الفاشلون أبدآ
الحوار المتمدين
كمال غبريال
العدد: 3813 - 2012 / 8 / 8 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
..................................................
• الحقيقة أن المسؤول عن هذه الحالة المتردية ليس إخوان الخراب وحدهم، ولا المجلس العسكري الذي دهست مدرعاته الشباب في ماسبيرو، ويعجز عن الاحتفاظ بها وبأرواح جنودنا في سيناء، فالمسؤول هو نحن جميعاً كشعب فاشل في كل ما يفعل، نحن من تركنا الطرق المؤدية للفلاح والتقدم والتحضر، واخترنا لأنفسنا الطرق المعوجة والكهوف والأنفاق المظلمة. . "الفاشلون أبداً". . يبدو عنواناً مناسباً لتاريخ الشعب المصري على مدى القرون فيما بعد الحقبة الفرعونية.
• العدو الصهيوني في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه. . مع الاعتذار لنزار قباني. . وفقاً لنظرية "من المستفيد؟" التي ننسب بموجبها كل جرائمنا في حق أنفسنا إلى من نسميه "العدو الصهيوني"، فإن المستفيد الوحيد من وقوعنا بين براثن الإخوان المسلمين هو هذا العدو المفترض، وبالتالي يعتبر نجاح محمد مرسي بالانتخابات مؤامرة صهيونية أمريكية، فما رأيكم في هذه العبقرية التحليلية المهلبية؟!!
• أهلك وعشيرتك قتلوا جنودنا وهم يفطرون يا مولانا الرئيس!!
• لو كان البكوات بتوع "الثورة مستمرة" "المبطلون" و"المصوتون لمرسي" قد وقفوا بجانب عموم الشعب خلف الفريق أحمد شفيق، وتركوا الظلاميين وحدهم في مواجهة الشعب المصري، لكان لدينا الآن رئيساً مدنياً ذو خلفية عسكرية يليق بمكانة مصر، وقادر على قيادتها، وليس هذا "المرسي" وصحبه الدراويش، الذين لا حول لهم إلا في تكفين المرأة وكراهية الحياة. . مهزلة مؤسفة أن يكون من تصورناهم "ثواراً وأحراراً" هم ركن أساسي في نكبتنا هذه.
• ماذا ننتظر غير هذا وقد تحولت قيادات جيشنا إلى الاستثمار الاقتصادي؟!!
• منطلقاتي الإنسانية المتجاوزة للوطنية تجعل صالح الشعب الفلسطيني عندي معادلاً لصالح الشعب المصري، لكن ليس أبداً من صالح الفلسطينيين هذا التناول المزيف لقضيتهم، ولا هذا العداء الأبدي لشعب يعيش معنا على هذه الأرض، بغض النظر عن تواجد أجداده فيها منذ آلاف السنين، ولا من صالحهم التماهي مع الفكر الإرهابي، فيصيرون مطاردين من كل العالم. . صديقك من صدقك لا من نافقك ودفع بك إلى التهلكة. . الطريف أن كل ما نصم به إسرائيل من عنصرية وإجرام وقتل للنساء والأطفال وسرقة الأوطان هذه كلها صفات يكاد يحتكرها الآن العرب ولا أحد غيرهم.
• لقد حول العرب بفسادهم وميولهم الإرهابية الشباب الفلسطيني المسكين إلى عصابات إرهابية يتلاعبون بها كل لصالحه، لتأتي النتيجة النهائية بؤساً للشعب الذي نتاجر باسمه.
• إذا أرادت مصر السير في طريق التحضر والتنمية ومقاومة الإرهاب، فالدولة الوحيدة المجاورة التي تستطيع أن تتعاون معها بإخلاص لتحقيق ذلك هي دولة إسرائيل، فإسرائيل هي الجار الوحيد المتحضر، ولذا فهي البلد الوحيد التي لا تشكل تهديداً لمصر، بل هي رفيق لها إذا ما شفيت مصر من التعصب الديني والعروبي.
• أدرك بالطبع الموقف بالغ السوء لمهاويس ودراويش العروبة والإرهاب، عندما يرون أحبابهم الإرهابيين يرتكبون المجازر في حق أبناء الوطن، فيما من يسمونه العدو الصهيوني يطاردهم ويقتلهم، وماداموا عاجزين دوماً عن مواجهة الواقع المضاد لكل تصوراتهم المريضة، فلابد أن "يسوقوا العبط على التناحة والاستغباء"، ويستمروا في ترديد أهازيجهم التي تشير لمأساتهم السيكولوجية قبل العقلية.
• هؤلاء هم الإخوان المسلمين وهذه هي سياساتهم المعلنة بكل وضوح، والتي تعادي الوطنية لصالح خلافتهم الإسلامية، هم واضحون جداً، وليس ذنبهم أننا ناس "طيبة"، وأتينا بهم ليحكموا وطناً يعادون مجرد استشعار الانتماء إليه، نحن نسميهم "خونة"، وهم يعتبرون أنفسهم "جند الله". . من لا يعجبه سياسة "جند الله" بعد أن انتخبهم ليس أمامه سوى "أن يلطم على خدوده بجزمة تكون قديمة" قائلاً "أنا اللي جبت دا كله لنفسي".
• يقولون أن مبارك كان منبطحاً أمام إسرائيل وأمريكا، وأنه قد ولى زمن "الانبطاح"، وهذا عظيم بالتأكيد، لكن ماذا عن "الانفشاخ" الحالي أمام حماس الإرهابية وكلابها؟!!
• في عصر الملك فاروق وما قبله كانت مصر محتلة من الانجليز، وفي عصر ناصر زعيم العروبة البطل صارت سيناء محتلة من الإسرائيليين، وفي عصر الإخوان صارت سيناء محتلة من حثالة البشرية. . إنه حقاً تقدم رائع يحققه الشعب المصري العظيم.
• الصورة في مصر ليست كلها قاتمة كما يصورها البعض، فسوف نقوم بإذن الله بتحجيب السائحات الأجنبيات، ونمنع ارتداء المايوهات وشرب الخمر، وسوف تتاح للرجال قريباً نساء ملك اليمين، وستتوافر بالأسواق كميات وفيرة من بول البعير، وسوف نهدم شهرياً كنيسة ونهجر أقباط قرية واحدة على الأقل.
• قد يكون الحل القانوني في إعادة فرز نتائج الانتخابات الرئاسية بواسطة هيئة محايدة، فإذا كان الفريق أحمد شفيق هو الفائز فعلاً يتم تنصيبه وعزل كل من شارك في تلك المهزلة. . لست أدري بالطبع مدى قانونية هذا الكلام.
الولايات المتحدة- نيوجرسي