أخبر البغل المتعلم أصدقاءه وهو يحاول أن يكون ذكياً فهيماً بأنه سيصبح وزيراً في يوم قريب...وبعد وقت تحقق ماقاله رغم أن إختلافه عن البغل أو الكديش يكمن في صفة واحدة هي أن البغل لا يتكلم ولا يثرثر.
ولم يثر وصول البغل المتكلم المتذاكي الى الوزارة إستغراب أي مخلوق يمشي على قدمين ، فشهادة الدكتوراه التي يحملها حصل عليها من دكاكين أرمينيا ، كما حصل قبلها على شهاداته الأخرى وهو جالس في بيته أو مع أصدقائه يقرقر المته بالنهار ويضرب الكأس والطاس ليلاً... فهذه الأمور ليست مهمه فجده بعثي قديم وأبوه موظف كبير في مديرية الجمارك ،وأمه مسؤولة في الاتحاد النسائي وصديقة حميمة لأكثر من مسؤول كبير ، وأخوه الأكبر ضابط مخابرات ، وأخوه الأصغر مسؤول مالي في منظمة الطلائع ، وأخته عضو في إتحاد الكتاب وإتحاد الصحفيين ونقابة الفنانين ، وعمته سفيرة في دولة أوربية ، وخالته الصغرى رئيسة جمعية خيرية لرعاية الفتيات الجميلات الفقيرات ، وعمه لص يسرق ويهرّب كل أنواع الممنوعات ولكنه لم يٌضبط يوماً وإبن عمته مؤيد ومعارض في آن واحد ، ويأكل على كل الموائد...
ومن كان ينتمي إلى عائلة كريمة مثل هذه العائلة يستطيع في سوريا الوصول الى أي منصب يريده .
وقد سٌئل البغل المتكلم يوماً:لماذا لا تصبح رئيساً؟!!!..فقهقه ..وهز رأسه يمنة ويسرة ..وتحدث بالحقيقة لأول مرة وأجاب بنزق:ماهذا السؤال البليد؟
لا أحد في بلدنا لايعرف أن منصب الرئيس عندنا مخصص لمن هو أبغل مني.