آخر فصول الكوميديا السوداء المسماة (ثورة سورية)
في فندق لوتيسيا الفاخر في العاصمة الفرنسية باريس، وبلغة عربية ثقيلة، وبحضور إعلامي فرنسي كبير وإعلامي إسرائيلي ملفت، وبعد توزيع بيان وشم بشعار الجمهورية السورية بغياب كلمة العربية، ترأس رجل الأعمال السوري نوفل الدواليبي مؤتمراً صحافياً أعلن خلاله عن إنشاء حكومة سوريّة في المنفى، وهي مؤلفة من 35 وزيراً جميعهم ضمير غائب، إنها حكومة سرية، كل أعضائها من الداخل السوري من عسكريين ومدنيين حسب ما أعلن الدواليبي الذي قال إن رجاله المجهولين هم حكام الثورة السوريّة وانه يلبي نداء الشعب السوري في هذا الموضوع.

كان المؤتمر منبراً للهجوم على إيران وحزب الله. وقد جلس الدواليبي في الوسط والى يمينه رجلان أحدهما اسمه داوود جمعة، قدم نفسه ممثلاً لأكراد سورية والآخر مشعل طحان النعيمي، قدم نفسه ممثلاً للعشائر العربية، وعلى يساره رجل وامرأة قدمت نفسها على أنها ناشطة سياسية وطبيبة اسمها ليلى الأحدب، أما الرجل فاسمه محمود الأشقر، وقدم نفسه كمفوض للجيش السوري الحر.

“إنها حكومة سوف تلتزم في حال استلمت الحكم الحياد التام، وسوف تعمل على نشر السلام في الشرق الأوسط”، رسالة واضحة للولايات المتحدة و”إسرائيل” خصوصاً أن هناك في القاعة عقيد متقاعد في الجيش الإسرائيلي يعمل مراسلاً إسرائيلياً في فرنسا فضلاً عن وجود ناشرة موقع الشرق الأوسط للأخبار المرتبط بموقع “ميمري” الإسرائيلي. وحتى تقدم أوراق الاعتماد كما يجب، كان لا بد من النيل من إيران وحزب الله واتهامهما بغزو سوريا وقد ردد كل من الخمسة كلمة الغزو الإيراني وغزو حزب الله أكثر من مرة خلال المؤتمر!.

“الجيش الحر ليس مؤسسة واحدة، بل هو مجموعات متفرقة”… اقر الدواليبي بذلك ،وأضاف أن حكومته هذه تحظى بتأييد الجيش الحر (فرع الواوي الحمود ) ولإثبات صحة كلامه عرض شريطاً مصوراً يعلن فيه المقدم عمار الواوي تأييده لحكومة نوفل الدواليبي كما عرض شريطاً للمقدم خالد يوسف الحمود يعلن التأييد، وهناك شريط لثلاثة أشخاص ملثمين باسم كتيبة الصحابي زيد بن ثابت أعلنت تأييدها، وعندما قال الصحافيون إن رياض الأسعد أعلن في بيان رسمي عدم تأييده للداوليبي أخرج محمود الأشقر صورة لبطاقة الأسعد وورقة قال إنها موقعة من الأخير يعلن فيها بيعته للدواليبي، وتدخل رجل الأعمال ليقول إن المجلس الوطني ضغط على الأسعد ليعلن بيانه الصباحي وجهات أخرى مارست ضغوطاً لم يذكرها لكن الإشارة كانت نحو تركيا.

“المجلس الوطني لا يمثل الشعب السوري” قال الدواليبي
وهو قد أعطي مهلة سبعة أشهر من قبل الثوار لكنه لم يفلح بتلبية طموحات الجماهير، فسلم هؤلاء الثوار أمرهم وقيادتهم إلى نوفل الدواليبي ليقود الثورة من أفخم فندق باريسي، فهو كما قال “انه على تواصل مع المقاتلين على الأرض وعلى اطلاع على الوضع العسكري وسوف يسعى لتسليح المقاتلين”.

وفي كلامه عن أهداف الحكومة السريّة لتطبيق الديمقراطية في سوريا، دعا محمود الأشقر مفوض الجيش السوري الحر، إلى طرد من سماهم النصيريين (العلويين) الذين يبلغ عددهم حسب قوله مائة ألف من سوريا إلى أوروبا
وقال بالحرف الواحد … “على الأوروبيين حماية 15 مليون سوري أو أخذ المائة ألف نصيري إلى أوروبا”، جملة كافية لتوضح الطابع الديمقراطي لأصحاب المؤتمر ..

سؤال خبيث
كم مسيحي بقى في حمص ؟

ستجد دائما من يحامي للشياطين وخاصة من الناحية الطائفية فالكار كارهم
وعلى رأي المثل فخار يكسر بعضه وشياطين تت...(إحترام وثيقة النادي)

مين نوفل الدواليبي ؟
معارض من نمط هيثم ماع ماع .!

هيثم المالح : القدس العربي



في مطلع عام 1988 وعقب خروجي من السجن الذي زج بي فيه حافظ الأسد، توجهت برحلة بدأتها بزيارة الى المملكة العربية السعودية ميمما شطر مدينة الرياض، حيث كان يقيم فيها أستاذي المرحوم معروف الدواليبي، والذي ربطتني به صداقة بعد تخرجي من كلية الحقوق وبدء عملي بالمحاماة ثم بالقضاء، كما ربطتني صداقة بالعديد من اساتذتي الذين كان لهم الفضل علي بما قدموه من علم ومعرفة من أمثال الشيخ مصطفى الزرقا والشيخ مصطفى السباعي والدكتور رزق الله أنطاكي وغيرهم، بل لقد كان هؤلاء الاساتذة فيما أعتقد من خيرة من مر على كلية الحقوق، ولم يجُدْ الزمان بمثلهم فيما بعد.
توجهت لزيارة استاذي الدكتور معروف الدواليبي بصحبة الأخ الصديق الدكتور محمد لطفي الصباغ الذي كان مدرسا في احدى جامعات الرياض ووصلنا داره مساء أحد الأيام في شهر ايار (يونيو)، وكنت قد عقدت العزم على أن أنقل له صورة عن الأوضاع في سورية وما يجري في سجون النظام، حيث لم يكن قد مضى على خروجي من السجن أكثر من سنة ونيف، عانيت فيه كما عانى فيه غيري من السجناء الكثير الكثير من الجرائم التي كانت ترتكبها أجهزة الأمن المتعددة في العديد من السجون وخاصة في الفترة التي امتدت منذ اعتقالي في مطلع 1980 حتى الافراج عني نهاية عام 1986 .
وما أن استقر بنا المقام لدى مضيفنا الدكتور الدواليبي حتى بدأت أروي ما وقع ويقع في السجون السورية الا أنني كنت أفاجأ من قبل الدكتور معروف بتغيير الحديث ونقلي الى الحديث عن أمجاده، وعبثا حاولت خلال وجودي لديه والتي امتدت قرابة ساعة أن الفت استماعه لما أقول ولكنه لم يكن يرغب أن يستمع، في الوقت الذي كان يشغل وظيفة المستشار الخاص للملك فيصل رحمه الله وكنت آمل من زيارتي له أن ادفعه لأن يقدم الى بلده مساعدة ما وهو في هذا الموقع.
تأكدت أن الدكتور معروف لايريد الاستماع فاستأذنته وصديقي الدكتور محمد الصباغ، وعند باب مسكنه (فيلا) خاطبنا بقوله 'ان للبيت ربا يحميه'، وأدركت أنه لم يكن يريد أن يستمع لأية أخبار عن بلده التي كانت في محنة كبيرة.
كان الدكتور معروف الدواليبي قد غادر سورية كما غادرها أخرون من القياديين الى المملكة العربية السعودية وذلك عقب الانقلاب العسكري الذي قاده الضابط زياد الحريري واستيلائه على السلطة عام 1963، ومنذ ذلك الحين لم نعد نسمع لأحد من هؤلاء أي حس أو خبر ينبئ أنهم كانوا يحاولون مساعدة أهلهم أو انتشال بلدهم الذي كان يعاني من الجرائم التي ترتكب بحقهم من قبل حكم عسكري فاجر مجرم، وهم برحيلهم قد أفرغوا البلاد من القياديين الذين كان يمكن لهم مساعدة الشعب على التصدي لانحراف السلطة، وذلك خوفا على أرواحهم وحرياتهم وطمعا فيما يغدق عليهم من رواتب عالية وعيشة هنية في البلاد التي رحلوا اليها، وهو الذي أدى بالثورة لأن تدفع ثمنا باهظا من أجل التغيير.
هذه صورة لأحد القياديين الذي أعرض عن مجرد سماع أخبار بلده وما يعانيه من حكم حافظ الأسد الذي دمر البلاد والعباد، وهي صورة مختصرة عن هؤلاء الذين آثروا حياة الراحة والدَعة بعد أن رأوا بأنفسهم مرارة معاناة أهلهم وشعبهم.
الا أن الملفت للنظر أن العديد من أولاد وأحفاد هؤلاء خرجوا كالفقاعات بعد انطلاق الثورة ليقدموا أنفسهم بانتمائهم لابائهم أو اجدادهم قادة في المرحلة الحالية، وفي سبيل ذلك استسهل بعضهم الارتماء بأحضان المخابرات الأجنبية، بل وحتى التابعة للكيان الصهيوني في فلسطين، واستساغ بعض المتحذلقين السياسيين الجلوس الى الأعداء ضاربين عرض الحائط بما ارتكبه ويرتكبه هؤلاء الأعداء بأهلنا في فلسطين ، بل ويتصدر بعضهم الواجهات السياسية ويتجولون ناطقين ومعبرين عن اصوات بعض المعارضة.
والسؤال الذي يطرح هنا، هل أن ثورتنا في سورية بحاجة للتمسح بأعتاب الأعداء وبأجهزتهم الأمنية وسواها؟
لا والله كلا وألف كلا انني من موقعي في الثورة السورية التي يعرفها القاصي والداني، ومن موقعي وقد أخذت على عاتقي مساندة الثورة والاصرار مع الثوار على النصر حتى النهاية، أرفض كما يرفض شعبي في سورية هؤلاء الناس وأقول لهم عودوا الى صوابكم، وليست الثورة بحاجة لمثل هذه الجهود ولا للتواصل مع الأعداء، فالثورة منتصرة من غير هذه الجهود.
'والله يقول الحق وهو يهدي السبيل'.

هيثم المالح ليس بأنظف