مع انطلاق الثورة السورية عرف العالم اصطلاحاً جديداً لم يسمع به سابقاً هو التشبيح وعرف مجموعة من القتلة والمجرمين يسميهم السوريون " الشبيحة" وفي الحقيقة فإن النظام الأسدي ومنذ بداية الثورة السورية قد سعى الى تحويل الصراع من صراع بين شعب وسسلطة مستبده الى صراع في المجتمع نفسه بين مكونات الشعب السوري الواحد بحيث تصبح السلطة المستبدة هي الملاذ والأمان وتسوق نفسها كبديل عن الحرب الأهلية.....
ومن أجل تحقيق ذلك دفع النظام بجماعات من الزعران والمجرمين والأزلام الذين يطلق عليهم السوريون الشبيحة....دفعهم الى مواجهة المظاهرات السلمية ومهاجمة الأحياء والحارات الآمنة وكانت البداية في اللاذقية وجبلة وبانياس والبيضا وهي المدن الواقعة في الساحل السوري والذي منه انطلق الشبيحة الأوائل...فمن المعلومات ان بدايات الشبيحة انطلقت من بيت الأسد بعد دخول الجيش السوري الى لبنان في سبعينيات القرن الفائت حيث قام المدعو مالك الأسد بتشكيل عصابة لتهريب الممنوعات والسرقة من لبنان الى سوريا مستغلاً في ذلك كونه من عائلة الأسد ....وقد كانوا يستخدمون في عملياتهم سيارات المرسيدس السوداء القريبة الشبه بالسيارة المستخدمة في مسلسل تلفزيوني كان شائعاً أنذاك على شاشة التلفزيو ن السوري اسمه السيارة الشبح وعلى غرار المذكور انتشرت ظاهرة الشبيحة وكثرت عصاباتهم التي ترأسها أبناء عائلتي الأسد ومخلوف ..وقد اشتهرت عصابات الشبيحة وانتشرت بداية في محافظتي اللاذقية وطرطوس وبشكل خاص بعد خروج رفعت الأسد شقيق حافظ الأسد من سوريا و محاولة عدد من أبناء عائلة الأسد ملء الجانب الذي كان يشغله المذكور في السيطرة على الاقتصاد والتجارة وجباية الأتاوات والتعدي على الناس ....وقد مارست هذه العصابات مختلف أشكال التعدي والبلطجية على المواطنين وخصوصاً في مدن وبلدات الساحل السوري وعلى البسطاء من الطائفة العلوية بشكل خاص ..وسجلها حافل ومليء بالحوادث الكثيرة التي ذهب ضحيتها الكثير من مواطني هذه المنطقة...وقد اشتهر من رؤوساء هذه العصابات أبناء جميل الأسد فواز ومنذر وهارون و أبناء بديع وتوفيق ووجيه الأسد ..ومحمد الأسد المدعو شيخ الجبل ....وقد كان النظام يقوم بين الفينة والأخرى ببعض العمليات ضد هؤلاء الشبيحة عند تجاوزهم للخطوط الحمراء التي رسمها لهم حيث يتم خلالها القاء القبض على بعضهم لفترات قصيرة دون أن يتم تنفيذ أية عقوبات بحقهم رغم قيامهم بعمليات سلب عنيفة وقتل واغتصاب وحجز حريات والجرائم التي قام بها فواز أو هارون أو شيخ الجبل أو حسن أو حسين أو كمال الأسد لو حصل جزء يسير منها من قبل أحد المواطنين الأخرين لكان نصيبه الاعدام حتماُ بدون ادنى شك ولكن هؤلاء كانوا ومازالوا فوق القانون..وأن تم تنفيذ القانون بحق بعض الشبيحة فقد حصل ذلك على أزلامهم ورجالهم القابلين للتضحية والركوع لابل السجود أمام معلميهم التافهين ....رغم الأجسام الضخمة والرؤوس الكبيرة الحليقة الحاوية لعقول صغيرة كديناصورات الزمن الغابر.......أما في الوقت الحالي فإن الشبيحة من أمثال مجاهد اسماعيل وأبناءهارون الأسد وغيرهم يصولون ويجولون في البلاد ويدوسون على اجساد البشر وعلى رؤوسهم وهم يهتفون (شبيحة للابد..) ويقتلون ويغتصبون ويعتدون على الحرمات والمقدسات والأعراض دون أن تتم محاسبتهم رغم أن أسماؤهم معروفة للشعب وللنظام الأسدي معاً .وبالتأكيد لايمكن أن نقول أن الشبيحة حالياً هم حكراً على أبناء الطائفة العلوية ولكنهم من كل الطوائف وبالتأكيد من الطائفة السنية وعددهم ليس بقليل فما زال النظام الأسدي يحظى بدعم فئات اجتماعية ضمن الفئوية السنية فهناك شبيحة حلب من آل بري والعساني وشبيحة الفرات من أبناء العشائر المدعومين من قبل عدد من شيوخ العشائر التافهين ومن المعروف أن النظام الأسدي استخدم ولاء بعض العشائر البدويةمن السنة في ريف حماة وادلب في قمعه للحراك الشعبي واثارة الفوضى والقيام بأعمال تشبيح...وضمن أساليب النظام باللعب -بالطوائف والمذاهب عاد لتوظيف عناصر حزب العمال الكردستاني بي -كي-كي كشبيحة في المناطق الكردية بمحافظتي الحسكة وحلب لمواجهة المظاهرات والتحركات الشعبية وملاحقة وتصفية الناشطين فيها....وبالتأكيد ليس كل العلويين شبيحة وليس كل السنه ثوار في سبيل الحرية والديمقراطية ولايجوز أخذ الفرد بجريرة الجماعة ولايجوز محاكمة الانسان على انتمائه الديني والمذهبي أو على انتماءه العائلي والعرقي فهي أمور لم يختارها أي واحد من البشر ,وهي تلازم الجميع منذ الولادة من دون قرار منهم ,ولا تزر وازرة وزر أخرى ,فهذا مبدأ تكرسه كل الشرائع ,فالانسان يحاكم على أفعاله وماكسبت يداه فقط...وعندما نقول شبيح علوي ونكثر من تردادها واستخدامها ففي ذلك سكوت لا بل دعم للشبيح السني والشبيحة من الطوائف الأخرى ,فجميعهم في الجريمة سواء ..ولكن مع ذلك لايستطيع أحداُ انكار أن الشبيحة من الطائفة العلوية قد انفردوا في القيام بالكثير من الأعمال الشائنة خصوصاُ في بانياس و حمص وغوطة دمشق الشرقية وغيرها ,وبشكل سافر وعلني مارسوا خلالها أموراً وأفعالاً بمنتهى الهمجية والصلف والوحشية في الوقت الذي لم يقم أحد من المثقفين أو العقلاء والحكماء في الطائفة العلوية (الاما قل وندر )بادانة هذه الأفعال والتي كانوا يسمعون ويعلمون بها من القائمين بتنفيذها ....وهذا يعني بكل بساطة الموافقة على أفعال وجرائم الشبيحة ....وبدل ذلك انشغلوا بتكرار دعاية النظام عن وجود عصابات مسلحة ومندسيين والمؤامرة الكونيةعلى سورية وحقوق آل الأسد في حكم سورية الى الأبد .الخلاصة : ان ظاهرة الشبيحة في سورية سيكون مصيرها الزوال والأندثار مع نظام عائلة المتوحشين مصاصي الدماء من آل الأسد -مخلوف هؤلاء الذين حرفوا أبناء الطائفة العلوية عن بساطتهم وطيبتهم من أجل تحقيق مطامعهم الخسيسة ,اضافة الى الآخرين من أبناء سورية الذين انغمسوا معهم في جريمة نكراء بحق أهلهم وأخوانهم ..و سيتخلص جميع أبناء سورية من هذه الآفة اللعينة . وببنوا دولة ديمقراطية حديثة تليق بالشعب االسوري وتضحياته العظيمة ..دولة يستعيد فيها السوريون مكانتهم بين أمم الأرض كمنتجين للحضارة والقيم الانسانية وليس شبيحة يؤلهون أشخاصاُ كبشار الأسد وعائلته.

ابو علي ممكن تكبر الخط
وتنسق العبارات
والله عيوني زغللت من القراءة
مع الشكر طبعاً

(06-21-2012, 10:28 PM)عبادة الشايب كتب:  ابو علي ممكن تكبر الخط
وتنسق العبارات
والله عيوني زغللت من القراءة
مع الشكر طبعاً

+Ctrl