اختلف العرب في مصدر كلمة جهنم، كما هي العادة، فقيل: أعجمية وعرّبت، والأصل كَهْنام، فتكون ممنوعة للعلمية والعجمة. وقيل: أصلها عربي، فتمتنع للعلمية والتأنيث.
قال الجوهرى، في لسان العرب 5/1892 :"جهنم من أسماء النار التي يعذِّب بها اللهُ - عز وجل - عباده، وهو ملحق بالخماسي بتشديد الحرف الثالث منه، ولا يُجْرَى للمعرفة والتأنيث. ويقال: هو فارسي معرب".
وقال الأزهرى 6/515 :"في جهنم قولان:
قال يونس بن حبيب: جهنم اسم للنار التي يعذب الله بها في الآخرة، وهي أعجمية لا تُجرى للتعريف والعجمة. وقيل: جهنم اسم عربي سميت نار الآخرة به، لبُعد قعرها وإنما لم تُجْرَ لثقل التعريف مع التأنيث".
وفي اللسان (جهنم) 12/112بعد أن ساق الكلام السابق: "وقيل: هو تعريب كِهِنّام بالعبرانية قال ابن برى:
من جعل جهنم عربيًا احتج بقولهم: بئر جِهِنّام، ويكون امتناع صرفها للتأنيث والتعريف. ومن جعل جهنم اسمًا أعجميا احتج بقول الأعشى:
ودعوا له جُهُنّامَ
فلم يصرف، فتكون جهنم على هذا لا تنصرف للتعريف والعجمة والتأنيث أيضًا، ومن جعل جهنام اسمًا لتابعة الشاعر المقاوم للأعشى لم تكن فيه حجة، لأنه يكون امتناع صرفه للتعريف والتأنيث، لا العجمة.
وحكى أبو علي عن يونس أن جهنم اسم أعجمي. قال أبو علي: ويقويه امتناع صرف جُهُنّام في بيت الأعشى. وقال ابن خالويه: بئر جِهِنّام للبعيدة القعر، ومنه سميت جهنم، قال: فهذا يدل أنها عربية. وقال ابن خالويه أيضًا: جُهُنّام بالضم للشاعر الذي يهاجي الأعشى، واسم البئر جِهِنّام بالكسر".
hel
جهنم ايضا طبقات مثل السموات
ولكون جهنم في الاسلام هي مفهوم مقتبس عن اليهودية، لابد لنا ان نتناول ما تفهمه التوراة من كلمة جهنّم وأصلها
قيل أن (غي بن هنوم) تسمية كنعانية قديمة[1]. وأقدم ذكر لجهنم גֵי־הִנּם بالتوارة ورد بسفر يشوع[2] بصيغتي (جي-هنم ) و(جي بن-هنم)[3]. كما وردت بالتوراة صيغة: (جيأ هنم)[4]. وعرف اليهود أن لفظ (جي) يعني الوادي[5] (الجواء)، واحتاروا في معنى لفظ (هنوم)، فاعتبروه رجلاً[6] نُسِبَ إليه الوادي، كما بصيغ: (جي بن هنم) [7]، (جيأ بن هنم)[8]. وربما نسبوا الوادي لقوم[9] كما في صيغة: (جي بني هنم)[10].
ويعتقد اليهود أن جهنم كانت في الأصل اسماً لواد بعينه (جنوب أورشليم) مارس فيه عبّاد البعل[11] طقوس حرق[12] أطفالهم كقرابين للإله الوثني مولك (مولخ). وفيما بعد تحول الوادي لمزبلة[13] ومحرقة تلقى فيه الجثث. ثم استعمل أهل الكتاب لفظة جهنّم لعذاب ما بعد الموت.
ووجدت تعريفا اخرا يدعو الى التفكير اكثر
جهنم هو اسم الوادي الذي يمر إلى الجنوب والغرب من مدينة القدس: وادي هنوم (يش 15: 18 ونح 11: 30، أو وادي ابن هنوم (يش 15: 8 و 18: 16)، أو وادي بني هنوم (2 مل 23: 10) وكان لهذا الوادي أهمية كبيرة. فقد كان الحد الفاصل بين نصيبي كل من يهوذا وبنيامين. وعلى الحرف الجنوبي المشرف عليه بني سليمان مرتفعة لكموش إله موآب (1 مل 11: 7). وفي الوادي أجاز احاز ومنسى أولادهما بالنار، تضحية للرب مولك او ملوخ (2 مل 16: 3 و 2 أخبار 28: 3 و 33: 6). وابطل يوشيا عباده مولك حيث كان الرجل يعبر ابنه أو ابنته في النار في الوادي حينما نجس الوادي والمرتفعات بعظام الأموات وبكسر التماثيل (2 مل 23: 10-14 و 2 أخبار 34: 4 و 5). ثم جعل الوادي مزبلة القدس ومكان الضباب بلوعتها. وهكذا استمر احتقار المكان حتى سمى اليهود مكان الهلاك على اسمه ومن هنا ولدت كلمة جهنم، أي وادي هنوم (مت 5: 22 و 10: 28 و 23: 15). حيث البكاء وصرير الأسنان، وحيث النار الأبدية والعقاب الدائم للخطاة (مت 25: 46 ومر 9: 43- 44 و 2 بط 2: 4). وكانت تنطلق منه غازات الكبريت بسبب اضافة الكلس لمنع انتشار الامراض منه
ويسمى وادي هنوم اليوم وادي الربابة. ويسمى الجزء الشرقي منه توفة. وقد أطلق عليه ارميا اسم وادي القتل (ار 7: 31 و 32 و 19: 6 و 2 مل 23: 10).
ابن هنوم (وادي) :
يقع في الجنوب والغرب من مدينة القدس.. وينحدر من باب الخليل إلى بئر أيوب ويفصل جبل صيهون عن تل أبي ثورن ويلتقي مع وادي قدرون في جنوب القدس، وبذلك يحيط هو ووادي قدرون بمدينة القدس من الجهات الثلاث الشرق والغرب والجنوب. وقد أطلق اليهود عليه (وادي جهنم) لأنه موضع لعذاب المخطئين في اعتقادهم.
كلمة جهنم في النقوش المصرية القديمة
في النقوش المصرية القديمة نرى كلمة تقارب كلمة جهنم ولها المفهوم نفسه. ذلك يعطي الامكانية للاعتقاد ان العبرانيين قد اقتبسوا المفهوم عن المصريين. الكلمة ، في النقوش المصرية، جاءت بصيغتها القديمة (شَ – ان- امو) مرتين في بردية نو. والعجيب أنه لم ينتبه لها أحد من علماء اللغة المصرية القديمة بما فيهم والس بدج الذي أورد كلمة (شَ – ان- امو) في قاموسه المصري[14] وفي كتابه (الخروج في النهار)[15]، فغفل كغيره عن ذلك الكنز اللغوي الثمين، وأخذ يردد[16] معتقد أهل الكتاب[17] حول أصل ومعنى جهنّم.
كتب المصريون القدماء كلمة جهنم حسب لسانهم القديم بصيغة (شَ - ان - امو)، مع رمز النار ( )، ومعناها بحيرة النار أو بحر النار. وهي توجد كما اعتقد المصريون في عالم ما بعد الموت (الذي سمّوه الدوات). وقد رسم المصريون القدماء تلك الكلمة (شَ - ان - امو)، حسب قلمهم القديم بهذه الصورة كما جاءت في القاموس المصري[18] صفحة 720 وحسب تصور المصريين القدماء فإن الدوات كانت ايضا طبقات وفيها الدرك الاسفل، تماما كما هي جهنم في التصور الاسلامي.
ولعل اللفظ القديم (شَ - إن - امّو) خففته الألسنة مع الزمن إلى لفظ مثل (شَ- هن – امّو) أو (شه- ن – امّو)، فظهر نطق الهاء (شهنمّو). ثم أُهمل نطق الواو (شهنمّ). فأصبح الحرف الأخير ميماً مشددة. وربما صعب على اللسان أن يقف على حرف مشدد، فانتقل التشديد إلى النون (شهنّم). و[كَفْرُ جَهَنَّم : قريةٌ بِمِصْرَ]، كما جاء في تاج العروس.
جهنم بين التصور الاسلامي والتصور المصري:
في الحديث الشريف، حسب لسان العرب
وَيْحُ ابنِ سُمَيَّة تَقْتُله الفِئةُ الباغِية ووَيْلٌ ), وويل وادٍ في جهنَّم، وقيل: بابٌ من أَبوابها، وفي الحديث عن أَبي سعيد الخُدْريّ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الوَيْلُ وادٍ في جهنم يَهْوِي فيه الكافِر أَربعين خَرِيفاً لو أُرسلت فيه الجبال لَمَاعَتْ من حَرِّه قبل أَن تبلغ قَعْرَه. وفي القرآن نجد الاية التي تقول:"{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}[النساء، 145] والدرك اقصى قعر البحر. والنار دركات سبعة، اي طبقات ومنازل، وأعلى الدركات جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم السعير ثم الهاوية ، وقد يسمى جميعها بأسم الطبقة الاول (تفسير القرطبي). (للمزيد: الحاشية الاولى: القرآن وجهنم، والحاشية الثانية: الاحاديث النبوية عن جهنم).
في النص المصري، على بردية نو، فصل إحضار قارب في السماء، نجد النص الذي يشير الى جهنم على انها بحيرة من نار، تقول:"وقد سافرت من الأرض إلى السماء. والإله شو أقامني، إله النور جعلني نشيطاً قوياً بجانبي السلم، و النجوم التي لا تغيب أبداً وضعتني في الطريق وجلبتني بعيدا عن الذبح. أحضر معي الأشياء التي تدفع المصائب كلما أتقدم عبر ممر الإله پن؛ أنت أتيت كم أنت عظيم أيها الإله پن! لقد أتيتُ من جهنم (شَ-إن- امو) التي في حقل سأسأ (بمعنى حقل النار). أنت تعيش وسط جهنم (شَ-إن- امو) التي في حقل سأسأ، وأنا أعيشُ على خط ذلك المقدس.
ان مفهوم جهنم في النصوص المصرية تتوافق تماما مع مفهوم جهنم الاسلامي، والذي إنتقل الينا عبر التراث اليهودي.
جهنم في ميثالوجيا القبائل الاوروبية
hel
ربة الخصب التي اصبحت الجحيم
هيليوس Helios كلمة يونانية وتعني الشمس. في الالمانية يقال هيل hell ، وتعني المشرق، الضياء، في حين ان كلمة Hölle تعني الجحيم. في السويدية كلمة hel تعني الكامل وفي الاصل كانت تنطق hole وتعني الثقب. وكلمة Hel في القديم اسطورة شمالية عن الالهة والمكان، يسمى Hela. . آيتو وبارتريدج Ayto and Partridge كلاهما يقولان ان مفهوم الجحيم، في الاصل كان لايتجاوز إطار معنى "المكان المخفي" وهي كلمة تتشابه في التعبير مع كلمة الطريق المسدود.
على الدوام يخلق ذهن الانسان علاقة يربط فيها الانسانية، ذاته ومعايشاته وإسقاطاته، بالطبيعة الكونية. الارض غالبا تاخذ دورا انثويا ، في تصوراتنا، من حيث انها الخصب والعطاء، والسماء تكون مُذكرة، عدا في مصر القديمة، حيث ربة السماء آمون. في الشرق الاقصى نجد المفاهيم اخذت مسارات مختلفة، فهناك الدوائر الكونية yin-yang منقسمة بين قوتين متعارضتين ولكن متساويتين في وحدة واحدة منسجمة. القسم الاعلى يانغ والادنى ين. كل شئ في الكون هو نتيجة تفاعلهم الداخلي المتبادل. وهم يمثلون احجية الخلق ويرمزون الى الثنائية التي نعايشها في كل شئ: الارض والسماء، الانثى والذكر، النور والظلام.
في الكلمة " هيل"، والمفاهيم المركبة حولها، لم يكن هناك شيطان ولا جحيم، بالمعنى الابراهيمي الراهن للكلمة. والجذر الاصلي للكلمة " هيل" كان، على مايبدو، يشير الى الارض، بمعنى المصدر ورحم التطور واليه المعاد. والارجح ان جذر الكلمة القديم منحدر من الكلمة الهندواوروبية kel وتعني الغطاء والاخفاء، وهي الكلمة التي جرى اشتقاق عدة كلمات منها في اللغة الانكليزية، بما فيهم كلمتين حديثتين khallo and khaljo. ( الاولى تعني صالة والثانية تعني جحيم).
في حين نجد ان Wîtedom, وهي كلمة سكسونية كانت تعني " الحكمة القادمة من مصدر فوق البشري"، بمعنى الحكمة او الالهام، والذي على اساسه نشأ مفهوم wisdom, ومعه الوعي بعري الانسان شكلا من اشكال الجحيم على الارض، مرتبطة مفهوميا كنتيجة لأكل آدم وحواء لثمرة المعرفة المحرمة، مايعرف بالخطيئة الاولى.
يكتب سارتر في هيوس كلوس (Huis Clos): " اشار الخبراء ، اعتمادا على النصوص القديمة الباقية، ان هيل لم تكن ربة شمالية شريرة وبقيت كذلك الى ان تأثرت صورتها بالمسيحية المستوردة.. لم تمارس ( الربة هيل) اية اعمال شريرة وانما كانت حزينة او مصابة بالكآبة. قصرها كان في عالم الآلهة وكانت تستقبل ارواح الاموات بسلام وطمئنينة، ولم يكن هناك تعذيب او وحشية او سادية، كانت ربة رحم التجديد ".. كافة الدلائل تشير الى ان الربة هيل، كانت في الاصل، لدى شعوب اوروبا المشالية، ربة الخصب المعادل لعشتار، حتى جاءت المسيحية فجعلتها الجحيم.
في انسكلوبيديا كامبتون، نجد النص التالي: " اصل ربة الجحيم Hellia لم يكن له علاقة بالموت او التعذيب، انها تقوم بمسك ارواح الاموات وابقائهم في مملكتها. فكرة مكان الجحيم جرى تطويرها من اللغط الوثني الى جهنم المسيحية تحت الارض، مرفقة بالتعذيب وجميع مظاهر الوحشية الاخرى، لكون الشعوب كانت وثنية ولكون الكنيسة وجدت ذلك عذرا كافيا لربط ضياع روح الوثني بالتعذيب اللاهوتي الوحشي".
Compton's Encyclopedia Online echo Jacob Grimm
في انسكلوبيديا المرأة، تقول باربار والتر:" وعلى الرغم من ان اللاهوت المسيحي اقتبس اسم جهنم من اسم ربة، ولكن ذلك كان اسم لمكان مختلف عن مكان الجحيم المسيحي، ومختلف عن مفهوم رحم التجديد. السابقين لم يكن يروا في " المكان المخفي" تحت الارض على انه مكان للعقاب بالدرجة الاولى. كان مكانا مظلما، ومثيراً وغامضاً ولكنه ليس غرفة تعذيب هائلة لاشباع سادية الرب، كما اصبح عليه الامر لاحقا في الاديان الابراهيمية".
[p.312]. In her Woman's Encyclopedia Barbara Walker
جهنم في الهندوسية
في الديانة الهندية البراهمية، حيث الاله فشنو ثلاثة آلهة في إله واحد، نجد التالي:
" و كان مانو و ابناؤه من البشر يعيشون في الطبقة السابعة من بيضة براهما...و كان فوقهم سماوات ست و تحتهم سبع اراض عليها تعيش ارواح الحيات و الثعابين و الحيوانات, و كانت خالية من البشر. و في اسفل هذه الطبقات السبعة تقع سبع طبقات اخرى تسمى (نراكا) كل منها تعتبر جهنما تصلى نيرانها كل المخلوقات التي تعيش في الطبقات السبع الوسطى حيث تتعذب تكفيرا عن ذنوبها التي ارتكبتها في حياتها السابقة".
جهنم في البوذية
في الاعتقادات البوذية، التي انشقت عن الهندوسية، حيث انكر سيدهاتا (بوذا) ان الفيض او الخلق ، فيها لايجري الكلام عن جهنم على انها مكان وتعذيب موجه، كما في الاعتقادات الابراهيمية. حتى نفهم المفهوم البوذي من جهنم، نسرد رواية قديمة تقول: ان جنرال كبير جاء الى كاهن بوذي وطلب منه ان يريه ماذا تعني جهنم. وياللغرابة يبدأ الكاهن في إهانة الجنرال وطرده. ولكن الجنرال يرفض المغادرة ويصر من جديد على ان الكاهن سيشرح له معنى جهنم. ولكنه على الدوام يحصل على الاهانات. في الاخير قال للكاهن:" إذا استمريت على هذا السلوك سأسحب سيفي واقطع رأسك". زلكن الكاهن استمر على توجيه الاهانات، حتى خرج الجنرال عن طوره وسحب سيفه. عندها قال الكاهن:" توقف". " هذه هي جهنم التي طلبت مني ان اريك اياها". بمعنى اخر، جهنم توجد في داخلنا إذا سمحنا لها.
حاشية اولى
hel
العذاب في جهنم الاسلام
( إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما )
الصهر
( فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم ، يصهر به ما في بطونهم والجلود )
اللفح
( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون )
السحب
( إن المجرمين في ضلال وسعر ، يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر )
تسويد الوجوه
(يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون )
إحاطة النار بالكفار
( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
اطلاع النار على الأفئدة
( كلا لينبذن في الحطمة، وما أدراك ما الحطمة ، نار الله الموقدة ، التي تطلع على الأفئدة )
قيود أهل النار وأغلالهم وسلاسلهم ومطارقهم
( إنا لدينا أنكالا وجحيما، وطعاما ذا غصة وعذابا أليما )
( إذ الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون )
( خذوه فغلوه ، ثم الجحيم صلوه ، ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه )
-----------------------------
( إن الحميم ، ليصب على رؤوسهم فينفذ حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه ، حتى يمرق من قدميه ، وهو الصهر ، ثم يعود كما كان )
( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا )
( لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش )
( إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا )
( سأصليه سقر ، وما أدراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر )
(في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ، فتندلق أقتابه في النار ، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه ، فيجتمع أهل النار عليه ، فيقولون : أي فلان ، ما شأنك ، أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر ؟ قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه ، وأنهاكم عن المنكر وآتيه ) ثم هو يدور ويسعى حولها كما يدور الحمار برحاه )
( ولهم مقامع من حديد ، كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق )
---------------------------------
حاشية ثانية، جهنم في الحديث
عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال: دخلت أنا و فاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك أبي و أمي يا رسول الله ما الذي ابكاك فقال صلى الله عليه وآله وسلم يا علي: ليلة اسري بي
الى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد و اذكرت شأنهن لما رأيت من شدة عذابهن
رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها
و رأيت امرأة معلقة بلسانها و الحميم يصب في حلقها
و رأيت امرأة معلقة بثديها
و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها
و رأيت امرأة قد شد رجلاها الى يدها و قد سلط عليها الحيات والعقارب
و رأيت امرأة عمياء في تابوت من النار يخرج دماغ رأسها من فخذيها و بدنها يتقطع من الجذاع و البرص
و رأيت امرأة معلقة برجليها في النار
و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها في مقدمها و موخرها بمقارض من نار
و رأيت امرأة تحرق وجهها و يدها و هي تأكل امعائها
و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار و عليها ألف ألف لون من بدنها
و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها و الملائكة يضربون على رأسها و بدنها بمقاطع من النار
فقالت فاطمة:
حسبي و قرة عيني اخبرني ما كان عملهن و سيرهن حتى و ضع الله عليه هذا العذاب فقال صلى الله عليه وسلم:
يا بنيتي
اما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال
اما المعلقة بلسانها كانت تؤذي زوجها
اما المعلقة بثديها فانها كانت تمتنع عن فراش زوجها
اما المعلقة برجلها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها
اما التي تأكل لحم جسها فانها كانت تزين بدنها للناس
اما التي شد رجلاها الى يدها و سلط عليها الحيات و العقارب فانها كانت قليلة الوضوء قذرة اللعاب و كانت لا تغتسل
من الجنابة و الحيض و لا تنظف و كانت تستهين بالصلاة
اما العمياء و الصماء و الخرساء فانها كانت تلد من الزنا فتعلقه بأعنق زوجها
اما التي كانت تقرض لحمها بالمقارض فانها كانت قوادة
اما التي رأسها رأس خنزير و بدنها بدن حمار فانها كانت نمامه كذابه
اما التي على صورة الكلب و النار تدخل من دبرها و تخرج من فمها فانها كانت معلية نواحه
ثم قال صلى الله عليه وآله و سلم: و يل لامرأة اغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضى عنها زوجها ... صدق رسول الله
صلى الله عليه وآله و سلم..........
يبدو ان النساء مغضوب عليهن في الدنيا والاخرة
[1] المحيط الجامع للكتاب المقدس: هنوم، وادي واد قرب اورشليم. اسمه : غي بن هنوم (أي أرض بن هنوم)، ... من كان هنوم هذا، ومن ابنه؟ قد يكون أحدَ الكنعانيين، لأن الوادي حمل اسمه قبل أن يحتلّ الاسرائيليون كنعان.
[2] يشوع 15/8: وصعد التخم في وادي ابن هنوم (جي بن-هنم) الى جانب اليبوسي من الجنوب . هي اورشليم. وصعد التخم الى راس الجبل الذي قبالة وادي هنوم (جي-هنم ) غربا الذي هو في طرف وادي الرفائيين شمالا./ يشوع 18/16: ونزل التخم الى طرف الجبل الذي مقابل وادي ابن هنوم (جي بن-هنم ) الذي في وادي الرفائيين شمالا ونزل الى وادي هنوم (جي هنم ) الى جانب اليبوسيين من الجنوب ونزل الى عين روجل.
[3] المقطع (جي) بالعبرية نطقه قريب من حرف الغين أو الكاف، كحرف g في كلمة English .
[4]حميا 11/30: وزانوح وعدلام وضياعهما ولخيش وحقولها وعزيقة وقراها وحلّوا من بئر سبع الى وادي هنوم (جيأ-هنم).
[5] سفر زكريا / 14: 4 و تقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام اورشليم من الشرق فينشق جبل الزيتون من وسطه نحو الشرق و نحو الغرب واديا عظيما جدا (= بالنص العبري: جيأ جدوله مأد) و ينتقل نصف الجبل نحو الشمال و نصفه نحو الجنوب.
[6]Catholic Encyclopedia :Gehenna is the Hebrew gê-hinnom (Nehemiah 11:30), or the longer form gê-ben-hinnom (Joshua 15:8), and gê-benê-hinnom (2 Kings 23:10) "valley of the sons of Hinnom". Hinnom seems to be the name of a person not otherwise known.
[7] أخبار الأيام الثاني 28/3 : وهو اوقد في وادي ابن هنوم (جيأ بن-هنم ) واحرق بنيه بالنار حسب رجاسات الامم الذين طردهم الرب من امام بني اسرائيل. أخبار الأيام الثاني 33/6: وعبّر بنيه في النار في وادي ابن هنّوم (جي بن-هنم) وعاف وتفائل وسحر واستخدم جانا وتابعة واكثر عمل الشرّ في عيني الرب لاغاظته.
[8]إرميا 7/31: وبنو مرتفعات توفة التي في وادي ابن هنوم (جيأ بن-هنم ) ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار الذي لم آمر به ولا صعد على قلبي . إرميا< 7/32: لذلك ها هي ايام تأتي يقول الرب ولا يسمى بعد توفة ولا وادي ابن هنوم (جيأ بن-هنم ) بل وادي القتل ويدفنون في توفة حتى لا يكون موضع. إرميا 19/2: واخرج الى وادي ابن هنوم (جيأ بن-هنم ) الذي عند مدخل باب الفخّار وناد هناك بالكلمات التي اكلمك بها. إرميا 19/6 : لذلك ها ايام تأتي يقول الرب ولا يدعى بعد هذا الموضع توفة ولا وادي ابن هنوم (جيأ بن-هنم ) بل وادي القتل. إرميا 32/35: وبنوا المرتفعات للبعل التي في وادي ابن هنوم (جيأ بن-هنم ) ليجيزوا بنيهم وبناتهم في النار لمولك الأمر الذي لم اوصهم به ولا صعد على قلبي ليعملوا هذا الرجس ليجعلوا يهوذا يخطئ.
[9] وقد تسرّب بعض من ذلك الوهم اليهودي لمعاجم اللغة [اللسان: بنو هِنّامٍ: حيٌّ من الجن، وقد جاء في الشعر الفصيح/ جمهرة اللغة لابن دريد: وبنو هَنّام: حيّ من الجنّ، زعموا، وقد جاء في الشعر الفصيح./ القاموس: وبَنو هِنَّامٍ كقِثَّاءٍ : قَبيلَةٌ من الجِنِّ.
[10] بسفر الملوك الثاني 23/10 : ونجس معبد توفة التي في وادي بني هنوم (=بالتوراة العبرية : جي بني هنم ) لكي لا يعبّر احد ابنه او ابنته في النار لمولك.