ترجمة: فادي رجب
المصدر: الغارديان البريطانية
خاص عين الجمهورية
![[صورة: syrian-rebels-in-aleppo.jpg]](http://rep-eye.com/images/stories/year_2012/1/syrian-rebels-in-aleppo.jpg)
النهب, النزاعات, والولاءات المنقسمة تهدد بانهيار وحدة المقاتلين والحرب تدخل مرحلة جديدة.
لم تكن الحكومة هي التي قتلت أحد قادة المتمردين السوريين "أبو جميل". كان القتال من أجل نهبه. الدافع وراء قتله في مستودع كبير في حلب والذي كان قد ألقي القبض فيه على وحدته قبل أسبوع. البناء كان مليء بالفولاذ المدلفن, والذي كان قد استولى عليه من قبل المقاتلين كغنائم حرب.
لكن الشجار تطور أكثر حول من سوف يفوز بالحصة الأكبر من الغنائم وتطور العداء بين القادة. تلا ذلك تهديدات وتهديدات مضادة خلال الأيام التالية.
نجا أبو جميل من محاولة اغتيال سابقة عندما أطلق النار على سيارته, وبعد بضعة أيام هاجمه أعداؤه مرة ثانية, هذه المرة كانت ناجحة. عُثر على آثار أعيرة نارية على جثته وقد كان مكبل اليدين في زقاق في مدينة الباب.
يقول الكابتن "حسام "من المجلس العسكري في حلب: "إذا كان قد قُتل وهو يقاتل فأنا سوف أقول أن ذلك كان جيداً, هو كان ثائراً ومجاهداً وهذا ما كان يقوم به. لكن أن يُقتَل بسبب نزاع على الغنائم فهذه كارثة بالنسبة للثورة. "إنه لأمر محزن للغاية. لا يوجد مؤسسة حكومية أو مستودع بقي قائماً في حلب. كل شيء قد نُهب. ذهب كل شيء."
سيارات حكومية وأسلحة مستولى عليها كانت حاسمة للمتمردين منذ بدية الصراع, لكن وفقاً للكابتن "حسام" والقادة الآخرين الذين قابلتهم صحيفة "الغارديان "على مدى أسبوعين في شمال سورية, فلقد تم الوصول إلى مرحلة جديدة في الحرب. أصبح النهب وسيلة للحياة.
"الغنائم" الآن أصبحت المحرك الرئيسي للوحدات حيث أن قادة الكتائب يسعون لزيادة قوتهم.المشكلة واضحة بشكل خاص في حلب, وفقاً "لأبو إسماعيل", وهو ملازم شاب من عائلة ثرية, والذي كان يدير مشروع تجاري ناجح قبل أن ينضم للقتال ضد "بشار الأسد".
العديد من الكتائب التي دخلت المدينة في صيف هذا العام جاءت من الريف, يقول: هم كانوا من الفلاحين الفقراء الذين حملوا معهم الأحقاد منذ قرون تجاه الحلبيين الأثرياء.
كان هناك أيضاً شعور دائم بأن المدينة – حيث الشركات التي كانت تستغل الفلاحين للعمل لعدة عقود – لم تنهض وتثور بسرعة ضد الأسد. "المتمردون أرادوا الانتقام من شعب حلب لأنهم شعروا أنه قد خانهم, لكنهم نسوا أن معظم الناس في حلب هم من أصحاب المحلات والتجار, وأصحاب المحلات سوف يدفعون المال للتخلص من مشكلته," يقول أبو إسماعيل: "حتى باقي سورية كانت تواجَه من قبل الثورة, يقول حلبيون: لماذا يجب أن ندمر أعمالنا ونضيع أموالنا؟"
لقد جف مصدر المال عندما دخل المتمردون إلى المدينة ونهبوا المصانع.
"في الشهر الأول وحيث كان نصف المتمردين في الحقيقة مجموعة ثورية متحدة," يقول أبو إسماعيل. "لكن الآن هم مختلفون. حيث يوجد هؤلاء الذين يتواجدون هنا فقط للنهب وكسب المال, والبعض لا يزال يقاتل."
هل وحدة أبو إسماعيل تنهب؟ " بالطبع. كيف تعتقد أننا نطعم الرجال؟ من أين تعتقد نحصل على كل السكر, على سبيل المثال؟"
في الاقتصاد الفوضوي للحرب, كل شيء يصبح سلعة. وحدة أبو إسماعيل على سبيل المثال, أخذت توريد الديزل من المدارس, وكل يوم وحدته تبادل بعض صفائح السائل الثمين بالخبز.
لأن أبو إسماعيل لديه إمدادات الغذاء والوقود فإن كتيبته مرغوب فيها أكثر من غيرها في هذا القطاع. القادة الذين لا يستطيعون إطعام رجالهم يميلون إلى خسارتهم لهم, هم يتركونهم وينضمون إلى مجموعات أخرى.
الذخيرة لا تقل أهمية. عندما يتم نهب المنشآت العسكرية ومستودعات الذخيرة المستولى عليها تقوم الكتائب بتفكيكها إلى قطع أصغر حجماً وتجهيزها جيداً بالرصاص ليكون في متناول الوحدات.
في شقة مظلمة في حي صلاح الدين في حلب جلسنا مع مجموعة من القادة الذين يناقشون تشكيل لواء جديد من شأنه أن يجمع كتائب مختلفة مع بعض, لكن سرعان ما تحول الموضوع إلى موضوع للنهب.كل واحد من القادة يحضر ليقود عملية في حي الأشرفية الذي تقطنه أغلبية كردية في حلب, ولكن وفقاً للعديد من المقاتلين الذين كانوا هناك العملية فشلت عندما أحبط هجومهم الجيش لأن وحدات دعم المتمردين التي كانت من المفترض أن نعزز الجبهة الأمامية تحولت بدل ذلك إلى النهب.
"أريد أن أعرف بالضبط ماذا أخذتم ذلك اليوم," قائد وحدة صغيرة أخبر قائد الهجوم. القائد فتح دفتر ليكتب, بينما رجل آخر حمل مصباح فوق رأسه. " طالما أن واحد يقاتل بينما الآخرين مشغولين بجمع الغنائم, نحن لا نستطيع التقدم,"هو يقول. "المسروقات التي لديه قُسمت بالتساوِ."
ا
لقائد بدأ يصنف السيارات الفاخرة والأسلحة التي وجدتها وحداته وأخذتها, بينما القادة الآخرين كتبوا في دفتر الملاحظات. بعض السيارات سوف يتم بيعها ثانية لأصحابها – إذا هم قاموا بدفع فدية كبيرة.
ممولون خارجيون ..
الحرب في حلب ليست ممولة فقط من خلال ما يمكن اعتماده من قبل الوحدات المختلفة, ولكن أيضا من خلال رعاية من يتمكنوا من جذب الممولين من خارج سورية, وهو عامل قد ساهم أيضاً في تشكيل وإعادة تشكيل عدد لا يحصى من الوحدات, كلها من الذين يتحكمون بالإقطاعيات الفردية في المدينة.
كل هذا متعلق بالمنافسات والولاءات المتغيرة باستمرار, والعوامل التي أدت إلى تقويض الكفاح من أجل هزيمة قوات الرئيس السوري.
الوحدات المقاتلة غالباً موجودة فقط بسبب مموليها. إذا فقد الممول اهتمامه تتفكك الكتيبة وينضم رجالها لأخرى, الكتيبة الممولة أفضل, الكتائب غالباً ما يتم تسميتها بالإشارة للتاريخ العربي أو العثماني بغرض المساعدة على جذب الأموال من الممالك الخليجية أو من تركيا.
أحد أيام الجمعة بعد الصلاة, مجموعة من كبار قادة المقاتلين في حلب, 32 بالمجمل, تجمعوا في جزء من مجمع حكومي سابق مترامي الأطراف, البناء الذي كانت أرضيته من الرخام المصقول أصبح الآن مغطى ببرك من المياه, اسودت جدرانه, يجلس على الكراسي الجلدية المنخفضة حول طاولة كبيرة, كثير من الرجال حملوا ندوباً لعامين من القتال – فاقدي العيون, أذرع مكسورة, سيقان مشلولة.
ترأس الاجتماع عبد القادر الصالح, قائد لواء التوحيد, أحد أكبر كتائب المتمردين والأفضل تجهيزاً في سورية.كان الأمر الأول على جدول الأعمال هو مهمة إعادة تقديم الرجال لبعضهم البعض, حيث انفصلت العديد من الكتائب منذ الاجتماع الأخير في نهاية لعبة الكراسي الموسيقية للثورة السورية.
من الذي سيتابع في الثورة, كل قائد يذكر اسمه ووحدته. بعض الكتائب كانت ضخمة, مع مئات من الرجال, قطع مدفعية ودبابات. البعض يتألف من أقل من 50 مقاتل.
"حجي, أنا اعتقدت أنكم كنتم مع لواء حلب الشهباء," حجي مرعي قال لأحد الرجال. " لا, لقد أصلحنا. نحن كتيبة جديدة, "
"أيها الأخوة, نحن أمام وضع خطير," تدخل عبد الجبار عكيدي, عقيد منشق يقود المجلس العسكري في حلب. تم تشكيل قناة إمدادات للمتمردين, المجلس كان المفترض أن يكون هيكل القيادة الشاملة للجيش السوري الحر. بدلا من ذلك, سرعان ما أصبح واحداً من بين العديد من الفصائل المتنافسة على النفوذ.
"المعركة توقفت هنا," هو قال. "لا يوجد أي تقدم حقيقي على الجبهتين وذلك أثر على الممولين, الذين لم يقوموا بإرسال الذخيرة لنا.
"حتى الناس لم يقفوا معنا. نحن كنا محررين, لكن الآن هم يدينوننا ويتظاهرون ضدنا. علينا أن نتحد ونشكل غرفة عمليات لجميع الكتائب."
على أية حال, سرعان ما أخذت المحادثة منعطفاً آخر, لتنتقل إلى الشكاوى حول الوحدات التي تحفظ المعدات لأنفسها.
باختصار, قادة حليقي الذقون بسترات جلدية رفعوا صوتهم: "المشكلة هي أن بعض الكتائب لديها مدفعية ودبابات وهم يحافظون على أنفسهم من أجل أنفسهم ولا يشاركون في الهجوم. أحضر لي قطعات تم الاستيلاء عليها من قاعدة اللواء 46 (وحدة حكومية) وأنا سوف أحتل مباني الشرطة السرية الحكومية في حلب بدون إرسال رجالي ليموتوا أمام قناصات الحكومة."
البند الثاني على جدول الأعمال كان تشكيل قوة الشرطة الثورية:
عندما ركدت الثورة في حلب وقادة الثورة استقروا ليحكموا جيرانهم المحررين, كل كتيبة بدأت بتشكيل جهازها الأمني الخاص بالثورة, أو أمن الثورة, نقاط تفتيش واحتجاز الناس, الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حاد بعمليات الاختطاف.القادة وضعوا مقترحات حول كيفية إمكان إنشاء قوة أمنية واحدة منضبطة.
عقيد سابق بشارب برداء بني بدأ قراءة ما بدا وكأنه بيان حزب البعث: "أدعو إلى تشكيل مكتب سري لجهاز الأمن العسكري للثورة," العديد من الرجال في الغرفة قد تم اعتقالهم وتعذيبهم من قبل الأجهزة الأمنية للأسد وأغرقوا في كراسيهم كما تحدث العقيد السابق."قاتلنا ضد النظام بسبب هذه القوى الأمنية السرية," قال رجل بلهجة ريفية ثقيلة.
قائد كتيبة أخرى بصوت ناعم وعمامة زرقاء بدأ بالكلام. "أدعو إلى تشكيل وحدة صغيرة من إخواننا, طلبة المدارس الدينية," . "عملهم سوف يكون تقديم المشورة قبل الحاجة لاستخدام القوة."أضاف:
"سوف يكونوا مسلحين بحكمتهم وتعليمهم الديني وينبغي أن يطلق عليهم لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. سوف تكون الخطوة الأولى في تحضير لناس للمجتمع الإسلامي."
هنا تدخل مايسمون انفسهم, المقاتلون الشباب : "المشكلة ليست مع الناس. المشكلة فينا! نحن لدينا كتائب تجلس في المناطق المحررة حيث نقاط التفتيش واحتجاز الأشخاص. هم يقولون هذا الشخص شبيح (رجل عسكري حكومي) ويأخذون سيارته, أو ذلك الرجل يكون بعثي, يأخذون منزله.". أخبروني لماذا هؤلاء الرجال هم في لمدينة, في المناطق المحررة, لماذا لا يقاتلون في الخطوط الأمامية؟"
حيث كانت الغرفة تعج بدخان السجائر, اتفق القادة على تشكيل قوة أمنية واحدة موحدة. لكن وبعد اسابيع بقي الكلام حبرا على ورق لأنهم اصلا لايملكون السيطرة لتشكيل هكذا قوى.
مشاركات مهملة ..
كان هناك العديد من القصص الأخرى للنهب سمعت في حلب. الصيدلاني الذي كان قد تطوع كمسعف في أحد المشافي الميدانية للمتمردين شرح لماذا كان البنسلينينفذ بسرعة. المتمردون ادعوا أنهم استولوا على مستودع إحدى الشركات الصيدلانية الرائدة وثم بيعها مرة أخرى لأصحابها, وتشحن كل الأدوية إلى الأراضي التي تحتفظ بها الحكومة.أضاف:
"ذهبت إلى المستودع لأخبرهم أنه ليس لديهم الحق بسرقة الدواء الذي يجب أن يعطى للشعب وليس إعادة بيعه. اعتقلوني وقالوا أنهم سوف يكسرون ساقيّ إذا لم أعود."
في حي سيف الدولة القائد الذي كان يقوم بفرش المقر الجديد لكتيبته التي شكلها حديثاً سار إلى المدارس مع بضع من رجاله.
مجموعة من المدنيين وقفوا يشاهدونه في وقت متأخر من بعد الظهر عندما اصطحب رجاله من خلال المدرسة. أحرقوا ومزقوا صورا ورموها على الأرض. مكاتب وكراسي كُسرت وقُلبت. وتناثرت الزهور البلاستيكية ومشاريع الطلاب تناثرت حولها. الرجال نقلوا بعض الطاولات والأرائك والكراسي خارج المدرسة ووضعوها على زاوية الشارع. أتبعوها بحواسيب وشاشات.المقاتل سجّل المسروقات في دفتر كبير. وقال: "نحن نحافظ عليها آمنة في مستودع". في وقت لاحق من هذا الأسبوع رأيت أرائك المدرسة وأجهزة الكمبيوتر موضوعة بشكل مريح في شقة القائد الجديدة.
على الخطوط الأمامية في حي العامرية في حلب, التقينا "عبرة" ورجاله.
"عبرة" هو شاب قصير, في العشرينيات من عمره, بشعر مسدول وقليل من البثور المنتشرة في وجه. قال أنه انشق عن الجيش في وقت مبكر من العام. كنا قد اجتمعنا قبل ثلاثة شهور عندما كان يقود رجاله خلال أزقة حي صلاح الدين, وكان قد قتل العديد من هؤلاء المقاتلين أو شوهوا منذ ذلك الحين. كان يجلس الآن مع ناجين في طابق بارد في مبنى مهجور في منطقة بعيدة عن القوات الحكومية . من بين الرجال تظهر جرة من الزيتون الأخضر, كيس من الخبز, طبق من زيت الزيتون والزعتر.
" إنه الأسوأ بكثير الآن,: قال عبرة عن الحرب. "الآن إنه النحاس والقمح هم القادة بدلاً من تحرير لمدينة".أضاف:
"المشكلة عندما يتوقف الناس عن القتال – أنا أحرر مساحة, أنا بحاجة لموارد وذخيرة, لذلك أنا أبدأ بنهب الممتلكات الحكومية. عند انتهاء هذا أنتقل إلى نهب غيرها من الممتلكات ويمكنني أن أصبح لص. "الأرض الواقعة حالياً بينه وبين خط الحكومة تتألف من سلسلة من الأبنية المدمرة حيث القناصة من الطرفين جاهزون لإطلاق النار على أي شيء يتحرك تقريباً.
أضاف متعباً:
"يوم من الأيام عندما تنتهي الحرب ضد بشار, حرب جديدة سوف تبدأ ضد اللصوص والنصابين."
الرابط الأصلي للمقال:
http://www.guardian.co.uk/world/2012/dec...spoils-war
عين الجمهورية
جميع الحقوق محفوظة 2013
-------------------------------------------------
حرييييه + تكبييير
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
سيقتحمون البلدة ولن يكتفوا بحرق المنازل وتدميرها بل سيغتصبون التساء وخاصة من اهل المطلوبين ففركتها صباح , صباح اول امس برفقتها ابنة مطلقة وزوجة ابنها واطفالها , خوفا عليهن من الاغتصاب ,