بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
RE: أدونيس - من جديد - "حول الثورات العربية" .... ما رأيكم؟
الزملاء .
لي بعض الوقفات . و لكني لن أتطرق إلى تقييم الثورات العربية لأني أزمع ذلك بالفعل في شريطي عن الثورات العربية ( المجاور ) مع تحذير أنه شريط غير مسلي أبدا .
1- كون الإنسان شاعرا كبيرا لا يعني أن يكون مفكرا سياسيا بنفس القدر ، هناك رباعية شهيرة لصلاح جاهين أتذكرها من زمن طويل ، يقول فيها : " الفيلسوف قاعد يفكر سيبوه ـ لا تعملوه سلطان و لا تصلبوه-ما تعرفوش إن الفلاسفه يا هوه - اللي يقولوه بيرجعوا يكدبوه - عجبي " . مشكلة الشعراء و حتى الروائيين و القصاصين ، أن إنتاجهم الأدبي لا يحقق لهم دخلا مرتفعا ، و بالتالي يلجأون إلى الكتابة الصحفية مستغلين اسمائهم الشهيرة ،و النتيجة عملاق أدبي و قزم سياسي . نحن نلحق الكتابة السياسية بالأدب و هذا خلط لا يليق .
2- استخدمت كثيرا تعبير " ضبط الساعة " في ردودي على بعض الأصدقاء الذين يناقشون قضايا أصبحت تاريخا أو out of date ، لو لم أقرأ تاريخ هذا المقال لأعتقدت أنه كتب عام 1990 او 2000 أو 2010 أو حتى 2011 كحد أقصى ، أما أن يكون مارس 2012 فهذا دليل أن هناك ساعة تحتاج للتغيير لأنه لا يمكن ضبطها نهائيا . هذا المقال يتجاهل الواقع الفعلي نهائيا ، كمن يقدم له طبق طعام بالفعل فيشرع في طلب المنيو !.
3- هناك تعبير ثاني أريد أن أستخدمه هنا هو " تغيير الموضوع " أو change the subject ، كمن يجد ملفا أمامه لا يفهمه فيستبدله ببساطة بملف آخر !. هذه الآلية يبرع فيها الأمريكيون ، فعندما يطالب الفلسطيني باستقلال و دولة يخرجون له ملف الديمقراطية !. ما أمامنا شيء مشابه ، لقد استبدل الكاتب ملف الثورة السورية كمنتج عملي أمامنا جميعا ، بملف آخر بمواصفات الثورة القياسية في القرن 21 ، كما لو كان التاريخ نوع من الطعام تطلبه من الرستوران و ياتيك هوم دليفري . لا أريد مناقشة الملفات التي تأتي من تحت الطاولة ، فذلك عمل غير مجدي ، رغم أن ذلك ممتع لمن يريد أن يناقش النظريات كمتعة في وقت الفراغ ، و ليس السياسي الغارق في مواجع مجتمعه و مشاكله ،و الذي يعرف أن السياسة هي فن الممكن الواقعي .
4- النتيجة العملية لهذه الحوارات " الزفلطونية " غير " الزحفطونية " خاصة متألق النادي الوحيد ، هي رفض الثورة السورية لأنها بالفعل ذات مكونات سنية طائفية ، بالإضافة إلى جرعات الحرية و الكرامة التقليدية . شخصيا أعتقد أن السياسي غير المفكر المثالي ، فالسياسي يبدأ من الواقع و يتحرك خلال المتاح بالفعل وصولا إلى أهدافه المثالية ، كوني علماني ليبرالي لا يعني أن أرفض الواقع المصري مثلا و ألعن الجميع و انعزل خلف حائط التنظير الذي يشبه في حالتنا هذه الأفيون ،و لكني سأنزل و اختار مرشح الإخوان كي امنع وصول حازم أبو اسماعيل السلفي لرئاسة مصر . نفس هذا الموقف يواجه السوري و غيره ، الإختيار بين بدائل واقعية ، النظام كما نعرفه جميعا أو الثورة كما هي بمواصفاتها التي فرضها الظرف التاريخي . أما أن نهرب من الإجابة خلال تغيير الموضوع فهو نوع من تهريج المثقفين العرب .
5- أريد أن يكون واضحا للزملاء الذين يتناقشون في القضايا كما يحبونها و ليس كما هي ، أن الوضع في مصر و تونس مختلف كلية عن سوريا ، فسواء أعجبنا ذلك أو لا فالثورة قد نجحت في البلدين في تحقيق الهدف المباشر لها ، و نحن الآن في مرحلة الشرعية الدستورية في تونس و قريبا من ذلك في مصر ، اما في سوريا فالثورة مازالت في شرنقة الدم كما أطلق عليها ،و ننتظر خروجها إلى الحياة فقد تكون أسعد حظا من مصر و تونس . فقط على من يناقش قضايا البلدين أن يدرك الفرق ، فمن الغريب أن اجد زميلا عربيا يشرح للفوضويين في الشوارع كيف يهاجمون مؤسسات الدولة و البرلمان بينما ممثلي الشعب داخله بالفعل كنواب " الثورة " ، هو يعتفد انه ينصح سوري يقاتل النظام و ليس مصري يقاتل الفوضى ، و ذلك كما أراه نوع من الحول السياسي .!
.................
بالمناسبة أين العلماني ؟.
أريد بالفعل ان أسمع رأيه فخلال متابعتي المتباعدة لم اعرف موقفه ، فهو مرة يحذر من اقتراب الثورة لسوريا و مرة يحذر من يحذر من ثورة سوريا !.
هذه هي الثورة كما هي بكل مواصفاتها .. مع او ضد .
|
|
03-15-2012, 05:48 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
حائر حر
عضو متقدم
المشاركات: 343
الانضمام: May 2011
|
RE: الرد على: أدونيس - من جديد - "حول الثورات العربية" .... ما رأيكم؟
(03-16-2012, 07:22 PM)بهجت كتب: أعود إلى الشريط لأن مقال ادونيس هو نموذج تقليدي للخطاب الشكلي غير المجدي ، الذي يخفي الخواء السياسي و الفكري خلف تعبيرات عمومية "متثيقفة" على النسق العربي العام ، الذي يحاكيه ولو بشكل مشوه بعض المشاركين هنا .
في كل موضوع نطرحه مالم يكن لغوا استهدافا لأحد الكبار هو إجابة على سؤال افتراضي ، هذا السؤال قد يكون صريحا أو ضمنيا ، و يقول عمنا " فولتير " أنه يحكم على الإنسان بسؤاله و ليس بإجابته ، هذه ليست جملة بلاغية ساحرة .. الخ ،و لكنها فكرة غاية في العمق ، بل أتجاوز ذلك لأقول أن الحضارة هي السؤال و ليس الإجابة ، الشعوب التي تتقدم تطرح أسئلة من نوعية كيف ننتج أكثر ،و المتخلفة تطرح أسئلة من نوعية كيف نذهب سريعا إلى الجنة و من أي باب ؟ ، و الأكثر تخلفا تطرح أسئلة مثل التي يجيبنا عليها الآن " أدونيس " ، ماهي مواصفات الثورة العظيمة ؟ ، بينما هناك بالفعل ثورة في سوريا منذ عام أصبحت واضحة المعالم ، و لكنه لا يسأل نفسه أسئلة بهذه الخطورة كيف نتعامل معها ؛ نقاتل معها ، أم نرفضها و نهادن النظام ، أو نقاتل مع النظام ، مثل هذه الأسئلة الملغومة لا يفكر فيها أمثال أدونيس فهي لا تلائم العباقرة ، يلائمهم فقط الهروب إلى الوهم و اللغة الأنيقة الخاوية .
هذا الموقف الهروبي الإفتراضي أصبح شائعا للغاية ، أن يطرح أحدنا سؤالا فقط لأنه يعرف إجابته دون أن يفكر في جدواه ، أو أن يتخذ موقف البطولة في معركة من نسج خياله ، من يعتقد أني أتحدث عن زملاء بعينهم محق جدا .
الماضي انتهى و نحن نتصدى لمشاكل مستقبلية تنتظر منا اجتهادات جديدة و رؤية سياسية ثاقبة جديدة . أرى أنه كي نناقش الحالة العربية الان علينا أن نتفق على مفاهيم محددة ،و أن نعيد تعريف المصطلحات السياسية وفقا لمعايير مازالت غير اتفاقية . الصورة متشابكة و بها عناصر متعددة ؛ هل نحن في مواجهة انتفاضة الأصولية الإسلامية التي تنبأ بها البعض مثل بهجت في موضوعات لا تقل عن 4 او 5 ، هل نحن في مواجهة النموذج المعولم الحديث للإنتفاضات ( أو الثورات ) التي تحدث عنها بهجت في شريطه " نظرة جديدة للثورات العربية " ، هل نحن في مواجهة مجرد انتفاضة الجوعى ، هل نحن في مواجهة دول تتحلل و تسقط في هاوية الدول الفاشلة ، بينما توهم نفسه بأنها أصبحت قدوة العالم كما يقول لهم الأمريكيون !، لماذا يثور العرب في دول مثل تونس و سوريا و مصر و لا يثورون في دول مثل المغرب و السودان و الأردن ! .ألا يحتاج الأمر حقا نوعا من العصف الفكري لا علاقة له بثرثرة أدونيس ولا ادعاءات فئران الصحافة ،ولا مدعيي البطولات الوهمية و الأهمية الجوفاء ؟ .
عزيزي بهجت
لقد عبرت بشكل مطابق عما يجول في ذهني بخصوص موقف ادونيس وامثاله فهم يعيشون في ابراج عاجية ويفترضون ان عامة الشعب لديها نفس الرؤية
اما بخصوص الثورات العربية فاسبابها ارى انها خليط بين ثورة سنية وثورة جياع فهي ناتجة بشكل رئيسي عن اتساع الفجوة بين الفقراء والاغنياء وانتقال افراد الطبقة الوسطى الى الطبقة الفقيرة وخصوصا في دول مثل سوريا ومصر التي انتقلت من الاشتراكية الى الرأسمالية ونتج عن ذلك انتفاع عدد محدود من ابناء هذه الشعوب من هذا الانتقال السريع
ايضا ساعد على توسيع الفجوة فقاعة النفط والسلع والاراضي في العالم خلال العقد الماضي ادى الى ازدهار قطاعات معينة مثل البنوك والاتصالات والبورصات (حسب علمي تضاعفت اسعار الاراضي في سوريا ومصر عشرات المرات كما هو الحال في الاردن).
فاصبحت كلفة حياة كريمة عالية جدا ولا يستطيع الفرد العادي تحملها (لك ان تلقي نظرة سريعة على مؤشرات اسعار النفط والسلع عام 1999 والان)
هذه العوامل مجتمعة ادت الى تنمية اقتصادية وهمية لا علاقة لها بالاقتصاد الحقيقي من زراعة وصناعة فبقيت رواتب الفئات الدنيا والمتوسطة كما هي ولم يستفد الا اصحاب الشركات والمناصب الادارية العليا فزاد الخلل في تركيبة المجتمع وللعلم كان هناك حديث دائم زمن مبارك عن نمو الاقتصاد بنسبة 5% سنوي وهي نسب مخادعة
اضف الى ذلك الفساد القوي المستشري لدى انظمتنا المحترمة
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A...8%A7%D8%AF
لاحظ ترتيب مصر وسوريا واليمن وليبيا (اشي برفع الراس والله)
115 ,147 ,141 , 126 على التوالي
هذه العوامل مجتمعة ادت الى خلل طبقي وشعور بعدم العدالة لدى اعداد كبيرة من الشعوب .
طبعا لا تنسى دور ثورة الانترنت والاعلام (فيسبوك وتويتر وفضائيات)في فتح عيون الشعوب على واقعها القذر مقارنة بالدول المتقدمة وللاسف اختارت الشعوب من هو غير مؤهل لاحداث ادنى تقدم على الصعيد الاقتصادي
اما بخصوص تونس فلا استطيع تقديم تفسير منطقي لما حصل هناك ولكن ما استغربته هو فوز حزب النهضة بالانتخابات بالرغم من اختلاف طبيعة الشعب التونسي عن شعوب منطقة الشرق الاوسط المتدينة
|
|
03-18-2012, 01:16 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
forat
عضو رائد
المشاركات: 2,249
الانضمام: Aug 2004
|
RE: أدونيس - من جديد - "حول الثورات العربية" .... ما رأيكم؟
خيانة فكرية جديدة تضاف الى سجل ما يسمون "المثقفين العرب" الذين اثبتت الأيام أنهم تابعين للطغمة الحاكمة ومتماهين معها بشكل او باخر اما لدواعي مصلحية او طائفية.
ادونيس ما انفك يكتب لنا عن غياب العلمانية في الثورة السورية ويتباكى عليها ويعزو اليها موقفه "الرمادي" المخزي،واختار موقفا رماديا ليضيع الناس في التفاصيل معتقدا انه أذكى منهم،فصار يكتب عن الحداثة وما بعد الحداثة واهمية دور الابرا والمسرح في توجيه الثورة السورية،وانه ولغياب دور الاوبرا في هذه الثورة فان المشاركة بها "خيانة للعلمانية"،مع التنويه ان ادونيس نفسه المتباكي على العلمانية في سورية كتب قصيدة صمّاء في مدح أكبر ثورة دينية في المنطقة كان يقودها رجل دين:
اقتباس:أفقٌ ثورةٌ والطغاة شتات
كيف أروي لإيران حبّي
والذي في زفيري
والذي في شهيقي تعجز عن قوله الكلمات؟
سأغنّي لقمّ لكي تتحول في صبواتي
نار عصف، تطوّف حول الخليج
وأقول: المدى، والنشيج
أرضي العربية –
ها رعدها يتعالى
صاعقاُ
خالقاُ
وحريقا
يرسم المشرق الجديد، ويستشرف الطريقا.
شعب إيران يكتب للشرق فاتحة الممكنات
شعب إيران يكتب للغرب:
وجهك يا غرب ينهار
وجهك يا غرب مات
شعب إيران شرق تأصّل في أرضنا، ونبيّ
إنه رفضنا المؤسس، ميثاقنا العربيّ.
بالنسبة لادونيس فالثورة الاسلامية التي قادها "شيخ دين" بالمعنى التقني للكلمة هي ثورة علمانية تستحق تدبيج القصائد ورصف الكلمات في عظمتها!...مع التنويه الى ان الخميني كان يوجه اتباعه من خلال خطبة الجمعة في مساجد باريس وتنقل اذاعة بي بي سي الفارسية تلك الخطب على الهواء مباشرة لانصاره في قم المقدسة!
رجل مثل ادونيس كيف تضع في رأسك ان لديه مصداقية وانه ليس اكثر من امعة طائفية بغيضة امتطى الشعر والادب ليبث سمومه كما امتطى حافظ اسد البعث ليبث سمومه!
هؤلاء اكبر متآمر على العلمانية،وهؤلاء هم السند الحقيقي للاسلاميين،فلولا وساختهم ونذالتهم وحقارتهم وكذبهم المقيم لما "قلّب" احد من العامة الاسلاميين او افكارهم!.....وانا اجزم ان اختيار الاسلاميين من قبل الناس ما هو الا ردة فعل على هؤلاء العلمانيين....يعني الناس تمارس النكاية بهم وترسل لهم رسالة مفادها:"المهم ان نتخلص منكم...حتى لو كان على يد الشيطان".
|
|
03-18-2012, 10:30 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}