‫ كان يوم الأحد الماضي يوما" من أيام الحزن والقهر، الذي يعيشه السوريون يوميا"، فمنذ الصباح عمدت حواجز المخابرات الجوية واللجان الشعبية من شبيحة النظام الطائفية إلى إيقاف مرور مئات السيارات على بداية أوتستراد دمشق القنيطرة ، وبالكاد كل دقيقتين تسمح بمرور سيارة . .كان التفتيش والتدقيق على الهويات مقصودا" فقط لتأخير حركة السير ، لكن حين يتقدم رتل السيارات ببطء يتبين للناظر السر في تأخير حركة السير..
منظر مروع لا يمكن نسيانه أبدا"فقد كانت الجثث مرمية على طول الأوتستراد بين جديدة عرطوز المعضمية
وكانت الجثث مكبلة منزوعة الأحذية وممددة بجانب الشارع ، وبالطبع كان على الجميع رؤية هذا المشهد .. وبالتأكيد لم يكن مسموحا" لأحد الإقتراب من الجثث أو حتى تغطيتها ،فقد كانت منتشرة قرب الحواجز وعلى مسافات لا تتعدى عشرات الأمتار منها..عدا عن القناصين بطبيعة الحال...و عند الظهيرة جرى سحب الجثث من قبل الحواجز وتم ترك جثة واحدة ، واضيف لها يوم الاثنين جثة اخرى مكبلة أيضا ، الجثتين تحت مرمى القناصين بجانب الشارع ..والمشهد نفسه يتكرر يوميا"لكل من تضطره الضرورة لسلوك هذا الطريق ..وبقيت هاتين الجثتين لغاية يوم الأربعاء والذي بحلوله كانت الكلاب قد نهشت الجزء الأكبر منهما وتحت نظر ومراقبة عناصر الحواجز !!.
هو المشهد ذاته الكلاب تنهش لحمنا في الشوارع والعالم يشاهد ، نحن السوريون منذ أكثر من أربعين عاما" تنهش الكلاب لحمنا أحياءا وأمواتا" ، لكن في العامين الأخيرين بات المشهد مفتوحا" لكل العالم الذي فقد إنسانيته وكرامته..