"إياك و الرضى عن نفسك فإنه يضطرك إلى الخمول، وإياك والعجب بها فإنه يورطك في الحمق، وإياك والغرور فإنه يظهر للناس كلهم نقائصك كلها ولا يخفيها إلا عليك"
طه حسين
للأسف..الشريط عبارة عن "تلقيح كلام" على طريقة الحارات... واستغرب ان يكون صاحبه الاستاذ بهجت!...وبعدت ان قرأت الشريط لم أستغرب مطلقا عدم مشاركة أي زميل فيه،لأنهم كانوا الأذكى والأكثر حنكة....لكن انا كما أنا...أنطلق من مقولة "اذا أردت ان تنقذ العالم...فعليك ان تبدأ بكل حالة على حدة".
لو ملك الاستاذ بهجت "فضيلة" المواجهة حقا وكما يقول...لسمى الاشخاص باسمائهم...لكنه اختار "تلقيح الكلام".
شخصيا..انا بعيد عن تلابيب العلاقات الاجتماعية في نادي الفكر،ولا اعرف بهجت لمن يلمح بالضبط...ولكن "اللي على راسه بطحة" مثلي كونه قادم من "نادي اخر" وكونه "عصبي" كما اشار بهجت في مواضع من شريطه..
المهم....طالما ان بهجت "يستدّر" المواجهة او ما يقول انه مواجهة رغم انني لا اراه الا "تلقيح" كلام حتى لو كان لا يقصدني....مصداقا لقول بهجت في بداية الشريط:
(04-08-2012, 10:45 AM)بهجت كتب: فلا يعقل أن نرفض طغاة الشرق الأوسط و نستبدلهم بطغاة أقزام نصنعهم لأنفسنا داخل نادي الفكر العربي ، .
لذلك فان حتى بهجت غير منزّه لأنه هو من ينادي بهذا المبدأ،وهو من فرضه ابتداءً.....وعلى عكس بهجت سوف أتكلم بصراحة....ما يعجبني ..وما لا يعجبني..وسأبدأ ببهجت:
بهجت "طاغية" عربي بكل ما تحمل الكلمة...فالرجل يطرب للمديح كما لا يطرب له أحد اخر،ومستعد ان يرفع شخصا لدرجة التنزيه لمجرد أن هذا الشخص قام بمديح بهجت في شريط ما، حتى لو كان هذا الشخص "معتوها" او كان يحمل من التناقضات مع بهجت ما يشبه التناقض بين "الفعل وعدمه".....وعلى الوجه المعاكس..فان بهجت لا يتحمل النقد مطلقا...واي نقد موجه له يبدأ باستعراض مهاراته في الواقع وخبراته والناس التي من حوله والتي تتمنى كلمة منه...لكنه يغامر بعلاقته بهم لكي يأتي الى نادي الفكر ليضيع وقته مع "شوية العيال" الموجودين بالنادي..ويستمر بهجت بحديثه العصبي ليدخل لازمته شبه الدائمة التي يترحم بها على ايام الرعيل الاول من اعضاء النادي....وليتحدث عن مقالاته المحكمة والمتعوب عليها والمنشورة هنا!..ولا اعرف كيف لشخص ان ينشر مقالات محكمة في منتدى افتراضي...فهذه المقالات نتاج عقلي يخضع لحقوق الملكية الفكرية....ولو كان صاحبها فعلا يراها مقالات محكمة...لا يلقيها في الريح تحت اسم افتراضي....وان رآها كذلك...فليذهب الى الدوريات او الجرائد وينشرها باسمه الحقيقي...لأنه طالما رماها بالهواء..فمن حق اي شخص "تحويرها..اخذها..نقدها..السخرية منها....".
اعتقد ان هناك فهم خاطيء لمفهوم النادي الحواري لدى بهجت...برأيي النوادي الحوارية هي مكان "لاختبار" ردات الفعل...واختبار قوة الافكار وقدرتها على مواجهة الافكار المضادة...وشحذ لقدرات المحاور لتكون تدريبا له على الحوارات الحقيقية....بمعنى اخر النوادي الحوارية عبارة عن "جهاز محاكاة" يشبه قمرة تدريب الطيارين التي فيها جميع معدات الطائرة...ليتدرب الطيار بميدان افتراضي دون ان يموت او يختلق كارثة بخطأ منه.
ايضا بهجت مصمم على أن المصريين "مهيضي الجناح"...وبطبيعة الحال بهجت لا يستخدم هذا الاسلوب الا حينما يحشره شخص غير مصري بزواية حوارية ما حتى لو كانت عن انواع الفجل في الصومال...فيحاول تبرير ضعف حجته في الموضوع بان "يستنهض" القومية المصرية لمواجهة الخصم!...ولا اعرف هل المطلوب مني نصرة سوري أراه يخطأ حتى لا تكون "حيطة السوريين واطية"!...هذا تفكير عشائري وقبلي لا يليق ببهجت ومع ذلك الرجل مصمم على تطبيقه في اجتماع غريب للاضداد.
ايضا محاولات بهجت لتقسيم النادي الى "فسطاطين" ...فسطاط فيه طبقة بهجت....وفسطاط فيه البقية....فيما يشبه قيام استاذنا بمحاولة بناء "اليغارشية" في النادي....وليست هنا المشكلة....فالاليغارشية موجودة بحكم المجتمع الانساني...انما استاذنا يدخل الي هذه الاليغارشية من يمدحه فقط او يمدح مقالاته،بمعنى ان الانتساب الى هذه الاليغارشية المزعومة لا يتوقف امرها على المبدعين بالكتابة او الفكر مثلا في النادي...انما معيار دخولها هو صداقة بهجت وامتداح مقالاته،بمعنى اخر يمكننا ان نطلق على هذا التجمع "نادي اصدقاء بهجت" أكثر من ان نطلق عليه "تكتل" فكري او اجتماعي او حتى طبقي!...فما الذي يجمع السيد مهدي مع فارس اللواء مع علي نور مع بهجت سوى العلاقات الاجتماعية والمديح.
باختصار...ما يعطي النوادي القها هو الحوار والخلاف وتصادم وجهات النظر...وكلما كان النادي الحواري جامعا لاكبر كم من التيارات المتصادمة...كلما كان اكثر نشاطا...ومن يقول بخلاف ذلك...عليه ان يذهب الى منتديات "مشكور وما قصرت" حيث تجد في الشريط مئات الردود على المقال والرد لا يتجاوز الثلاث كلمات "مشكور وما قصرت أخوي" دون ان يقرؤوا المقال أصلا.
والدليل الاخر على صحة كلامي هو "رضا البطاوي" الذي تم تصنيفه كترول من قبل عدة اعضاء في النادي....بل وطالب بعضهم بايقافه لانه "لا يحاور" مخالفيه....والبعض الاخر اعتبره "انسر ماشين" لا يستحق الرد عليه.
طبعا انا لا اتكلم عني في الشأن السوري....انا خارج هذا التصنيف....لأنني ببساطة اعتبر نفسي طرف فيما يجري بسوريا....وان تحمل "التنظيرات" من البعض هو ترف أنا لا أطيقه بهذه الفترة....لا تستطيع ان تقف في غرفة الطواريء في احد المستشفيات ويدخل عليك المرضى مخضبين بدمائهم....لتعطيهم محاضرات في اجراءات الوقاية من الحوادث بينما هم ينزفون...حينها سوف تصبح نشازا...وحينها لو قام أحد من أقارب المرضى او المرضى انفسهم بضربك...فلن يلومهم أحد!.