(04-21-2012, 02:04 AM)فضل كتب: طرطوسى
اذا بناءا على ماذا افترضت استحالة تقسيم سوريا ما هى الاسباب الكابحة لذلك من وجهة نظرك ؟
بداية أكرر على أن الخريطة مليئة بالتخبيص و لا يمكن الركون إليها.
سوريا طبعا متداخلة طائفيا بشدة و لكن ليس وفق هذه الخريطة.
الأسباب الكابحة:
1- أسباب نفسية و ثقافية: ببساطة لا يوجد مكون من الشعب السوري ينظر إلى نفسه كأمة مستقلة (ما عدا قسم من الأكراد). حتى يكون هناك جو انفصالي يجب أن تكون الفكرة مطروحة و مكررة و يكون هناك تأكيد على هوية متمايزة. في سنوات عمري لم أسمع أحدا من أبناء الأقليات يتحدث بجدية عن الانفصال أو تشكيل دولة. أو يتحدث عن أن الطائفة الفلانية تشكل أمة أو شعبا مستقلا. أعني بالذات الطائفة العلوية بحكم معرفتي بها. لا يوجد من يطرح فكرة الدولة العلوية. قد تصادفون بضعة أفراد يتحدثون بذالك على الانترنت و لكنهم أقلية قليلة جدا و لا أحد يأخذهم على محمل الجد و هم عديموا التأثير.
نعم هناك قسم كبير من الأكراد يرى في الأكراد أمة متمايزة مستقلة و يحلم بيوم تكون فيه كردستان الغربية (المناطق الكردية في سوريا) جزءا من دولة كردستان لكن هذا متعذر أو مستحيل للأسباب التالية. مثلا شمال العراق هو كيان سياسي ذو حكم ذاتي و رغم ذلك لا يستطيع أن ينفصل فكيف يمكن أن نتخيل أن تتوفر الظروف المواتية لانفصال الأكراد في سوريا.
2- أسباب عملية:
أشير هنا خصوصا إلى الطائفة العلوية: لو أريد فرضا إقامة دولة علوية في الساحل السوري.
إن نصف الطائفة العلوية تماما تعيش خارج حدود هذه الدولة. أي في حمص و دمشق بالذات و بشكل أقلية قليلة في عدد من المحافظات الأخرى. هذا النصف بالذات هو النصف الأكثر تأثيرا في قيادة المزاج العام للطائفة لأنه النصف الذي يعيش في المدن الكبرى و بالتالي هو الأكثر غنى و الأكثر نفوذا. نسبة عالية من هؤلاء هم من الجيل الثاني و الثالث بل و الرابع من المهاجرين و بعضهم أصلاء كما في ريف حمص و حماه الشرقي. نستطيع بسهولة أن نرى أن قيام دولة علوية سيؤدي إلى تهجير هؤلاء.
الآن لنفترض أن هؤلاء قبلوا و رحبوا بالهجرة إلى دولة خاصة بالعلويين. الساحل السوري عاجز عن استيعاب هؤلاء اقتصاديا. بالذات إذا تم سلخه عن سوريا الداخلية. أما إذا تحولت سوريا الداخلية إلى دولة عدوة فماذا يبقى في الساحل من الموارد ليطعم هذا العدد الهائل مقارنة بمساحته.
الوضع بالنسبة للدروز أسوأ بكثير فجبلهم يحده دولتان هما سوريا و الأردن و ليس لهم منفذ آخر .
الأكراد هم الوحيدون الذين تستطيع بلادهم استيعابهم اقتصاديا.
أما الأقليات الأخرى فلا يوجد إقليم جغرافي يشكلون فيه أغلبية. المسيحيون مثلا موزعون في كل الأرض السورية و هم أقلية في كامل سوريا.
3- أسباب دولية: قيام دولة علوية أو كردية تهديد مباشر لأمن عدد من دول المنطقة. و المزاج الدولي العام لا يسمح بهذا الآن. و لذلك نجد مثال كردستان العراق التي لا تستطيع الانفصال في دولة رغم أنها تعيش كدولة تقريبا منذ عشرين عاما.
لأوجز شروط قيام دولة علوية في الساحل السوري فهي كما يلي:
1- إسقاط النظام السوري الحالي.
2- قيام مذابح و تهجير جماعي لعلويي حمص و دمشق .
3- قيام قوة عظمى بتبني دولة علوية وليدة سياسيا و اقتصاديا لمدة لا تقل عن عشرين عاما و ربما أكثر من ذلك.
شخصيا أرى أن كل واحد من هذه الشروط شبه مستحيل لوحده و لهذا أقول باستحالة تحققها معا.
شروط قيام دولة كردية في سوريا:
1- إسقاط النظام الحالي
2- قيام دولة عظمى بفرض حياد تركيا
و مرة أخرى كل شرط من هذين شبه مستحيل لوحده
شروط قيام دولة درزية هي نفس شروط قيام دولة علوية و لكن الدولة العظمى عليها تبني الدولة الوليدة إلى الأبد و ستموت هذه الدولة بمجرد انقطاع هذا التبني.
و أما باقي الأقليات فلا أستطيع تخيل شروط لقيام دولها