(09-24-2012, 09:42 PM)ابن سوريا كتب: أستغرب استغراب البعض لكلام فرات.
فرغم اختلافي معه ببعض عناصر التحليل، ولكني أتفق معه بالشكل وبالعمق، أي أن التساؤل ليس طائفياً، بل يمكن عده أنتربولوجياً.
-
والقضية ليست تعميماً بقدر ماهي محاولة للفهم، يمكن إسنادها لمنهج علمي "أنتربولوجي"، فالعلويون مثلاً يتصرفون أو يمكن عدهم إثنية بكامل معناها الأنتربولوجي.
وقيل قديماً وحديثاً: إذا عرف السبب بطل العجب، وأيضاً: معرفة الداء نصف الدواء.
-
لذا علينا أن نفهم اليوم، لماذا يقف جل العلويين (بالنسبة لي كل من أعرفهم) مع النظام مع أنهم لا يستفيدون منه مادياً. لكي نستطيع مستقبلاً أن نتفاهم في عقد اجتماعي يمثل الجميع على أسس صحيحة وسليمة. لا على أسس طوباوية من مثيل: أنت أخي وكلنا أخوة.
لأن الأحداث أثبتت أنه : مش كلنا أخوة، بل علينا أن نبني المواطنة .. فالأخوة تعبر عن أمر عاطفي غير موجود، فلسنا كلنا أخوة. بل أفراد ومجتمعات تتقاسم أرضاً وتريد أن تبني وطناً. هذا الأمر ينطبق على السني والعلوي والمسيحي، الحوراني والديري والكردي.
-
تحياتي
لب المشكلة الطائفية في سوريا اعتبار ان الاسلام = السنة و الباقي اقليات غير مسلمة و هذا امر قديم و ليس طارئاً في السنة و النصف الماضية
بمقتضى آخر يعني ان السنة هم الوحيدون الذين يأتمرون بالقرآن الكريم وفق تفسيرهم الخاص و الباقي الله العليم ما الصحف و الكتب و الاناجيل و اعمال الرسل التي يؤمنون بها
الاشكال بشكله الاول يأتي عندما تقول احدى الطوائف من غير السنة (مثلا العلويون و الشيعة) ان القرآن كتابهم و هم يأتمرون به و تقوم بالتصدي لهم جماعات السنة بالقول انهم ليسوا كذلك و تستشهد بتفسيرها للقرآن و فتاوي رجال دينها القديمة و الحديثة (ابن تيمية و القرضاوي كمثال)
الاشكال بشكله الثاني عندما يقوم الناس بالحديث الطائفي و تكفير الاخر بطريقة تثير حساسية المتلقي: مثل قول: السنة يهتدون بالقران، المسيحيون بالانجيل، اليهود بالتوراة بينما انتم لا اخلاقيون و لا مرجع لكم و اريد ان اعرف ما هو كتابكم الاخلاقي؟
و من الواضح في الخطاب هذا أنه يمنع المتلقي من الاجابة لأن الصيغة هي نزع اي غظاء اخلاقي عن الطرف الاخر و اتهامه بطريقة لا يمكن الرد عليها
ما يشبه ذلك القول لاحدى الطوائف الاقلية : على ماذا تستندون في حفلات الجنس الجماعية و تبادل الزوجات؟
أو لطائفة أكثرية : هل تعتبر جنبا بعد مجامعة الغلام الراغب في تلقي علوم الدين؟
الاشكال بشكله الاخير هو توظيف ما سبق من احداث و تاريخ و اقاويل لتغذية شعلة هذا الحقد و لخدمة هدف سياسي
مثلا: الاسلاميين و الجهاديين يحبون اشهار السيف و محاربة الكفرة و الزناديق و اعلاء كلمتهم
مثال ثاني: تشكيل تكتل طائفي معين من شاكلة: اهل السنة، العلويون، المسيحيون... الخ تهيئة لتسوية مرتقبة و زعامات متوقعة
مثال آخر: استغلال كراهية ذوي النفوذ و النقود لما يسمى بالهلال الشيعي من ملالي ايران، لذنبها في العراق، لسوريا وصولا للبنان.. كل ما عليك المجاهرة بعدائهم و التبرؤ منهم
نقطة اخيرة، من يعرف حق المعرفة ما يسمى بالاقليات في سوريا (و أنا أدعي ذلك) فهو يعرف انهم شديدو الحساسية من تناول الموضوع الطائفي بهذه الطريقة التي شاعت مؤخرا (عرعور، صياصنة، اللاذقاني، ثائر الناشف...الخ) كأن تعاملهم كفصيلة او ككائنات مختلفة عنك و التي تنفر بدل ان تقرب و هم بالتاكيد خائفون من كل هذا الصليل و الضجيج ان كان اعلاميا او على ارض الواقع و واقع الخوف يضطرهم للوقوف مع هذا النظام
مودتي