حينما اتابع الحوارات مع اتباع النظام السوري،واستمع الى حججهم الواهية التي يتمسكون بها لدفاعهم -الغير اخلاقي - عن نظام القمع والاجرام ،وحينما استمع لهجومهم على الثورة -بمناسبة وبغير مناسبة- اتذكر "بقرة" بني اسرائيل وحكاية النبي موسى مع تلك البقرة!
قال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ *
قالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ *
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ *
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا
قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ * وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * } [البقرة: 67-73]
فحينما تحاور "المنحبكجية" واتباع النظام عن الثورة وتسألهم :"هل الاوضاع في سورية قبل 15-اذار تحتاج ثورة أم لا؟"...فيكون جوابهم:"نعم تحتاج ثورة ،لكن حتى نشارك بهذه الثورة يجب ان تبين لنا نوعها ولونها واسماء المشاركين فيها وموديلات ملابسهم الداخلية،ويجب ان لا يقولوا فيها (الله أكبر) حتى لا تكون ثورة دينية..ويجب ان لا تخرج مظاهراتها من المساجد،ولا يكون فيها شخص ملتحي،ويجب ان يتلقى ثوارها الرصاص بصدر رحب دون ان يقولوا (أه) حتى تبقى محافظة على السلمية،ويجب ان لا يكون القائمين عليها طامحين بالسلطة..بل يجب ان يكونوا صوفيين زاهدين يلبسون جلابيب بيضاء خشنة ولا يقيمون في فنادق ويجب ان لا يظهر احدهم بالفضائيات لاننا لا نعرف ان كان يقصد الثورة او يقصد الشهرة،ويجب ان يكون العلويين قادة للثورة والا فهذه ثورة طائفية...ويجب ان يقوم "ابو عبدو الفرّان"و "ابو زهدي الخضرجي" و"استاذ عيسى المحامي"و"الصيدلاني خالد" بدعم الثورة السورية...واذا حدث هناك دعم خارجي للثورة،فيجب ان تكون الدول الداعمة هي استونيا الصغرى وليتوانيا وزائير وكولومبيا ،لأن تلك الدول لا مطامع استعمارية لها في سوريا،واذا قامت السعودية او قطر بتقديم الدعم الاعلامي (الهوبرة فقط)،فهذه الثورة ستكون ثورة امبريالية وهابية صهيونية بترودولارية لن نشارك بها،
وبعضهم يطلب من الثائرين ان تخرج مظاهراتهم من دار الاوبرا حتى تتشرف بمشاركة حضرته النخبوية،وآخر -وهو شيخ تابع للنظام-
يقول لك ان جباه المتظاهرين لم تعرف الركوع في حياتها
(احترنا يا قرعة من وين بدنا نبوسك..هل المتظاهرين متدينين بحسب كلب طائفي تابع للنظام،أم جباههم لم تر الركوع بحسب كلب ديني تابع للنظام؟)".
وبالعودة الى قصة البقر مع سيدنا موسى،فحتى لو قمتم ايها الثوار بالخروج من دار الاوبرا ولبستم المايوهات وتظاهرتم،لخرج لكم نفس من طالبكم بالخروج من دار الاوبرا ليقول:"أنه لن يشارك معكم لأن مقاس المايوه الذي تلبسونه فوق الركبة ما يثبت انكم متدينين"،وبنفس الوقت سيخرج لكم الشيخ اياه ليقول لكم :"قاتلكم الله ..تتظاهرون في عوراتكم التي تثير الفتنة؟".
وصدقوني ايها الثوار لو أحضرتم دعما من نيجيريا بدلا من السعودية،لقال لكم اتباع النظام ان نيجيريا تتكلم الفرنسية في محادثاتها الرسمية بالتالي هي تابعة لفرنسا وعليه لو فان -اتباع النظام - لن يشاركوا فيها لأنها مدعومة من نيجيريا التي تتكلم الفرنسية في محادثاتها!.
والله وبالله وتالله لو كان نصف قادة الجيش الحر من الطائفة العلوية،لخرج لكم اتباع النظام أنفسهم وقالوا لكم ان هذه ثورة طائفية لأن العلويين لا يشكلون سوى 8% من الشعب السوري وليس لهم الحق في يدفعوا المجتمع الى ثورة!!!.
كل ذلك ليصل اتباع النظام الى نفس النتيجة التي وصل اليها اليهود في قصة بقرة موسى،فبعد كل ما فعله موسى لهم لاحضار هذه البقرة كان جوابهم اخيرا:"...فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ"...فهؤلاء يا اصدقائي يريدون ذبح ثورتكم...بالطول بالعرض...يريدون ذبحها...بالسلاح او الشعر او القصة القصيرة..يريدون ذبحها....بالطائفية أو بالدينية او بالالحاد والماركسية...يريدون ذبح ثورتكم....فلا تكترثوا كثيرا..فانتم الان الحقيقة وهم الوهم والسراب...ومن الطبيعي ان يسعوا لتشويه صورتكم...فماذا تتوقع منهم مثلا؟