(04-25-2012, 12:58 PM)مصطفى علي الخوري كتب: فمن خلال نثرك الشعري هذا تحاول أن تمرر فكرة مسبقة تريد أن تقنع قارئك بها "بالعافية"
أود في بادئ الأمر ان ألفت الانتباه الى انني المطلوب الأول للنظام السوري........
لا أبني موقفي استناداً الى معلومات من وسائل إعلام لأنني أعي جيداً انه ليس هناك إعلام نزيه، كما أعي ان الأطراف المتخاصمة تتعامل مع الإعلام على أساس انه ساحة حرب، الخدعة فيها للأسف مباحة، والضحية دائماً الإنسان الذي يضع ثقته في وسيلة الإعلام هذه أو تلك ليتخذ موقفاً لا لأن يحلل ويستنتج بنفسه.
لن أدعي انه لم تقع جرائم حرب في سوريا، والاسد بكل تأكيد يتحمل مسؤوليتها، إما لأنه أصدر الأوامر لتنفيذها إما لأنه وضع ثقته فيمن لا يستحق وتساهل مع مقربين ارتكبوها إما لأنه فشل بالحيلولة دونها.
لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار الأخبار التي تطل علينا في الآونة الأخيرة حول مبالغات وسائل الإعلام، وإلصاق الكثير من التهم بالأسد زوراً وبهتاناً لتأليب الرأي العالمي، أو العرب على الأقل، وأرجو ألا يُساء الفهم هنا، فدفاعي ليس عن الدكتاتور بقدر ما هو دفاع عن سوريا التي لا تزال تواجه المجهول.
قبل بداية الأحداث في سوريا كنت أرى ان بقاء بشار الأسد في الحكم يصب بمصلحة إسرائيل إنطلاقاً من الآتي... الإطاحة به تعني استبداله بنظام حكم إما منبطح علناً كباقي الأنظمة العربية، إما مقاوم حقيقي لإسرائيل... بكل تأكيد الاحتمال الثاني مرفوض من قِبل الأمريكيين والإسرائيليين جملة وتفصيلاً، أما إن كان نظاماً منفتحاً على علاقات مع إسرائيل، فإن ذلك يُفقد الإسرائيليين نظاماً مهماً يلعب دور الممانعة، يؤدي الى تحقيق هدف واحد فقط، هو تعزيز الخلافات الداخلية في لبنان فلسطين المحتلة...
وعندما كان البعض يتغنى فرحاً بما اعتبره انتصاراً للمقاومة في لبنان وفلسطين، كنت أكتب وأناقش بالقول ان لإسرائيل مصلحة ببقاء "حزب الله" و"حماس" كبؤر توتر ليس أكثر، ومقالاتي شاهدة على ذلك....
وهنا لابد من العودة بالذاكرة قليلاً الى الوراء، لنتذكر ما صرحت به وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني وهي على عتبة الـ "إيليزيه" حين قالت ان حرب "الرصاص المصبوب" على غزة تهدف الى إضعاف "حماس"، بمعنى ليس القضاء عليها.
هل يمكن لأحد ان يتخيل ان إسرائيل عجزت عن اجتياح غزة وإعادة احتلالها والقضاء على "حماس" !، ومن المؤسف انه حين كنت ومن يتبنى هذا الرأي نصرح به علناً، كنا نسمع ردوداً تتهمنا بأننا "انهزاميون ومستسلمون" وغيرها من الأوصاف التي كانت تثير في نفسي الشفقة على كل من يقذفنا بها، اذ انها تعكس رغبة جامحة بتحقيق ولو شبه انتصار وان كان بخداع الذات، وهنا كنت أرد بأنني لا أتمنى انتصاراً كهذا لأي بلد عربي فهل يتمنى هؤلاء تكراره مرة أخرى ؟ !..
تخيل معي عزيزي لو قضت إسرائيل على "حزب الله" في لبنان و"حماس" في غزة، هل كان الوضع الداخلي في هذين البلدين سيكون على هذا النحو من التوتر والاحتقان.
وبالطبع كانت دمشق راضية عن لعب هذا الدور لأنه يمكنها من لعب دور أكبر في سياسة الشرق الأوسط، ومرة أخرى للأسف تسمح اللعبة السياسية باستغلال التناقضات من أجل تحقيق إنجازات وتعزيز مواقع.
لكن يبدو ان ثمة تغييرات طرأت على الرؤية الإسرائيلية والأمريكية، وأصبح من الضروري الآن استبدال النظام الحاكم في سوريا لأهداف ربما تبدو غامضة بالنسبة للبعض، وربما واضحة بالنسبة للبعض الآخر وهو ما سأتطرق له في موضوع منفصل، لكن بكل تأكيد لا يتعلق الأمر بتغيير النظام الحاكم في سورية كي يشن حرباً مباشرة وحقيقية، على إسرائيل، التي التقت مصلحتها مع تركيا بالاحتفاظ بأجزاء من سوريا، هضبة الجولان ولواء الإسكندرون، لن يطالب بها أي من السوريين في حال نجح مخطط تقسيمها القديم - الجديد.
لا يملك النظام السوري الا أن يقبل بكل الاملاءات الروسية وخاصة بعد عدة فيتوهات فقد اصبح منذ اليوم رهنا لروسيا بدلا من أن يتصالح مع شعبه ويتحرر من التدخلات الخارجية وهذا كله بسبب الاستمرار في قمع الاحتجاجات وقتل الابرياء و ان تدخل روسيا لا يقل شرا عن تدخل امريكا فهما بالشر سواء و لا يجمعهما الا حب اسرائيل وحمايتها فهما زوجتان مخلصتان للكيان الصهيوني رغم تعارض المصالح بينهما وللعلم هما اول دولتان اعترفتا باسرائيل يوم ان قامت على ارض فلسطين.
وأخيراً، أضم صوتي لصوتك وأتمنى ان ينتهي الأمر بما فيه كل الخير لهذا البلد الغالي، وان يحفظ إخوتي السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية من كل مكروه... ...
قال الحجاج يوما ... عن أهل الشام
لايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم
فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه
وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه
فانتصروا بهم فهم خير أجناد الارض
... ... ... ... وأتقى فيهم ثلاث
1- نسائهم فلا تقربهم بسوء
وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها
2- أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم
3- دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك.
تحياتي لك ولكل مهتم... ... ...