للإخوان إن كانوا يخشون فعلا على مصر ويغارون على مصلحتها أن يقوموا بحل من ثلاثة:

الحل الأول: أن يقدموا للناس مشروع نظام حكم إسلامي، مستند على أسس إسلامية واضحة وبحتة، سهل تشخيص حدودها ومعالمها وقياسها بالمسطرة والمنقلة لكل إنسان حتى لو اختلفت مسطرته. بحيث يخرج كل من يريد دراسة هذا المشروع بنفس النتيجة إن اتحدت المسطرة ولو اختلف الدارس أو الناقد. وهذا قد يضفي نوعا من المصداقية عليهم كجماعة تدعي أنها إسلامية.

تعليقي: لن يقوموا بهذا، نظرا لاستمرائهم الميوعة الفكرية والسياسية منذ سبعين عاما، وإن قاموا به فسيقدمون مشروعا لا لون له ولا طعم ولا رائحة يضع كل من يريد النكهة التي يريد عليه، ولا يصلح إلا للتنظير. هذا إن أريد القيام به فعليهم أن يعدوا له عدتهم. ولا أرى لهم في ذلك عدد ولا عدة.

الحل الثاني: يشبه ما يطرحه الزميل ثندر، وهو أن يقدموا للناس مشروع دستور يخرج السلطة من يد الرئيس ويوزعها على أقطاب يحددهم البرلمان ويعزلهم أيضا، ويجعل البرلمان أعلى سلطة في البلاد منها تستمد سائر السلطات مشروعيتها. ويمنع أي تدخل عسكري في شؤون الحكم تحت أي ذريعة مهما كانت، ويجعل الحارس للحياة المدنية هي السلطة القضائية المنبثقة من مجلس النواب فقط لا غير.

تعليقي: لن يقوموا بهذا أيضا، فقد سال لعابهم على إمكانيات الرئيس الواسعة، وطمعوا أنهم سيصلون إلى ما يريدون من المجتمع بقفزهم على كرسي الرئيس، متجاهلين أن النظام ليس لهم والدولة ليست دولتهم، وكما قال بالمعنى جعفر الصادق عليه السلام: أحمق من يسعى لسلطة في دولة غيره.

الحل الثالث: أن ينبذوا إلى المجلس العسكري على سواء، ويستقيلوا جماعيا من مجلسيه التشريعيين، ويعلنوا للناس صراحة أن النظام القديم يعيد إنتاج نفسه، وأن حكم العسكر سيء الذكر الذي ابتدأ منذ ما يقرب من ستين عاما يعود بأدوات ديمقراطية.

تعليقي: للسبب السابق أيضا لن يقوموا به، فضلا أن مثلهم كمثل السمكة العاجزة.

ومثل السمكة العاجزة في كتاب كليلة ودمنة ذلك أنهم قد زعموا أن ثلاث سمكات كن في غدير له مخرج على النهر، كيسة وأكيس منها وعاجزة. فكان أن أتى صيادان فنظرا الغدير وكثرة أسماكه، فقالا هلم نأتي غدا فنغلق فم الغدير ونضع شباكنا فيه فنصيد سمكه. فسمعت السمكة الأكيس فانطلقت إلى فم الغدير فخرجت إلى النهر فنجت. ثم إن الصيادين قد أتيا في اليوم التالي فسدا فم الغدير، فنظرت السمكة الكيسة إلى نفسها فاحتالت فتماوتت وطفت على الماء، فأخذها الصيادان فألقياها إلى النهر حتى لا تفسد ماء الغدير عليهما، فنجت. أما السمكة العاجزة فما زالت في إقبال وإدبار، تأكل وتشرب وتسبح، حتى وقعت في شباك الصيادين فنالا منها.

وما أرى للإخوان مثلا إلا مثل السمكة العاجزة، وما أرى للسلفيين مثلا إلا مثل السمكة الأعجز منها، وبكرا رح نقعد جنب الحيطة ونسمع مع بعض الزيطة.

فرص عمر سليمان بالفوز قوية جدا ,فطبيعة الشعب المصرى الذى يبحث فى لحظات الأزمة عن شخصية قوية تجلب الأمن ستغلب على مشاعره الدينية والثورية معا,حزب الوفد صاحب الأغلبية الساحقة قبل 52 فشل فى صنع ثورة بعد ثورة 19 بينما نجح ضباط الجيش فى تجيش الشعب خلفهم فى 52 ,من ناحية أخرى فبالفعل الجيش له شعبية فى الأقاليم والصعيد تفوق شعبية أى قوى مجتمعية أخرى سواء أحببنا هذا ام كرهناه فهذه هى الحقيقية.
ثمة سيناريو اضعه أمامكم وله حظوظ قوية:
سيفوز عمر سليمان بالرئاسة مع تأخر تأسيس الهيئة الدستورية
ستصدر المحكمة الدستورية العليا حكما ببطلان أنتخابات الشعب والشورى
سيكون سليمان هو الواجهة الشرعية الوحيدة وبالأنتخابات وديمقراطيا
سيتشكل حزب حوله من فلول الحزب الوطنى وعناصر اسلامية وليبرالية فى خصومة مع تنظيماتها
هذا الحزب سيكسب الانتخابات الجديدة بنسبة فوق الخمسين بالمائة بقية النسبة ستتوزع على السلفيين الليبراليين الاخوان
سيتم تعيين نائب رئيس جمهورية من المؤسسة العسكرية سيكون هو الرئيس الجديد بعد انتهاء مده عمر سليمان
وهى دى نهاية فرقة حسب الله للفنون السياسية وكل ثورة وأنتم طيبين.