[color=#FF0000
]"ذي تايمز": اصطفاف جناح "حماس" العسكري في سوريا الى جانب الثوار نكسة جديدة للأسد[/color]
بيروت، لندن – –
تقول صحيفة "ذي تايمز" البريطانية في تقرير نشرته اليوم الجمعة ان الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الذي كان حليفا للرئيس السوري بشار الاسد غير اتجاهه وبدأ تدريب ثوار الجيش السوري الحر في شرق دمشق، وان مصادر دبلوماسية ذكرت ان افرادا من كتائب عز الدين القسام يقومون بتدريب وحدات من الجيش الحر داخل المناطق التي يسيطر عليها الثوار في يلدة وجرمانا وبابيلا. وهذا نص تقرير مراسلها نيكولاس بلانفورد من بيروت:
"يبدو ان هذا التطور يؤكد ان "حماس" التي تدير قطاع غزة، قررت الانفصال نهائيا عن مضيفها السوري السابق، وان تدخل في اطار رعاية قطر، الدولة الخليجية الصغيرة وان كانت ذات نفوذ والتي تعتبر سندا ماليا ولوجستيا قويا لبعض فصائل الثورة السورية.
وقال دبلوماسي غربي يتمتع بعلاقات على مستوى عال داخل نظام الاسد والمعارضة السورية ويقوم بزيارات منتظمة الى دمشق، ان "كتائب القسام قامت بتدريب وحدات على مسافة قريبة جداً من دمشق. انهم اخصائيون ويمارسون العمل بمهارة".
وقالت مصادر اخرى ان المدربين من "حماس" يقدمون العون الى الجيش السوري الحر لحفر خنادق تحت احدى المناطق الدمشقية المتنازع عليها استعدادا لهجوم متوقع واسع على وسط المدينة. وقد حصلت "حماس" على خبرة كبيرة في حفر الخنادق في غزة، لتهريب السلع اليها من غزة وللتسلل الى اسرائيل او القيام بهجمات ضد اهداف اسرائيلية.
وقال مصدر فلسطيني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، انه لم يعد سرا ان بضع مئات من ميلشيات "حماس" كانوا يقاتلون الى جانب الجيش الحر في مخيمي اليرموك والنيرب في دمشق وحلب العاصمة التجارية السورية.
غير ان "حماس" نفت بشدة اي علاقة لها بذلك. وقال ممثل الحركة الناطق بلسانها في لبنان أسامة حمدان ان "الامر لا يعدو كونه تزويرا. اذ ليس هناك افراد من كتائب عز الدين القسام او اي من افراد ميلشيات "حماس" داخل سوريا".
وقال: "نحن لا نتدخل في المشاكل الداخلية لسوريا. وافرادنا مجرد مدنيين عاديين، فلسطينيين سوريين، يعيشون مع عائلاتهم هناك. ومنذ بداية ما جرى في سوريا رفضنا كحركة اي تورط لاي فلسطيني في الاحداث الدائرة في سوريا".
يذكر ان نظام الاسد منح "حماس" ملجأ في دمشق منذ العام 1999 عندما ابعدت الحركة من الاردن. وكانت "حماس جزءا من "محور المقاومة"، وهو التحالف الاقليمي الذي يضم ايران وسوريا وحزب الله الشيعي في لبنان وفصائل فلسطينية اصغر حجما.
وعندما اندلعت الانتفاضة ضد نظام الاسد قبل عامين، وجدت "حماس" نفسها بين فكي ولائها للنظام والتزامها تجاه مناصريها الفلسطينيين الذين انحازوا بشكل واسع الى جانب المعارضة السورية. كما ان "حماس" خاطرت، بصفتها العضو السني البارز في "محور المقاومة"، بمواجهة المعارضة السنية الواسعة في سوريا، نتيجة الوقوف الى جانب نظام ينتمي الى الطائفة العلوية.
وجاء في تقرير نشرته صحيفة "الرأي العام" الكويتية يوم الاربعاء ان قيادة "حماس" بذلت جهودا لم تنجح في المراحل الاولى للانتفاضة لاقناع الرئيس الاسد بتسوية الازمة بالوسائل السياسية بدلا من استخدام القوة. ونسب التقرير الى احد المصادر قوله في وصف الاسد انه "عنيد وتنقصه الخبرة" وانه وحده المسؤول عن القتال في هذه الازمة برفضه الحل السياسي.
ومع تحول الانتفاضة التي بدأت حركة سلمية الى الاقتتال المسلح، انسحب رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل من دمشق في شباط (فبرار) العام الماضي وانتقل الى قطر. وفي ذلك الشهر نفسه، اعلن رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية دعم الحركة للمعارضة السورية.
وجاء رد نظام الاسد غاضبا، بقصف مكاتب ومساكن كبار المسؤولين في "حماس" ومصادرة السيارات والمعدات الخاصة بمشعل. واتهمت وسائل الاعلام الحكومية مشعل بـ"الجحود والخيانة". وفي اعقاب اعادة انتخاب مشعل يوم الاربعاء رئيسا للمكتب السياسي لـ"حماس" لفترة خامسة، قالت صحيفة النظام السوري "الثورة" انه نقل البندقية من كتف المقاومة الى كتف التسوية".
وقالت ان مشعل "لا يستطيع ان يصدق حظوظه. فهو بعد تاريخ مشهود في النضال، عاد الى كنف الامان القطري الثرية الهادئة في عصر عواصف الربيع العربي".
وتناثرت الانباء عن سفر اشخاص من "حماس" الى سوريا للمشاركة في الثورة. وقد قتل فلسطيني، قيل انه من مدربي "حماس"، في ادلب في كانون الاول (ديسمبر). وقالت الحركة انه تخلى عن عضويتها في الحركة قبل سفره الى سوريا، الا انه قيل مع ذلك انها اقامت لها جنازة مهيبة.
وقالت مصادر دبلوماسية فلسطينية وعربية انه اذا كانت "حماس" قد ارسلت مدربين عسكريين الى دمشق، فان الاحتمال الاكبر هو ان ذلك تم بناء على توصية من قطر ولم يكن قرارا احاديا لقيادة الحركة.
ومن المعتقد ان قطر تقوم بتوجيه دعمها الى الفصائل العسكرية المرتبطة بالاخوان المسلمين، التي تشارك حركة "حماس" في عقيدتها. كما ان قطر اصبحت الممول الرئيس لـ"حماس" منذ انفصال الحركة عن نظام الاسد ومنذ ان تباطأ التمويل من ايران.
وفي تشرين الاول (اكتوبر) 2012، اصبح الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير قطر، اول رئيس دولة اجنبي يزور قطاع غزة الذي تديره "حماس"، وتعهد خلال الزيارة بمبلغ 400 مليون دولار للقطاع.
وما قيل من مشاركة النخبة من مقاتلي "حماس" في عمليات تدريب الجيش السوري الحر تأتي في وقت اظهرت فيه قوات الثورة دلائل عن استعدادها للقيام بهجوم نهائي كبير متوقع على مركز المدينة الذي يسيطر عليه النظام.
وهناك تقارير تفيد بتسارع تدريب مقاتلي الجيش الحر في قواعد عسكرية داخل الاردن وان تعزيزات الثوار تتجه الى دمشق من انحاء اخرى من البلاد.
ووضع الجيش الحر خريطة تفصيلية لدمشق حُددت فيها عشرات المواقع، مثل المباني والمواقع العسكرية وتقاطعات الطرق التي يعتقد الثوار انه يجب الاستيلاء عليها لانتزاع السيطرة على المدينة من ايدي النظام. وقد كثف الجيش السوري من عمليات قصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار في دمشق باستخدام المدفعية والصواريخ والقصف الجوي. وقال الدبلوماسي الغربي ان الجيش يطلق صواريخ "كاتيوشا" من طراز "40 بي إم 21" من بطاريات حمولة 40 صاروخا في المرة الواحدة على مناطق شرق وجنوب وسط دمشق.
وقال الدبلوماسي: "انهم يطلقون اعيرتهم على مقربة من مكتبي. واصوات الاطلاق مدوية كثيرا لدرجة انني لا استطيع ان اجري محادثة هاتفية".
واصابت قذائف الهاون التي يطلقها الثوار وسط دمشق باعداد اكبر في الفترة الاخيرة، ربما ذلك توقعا للهجوم. وقالت مصادر عسكرية سورية لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام يوم الاربعاء ان الجيش لن يسمح للثوار "بتدنيس ارض دمشق" وانه اذا هم اقتربوا من المدينة "فسنقتلهم وقادتهم".
ويقول مؤيدو نظام الاسد، ومن بينهم ضباط في الجيش، انهم يسمعون اصوات الحفر تحت مساكنهم في ضاحية معظمية الشام المتنازع عليها، جنوب وسط دمشق.
وتقع معظمية الشام المتنازع عليها بين الثوار والنظام على مقربة من قواعد عسكرية عدة للنخبة في الكتيبة المدرعة الرابعة للجيش السوري.
وسواء كانت اصوات الحفر تدل على بناء خنادق للمهاجمة تسمح للميلشيات بالانطلاق منها الى مناطق يسيطر عليها النظام او مجرد حالة من توتر الاعصاب، فانه ليس هناك ما يقطع الشك باليقين.
وتقول مصادر الجيش السوري الحر ان مهاجمة مركز دمشق امر مفروغ منه. وقال ابو عاصي، احد قادة الثوار في جنوب دمشق "انه قريب جدا للغاية".
http://
www.alquds.com/news/article/view/id/428601