http://تشرين.سورية/tishreen/public/read/255307
اللبيب من الإشارة يفهم، وشيوخ وأمراء قطر والسعودية لم يفهموا حتى الآن أن المؤامرة فشلت ولم يبق منها إلا جعجعة هنا وأصداء هناك، لماذا لا يفهمون مع أن المسألة واضحة جداً لا تحتاج لبيباً ولا حتى إشارة، إلا إذا كان علينا الفهم أن من بين هؤلاء لا يوجد لبيب ولا من يحزنون.
هل أصبح الفهم أمراً مستعصياً عند حمد وسعود ومن لف لفهما إلى درجة تجعلهم يتمادون وهم يتجرعون خيباتهم المتتالية، وخسائرهم التي أصبحت بالجملة، والتي لن يكون آخرها مؤتمر اسطنبول الذي شكل حسب أغلبية المراقبين الخازوق الأكبر، وأجهز على بقايا تأمرهم المحكومة بالفشل منذ البداية لكنه كان بحاجة إلى من يفهم ويدرك.
هم قد يكونون فهموا، لكنهم اعتقدوا أنهم عندما أبحروا بعيداً في تآمرهم ومخططهم لتدمير سورية لم يعد هناك طريق للعودة، وعليه فهم محكومون بالتغابي والتظاهر بعدم الفهم حتى يكملوا ما بدؤوا به بغض النظر عن خواتيم أفعالهم.
والكارثة أن يكونوا فعلاً لم يفهموا حتى الآن وبالتالي لا أمل أن يفهموا على المدى المنظور، فكل ما يرشح عن مواقفهم الهستيرية ضد سورية بمناسبة وبغير مناسبة لا ينذر بوجود عقول تفكر حتى تفهم وتدرك الحقيقة التي باتت ساطعة كالشمس ولا يستطيع غربال تغابيهم حجبها عن العالم بأسره.
لكن المأساة الحقيقية أن يكون حمد وسعود يصدقان ما يمليانه على قناة الجزيرة وإخواتها ويسخنان مواقفهما بناء على ما تثبه فيصيبهما كما قال المثل: من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وبدل أن يضللوا الشعب السوري الذي كشف زيفهم منذ البداية، ضللوا أنفسهم وكذبوا الكذبة وصدقوها فلا أسف عليهم.
بالمحصلة هم مهزومون، ولن تغير أٍسباب عدم فهمهم أو تغابيهم حقيقة هزيمتهم في سورية سواء اعترفوا بها أم لم يعترفوا، مهزومون مهما تمادوا في تآمرهم وزاودوا في مواقفهم –حتى على الغرب- في مواصلة استعداء سورية، فالغرب انكفأ اليوم مسارعاً إلى تجميل هزيمته بالتلطي خلف دعم مهمة أنان لحفظ ما تبقى من ماء الوجه.
العالم كله وصل إلى قناعة مفادها أن الحوار الوطني هو المخرج بعدما فشل المتآمرون في إرهابهم وتصعيدهم، وأصبح الجميع اليوم يدعم إنجاح مهمة أنان، إلا قطر والسعودية فهما تواصلان بشتى الوسائل تسليح المعارضة وتشجعان القتل والعنف لإبقاء فتيل الأزمة مشتعلاً من خلال ما تبقى من مأجوريهم في الداخل.
المعروف عن الشعب السوري أنه يحفظ الجميل ولا ينسى من وقف إلى جانبه،
وبالقدر نفسه لا ينسى من تآمر عليه ووقف ضده، والأيام المقبلة ستكون الفصل والفيصل بينه وبين من أباح دمه وحرض على سفكه، وعندها لن يفيد حمد وسعود تغابيهما وعدم فهمهما ومن يضحك أخيراً يضحك طويلاً، فلننتظر ونر من سيضحك أخيراً ومن سترميه شعوبه في مزبلة التاريخ.