حكيم،

بتحب تعد معي خريجي جماعة الإخوان المسلمين أو ممن درسوا معهم من السياسيين الذين لا علاقة لهم بالإسلام، ولا علاقة للإسلام بهم؟

الإخوان المسلمين هم جمعية إسلامية، خيرية تربوية، نظرا لسوء حظنا وحظهم قرروا العمل بالسياسة دون امتلاك أدواتها، وبسذاجة شديدة سلموا أوراقهم لغيرهم، وطمعوا في حكم في دولة غيرهم.

حكم البشير للسودان هو حكم عسكري مملوكي، يرتدي ثوبا دينيا اليوم بسبب الموضة لا أكثر ولا أقل، ولو أنه قد حكم السودان في الخمسينات والستينات لارتدى ثوبا اشتراكيا للسبب نفسه، وهو الموضة.

أتفهم طبعا سبب الكراهية والنفور والبغضاء التي يمتلكها الحكيم، والكثير من الزملاء اتجاه الإسلام السياسي، لكن ما أريد قوله أن فهم سبب المرض هو جزء من العلاج، وليس الإسلام السياسي ولا الإسلام بالمرض ولا بجزء منه ولا بسبب.

حين يريد من يكره الإسلام السياسي أن يستحضره قسرا من أجل مشاعر خاصة يكنها للإسلام كدين وسياسة، فإن صنيعه ليس إلا هروب من واقع المشكلة الحقيقي، وتنظير لن يسمعه فيه أحد، وهو يشبه الزبد الذي يخرج من مخض الماء.

مشكلة المنطقة هي الإستبداد، والمستبد سيلبس أي لبوس ليبرر وجوده، إسلام سياسي، ديمقراطية، اشتراكية، وحدة عربية، شيوعية، ليبرالية، رأسمالية متوحشة، رأسمالية أليفة... كل ما تقدم من الممكن أن يوجد له كهنة يعيدون صياغته ليصير على مقاس المستبد.

إخراج الإستبداد لا يكون بالتصارع مع ثياب المستبد، لأن المستبد على الحقيقة عار لا يرتدي شيئا، إخراج الاستبداد لا يكون إلا بالتصارع مع المستبد نفسه، وإفهام الناس أنه لا يرتدي شيئا، سواء أكان يعجبنا الثوب الذي يزعم أنه يرتديه أو لا يعجبنا ذلك.

النظام في السودان هو صورة من صور تركة عبدالناصر الثقيلة، والتي تجلت في ليبيا والسودان واليمن وسوريا والعراق والجزائر بشكل واضح وفج، هي صورة العسكر المماليك المتوثبين على السلطة، بحجة القومية العربية، الاشتراكية، تطبيق الشريعة الإسلامية، تحرير السوق، تحرير فلسطين، الخ... من الحجج التافهة للاستبداد العسكرتاري.

(06-27-2012, 04:53 PM)خالد كتب:  الحكم في السودان عسكرتاري مملوكي يرتدي ثوبا إسلاميا للتمويه، علاقته بالإسلام كعلاقة البيتزا بالدنمرك أو كعلاقة عبدالناصر بالاشتراكية.

يا سيد خالد .
لو كان النظام الإسلامي هو الأروع في العالم ، ثم لم يمكن معرفته و الإتفاق عليه أو تطبيقه أبدآ خلال 1400 سنة ، كما تقولون أنفسكم .. حسنا ؛ كي لا اعمم أليس هذا رأيك أنت ؟.
ألا يعني هذا أنه نظام افتراضي لا يمكن تطبيقه في عالم الواقع مما يجعل طرحه عبث مطلق ؟ .
هل تعتقد أنه لو أمكنك مثلا " اكتشاف " نظام إسلامي رائع ، ألا ترى أنه سيظل رأي منعزل في نادي الفكر ، حتى تكتشف دويلة من البترول و الغاز ، ثم يؤمن بك القرضاوي و غيره و يصبح نظاما إسلاميآ ؟!.
يعلم الله اني لا أستطيع أن أمسك بأفكارك ، فهي تبدوا لي مجرد تمهيد لإكتشاف هائل تحتفظ به ليوم قريب ، عجل الله به .

(06-28-2012, 12:25 PM)خالد كتب:  أتفهم طبعا سبب الكراهية والنفور والبغضاء التي يمتلكها الحكيم، والكثير من الزملاء اتجاه الإسلام السياسي،

ليست ضد الأسلام السياسى بل الأسلام نفسه كدين يحمل فى بذوره كل أنواع العنف والقسوة والكراهية واللاأنسانية,واينما ذرعت البذرة لم تزهر الا حنظلا وفقرا وأستبدادا .

(06-28-2012, 01:43 PM)الحكيم الرائى كتب:  ...............

ليست ضد الأسلام السياسى بل الأسلام نفسه كدين يحمل فى بذوره كل أنواع العنف والقسوة والكراهية واللاأنسانية,واينما ذرعت البذرة لم تزهر الا حنظلا وفقرا وأستبدادا .

و الله إنت يا حكيم عالم لوحدك .
هوه دا الكلام .. واحنا قاعدين نبرر و نؤول و نطبطب و نهدهد ..و برضه مافي فائدة .
الفرق احنا واقفين على الحد بين السياسة و الفكر ،نبحث عن النسبي القابل للتطبيق حتى ننجو بلادنا من الكارثة التي غرقنا فيها الصبية و العجزة و المهابيل .
و لكنك حر .. يا بختك .. يا ريتني كنت حرا من ثقل وطن نحمله ولا يحملنا ، نعطيه فيأخذ منا و يعطي الأجلاف و مفكري التوكتوك وريسهم المرسي .

عزيزي بهجت،

حقيقة ليست أفكاري مهمة في هذه اللحظة، أنا أهتم بما ينفع الناس ويمكث في الأرض، ولا أرى الجدل التنظيري مما ينفع الناس.

سهل جدا يا بهجت أن نقول وتقول، وإن قلت كذا رددنا بكذا، وإن رددت بكذا رددنا بغيره، سهل جدا هذا النموذج من المناظرة، ممتع ومسل وبإمكاننا أن نقضي به عمر النادي بغير فائدة للناس، هذا كله سيذهب زبدا جفاء.

عزيزي بهجت، والحكي للجميع،

الناس عندها مشاكل يومية متكاثرة ومتجددة، أنا شخصيا أرى أن أصل المشاكل هذه هو الإستبداد، إن قدمت أنت حلا يخرج هذا الإستبداد وأسره للناس من حياتهم، دون استبداله باستبداد جديد، فأنا معك على طول الخط، لأن مشروعي على فرض وجوده سيكون لخدمة الناس، فإن قمت أنت بهذه المهمة ويسرت الطريق لهم ففيم غضبي من مشروعك وفيم اعتراضي عليه؟ وأتصور منك المقابل أيضا.

أنا أرى التلهي بعوارض المرض، والتلهي بثياب الزيف التي يرتديها المستبد عن الاستبداد، ليس إلا جرعا مقوية تطيل عمر الاستبداد ولا تزيله، بل وقد تدفع الناس إلى التحشد حول المستبد للدفاع عنه.

دعك مني ومن حلي، أرنا حلا للخروج من الاستبداد، دون دعوة إلى استبداد نظير، أو رضوخ تحت مستبد بزعم أن الخروج من تحت نيره سيوقعنا بنير غيره.

ثم ثق أنني سأكون معك على طول الخط.. أنا ومشروعي معا.

وتذكر دوما عزيزي بهجت، أنا ما ينفع الناس سيمكث في الأرض، وأن الناس تبع لما ينفعهم وعدو لما يضرهم، أفرادا ومجتمعات وأمة.


عزيزي الحكيم،

أعرف أنه يأكلك البغضاء من كرهك للإسلام، حقيقة لا أتمنى لك ذلك، لكنه أمر قد اخترته لنفسك فامرؤ وما اختار. لكن ذلك لا يعنيني إلا بإسقاط مصداقيتك حين تتناول خصما تكرهه.

لا يليق أن نشجع الاستبداد إن وافق هوانا وأن نخاصمه إن خالفه...

إن أتى استبداد عسكرتاري مملوكي يدعم العالمانية أو الاشتراكية أو الإسلام السياسي، ثم نشجعه لتوافق آرائنا مع هذا الثوب المزيف الذي يرتديه العسكري المستبد المستنير بزعم الزاعمين، فلن نكون إلا كم يسخر بنفسه، ولن يعتب هذا المستبد أن يغير ثوبه، ثم يلقي بمن نصره تحت عجلات مطحنته.

(06-28-2012, 02:16 PM)خالد كتب:  عزيزي الحكيم،

أعرف أنه يأكلك البغضاء من كرهك للإسلام، حقيقة لا أتمنى لك ذلك، لكنه أمر قد اخترته لنفسك فامرؤ وما اختار. لكن ذلك لا يعنيني إلا بإسقاط مصداقيتك حين تتناول خصما تكرهه.

أنت فاهم كل شئ خطئا أنا لاتأكلنى البغضاء من كراهيتى للأسلام,أنا أكره الظلم والتسلط واللامساوة ,مصادرة حق الأنسان فى أن يفكر ويؤمن ويكفر,مطاردة النساء والمخالفين فى العقيدة,تحويل الحياة الى جحيم لافن لا أبداع لاموسيقى لامشاعر مجرد جلاليب بيضاء وعباءات سوداء ومن تحت لتحت ترتكتب كل المخازى والفضائح,هذا ما أكرهه وهذا مايدورر حوله الأسلام.

عزيزي حكيم،

حين يحسن الانسان اختيار معاركه فإنه سينجح في تحقيق ما يريد، حتى لو لم يقله ابتداء.