كنت قد قررت من زمن الا ادخل في نقاشات دينية خصوصاً مع المتعصبين دينياً وممن لا يرجى منهم حق أو باطل.. ولكنني أجد نفسي مضطراً أحياناً للكتابة ليس حباً في النقاش أو رغبة لإفهام من هم على شاكلة الحاج علي نور الله.. بل حتى أبيّن للقراء الموقف الحقيقي للجماعة الإسلامية الأحمدية والذي يجهله الكثيرون...
اقتباس:بالنسبة لموقف الاحمدية من اسرائيل
لم تصدر من الاحمدية اى مقاومة لاسرائيل على حد علمى و السكوت علامة الرضا
من الضروري الإشارة إلى أن الجماعة الإسلامية الأحمدية موجودة في فلسطين منذ عام 1928م
قد أقيم مركز الجماعة الإسلامية الأحمدية عام 1928 في قرية الكبابير بحيفا.... أي قبل قيام دولة إسرائيل بعشرين سنة! وعندما نشبت الحرب الفلسطينية بين العرب واليهود سنة 1948 استسلمت الكبابير مع مدينة حيفا والمدن العربية الأخرى، ورأى أهلُها، الذين لم يتجاوز عددهم آنئذ بضع مئات، أن يظلوا في بيوتهم وعلى أرضهم وأن لا يتركوا وطنهم ليصبحوا لاجئين في بلاد الغُربة. وهكذا فعل كثيرون غيرهم من أهل القرى والمدن العربية، وبقي داخلَ حدود دولة إسرائيل حوالي مائتي ألف مسلم، واليوم يراوح عددهم المليون.
ولكن كعادة جميع المخالفين اتخذ البعض من تمسك المسلمين الأحمديين بأرضهم وديارهم حجةً، فراحوا يتهمونهم بالتآمر والعمالة مع الصهيونية ضد الإسلام والمسلمين. إذا كان التمسك بأرض الوطن جريمةً ومؤامرةً مع الصهاينة فلماذا لا يعتبرون المسلمين العرب الآخرين المتمسكين هنالك بأرضهم وديارهم خونةً للإسلام وعملاءَ للصهاينة؟ طبعاً هذه هي التهمة المحببة لجميع مدعي القومية والممناعة والمقاومة!!!
أما موقف الأحمدية الرسمي من الاحتلال الاسرائيلي الغاشم لفلسطين ، فنتمنى على كل من يفتح هذا الموضوع أن يقرأ كلام الخليفة الثاني حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد الذي أعلنه وكتبه في حينه ، وحذر المسلمين من خطر اليهود وما يحاك من مؤامرات ضد فلسطين ولكن لا حياة لمن تنادي ...........فاقرأوا ما كتبه حضرته لتعلموا علم اليقين ما موقف الأحمدية من هذا الموضوع إن كنتم حقا عن الحق باحثين ....
وعليكم أن تقرأوا خطابات وكتابات حضرة ظفر الله خان البطل الأحمدي وزير الخارجية الباكستاني الذي دافع عن القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية ، حين كان العجز والخنوع يرافق قادة المسلمين ، وخدماته الجليلة معروفة عند العرب لا ينكرها إلا من لا يقرأ ما يكتب التاريخ ....
فقبل أن تتخذ الهيئة العامة للأمم المتحدة قرارًا غاشما بتقسيم فلسطين ارتفع في العالم صوت واحد يحذّر العالم الإسلامي برمّته قبل الأوان، وأحدث ثورة كبيرة في العالم العربي وغيره. وقد كان هذا صوت الخليفة الثاني للإمام المهدي عليه السلام، إذ قام بتأليف كتيّب هزّ القلوب، وقد تم نشره على نطاق واسع جدا، ومن خلاله نبَّه المسلمين جميعًا قائلا:
"لا تظنوا أن الغرب اليوم عدو لكم والشرق صديقكم، ولا تحسبوا العكس أيضا صحيحا. إنني أنبهكم أن أمريكا ليست صديقة لكم، كما أن روسيا أيضا ليست صديقة لكم. إنهما قوتان متفقتان على مؤامرة ضد الإسلام. ألم يبق فيكم شيء من الغيرة وحبِّ الإسلام حتى تنبذوا أنتم أيضا عداوتكم الداخلية وتتحدوا من أجل الإسلام؟"
ثم بعد أن أُخذ هذا القرار الغاشم بتقسيم فلسطين كتب حضرتُه مقالا آخر ونشره أيضا على أوسع نطاق، وقد قال حضرته مما قال فيه: "القضيّة ليست قضيّة فلسطين وإنما هي قضية المدينة المنورة. والمسألة ليست مسألة بيت المقدس وإنما هي مسألة مكة المكرمة ذاتها. القضيّة ليست قضيّة زيد أو عمرو بل هي قضيّة عِرض محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد اتّحد العدو ضد الإسلام متناسيًا أوجه الخلاف الكثيرة بينه. أَوَلاَ يتّحد المسلمون بهذه المناسبة رغم وجود آلاف من أوجه الاتحاد بينهم." ("الكفر ملة واحدة" نقلاً عن جريدة "الفضل" 21/5/ 1948م)
لقد كان هذان المقالان مؤثرينِ لدرجة هزّا المسلمين وأحدثا فيهم صحوة، ودوّى صداهما في العالم العربي إلى فترة طويلة.
ولم تكن الحملة المسعورة على الجماعة الإسلامية الأحمدية قد ابتدأت بعد من قِبل مَن حرّضهم أسيادهم من الدول الغربية. وكان العالم العربي يكنّ للجماعة الإسلامية الأحمدية كل التقدير والاحترام، والمتتبع للتاريخ في ذلك الوقت سيجد كثيرا من الأدلة والعلائم على هذه المكانة التي كانت تحظى بها الجماعة عند العرب والمسلمين.
وكمثال على ذلك، نورد جزءًا من مقال لصحفي معروف ومرموق في العراق اسمه الأستاذ علي الخياط أفندي، وكان يحرر جريدته "الأنباء" العراقية. فكتب:
"إن الاستعمار... يعمد إلى إثارة الشقاق بين طوائف المسلمين بإثارة النعرات، لتقوم بعض العناصر بتكفير فئة الأحمدية والتشهير بهم... إني أؤكد للقراء بأني مطلع كل الاطلاع على تدخُّل الاستعمار في هذه القضية، إذ إنه حاول أن يستغلني فيها بالذات عام 1948 م أثناء حرب فلسطين.
كنت حينئذ أحرر إحدى الصحف الفكاهية وكانت من الصحف الانتقادية المعروفة في عهدها. وقد أرسل إلي موظف مسؤول في إحدى الهيئات الدبلوماسية الأجنبية في بغداد يدعوني لمقابلته. وبعد تقديم المجاملة وكَيْلِ المديح على الأسلوب الذي أتبعه في النقد رجاني أن أنتقد الجماعة القاديانية على صفحات الجريدة المذكورة بألذع طريقة ممكنة، لأنها جماعة مارقة عن الدين...
وقد اطلعتُ خلال ترددي على هذه الهيئة بأني لست الوحيد المكلف بهذه المهمة، بل هناك أناس آخرون يشاركونني التكليف، كما أني لم أكن الشخص الوحيد الذي رفض، بل رفضه غيري أيضًا.
كان ذلك عام 1948م في الوقت الذي اقتُطِعَ فيه جزء من الأراضي المقدسة وقُدِّم لقمةً سائغة للصهيونيين. وإنني أظن أن إقدام الهيئة المذكورة على مثل هذا العمل كان رد فعل للكراستين اللتين نشرتهما الجماعة الأحمدية في ذلك العام بمناسبة تقسيم فلسطين، وكانت إحداهما بعنوان (هيئة الأمم المتحدة وقرار تقسيم فلسطين) التي كانت تبحث في المؤامرات التي دُبِّرت في الخفاء بين المستعمرين والصهيونيين، وكانت الثانية بعنوان (الكفر ملة واحدة) وكانت تحث المسلمين على توحيد الصفوف وجمع المال لمحاربة الصهيونيين وتطهير البلاد المقدسة من أرجاسهم.
هذا ما اطلعت عليه بنفسي في ذلك الحين، وإني واثق كل الوثوق بأن الأحمديين ما داموا يبذلون الجهود لجمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم... فإن الاستعمار لن يتوانى عن تحريك بعض الجهات للتشهير بهم بقصد تشتيت الكلمة." (جريدة "الأنباء" بتاريخ 21/9/1954م)
والسلام