(03-06-2012, 04:00 PM)jafar_ali60 كتب: تحية لكل الزملاء الكرام الذين اثروا هذا الحوار ، وللاخ بهجت واعتبره دليلا وثاقب النظر على ماذا اعتمدت يا صديقي على ان النظام ساقط ، وهذه امنية ستجنب سوريا مخاطر جمّمة شخصيا احاول ان اتفائل بقرب سقوطه لكن الوقائع على الارض تجلب التشاؤم فعلى ماذا اعتمدت يا صديقي
............................
أتمنى على الزملاء ممن يتابعون هذا الشريط أن يلاحظوا أن الأسباب التي سأذكرها هنا سبق أن طرحتها في أكثر من مداخلة .. حسنا .. لم أنوه إلى ذلك ؟.
لسبب لا علاقة لها بأي شيء شخصي ... الخ ، و لكن لأن هذا التحليل يتطابق إلى حد كبير مع تقدير موقف السفير البريطاني في سوريا و طرحه الأخ فضل في شريطه " سوريا تقدير موقف - السفير البريطانى " .
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=47531
و بالتالي فمداخلتي أسبق من عرض هذا الشريط ربما باكثر من أسابيع .. أما كيف تتشابه التحليلات رغم تباعد المكان و الخبرة ، أرى أن السبب يكمن في توخي أقصى درجات الموضوعية بعيدا عن العواطف .
...............................................
الأخ جعفر علي .
" كل المادة هنا سبق أن طرحتها حرفيا ".
..
الموقف يحتاج فعلآ ليس للتحليل السياسي بل الحدس السياسي ..
أختلف معك في نقطة أساسية و اتفق في أخرى ، أختلف في أن النظام السوري سيستمر طويلآ ، و أحدد حوالي 6 أشهر لسقوطه ، أنت بالطبع تتذكر نقطة breaking point في stress- strain diagram ، هناك نقطة سيفقد النظام elasticity و سينهار بشكل فجائي تحت تأثير قدر إضافي صغير من الضغوط . في الوقت الذي يتحدث العالم عن إنتفاضة الربيع العربي أقرأها بشكل أدق لتكون إنتفاضة الأصولية الإسلامية ، ليس المهم من في الشارع المهم من يذهب إلى السلطة ، لو نظرت إلى الصورة العامة للمنطقة الان ستجد نجاح الإسلاميين في الوصول إلى الحكم في مجموعة من أكبر الدول العربية ، في مصر ( استكمال إجراءات ) و تونس و المغرب و ليبيا و قيادتهم للإنتفاضة في سوريا، و قيادة إنتفاضة البحرين ( شيعية ) ،و سيطرتهم على الحكم في لبنان ( شيعي ) ،و هيمنة واضحة على الحكم في العراق ( شيعي ) ، بهذا سقط الحكم العلماني في أهم مراكزه ( تونس و لبنان ) و شبه العلماني في ( مصر وليبيا و سوريا ( عمليا ) ) ،و لم يبق سوى الجزائر و الأردن ( نسبيا ) و سوريا ، الأنظمة في هذه الدول سوف تنهار خلال 1-2 سنة بداية من سوريا ،ولن ينجو منها نظام واحد .
ما أنا مقتنع به و عبرت عنه أكثر من مرة أن النظام في سوريا غير قابل للإصلاح من الداخل ولا توجد قوة قادرة على إصلاحه من خارجه ، فلا هو نظام عسكري يمكن للمؤسسة العسكرية ابداله ، او نظام حزبي يمكن للحزب تغيير الطغمة الحاكمة juntaفقد حطم حافظ الأسد الحزب و جعله مجرد موظفين لديه ،ولا هو نظام ديني كإيرن يمكن للمرجعية سحب البركة من الحاكم فيسقط ! فالعلوية ليست مرجعية سياسية مثل الشيعية الإمامية الآن ، لذا فهو نظام أسري مغلق لا يصلح دون تدميره كلية .
أخطر ما يواجه سوريا هو مرحلة ما بعد سقوط النظام " الأمني في جوهره" ، لهذا أتفق معك في ضرورة حوار واسع و عميق و تفصيلي و لكن ليس بين النظام و المعارضة بين المعارضات بعضها البعض و بينها و بين كل فئات الشعب السوري الان و ليس غدآ . وهذا يبدوا أيضا مستحيلآ كما شعرت . يعني باختصار .. الله غالب .
حكاية سوريا مختلفة عن مصر تذكرني بما كان يقال " مصر ليست تونس " و ظهر أن المقصود " تونس ستنجو و مصر ستنتحر " !.
..............
يا صديقي .. لم يحدث من قبل أن ذهب أحد إلى المدى الذي ذهب إليه النظام السوري و أمكن استعادته .حتى لو لم يرد أغلبية الشعب السوري اسقاط النظام سيسقط ، تلك قوانين تعمل في هذا العالم ، إني لا أومن بالحتميات الدينية أو الشيوعية ،و لكني أومن أيضا أننا عندما نذهب إلى مدى معين ستعمل القوانين تلقائيا ، التفاعل النووي لابد له من بداية و لكن مجرد أن يبدأ لن يمكن ايقافه ،و لكنه سيستمر حتى يحدث الإنفجار .
............
إن القوى التي تطارد النظام السوري هي قوى قاهرة إلى أكبر مدى ، وهي التي قررت كل ما يحدث و يحدث في المنطقة منذ بداية " الربيع العربي " حتى اليوم ( امريكا – الغرب – دول الخليج ) ، و هي التي أسقطت كل الأنظمة التي سقطت – باستثناء تونس – و لا أعتقد ان الظام السوري سينجو ، خاصة انه مع تواصل أعمال القتل سيتحول الموقف الروسي .
يبقى سؤال .. هل يرى أحد بشار الأسد على رأس سوريا بعد 6 أشهر أو حتى بداية العام القادم على أبعد مدى .