الزميل العلمانى
اولا :
الانجيل بالنسبة لى كمسلم هو كتاب سماوى انزل على المسيح عليه السلام , و ليس كتب الفها البشر و سجلوا من خلالها سيرة المسيح عليه السلام.
ثانيا:
قانونية الكتب المقدسة من عدم قانونيتها انما تم تشريعه ايضا من بشر و ليس من المسيح عليه السلام او حواريى المسيح , و رجال الدين مارسوا حجرا على العقل المسيحى اذ انهم قدسوا بعض الكتب و اعترفوا بها و اعتبروا بقية الكتب هرطقات , و مارسوا هذا التقرير فقط لان القوة بيدهم و لو ان القوة كانت بيد غيرهم ممن امنوا بالكتب الاخر المحظورة , لراينا الديانة المسيحية مختلفة عن عقيدتها الحالية و لكان اخواننا من المسيحيين يسمون هذه الكتب الحالية المعترف بها هرطقات .
ثالث:
بالنسبة لورقة بن نوفل , فهو رجل تدين بدين ما , و ربما تدين بالنصرانية الغير معترف بها او بالحنيفية او اى دين اخر .
انتم تدعون انه هو مصدر تعليم الرسول الاعظم و هذا كلام يخالف المنطق و العقل
لان المتعارف عليه ان المتدين يعمل على نشر دينه و عقيدته , و يحرص على جعل عقيدته محترمة و معترف بها و يدخل فيها اكبر قدر من الناس , هذا ما يفعله المتدينون من كل الاديان و العقائد و الطوائف و المذاهب , و لكن لا يمكن ان يتامر متدين من اى دين فى سبيل انشاء دين جديد و تشجيع ظهور شخصية مقدسة فى دينه بتشكيل شخصية مزيفة .
كمثال :
اخواننا المسيحيون بكل طوائفهم و مذاهبهم لا يمكن ان يصنعوا يسوعا مزيفا و يعلموه و يدربوه ان يكون يسوعا , لانهم بذلك يكونون قد حاربوا دينهم بالدرجة الاولى .
الشيعة مثلا :
لا يمكن ان يصنعوا مهديا مزيفا لان هذه الشخصية مقدسة عندهم , و اذا صنعوا مهديا مزيفا فقط لاظهاره للناس يكونوا قد طعنوا دينهم و حاربوا مقدساتهم بالدرجة الاولى .
من هنا يا صديقى يتبين لنا كم هى هزيلة فكرة ان يكون راهب مسيحى او نصرانى له عقيدة مخالفة لبقية الطوائف قد عمل و تامر على تزييف شخصية موجودة فى عقيدته , يعنى لو قلت بان شخصيا يهوديا او بوذيا او هندوسيا هو الذى تامر و زيف شخصية النبى المنتظر عند المسيحيين او على الاقل فى عقيدة طائفة من المسيحيين لربما فيها وجهة نظر و تستحق النقاش , و لكن ان يزيف انسان عقائدى شخصية مقدسة عنده فهذا ما لا يقبل به منطق .
و على افتراض انه شخصية شريرة , فمن الاولى ان يدعى هو النبوة بمعنى ان يدعى انه هو الشخصية المقدسة التى فى كتبه , و على فكرة ورقة بن نوفل من نسل اسماعيل كى لا يتحجج البعض بانه اختار محمدا عليه السلام لانه من نسل اسماعيل , و بذلك لو ادعى هو النبوة اذ يرى فى ذلك مصلحة شخصية , فان استفادته تكون اعظم
من ناحية اخرى
هل ادعاء النبوة فى تلك الفترة بالمنظور التخطيطى و المصلحى هو ادعاء مربح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لنعرف ذلك
تخيل يا صديقى ان يظهر الان شخص فى مكة او الرياض و لن نقول انه يدعو الى دين جديد , بل يدعو الى مذهب اسلامى جديد , فهل تعتقد ان هذا انسان عنده ذرة امل ان يكسب شيئا ماديا من وراء هكذا ادعاء ؟؟؟
ان احتمال قتله يفوق 500% بالرغم من اننا فى القرن 21 و العالم عبارة عن قرية صغيرة , و هناك الاف منظمات حقوق الانسان و الحيوان , و وسائل الاتصالات , و سيجد هذا الانسان المجتمع الدولى و الاوروبى و العالمى يدافع عنه
فارجو ان تتخيل هذا الوضع قبل 1500 سنة
و من ناحية اخرى ثالثة
اليوم يوجد عندنا ملايين كشخصية ورقة بن نوفل التى تصورونها , بل ان الامر لا يحتاج الى ورقة بن نوفل فهناك الكمبيوتر و ما ادراك ما الكمبيوتر , و هناك دول عظمى فيها جامعات عظمى و ارقى مستويات التعليم فى مختلف العلوم و العقائد و الافكار و الاداب
تفضلوا اصنعوا نبيا جديدا
الغرب بكل قوته و اقتداره و دعمه المادى لم يستطع حتى يومنا هذا ان يدخل العلمانية او الديموقراطية الى الوطن العربى و لو فى دولة واحدة , و لم يستطع ان يصنع شخصية تقنع اى دولة عربية بالفكر الغربى , فبالضرورة لا يستطيع الغرب بكل قدراته المادية و العلمية و التعليمية و الاتصالية و الاعلامية ان يصنع نبيا او رسولا مزيفا ينطلق من الصفر فى دولة كل ابنائها من المتعصبين لدينهم فيغير دينهم و يغير تاريخهم و حياتهم و ينقلهم من الصفر الى الصراع و التنافس الدولى .
حضرتكم تريدون اقناعنا بعد ذلك ان رجلا اسمه ورقة بن نوفل صنع ذلك ؟؟؟