اصل متأخرا، كنت بدأت بكتابة كلمة منذ ايام و لم تتاح لي الفرصة
ارجوا أن يسمح لي الأستاذ زياد دياب أن اعلق على هذه المداخلة:
(03-02-2012, 02:47 AM)Reef Diab كتب: الصديق العزيز بهجت
ليست المسألة تساؤلات وأجوبة، كلنا يتساءل بطريقته ويطرح علامات استفهام مريبة، والمشكلة أكبر من أن يحتويها سؤال أو مجموعة من الأسئلة فيما يحدث حولنا في الشارع العربي، والذي لايمكن للمطلع والدارس لعلم الاجتماع السياسي أن يطلق عليه اسم ثورة بأي معنى من المعاني، هي إذن قراءات مختلفة بيننا ولكل شخص رأيه ووجهة نظره منا من يتبنى وجهات نظر نمطية جاهزة ومنا من يعتمد على قراءة وتحليل الواقع ضمن سياقه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.
تستكثر على انتفاضة الشارع السوري أن تسميها ثورة.
أود أن أسألك ما هو تعريف الثورة بالنسبة لك؟
هل يمكن أن تعطينا مثلا عن ثورة تستحق هذا اللقب ؟
بالنسبة لي الثورة هي مرادف لما هو فوضوي و غير منظم، أن لم تخونيني ذاكرتي، كنت قد قرأت لك بمكان أخر انك تنتقد الثورة لأنها لم يخطط لها و لأنها لا زعيم لها....
تعريف ثورة حسب المعجم العربي الأساسي:
اندفاع عنيف نحو تغير الأوضاع السياسية و الاجتماعية تغييرا أساسيا.
ثار و يثور: هاج و انتشر، بلغ به الغضب مبلغا بعيدا......
فأي عنصر من عناصر الانتفاضة السورية لا ينطبق على هذا التعريف.
هل تريد اندفاعا أكثر من هذا لم يخمد منذ عام رغم كل الضحايا و التضحيات؟
هل تريد عنفا أكثر من هذا؟؟
هل ترى غضبا أكثر مما تراه و تسمعه؟
ألم تطالب الانتفاضة بتغيير الاوضاع السياسية و الاجتماعية؟؟
فمن هو هذا الدارس و المطلع على علم الاجتماع السياسي الذي لا يطلق الانتفاضة اسم ثورة بأي معنى من المعاني
تصوري انك تعطي رأيك الشخصي المقولب بقناعة مسبقة بأن ما يحصل بسورية مؤامرة
(03-02-2012, 02:47 AM)Reef Diab كتب: لم تعقد مؤتمرات تتعلق بسورية كالتي عقدت خلال هذه الفترة وأخذت طابعاً دينيا ووطنيا وسياسياً، وقد خرجت الناس في بداية الأمر في أماكن متفرقة من دمشق وبقية مدن سورية ولها مطالب محقة بذلك، وكلنا مطالبون بمسيرة الإصلاح ومحاربة رموز الفساد الذي بات يشكل جزءاً من ثقافة المواطن العربي بمختلف شرائحه، لكن الآن من كان يخرج للشارع ليطالب بذلك قد انكفأ بمنزله وانزوى بعد أن شاهد ما شاهد، وبعد أن تعرت أمامه لعبة المؤامرة التي أراد بعضهم أن يمتطي ظهر تلك المسيرات،
بل أن رفضك للقب الثورة ينطق أيضا على كل ما حدث و يحدث بالبلاد العربية، و التي تقول عنها أيضا انها "ادعت" أنها ثارت، و كل التحولات التي حصلت لم تعطيعا أي اهمية
(03-02-2012, 02:47 AM)Reef Diab كتب: وهو ما يحدث الآن في البلدان العربية التي ادعت أنها ثارت على نظامها فسقط الحاكم وبقي النظام، وسيأتي يوم يترحمون فيه على من سقط والعراق أقرب مثال لواقعنا الآن، ومن يتابع الأخبار اليومية يلاحظ ماذا تحقق في تلك البلدان وإلى أين تسير، إذن بعد تعرية الشارع اتضح أن من يتظاهر الآن في الشارع السوري هما اثنان لا ثالث لهما:
تعتب على الثورات العربية التي نجحت أنها غيرت الحاكم و لم تغير النظام..
ربما ينطبق هذا على مصر و اليمن، و لكن تغير الحاكم هو الخطوة الأولى و التي ستجر خطوات كثيرا بعدها..
يبقى السؤال المطروح هل سنتجح هذه الثورات؟؟ و لكن الشك بإمكانية النجاح لا يعني عدم جدوى المحاولة... رغم التكلفة الكبيرة لهذه التجربة
يبقى النقاش الكبير حول نقط أساسية
(03-02-2012, 02:47 AM)Reef Diab كتب: ، وبعد أن تعرت أمامه لعبة المؤامرة التي أراد بعضهم أن يمتطي ظهر تلك المسيرات
مؤامرة أو لا؟؟
سؤال كبير و ربما يخط من اجله الصفحات و الصفحات.
و لكن كيف يمكن لمؤامرة أن تدفع بأطياف عديدة من الشعب أن تنتفض و تقدم التضحيات بالاوراح و الاموال.
بصراحة يصعب علي الاقتناع أن أجندة خارجية هي من وظفت ألاف من نزل إلى الشارع و خاطر بكل شيء، و استمر بذلك منذ عام.
أي منشق هو انتحاري، لا يخاطر بنفسه فقط، بل بأهله و عائلته.
يمكن أن تعثر على 100 أو 200 شخص مجنون، يا سيدي خليهم الف أو الفين، و لكن لا استطيع أن اقتنع كيف يمكن تجنيد الأعداد الكبيرة التي خرجت و تخرج رغم كل اشكال القمع التي لم يعرفها القرن الحالي، عصر المعلوماتية و الأخبار .
استغرب من هذه المؤامرة الكونية التي لم تستطع أن أن تستخرج و لا قرار ادانة هزيل لدعم من جندتهم.
مشكلة من ينظر بالمؤامرة انه لا يميز بين الدعم الذي يأتي من الخارج، و بين التحريض على الثورة.. فنظرية المؤامرة تقتضي أن المتأمرين هم من أطلقوا شرارة الثورة..
يمكن أن نكتب الكثير و الكثير لاستبعاد نظرية المؤامرة، و لكن سؤال اخير: هل فعلا لا يوجد شيء بسوريا يستحق الثورة عليه حتى تقوم المؤامرة بالمهمة؟؟
المؤامرة هي ذريعة تروج لها عصابة الحكم بسوريا و تستعملها حجة لقمع المعارضة حتى ولو اضطرهم الأمر لارتكاب جرائم ضد الإنسانية، فمن تسميه متأمرين افهمو الأسد أن "لا تدخل عسكري" أي أعطوه كرت بالانش، اعمل ما تريد، و نحن نكتفي بالادانية...
مؤامرة، و ما أدراك
(03-02-2012, 02:47 AM)Reef Diab كتب: ، ومن يتابع الأخبار اليومية يلاحظ ماذا تحقق في تلك البلدان وإلى أين تسير، إذن بعد تعرية الشارع اتضح أن من يتظاهر الآن في الشارع السوري هما اثنان لا ثالث لهما:
الأول: من يتعرى أمام عدسات مصوري وسائل الإعلام ويلوح بأعضائه التناسلية ويحمل الحجارة والعصي والهراوات ويقطع الطرقات وهذه هي تربية الشارع لا أكثر و لاأقل.
الثاني: من يخرج من الجوامع الآن في الشارع السوري هو نتاج تربية فكر ديني تكفيري خاطئ، ومن يحملون ثقافة الساطور، أو دعنا نقل هو الجانب الآخر لفكر الإسلام الجهادي الذي يراد له أن يسوق.
من تسميهم تربوا بالشوارع، هم الشعب البسيط الذي لا يملك أي وسيلة للتواصل مع الأجندة الخارجية.
هل تريد من الثوار أن يكون متربيان بالقصور، و يخروجون بالكرافتات و يمشون بالنظام المنضم تحت أنغام هاغنر
الشارع هو من يثور، أنت من قالها، و من الطبيعي جدا أن يتربى بأخلاق الشارع
أما من يخرج من الجوامع فماذا تعيب عليه؟
أن كانت أغلبية الشعب عنده روح متدينة، هل تنكر على الأغلبية أن تعبر عن مشاعرها الثورية بحجة انك تعتبر الفكر الديني تكفيري و خاطئ؟
رغم اني معك بهذا الاعتبار الأخير، و أني مقتنع بأن مصلحتي الشخصية ستتضرر بأيدي التكفيريين و الملتزمين بالفكر الديني، و لكن هذا لا يعطيني الحق بصهرهم و إخراسهم
يكفينا هذا القدر البسيط
و تصبحون على وطن