عزيزي الزوبعة، النقاش هنا بالنادي مع شبيحة البطة هو من قبيل "لنفرض جدلاً" المعروف رياضياً، إنه مجرد تدريب عقلي.
لكن النظام وبقاء النظام هو أمر مستحيل عقلياً ونعرف ذلك جيداً في الداخل. لكن مع غير السوريين نحاول إفهامهم طبيعة النظام، بس عبث.
والشبيحة السوريين، بيحلموا كثير. وما بعرف عشو مستندين، بإمكاننا ملاحظة أنهم بمجملهم "واحد" ويعيش خارج سوريا منذ زمن بعيد، وفاقدي الصلة بالمجتمع السوري ويعانون من عصاب أقلوي نفسي قروي مستعصي.
المهم إذا أردنا أن نتكلم واقع، لا "لنفرض جدلاً"، فالنظام غير باقٍ، أياً كانت الأثمان، لأن أي ثمن ندفعه لإسقاط النظام سيكون أقل بمليون مرة من ثمن بقائه. ومن لا يعرف فليسأل حماة، فوقتها لا كان في مؤامرة كونية ولا جزيرة ولا عربية، ولا تدخل دولي ولا ما يحزنون.
اليوم، سوريا كلها انتفضت .. كلها إلا "شبيحة". وفئات ستجد مكانها بالتأكيد بسوريا المستقبل، لأن المستقبل سيكون مفتوحاً ومنفتحاً، وكل خائف من المستقبل، لا يؤمن بالناس، ولا بطيبة الناس، وبما أنه كذلك فعلى ماذا يعول ويوعدنا بمستقبل أفضل؟ ما دام الناس "مش منيحة"؟
أنا لحد الآن لا أستطيع أن أفهم منطق "الحياديين"، ماهو بديلهم عن وضعنا الحالي، ما هو تصورهم للحل في سوريا؟ يعني صارلي سنة عمبحاول أشوف حل غير الحل العسكري ما عمبشوف فعلاً.
على ماذا نتحاور مع النظام؟ إذا كنا خلال سبعة أشهر لم نشهد عسكرة للثورة ومع ذلك كان منذ اليوم الأول النظام يقول جماعات مسلحة، جماعات إرهابية.
طيب ماذا سنفعل بالحوار؟ هل نواجهه بكذبه؟ هل سيتركنا نعمل، هل سيتركنا ننشط؟
خود عندك منذ يومين زميل وصديق لي في مركز البحوث، لم يفعل سوى أن كتب بشكل حر وعملي وحكيم ومتوازن عالفيسبوك، اعتقلوه. وهو عالم وباحث، طيب كيف بدنا نتحاور مع هيك نظام؟
http://www.aljazeera.net/news/pages/c89c...leStatID=9
هذا نظام يجب حرقه وإبادته (طبعاً إبادة النظام وليس الناس). لا يمكن مع هذا النظام غير الإفناء. ومن يحلم بأي حل سياسي في ظل هكذا نظام وهكذا عصابة فهو واهم، وليسمح لي أيضاً جاهل بطبيعة النظام وطبيعة سوريا.
وخذو عندكم مجموعة الشبيحة بالنادي ومواقفها اللاأخلاقية، وحكموا ضميركم فقط، استدعوا ضميركم لا غير.
وليس مطلوب منكم في نادي الفكر غير كلمة طيبة، فأنتم غير فاعلين أصلاً، ولا دور لكم غير في هذا المجال. فهل استصعبتم حتى في مجال الكلمة، نجدتنا والوقوف بصفنا.
وقولوا لي هذا الشخص أعلاه، العالم والمخلص بعمله، والذي لم أعتقد للحظة بأنه سيعتقل، بل أني كنت أراه "لايت" بانتقاده للنظام .. ماذ فعل ليُعتقل؟ وكيف نحاور نظاماً لا يؤمن حتى بحق شخص ببعض النقد وهو على هذه السوية العلمية.
هل تفهمون طبيعة هذا النظام، وأنه لا يمكن لأي حل مستقبلي بوجوده؟
هل تعرفون وتؤمنون الآن بأنه بدون قطع رأس هذا النظام، وحرفياً لا مجازياً، لا أفق للحل في سوريا؟ وأن الناس لن تعود لبيوتها، ولن تقبل بالانتظار أربعين سنة أخرى.
نحن لا نحتاج للتنظير، بل للفعل.
نظرنا كثيراً، ولا ينقص سوريا تنظير، لقد نظرت لشبعت، وصدرت حتى للآخرين نظرياتها، منذ البعث وميشيل عفلق لليوم.
سوريا بحاجة لثورة حقيقية، لثورة على الأرض تنسف الموجود. لأن الكلام والتنظير لن يؤدي لأي تغيير. ولأنه خصوصاً سوريا ليست بحاجة لتنظير جديد. بحاجة لممارسة.
وبدون العمل الميداني لن يكون هناك ممارسة، بدون وجود مساحة حقيقية للعمل الفكري الحر على أرض سوريا لا خارجها، لن يكون هناك مستقبل. والتغيير يكون في وسط النار، لا في الفنادق، وفي المنتجعات.
بل هنا والآن ..
ومن يتعبه التفكير وسط "الرعاع"، فليتركنا نتعب نحن، ونحاول أن نجني ثمار تعبنا، وليرتح وليريحنا من تنظيره علينا، لأن الكتب "معباية بالبسطات".
تحياتي