النظام السوري لا يستطيع ان يقسم سوريا وهذا القرار يخصه وحده،لا علاقة لي باراء المحللين السياسيين والصحفيين وغيرهم...انا رجل علم وقانون واعرف تماما ما اقول.
نشوء الدول امر له شروط واسس قانونية في القانون الدولي لا تنطبق على النظام السوري،فالدول تقوم اما بظروف تاريخية (مصر) او بظروف قيام الاتحادات (الامارات العربية) او تفككها (يوغسلافيا) أو استنادا لحق الشعوب في تقرير المصير.
ولا يوجد اي شيء من هذا القبيل ينطبق على دويلة النظام السوري المزعومة،وان اعتراف الامم المتحدة بهكذا دولة سيشكل انقلابا في كل القواعد القانونية الامرة في القانون الدولي وسيقلبه رأسا على عقب.
حتى اسرائيل حينما قامت...قامت على اساس قانوني مفاده "فلسطين التاريخية ارض بلا شعب!"...يعني اعتبروا فلسطين مثلها مثل القطب الشمالي....ويمكن لأي مجموعة عرقية ان تهاجر اليها وتبني نظاما هناك.
نأتي الى حق تقرير المصير....وتشترط هذه الحالة ان يصوت سكان اقليم معين يعانون من اضطهاد ما من حكومة مركزية ويكونون من دين او عرقية معينة فترتب الامم المتحدة تصويت شعبي على الانفصال او البقاء...وحينما يتم التصويت من قبل الشعب على الانفصال تقرر الامم المتحدة انشاء عضو جديد في الجماعة الدولية لها كافة الحقوق والواجبات على افراد هذه الجماعة واول حقوقه هو الاعتراف به من قبل الشرعة الدولية....والمثال الابرز على ذلك تيمور الشرقية.
وعليه...العلويون لا يشكلون اغلبية في اي مدينة سورية....واطلاق الامم المتحدة استفتاء كهذا سيجعل الغالبية السنية تصوت ضده ما يجعله ساقطا.
بقي امام النظام اتباع اسلوب البلطجة بالتآمر مع القوى الدولية...لكنهم لن يجدوا اساس قانوني لدويلتهم ...هذا الامر سيجعل -قانونيا- الاقاليم الخاضعة لسلطة العلويين مناطق خارجة عن حكم شرعية الدولة المركزية في دمشق،ويعطي الحق للدولة المركزية -في اي وقت وفي اي مرحلة - استرجاع اراضيها -بالقوة-.
بامانة...الدولة العلوية ستكون مقبرة العلويين...وستكون اخر ذكر لهم في التاريخ!...اما الخائفين على طوائفهم من جبهة النصرة ....فلا يحاضرون فينا بخوفهم على سوريا من التقسيم...لأن السني السوري اللاذقاني والسواحلي هو اشد حرصا بالف مرة على بلده من غيره...ولن يسمح اكثر من 60% من سكان الساحل السنة بان ينفصلوا في دويلة علوية تحت قيادة بيت اسد.....لو كان الله ذاته حاميهم...ولن يقبل مليون حمصي من أصل مليون 200 ألف من سكان حمص ان تتحول مدينتهم الى "عاصمة الدولة العلوية المزعومة"
نكتة التقسيم مجرد حلم صهيوني بانشاء دول الطوائف...لكن يا خسارة....مفيش طوائف في منطقتنا تسمح بقيام دول

واللي مش مصدق...يروح ع لبنين....ويشوف.
ونكتة التقسيم مجرد دغدغة اسدية لمشاعر الناس....مثلها مثل "الاسد او نحرق البلد".....وحتى لو نجح الاسد عام او عامين من الاختباء في الجبل باسلحته...فما هي الا مسألة وقت لنلتقط انفاسنا ونهجم عليه لاستخراجه من جحره ناهيك عن ابطال الساحل الذين ركع لهم البحر من أيام الفينيق...على النظام السوري ان يقتل مليون سني بالساحل كي تقوم دولته....وعليه ان يقتل مليون حمصي في حمص ليجعل منها عاصمة.
اما بالنسبة لاخواننا الاكراد....فخلافهم مع حزب البعث وليس مع العرب...ولو جربوا الانفصال بدعم من اكراد العراق فتركيا واضحة تماما بانها ستجهض اي حلم من هذا المنحى حتى لو وقفت خلفه اسرائيل وامريكا لان ذلك امن قومي تركي...ناهيك عن التركيبة الديمغرافية المتداخلة في سوريا والمختلفة عما هو في العراق...فلا يوجد مدينة فيها اغلبية كردية في سورية الا القامشلي.
ختاما قلتها في بداية الثورة واكررها....الله حفنا بسورية بنعمة الاكثرية الساحقة في البلاد من لون وطيف واحد...ولثقتهم بانفسهم -كما ثقتي الان وانا اتحدث - اعطوا الحرية للاقليات...فقفز زعران الاقليات على الحكم....ولكن الان دقت ساعة الحقيقة...
في لحظة كتابة هذه الكلمات...درعا تتحرر شبر شبر...بسواعد ابنائها....بل ان جبهة النصرة انسحبت من القتال لأنها تقول انها تعرضت للغدر من الجيش الحر