من الصعب ان يجد الانسان اجابة موضوعية على هذا السؤال. فإن سألنا مؤيدي النظام، سيقولون ان الصراع هو بين النظام و بين عصابات ارهابية مدعومة اجنبيا استغلت الوضع في سوريا و بعض ضعاف العقول من الشعب السوري. و ان سألنا معارضي النظام، سيقولون ان الصراع هو بين نظام دكتاتوري سفاح و بين الشعب السوري بكل شرائحه. و الغريب ان الصحافة العالمية (ما عدا الصحافة في الصين و روسيا) اشترت في الغالب القصة الثانية و باتت تتحدث بلسان المعارضة، حتى ان التقارير الصحافية الواردة من صحافيين اجانب في سوريا يكاد المرء يعتقد أنهم انفسهم في صفوف المعارضة.

لكن هل من المحتمل ان ما يجري في سوريا لا هو معارضة للنظام و لا هو عصابات و لا بطيخ، و انما هو في الواقع حرب اهلية سورية بين طرفين: الطرف الاول هو غالبية سنية، و الطرف الثاني يتكون من اقليات مثل العلويين و المسيحيين و علمانيين و متحالفين معهم من السنة أيضا.

من طرف نظام قمعي دكتاتوري غير شرعي - والكل متفق على ذلك - حتى أنصار النظام لا يمكنهم إنكار ذلك.
بكل قوانين وأنظمة العالم يحق للناس أن يحاولوا التخلص من هكذا نظام بأي وسيلة.

كل من يعادي الثورة يحاول أن يخترع مبررات ليس لها أي قيمة واقعية: مرة يتم اتهام قيادات المعارضة، مرة يتم التخوف من البديل، مرة يتم التحجج بالمصالح العالمية.

نسعى لنظام ديمقراطي لن يبقى فيه أحد إلى الأبد، ولحرية تكشف الفاسد وتستبعده.
وأما المصالح الغربية فإن تقاطعت مع مصالح شعبي فأهلاً وسهلاً بها.

ألا يكفي أربعين سنة من حكم الحزب الواحد والقائد البطة؟
ألا يحق للناس أن تقرر؟
ما هو اللأمر المستغرب الذي يستنكرونه على الثورة السورية؟

(03-21-2012, 07:47 PM)Logikal كتب:  لكن هل من المحتمل ان ما يجري في سوريا لا هو معارضة للنظام و لا هو عصابات و لا بطيخ، و انما هو في الواقع حرب اهلية سورية بين طرفين: الطرف الاول هو غالبية سنية، و الطرف الثاني يتكون من اقليات مثل العلويين و المسيحيين و علمانيين و متحالفين معهم من السنة أيضا.

حتى لو بدا شكليا على هذه الشاكلة فانه فى العمق .. شيئا اخرا .. يعكس معاناة اجتماعية واقتصادية وشعور حقيقى بالمهانة الانسانية لم يعد يحتملها المجتمع .. المواطن العادى فى نهاية المطاف ينفجر ويقرر ان يموت لان وجوده وحياته لم تعد تطاق وليس نكاية فى طائفة دينية اخرى
ما يحدث فى سوريا يجىء فى سياق عام يجتاح المنطقة كلها ومهما اختلفت التركيبات الاجتماعية والدينية لاى بلد فى المنطقة

فى الحقيقة ما يربك المراقب البعيد للحدث ليس الاحساس بان هذه الانظمة قد استنفذت وكان يجب ان تنتهى منذ عقدين بل هو الغموض فى النتائج للحدث القائم

في سورية لايوجد معارضة لأن النظام الأسدي الوراثي قضى على كل من لايواليه
هناك شعب انتفض وثار ونظام مجرم واجهه بأحقر وأقذر وأبشع أشكال القمع
اذا ليست هناك روايتين كي نحكم العقل والمنطق ونحكم مع من الحق
النظام المجرم الوراثي يريد اصطناع رواية أخرى بمساعدة مواليه ومرتزقته من الداخل والخارج وبعض الدول التي ترتبط بمصاالح وأطماع في المنطقة
الثورة في سورية قامت ضد الظلم والقهر والفساد والاستبداد ولم تقم ضد طائفة الا أن النظام الوراثي المجرم حاول منذ البداية أن يدفعها نحو الطائفية كي يفرغ الثورة من شرعيتها وبنفس الوقت يزرع الخوف في الأقليات
الثورة بين شعب ونظام
فاما أن نعدم النظام أو نعدم الشعب
ولأن الثورة طالت فقد ركب على مطالبها الانتهازيون من بعض المعارضين بالاضافة لبعض الدول

انا كنت اتمنى ان يتركز الحديث على الناحية العددية. يعني صراحة ما هي نسبة موالاة السنة للنظام؟ ماذا عن العلويين و المسيحيين؟

طبعا انتم تصرون بأن المسألة واضحة لا تعقيد فيها، لكن ما هو تفسير انحياز هذا العدد الكبير من الناس للنظام، من سياسيين و فنانين و غيرهم؟

أنا لست سوريا و لكني أعرف أشخاص سوريين (في المهجر) يؤيدون النظام و ينكرون ما تنقله CNN من صور و تقارير.

(03-21-2012, 08:51 PM)Logikal كتب:  انا كنت اتمنى ان يتركز الحديث على الناحية العددية. يعني صراحة ما هي نسبة موالاة السنة للنظام؟ ماذا عن العلويين و المسيحيين؟

طبعا انتم تصرون بأن المسألة واضحة لا تعقيد فيها، لكن ما هو تفسير انحياز هذا العدد الكبير من الناس للنظام، من سياسيين و فنانين و غيرهم؟

أنا لست سوريا و لكني أعرف أشخاص سوريين (في المهجر) يؤيدون النظام و ينكرون ما تنقله CNN من صور و تقارير.

بالنسبة للأعداد فهناك مدن بأكملها ثائرة ضد النظام مثل درعا وحماة وادلب وغالبية أهل حمص وغالبية أهل دير الزور
أما فيما يتعلق بالفنانين فأغلبهم مع النظام لما تقتضيه مصالحهم من ناحية وللخوف مما قد يفعله النظام بهم وبأهلهم من ناحية أخرى
العلويون لديهم أعداد كبيرة بالجيش ويحصلوا على امتيازات كبيرة وجني المكاسب من الفساد
المسيحيون بعضهم مع النظام وبعضهم ضد النظام وبعضهم على الحياد
فقط للتذكير هل هناك ثورة يخرج فيها كل الشعب ؟

(03-21-2012, 08:51 PM)Logikal كتب:  انا كنت اتمنى ان يتركز الحديث على الناحية العددية. يعني صراحة ما هي نسبة موالاة السنة للنظام؟ ماذا عن العلويين و المسيحيين؟

طبعا انتم تصرون بأن المسألة واضحة لا تعقيد فيها، لكن ما هو تفسير انحياز هذا العدد الكبير من الناس للنظام، من سياسيين و فنانين و غيرهم؟

أنا لست سوريا و لكني أعرف أشخاص سوريين (في المهجر) يؤيدون النظام و ينكرون ما تنقله CNN من صور و تقارير.

اعرف من هذا النوع الكثير في المهجر، ففي البداية انكروا ان هناك اي حالة اضطراب في سوريا و كذَّبوا اي اعلام عربي او اجنبي يقول عكس ذلك بما يشمل البي بي سي و السي ان ان، و مع تصاعد الاحداث و زيادة عدد القتلى و اللاجئين اعترفوا و لكن اصروا ان الوضع تحت السيطرة، و اخذوا يحاججون بمقولة عبد الحليم خدام، الذي عبر فيها عن ولاء الجيش للنظام بقوله ان الجيش السوري منحوتاً نحتاً لصالح النظام و لا يمكن ان ينشق، و ازدادوا ثقة بأنفسهم بعد استخدام الفيتو الروسي لصالح النظام! و كانوا يزعلون كلما قلنا لهم بأنه و مع كل هذا فان النظام الى زوال!و لكني اقول بان هؤلاء عاطفيون اكثر منهم عقلانيون لانه لا يمكن لاي نظام ان ينتصر على شعب و كما قال الزميل بهجت لان هذا سيكون معاندا للتاريخ!!! مع انني كلي قناعة بان الذي سيأتي على سوريا هو اسوأ من النظام بكثير و خصوصا في ضل الانتشار الرهيب للاسلحة بأيدي المعارضة اليوم!

الناس معتادة علي صنع قصص يكون الخير الواضح بمواجهة الشر الواضح ، مثلا مبارك ضد الشعب المصري ، قذافي ضد ليبيا ، هتلر ضد العالم الخ ، لكن الناس ترتبك عندما لايعرفون اين الخير واين الشر او عندما يكون الشر بمواجهة شر اخر .
الوضع في سوريا بالفعل مربك ويكاد المرئ يكون متيقنا ان سقوط النظام سيعني مذابح جماعية للبعض وهو امر سئ ، لكن استمرار الوضع الحالي يعني ايضا نزيف دم.
باختصار لايوجد خير وشر في سوريا بل شر ضد شر . من الحكمة الا ينحاز المرئ لاي طرف ، لو كنت سوريا لكنت ادنت اي عنف من اي طرف ولصمتت عن اي شئ اخر.

لنفهم "لا طائفية الثورة" علينا قبل أن ننظر اليوم إلى التسلح ومقاومة النظام التي أضطرت لها الثورة بسبب العنف اللامعقول والإجرامي للنظام. علينا إذاً أن ننظر إلى نشأة الثورة، وسيرورتها.
فلقد نشأت الثورة في درعا وبقيت فترة طويلة شبه وحيدة في وجه النظام، وسهل حوران قريب بطبيعته لفلسطين، فلا يوجد بالمجتمع الحوراني شيعة (المتاولة لا يشكلون أي نسبة بحوران، أي أقل من واحد بالألف) ولا يوجد علويون، والمسيحيون فيه أقلية عربية متجذرة في أرض سهل حوران منذ الغساسنة، ولا يوجد أي مشاكل بينهم وبين المسلمين.
كذلك فلقد اعتبرت حوران تاريخياً مؤيدة للعظم للنظام (كانت تسمى خزان البعث)، ووجود الإخوان فيها ضعيف نسبياً وغير مؤثر، والسلفية شبه معدومة الوجود. كذلك هناك تواجد كبير في الجيش والأمن للحوارنة.
لذلك فحتى النظام نفسه لم يستطع اتهام الثورة بالطائفية، إلا بعد فترة، فلقد قام باستدعاء هذه الطائفية بممارساته المقصودة. وحتى بعد شهرين من بدء الثورة اتهم حمص وبانياس بالسلفية واستبعد ذلك عن درعا (كي لا يضحك الناس عليه).
هذه بالنسبة لي ثورة شعب ضد نظام قمعي إجرامي لا يشابهه أي نظام آخر إلا في كوريا الشمالية وعراق صدام وليبيا القذافي، وليس ذنبنا أن ببلادنا طوائف متنوعة.
أما عن الأعداد من المؤيدين فلا يغرنك. الأغلبية العظمى ضد النظام، ولكنه نظام زرع الخوف خلال عقود طويلة، وبالذات سوريي الخارج ما زالوا يعيشون في سجن خوفهم الداخلي. هذه الثورة بعدد أماكن التظاهر وأعداد المتظاهرين لم يسبقها ثورة بشعبيتها الفائقة، فأكبر ثورة بالعالم (أي الثورة الفرنسية) لم يشارك بها أكثر من 2 بالمائة من السكان.

خالص تحياتي