع ومرتفعات الاخلاق


د. مكرم خُوري - مَخُّول
2012-02-20

كغير عادته وقبل القاء التحية سألني طالب دكتوراة اوروبي قبل بضعة ايام وبارتباك شديد بدا على اسارير وجنتيه :'ما الذي يحصل في سورية'؟ فسألته: اية وسائل اعلام تقرأ وتشاهد؟ قال متسائلا :'لا اعرف تصديق من فيهم'. فذكرته ان قبل خمسة شهور من اندلاع الحرب العالمية الثانية وفي خطاب له يوم 19 نيسان 1939 تطرق وزير الخارجية البريطاني (1938-1940) اللورد ادوارد وود-هاليفاكس (1881ـ 1959) وهو من اهم السياسيين الذين عرفهم حزب المحافظين البريطاني في النصف الاول من القرن العشرين، الى موضوع الدعايةالبروباغندا ودورها في قرع طبول الحرب بهدف الترويج لبعض الادعاءات او الاكاذيب التي من شأنها التغطية عن الاسباب الحقيقية التي تقف وراء الحروب والنزاعات قاصدا المانيا بقيادة ادولف هتلر ووزير اعلامه د. جوزيف غوبلز، حيث قال:
'ان اختراع نظريات جديدة لتبرير سياسات التوسع وطرح ادعاءات عرقية وما شابه لا تصنع الا لغرض التغطية ولتبرير استخدام القوة حيث يتم دوما حجب الحقيقة وطلاءها بالسواد بواسطة الدعاية-البروباغندا العنيفة'. واضفت قائلا للطالب ان تعريف هاليفاكس ورد قبل ان يصرح احد اهم رواد المسرح العبثي (مسرح الابسورد) الفيلسوف والكاتب الروائي الروماني-الفرنسي يوجين يونيسكو (1909-1994) بان هدف البروباغندا بالاساس هو هدم وعي وادعاءات الطرف الآخر. فسوف لا نبتعد كثيرا اذا ما شبهنا ما يجري في عالم السياسة الدولية بتركيبة العمل المسرحي. فنهاك المشهد الذي يراه الجمهور على المنصة الخارجية وهناك كل ما يجري خلف الكواليس. ففي السياسة (وشعبتها الخارجية) - العلاقات الدولية - وفي كل نزاع محلي او اقليمي او عالمي هناك من تلقى عليه مهمة ادارة الازمة وآخر، ادارة 'مشهد الازمة' ومن يكتب السيناريو(هات) ومعه يدرج تقسيم الادوار (الرئيسية والثانوية والامامية والخلفية) الذي يقرره عادة المخرج لكي يقع الاختيار على اكثر الممثلين القادرين على اتقان الدور لكي ينفر في النهاية (التراجيدية لنقل) دم المقتول وتذرف دموع الجمهور . 'اعرف ان القتلى من كل الاطراف هم سوريون، ولكن من المستفيد في الشأن السوري'، اردف الطالب. عندها نصحته بالبحث عن الاجابة بشكل مستقل على امل الاستمرار في الحوار بمناسبة اخرى. افترقنا وكان املي، الغير معلن له على الاقل، الا يأتني بتحليل يعالج مواقف من يساهم بادارة السياسة الخارجية للدول وبالتحديد ملف الازمة السورية بل ان يأتي بتحليل عن موقف الجمهور وتلقيه كل هذا الكم المستفيض من الرسائل الاعلامية ومدى وكيفية تأثره او عدمه من الخطاب السياسي المعلن لهذا الطرف او ذاك عبر بياناته المنتشرة في الفضاء العمومي. فقد عكس ارتباك هذا الطالب حيرته كعضو في شريحة من الجمهور (الضلع الاول) وليس بارتباطه بذلك السياسي (الضلع الثاني) الذي يحاول صناعة القرار او ضحايا القرار (الضلع الثالث لمثلث الصراع) بشكل مباشر او غير مباشر .
'الضلع الثالث الذي يتشكل من اولائك الضحايا الذين يتواجدون في بؤرة الصراع على الارض في كلا الطرفين هم وحدهم من يملك (كل منهما على حدى) اجزاء مختلفة من مكونات واقع الاحداث الجارية وذلك قبل تآطير الواقع وادلجته ونقله مباشرة او مسجلا او محرراً بامانة او تلاعب الى الرأي العام ليصبح مشهدا في مقدوره او عدمه المساهمة في تشكيل الرأي العام. كما ان الجناح الاعلامي (مهنيا كان ام هاويا) الاسرع والاكثر مهارة وصاحب العلاقة والادوات لتوصيل ما يؤطره (بغض النظر اذا ما كان يعكس الواقع بشموليته) لعناصر خارجية تملك وسائل الاعلام وتستفيد مادياً من المشاهد الواردة، هو الذي قد يكسب شوط المعركة (وليس بالضرورة كل الاشواط ) الاعلامية المنقولة بشكل صادق او اقل من ذلك. فالرسائل المنقولة اعلاميا قد تؤثر او لا تؤثر على هذا المشاهد او ذاك. احد المشاهد الذي تم اختيارها في المسرحية الاعلامية التي تستهدف نقل الواقع كما تراه وتريده وسائل الاعلام هو ان يلتصق في ذهن المشاهدين عن مجريات الاوضاع في سورية مشهداً استطاع ولو بشكل جزئي ان يخلق في عقول (ولاسباب تعود الى معدل المهنية الاعلامية او سياسة التحرير) شريحة من الناس صراعا نفسياً داخلياً خلاصته: 'انا مع سورية العروبة والمقاومة وضد تقسيمها وتدميرها، ولكن يؤلمني مشاهدة القتل الجاري في بعض المناطق السورية'. هذه الجملة تسلط الضوء على النظم القيمية للفرد وعواطف اخلاقه والا لما كان ليصدر هذا الحكم المركب. فاطلاق الاحكام ينقسم الى نوعين: السخط والاستنكار او الموافقة والاستحسان لممارسات احد الاطراف او جميع الفرقاء. واحياناً يتحول موقف فرد معين من الجمهور من موقف مستحسن يوم امس الى مستنكر اليوم لأعمال طرف في النزاع وذلك بعد ان قام هذا الطرف بفقدان اخلاقياته نتيجة لتبنيه اعمال ثآر عنيفة تجعله يصنف في ذات الفئة التي تم تصنيف الطرف الذي بادر لإستعمال العنف بداية فيها، مما افقد (في نظر شرائح من الجمهور) الطرف المستقبل للعنف بداية، تفوقه الاخلاقي. فاذا افترضنا (وقد اخترت هذه الكلمة لأنني كمحاضر جامعي وباحث اكاديمي ليس لدي دلائل مادية قاطعة مدقق بها لأحكم بشكل موزون وقاطع) ان فرداًافراداً من احد اجنحة الامن السوري قد بادر في مارس 2011 الماضي الى استعمال طاقة العنف الجسدي المدعوم باسلحة وأدى الى اراقة دماء او حتى التسبب بالعذاب للآخرين، فان تطور رد الفعل من قبل بعض الاطراف (اكرر انه من الصعب معرفة عدد وتبعية الفئات المناوئة والعاملة ضد الحكم في سورية) قد اخذ منحىً تبنى فيه هو الاخر استعمال العنف حيث تم نقله كمشهد مضاد. فاذا كانت النظم القيمية الاخلاقية لبعض الشرائح المجتمعية لاولئك الذين يستنكرون اراقة الدماء من قبل عنف مدعوم من الحكومة السورية، فكيف يمكن ان يقبل الفرد ذاته بمشهد يصور اراقة دماء سوريين اخرين على ايدي اطراف مدعومة بالمال والعتاد من قبل جهات عربية او غربية، دون سخط او استنكار؟. فان اصدار الحكم من قبل الافراد او شرائح من الجمهور عما تقوم به الاطراف في سورية، واطلاق مصطلحات عامة ورائجة مثل 'موافق وصحيح' او 'غير موافق وخطاء' لا يحمل معنى الا اذا ارتبط المشهد بمبدأ 'المنفعة' لأحد الاطراف. ولذلك فالفرد (سورياً كان ام عربياً ام آخر) الذي لا مصلحة مالية له في النزاع ولم يتأثر بشكل مباشر او غير مباشر على الارض مما يجري في سورية ويتبنى بشكل بديهي حزمة من النظم القيمية الاخلاقية التي تقف ضد العنف على كل انواعه والتي تفرز اخلاقاً عاطفية غاضبة ضد اعمال القتل من اي طرف، ليس من الاخلاقي ان يستنكر ما تقوم به الحكومة السورية ويغض الطرف ولا يستنكر ما تقوم به الاطراف الاخرى المدعومة سياسيا وماليا وعسكريا من اطراف خارجية والتي تسبب وتوسع رقعة الآلم والخسائر في الارواح. ذلك لأنه سيختل توازن الموقف الاخلاقي اذا تم تطبيقه بشكل منقوص: فكري ومبدئي في حالة معينة وفكري ومبدئي مقرون بالممارسة والنتائج في حالة اخرى، لأن هذا سيظهر ما يسمى بازدواجية المواقف والمعايير وقد يزيد من حجم الازمة النفسية لذلك المشاهد حيث سيجعله يبحث عن مبررات ويعيش في صراع نفسي كالذي يظهر على خشبة المسرح او الشاشة .
ان تتلقى فئات (من الجمهور) تشاهد وتستمع وتقرأ رسائل مؤيدة او معارضة من او عبر وسائل الاعلام لهذه الطرف او ذاك، وتتبنى المشهد المنقول دون مساءلة او مراجعة او تحقيق والتظاهر بأن احكامها موضوعية غير منحازة فهذا لا يعني بالضرورة ان هذه المواقف 'الموضوعية' هي الصواب. فمن يراقب ويسجل مستعملاً مناهج البحث العلمي (الكمي والنوعي) يصل الى نتيجة تستدعي ما سآله الطالب المذكور اعلاه: 'لا اعرف تصديق من فيهم'. فالمسآلة هي ليست فقط 'من يصدق'، بل ان المسآلة تعود هنا فيما اذا كانت نظمك الاخلاقية، انت كمستهلك للمادة الاعلامية، مع استعمال العنف وتبرير اراقة الدماء بشكل من الاشكال ام لا، وذلك قبل ان تعرف الحقيقة من التلاعب في رواية هذا الطرف او ذاك؟
لان وجود الاراء المختلفة بما يتعلق بالصواب والخطأ، هو ما يسلط الضوء على الفرق العاطفي بين البشر والحيوانات، ويتيح للآراء ان تكون عرضة للتغير عبر حيازة كم اكبر من المعلومات ومن اكثر من مصدر واحد والقيام بالمقارنة فيما بينها. هذه هي العملية التي من شأنها ان ترتقي بنا كجمهور مشاهدين الى درجة اعلى من الفهم وتقييم النزاعات السياسية الدموية حتى لا تتحقق الخدعة الدعائية بسهولة نسبية ولكي لا تتم عملية حجب الحقيقة وطلاءها بالبروباغندا السوداء التي ذكرها هاليفاكس.

http://alquds.co.uk/index.asp?fname=today\20qpt478.htm&arc=data\2012\02\02-20\20qpt478.htm

عزيزي رفيق
الدم مقدس
الانسان أغلى من الآلهة وأغلى من كل شيء
أي إنسان، مهما كان دينه أو اتجاهه السياسي
لعبة القتل القذرة بادر بها النظام، وللأسف لا يمكن للعبة أن تتوقف
من سينسى موت من أحبهم
اليوم لم نعد نستطع أن نبرئ أحداً
لكن من الظلم مقارنة ذنب صاحب الدبابة بخطأ صاحب بندقية الصيد
أو حتى المسدس والرشاش
سوريون هم من يموتون
بل بشر
وأناس نحبهم أو حتى مروا بقربنا ذات يوم
أما من عاقل يخاطب النظام ويطالبه بل يرجوه أن يبادر بحقن الدماء كما بادر مسبقاً بإراقتها

أتفق معك على المبادرة والتي أدعو لها دوما!
السؤال هو كيف يتم ذلك قبل فوات الأوان ومتى?

الصعوبة هنا أن عرب النفط لطخوا أيديهم بالدم عبر التحريض والدعم بكافة أنواعه للتقاتل الداخلي وأصبحوا جزأ من المشكلة كما هي دول الناتو ولذلك لا أظن أنهم سوف يلقون بالا لوقف النزف لأن أحد الأهداف هو إضعاف سوريا كما أضعف العراق وكما حصل في ليبيا , أقول هذا فقط لتحييد من لا يملك على طاولته أي مبادرة إيجابية

لهذا لا يمكن وقف نزيف الدم إلا بمبادرة سورية شعبية داخلية خالصة أتمنى أن تبدأ اليوم قبل الغد

اي اتفاق تتفق معها واي مبادرة تدعمها وانت لا تنظر لما يحصل الا بعين واحدة وعوراء
اي تناقض واقع انت فيه ، في مداخلة لك تؤيد مقتل المصور الذي بنظرك هو عبارة عن منظومة عسكرية دعائية سرسرية

مادمت تُنظِّر ولا ترى في سورية من قتل وتدمير الا الجماعات المسلحة ، بالله عليك كيف سيكون شكل المبادرة مادامت بين قوة نظامية بنت حلال وبين عصابات ارهابية مسلمة ،
هل برايك ستجلس العصابات المسلحة على طاولة حوار مع النظام ليتدارسوا سبل الحل السلمي ، وانت تقول بأن المواطن العادي يطلب الامن للقضاء عليهم لانهم روّعوا الامنين

انت اخطر من الشبيحة الذين يقتلون بدم بارد، لأنك رجل جزء من آلة دعائية وعضو مجموعة تدعم وتؤيد الحل العسكري، وكما تعلم فالدعاية جزء أساسي من أي حرب

وتحلم بمبادرة شعبية داخلية خالصة ، وتتمنى ان تبدأ اليوم قبل الغد . ما هي الاسس التي تبني عليها احلامك وامانيك ، وقوات نظامك تقتل القتيل وتقتل من يشيعه ، ومن يسعفه ومن يعالجه ومن يصوره ومن يمشي بالشارع ، لك الرصاص اصبح يقتل من هم مختبئون تحت اسرتهم في غرفهم
تمنى واحلم يارفيق لكن امانيك لن تحقق الا بعد القضاء على رأس الأفعى وهي الالة الامنية التي ترى في القتل سبيلا للحياة .
يارفيق شو الواحد بدو يحكي ، نظامك انتهى الى غير رجعة ـ فالدبابات لن تعيد له هيبته فقد تحطم جبروته عند اجتياح درعا ، وتمزق بباقي المحافظات ،
يارفيق محافظة درعا لايوجد فيها نظام يعني ليس له وجود علما دباباته ومدرعاته وجحافله وقناصاته منتشره في كل مكان ، فمن قال لك ان النظام سيستعيد هيبته لو سحبهم
الحل........... الرحيل ، لاحل غيره ان كان يراد لسورية الخير والامن والاستقرار

ان هذا الكثير من العلاك غرضه الوحيد الغاء الحدود بين الجاني والضحية ووضعهم على مستوى واحد.
لاتوجد اية قيم اخلاقية تسمح بوضع الضحية والجلاد على نفس المستوى.
ان محاولة الظهور بمظهر الحيادي في التقييم، خدعة قديمة، تصب في صالح نظام الاجرام في دمشق، وتتجاوز جميع مضامين المشكلة وتتعامي وتعمي عن رؤية الاسباب التي ادت الى اندلاع الرد على عنف السلطة.

وحتى اليوم تبقى سلطة وقف نزيف الدم بيد السلطة، ولكنها اختارت القمع الى الابد، وماعدا ذلك لذر الرماد في العيون.
بالتاكيد قد تتمكن السلطة من قمع جميع مظاهر المعارضة، وستضع بالطبع مظاهر معارضة كراكوزية مسيرة من قبل اجهزة امنها، على رأسهم عميلها بوظيفة " معارض" جميل قدري. ولكن ذلك ليس نهاية الانتفاضة ولن يخدع احد لا في الداخل ولا في الخارج ولن يعيد الاوضاع الى ماكانت عليه ولن يعيد الشرعية للنظام الدموي.
وحتى الدستور الذي اجبر عليه بشار الحيوان، والذي كتب من طرف واحد، لن يشكل حلا وانما " لعبة" لمحاولة طلاء وجهه القبيح. ان الحلول لاتاتي من الجزار، فلا يجوز ان يكون هو المتهم والقاضي والسجان في نفس الوقت. هذه خدعة فجة تدلل على مستواه الاخلاقي وعجزه العقلي واستهزاءه بشعبه حتى الحضيض..

فهل تسمح لك نظمك الاخلاقية المشاركة بهذه المهزلة؟

(02-22-2012, 07:53 AM)نضال الأمير كتب:  اي اتفاق تتفق معها واي مبادرة تدعمها وانت لا تنظر لما يحصل الا بعين واحدة وعوراء
اي تناقض واقع انت فيه ، في مداخلة لك تؤيد مقتل المصور الذي بنظرك هو عبارة عن منظومة عسكرية دعائية سرسرية

مادمت تُنظِّر ولا ترى في سورية من قتل وتدمير الا الجماعات المسلحة ، بالله عليك كيف سيكون شكل المبادرة مادامت بين قوة نظامية بنت حلال وبين عصابات ارهابية مسلمة ،
هل برايك ستجلس العصابات المسلحة على طاولة حوار مع النظام ليتدارسوا سبل الحل السلمي ، وانت تقول بأن المواطن العادي يطلب الامن للقضاء عليهم لانهم روّعوا الامنين

انت اخطر من الشبيحة الذين يقتلون بدم بارد، لأنك رجل جزء من آلة دعائية وعضو مجموعة تدعم وتؤيد الحل العسكري، وكما تعلم فالدعاية جزء أساسي من أي حرب

وتحلم بمبادرة شعبية داخلية خالصة ، وتتمنى ان تبدأ اليوم قبل الغد . ما هي الاسس التي تبني عليها احلامك وامانيك ، وقوات نظامك تقتل القتيل وتقتل من يشيعه ، ومن يسعفه ومن يعالجه ومن يصوره ومن يمشي بالشارع ، لك الرصاص اصبح يقتل من هم مختبئون تحت اسرتهم في غرفهم
تمنى واحلم يارفيق لكن امانيك لن تحقق الا بعد القضاء على رأس الأفعى وهي الالة الامنية التي ترى في القتل سبيلا للحياة .
يارفيق شو الواحد بدو يحكي ، نظامك انتهى الى غير رجعة ـ فالدبابات لن تعيد له هيبته فقد تحطم جبروته عند اجتياح درعا ، وتمزق بباقي المحافظات ،
يارفيق محافظة درعا لايوجد فيها نظام يعني ليس له وجود علما دباباته ومدرعاته وجحافله وقناصاته منتشره في كل مكان ، فمن قال لك ان النظام سيستعيد هيبته لو سحبهم
الحل........... الرحيل ، لاحل غيره ان كان يراد لسورية الخير والامن والاستقرار

نعم أنا عضو من مجموعة مؤلفة من شخص واحد وإتهامك لي يتصف بعدم الإتزان!

النظام وهيبته لا تتعلق ببلدة الحراك أو غيرها والآن طبعا هناك إستقطاب لكن هذا الشعور يمكن أن يتحول إلى شعور إيجابي وبناء في حال وجود حلول سياسية, فالناس تعيش على الأمل وليس على الحقد.

هذا من جهة . من جهة أخرى يجب أن نستوعب جميعا أن النظام لا يمكن أن يستمر بشكله الحالي بدرعا أو بدون درعا لكن الصراع الذي يحدث الآن لا يجري بين الخير والشر وأنت تعلم ذلك فهل يمكنك إقناع نفسك فعلا أن درعا تمثل الخير والسويداء تمثل الشر وأن معظم شعب محافظة حمص أشرار بينما مسلحي بابا عمر والخالدية من الأخيار
أما حول الصحفي الذي تتحدث عنه فمن أعطاه هذه التسمية وهل هو جزء لا يتجزأ من المجموعات المسلحة أو "الجيش الحر" أم هو شخص حيادي!
الرجل إختار موقعه كأي بالغ فلماذا تتفاجأ بمقتله?

أنا أمنياتي أكثر تواضعا من أمنياتك ورغباتك يا زميلي , فالواقعية والموضوعية تتطلب أن لا أعمم بل أبحث عن حلول واقعية فإذا كنت لاأريد النظام وأريده أن يرحل , هناك من يريده أن يبقى وليس بسبب الفساد بل بسبب البديل الغير ناضج أو غير الآمن

(02-22-2012, 01:12 PM)طريف سردست كتب:  ان هذا الكثير من العلاك غرضه الوحيد الغاء الحدود بين الجاني والضحية ووضعهم على مستوى واحد.
لاتوجد اية قيم اخلاقية تسمح بوضع الضحية والجلاد على نفس المستوى.
ان محاولة الظهور بمظهر الحيادي في التقييم، خدعة قديمة، تصب في صالح نظام الاجرام في دمشق، وتتجاوز جميع مضامين المشكلة وتتعامي وتعمي عن رؤية الاسباب التي ادت الى اندلاع الرد على عنف السلطة.

وحتى اليوم تبقى سلطة وقف نزيف الدم بيد السلطة، ولكنها اختارت القمع الى الابد، وماعدا ذلك لذر الرماد في العيون.
بالتاكيد قد تتمكن السلطة من قمع جميع مظاهر المعارضة، وستضع بالطبع مظاهر معارضة كراكوزية مسيرة من قبل اجهزة امنها، على رأسهم عميلها بوظيفة " معارض" جميل قدري. ولكن ذلك ليس نهاية الانتفاضة ولن يخدع احد لا في الداخل ولا في الخارج ولن يعيد الاوضاع الى ماكانت عليه ولن يعيد الشرعية للنظام الدموي.
وحتى الدستور الذي اجبر عليه بشار الحيوان، والذي كتب من طرف واحد، لن يشكل حلا وانما " لعبة" لمحاولة طلاء وجهه القبيح. ان الحلول لاتاتي من الجزار، فلا يجوز ان يكون هو المتهم والقاضي والسجان في نفس الوقت. هذه خدعة فجة تدلل على مستواه الاخلاقي وعجزه العقلي واستهزاءه بشعبه حتى الحضيض..

فهل تسمح لك نظمك الاخلاقية المشاركة بهذه المهزلة؟

النظام دعا إلى الحوار وقبل بالمراقبين العرب وبغض النظر عن جديته فلا توجد جدية لدى بعض المعارضة وهذا يدل على هامش حرية يتمتع بها مقارنة بمجالس الإنس النفطوأمريكية

إن لمراهقة المعارضة سواءا القريبة للنظام أو القريبة للناتو دور مشجع للنظام على إيجاد حلول تناسبه!

لا أشعر أنه ستكون هناك مقاطعة عامة للإستفتاء عل الدستور الجديد, ستكون هناك طفولة سياسية إن لم يصوت عليه ولو بالرفض ,لأنه وحتى لو تغير النظام كليا فسوف يسهل أي مشروع دستور جديد وجود دستور سابق عليه من جهة ومن جهة أخرى أرى أنه من المهم إشراك المواطن العادي بهذه التجربة (السلمية عن جد) مع وجود ضمانات بعدم تزوير النتائج

لا اتحدث عن الوضع السورى فأبناء سوريا أدرى بحالهم ودمائهم غالية علينا جميعا.

ولكن تعليقا على عنوان الموضوع ... فأنا من أنصار إراقة الدماء عند الخروج على الشرعية.

اما كون نظام الحكم شرعى او غير شرعى .. فهل عدمنا الوسائل للأصلاح ... أوليس فينا رجل رشيد؟

الثورة تقابل بقمع والبقاء للأقوى ... فكلا الطرفين يستخدم اقصى قوته ... والمنتصر هو الذى سيحدد من القاضى ومن المجرم

ولكن فى النهاية عزائى وأسفى لكل قطرة دم سورية ... وعزائى لسوريا فى زهرة أبنائها خيرة أبناء العرب.

مطلوب الآن من الجامعة العربية ومن الشيخ يوسف القرضاوي ومن جميع شيوخ وعلماء المسلمين اتخاذ ما عقدوا عليه في مسألة سوريا علي الأقل..فلنبيح دم نتنياهو وكل صهيوني يصبح لنا هدفا..وندعم المقاومة بالمال والسلاح وفوق ذلك بالإعلام فهو المحرك الرسمي للجماهير في عصر العولمة..ونتخذ كافة الطرق الفعّالة لرفع الحصار عن غزة..ودعم حكومتها بالمال وبالسلاح..هذا حقهم وليس لنا عليهم إلا الخدمة..

وإذا عجز هؤلاء جميعا عن صنع أي شئ مما سبق فعلي الأقل يتخذوا 1/4 ما فعلوه في مسألة سوريا..فليدعوا جميعا مجلس الأمن للإنعقاد..والجمعية العامة للأمم المتحدة.والجامعة العربية..ويعقدون مؤتمرا لأصدقاء فلسطين أو غزة أي شئ المهم مؤتمر أصدقاء وخلاص..يكون مهمته هو دعم المقاومة في وجه الإحتلال...

تأكد إن فعلوا ذلك فسترتدع إسرائيل..وسيقف جميع من خانوا قضية فلسطين عند حدودهم وستعجز الولايات المتحدة عن نصرة الكيان..فالعرب قد اجتمعوا..وما أدراك ما العرب أن يجتمعوا علي قضية مقدسة لدي كل مسلم..

(02-22-2012, 08:45 PM)نظام الملك كتب:  لا اتحدث عن الوضع السورى فأبناء سوريا أدرى بحالهم ودمائهم غالية علينا جميعا.

ولكن تعليقا على عنوان الموضوع ... فأنا من أنصار إراقة الدماء عند الخروج على الشرعية.

اما كون نظام الحكم شرعى او غير شرعى .. فهل عدمنا الوسائل للأصلاح ... أوليس فينا رجل رشيد؟

الثورة تقابل بقمع والبقاء للأقوى ... فكلا الطرفين يستخدم اقصى قوته ... والمنتصر هو الذى سيحدد من القاضى ومن المجرم

ولكن فى النهاية عزائى وأسفى لكل قطرة دم سورية ... وعزائى لسوريا فى زهرة أبنائها خيرة أبناء العرب.

شكرا لك الزميل القدير نظام الملك على مداخلتك الرصينة والمعبرة عن اللحظة الراهنة والمضوعية !
الزاوية التي يرى بها السوريون مستقبلهم تختلف من شريحة لأخرى وأعتقد أن ما يحدث اليوم هو محاولة إنقلاب على العقد السوري الإجتماعي الشفهي والمكتوب والذي تم إبرامه سنوات الإستقلال الذي لا يحكم بمنطق الأقلية والأكثرية الطائفية بل بمنطق الإعتراف بالآخر الإيجابي !

بتقديري هناك مطالبة حق يراد به باطل لأن إستيعاب أن النظام فاسد ومحاولة تغييره بواسائل سلمية أو غير سلمية شئ وما يسلكونه على أرض الواقع من تهديد لوحدة البلاد وخدمة الأعداء هو شئ آخر وأعتقد أن هكذا تعقيد ساهم في خلط الحابل بالنابل وإلى إراقة الدماء بدون أي نتيجة غير تعزيز مظاهر الإنقسام وإضعاف الوطن الأم وبكل الأحوال دعونا نرى هنا بعضا من النتائج الوخيمة التي أثرت بها هذه الأزمة على سوريا:

١- المحاصرة الإقتصادية للبلد وللمواطن وكل تبعاتها المعيشية الآنية وعلى التنمية المستقبلية لعقود والتي لا يرض عنها أي وطني مخلص
٢- إضعاف مؤسسات الدولة عن طريق التخريب والتفجير والسرقة علما أنها ملك لجميع المواطنين
٣-إراقة دماء السوريين ودب الفرقة والتقسيم بين أبناء الشعب الواحد وبين الأخ وأخيه والجار وجاره
٤-إضعاف قوة الجيش الوطني وتعريضه للتقسيم ومن ثم تمهيد الطريق لحرب أهلية
٥- تمكين عرب النفط وأمريكا وإسرائيل من دور أقوى لهم في سوريا
٦- تسليح المجتمع وجعل الأسلحة تتوجه إلى صدور المواطنين وإرهابهم بدل أن تتجه صوب الأعداء الحقيقيين
..................
.................