{myadvertisements[zone_3]}
Dr.xXxXx
عضو رائد
    
المشاركات: 1,317
الانضمام: Dec 2010
|
RE: الحزب الشيوعي الفلسطيني وتاريخ النضال
(10-26-2013, 09:55 PM)Dr.xXxXx كتب: العلاقة بين تشيكيا واسرائيل غير واضحة لكنها بالتأكيد مبنية على الاقتصاد، فكثير من رجال الأعمال اليهود يستثمرون في تشيكيا منذ زمن بعيد، يدعم ذلك أن سلاح الهاغاناة أيام حرب النكبة وبعد قيام دولة اسرائيل كان يأتي من تشيكوسلوفاكيا، أشهرها قصة اميل حبيبي وسفره مع ميكونيس إلى تشيكوسلوفاكيا لشراء سلاح جيش الاحتلال.
المنفعة المتبادلة بين اسرائيل والدول "المحدودة" تشكل دافعاً قوياً لرفع سقف العلاقات معها، حيث تجد فيها اسرائيل سوقاً يلائم قدرتها الانتاجية، وترى هي في اسرائيل مصدر غني للتكنلوجيا الحديثة.
(10-28-2013, 12:14 AM)الحوت الأبيض كتب: أوافقك فيما تقوله حول الاقتصاد والمنفعة المشتركة...
لكن لدي تصويب بالنسبة لإميل حبيبي... قصة دوره في صفقة الأسلحة هذه هي اتهام لفقه له البعض ويتم تداوله دون دليل... كان هنالك صفقات أسلحة مختلفة بين الهاجاناة وتشيكوسلوفاكيا وكان لوزير خارجيتها يان ماسريك دور في ذلك (إذ كان متعاطفا مع الحركة الصهيونية)... ميكونيس قام بجولة في الدول الاشتراكية عام 48 محاولا تجنيد السلاح لكن أهمية دور هذه الجولة غير واضح...
لكن المؤكد أن إميل حبيبي لم يشاركه في هذه البعثة فقد انتما الإثنان إلى حزبين مختلفين إذ أن الحزب الشيوعي الفلسطيني انقسم عام 44 إلى حزب عربي اسمه عصبة التحرر الوطني في فلسطين وحزب يهودي... وفي مؤتمر لندن عام 1947 (الذي كان مؤتمرا للأحزاب الشيوعية المختلفة في الإمبراطورية البريطانية) مثل حبيبي عصبة التحرر الوطني وميكونيس الحزب الشيوعي وقد هاجم حبيبي موقف ميكونيس من حق تقرير المصير لليهود في فلسطين وادعى أن لا حقوق جماعية لهم في فلسطين... بعد خطاب غروميكو في الأمم المتحدة وتأييد الاتحاد السوفييتي لحل التقسيم كان حبيبي من الفئة الرافضة لهذا الحل رغم دعم الاتحاد السوفييتي وكان وجود هذه المعارضة الداخلية السبب في تأخر إعلان عصبة التحرر الوطني تأييدها لحل تقسيم فلسطين (معللة ذلك بالظروف الموضوعية الدولية والمحلية ولأنه أهون الشرين... ويبدو أنها صدقت في ذلك).
لذا اتهامه مثل هذه التهم ليس سوى محاولة لتشويه سمعته...
|
|
10-30-2013, 12:05 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Dr.xXxXx
عضو رائد
    
المشاركات: 1,317
الانضمام: Dec 2010
|
RE: الحزب الشيوعي الفلسطيني وتاريخ النضال
(10-28-2013, 01:32 AM)Dr.xXxXx كتب: عزيزي الحوت الأبيض..
يمكن أن تفيدنا معلوماتك هذه كثيراً خاصة إن كانت مصادرها مُراجعة وموثوقة لأن الموضوعية شبه معدومة في مواضيع كهذه، وبإمكاننا مناقشتها أيضاً بتوسع في موضوع منفصل لكي لا نشتت الموضوع أو تضيع هذه الأمور بين الصفحات، لكن في قضية ميكونيس وحبيبي فهذه بعض الحقائق.
عصبة التحرر الوطني تأسست بين الأعوام 1944 و 1948 بعد انفصال حبيبي، توفيق طوبي وإميل توما وبولس فرح عن الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي وقف على رأسه ميكونيس وقتها، لكن في عام 1948 وبعد إعلان قيام دولة اسرائيل عاد الفصيلين ليجتمعا تحت راية واحدة هي الحزب الشيوعي الاسرائيلي (والذي كان أول من اعترف بدولة اسرائيل).
قضية قرارات الأحزاب الشيوعية المرتبطة بموقف الاتحاد السوفييتي في أغلب الأحيان يمكن مراجعتها بتوسع لاحقاً، لكن نقطة وحيدة هنا يجب قولها وهو أن سوء التقدير لا يُعفي من المسؤولية.
اذاً، في عام 1948 كان إميل حبيبي وشموئيل ميكونيس في نفس الحزب، لذا فامكانية خرجهما في جولة معاً لا تتعارض مع النقطة التي طرَحتها..
معارضة الحزب الشيوعي الاسرائيلي (الفلسطيني أصلاً) لدخول جيش الانقاذ لفلسطين بسبب إيمانهم بفكرة الحل السلمي (حل الدولتين)، ثم اعتراف عصبة التحرر بشرعية اسرائيل استناداً إلى قرار التقسيم عام 1947 وهو ما أدى للخلخلة في العصبة ثم العودة إلى الحزب الشيوعي (الذي لم يعد فلسطينياً)، وأخيراً نفي إميل حبيبي معرفته بنوايا ميكونيس في الجولة (وليس نفيه للفعل نفسه) لا يترك لي مجالاً لأنظر بعين البراءة وحسن النية إلى هذا الحزب وأعضاءه.
هناك الكثير لأقوله عن الحزب الشيوعي وتاريخة أو حتى فكرة إقامة حزب برلماني يقوده فلسطينيين في اسرائيل لكن هذا ليس المقام للحديث، وعذراً لفلسطيني كنعاني عن تحوير الموضوع..
(10-29-2013, 07:56 PM)الحوت الأبيض كتب: حتى لا نشتت الموضوع سأقصر إجابتي حول دور الشيوعيون في صفقة الأسلحة التشيكية-الإسرائيلية. أغلب معلوماتي مستمدة من كتاب جويل بنين "هل رفرف العلم الأحمر هناك؟" was the red flag flying there? الذي أرخ فيه للحركات السياسية الماركسية في مصر وإسرائيل بين الأعوام 1948-1965 وقد تطرق فيه إلى تاريخ تأسيس الحزب الشيوعي الإسرائيلي (الكتاب اعتمد على مختلف الوثائق بالإضافة إلى مقابلات شخصية عديدة).. ردودي السابقة كتبتها من ذاكرتي التي خانتني فمن مثّل عصبة التحرر الوطني في مؤتمر لندن كان إميل توما وليس إميل حبيبي.
بالنسبة لصفقة الأسلحة فبحسب ص47 من الكتاب قام ميكونيس في فبراير 1948 بالسفر إلى أوروبا الشرقية محاولا تدبير أسلحة والمهاجرين اليهود ليقاتلوا في فلسطين. لم يكن هو الوحيد ذو العلاقات مع أوروبا الشرقية بل كان هنالك أيضا قناة بواسطة مردخاي أورن من حزب مبام. مرجع الكتاب في هذه المسألة هو بحث أرنولد كرامر "الصداقة المنسية: إسرائيل والكتلة السوفييتية 1947-1953" المنشور عام 1974 Arnold Krammer, The forgotten friedship: Israel and the Soviet bloc 1947-53.
ويضيف بينين في حاشية الكتاب أنه في ذكرى وفاة ميكونيس الخامسة (عام 1987) ألقى المؤرخ العسكري مئير بعيل محاضرة (في مؤسسة لافون في تل أبيب) أكد فيها رواية كرامر وادعى أنه لولا المساعدة العسكرية التشيكية لخسرت إسرائيل الحرب على الأرجح.
الآن لم يذكر في أي مصدر أكاديمي دور إميل حبيبي على حد علمي وكانت هذه الجولة قبل وحدة عصبة التحرر الوطني والحزب الشيوعي الإسرائيلي (التي تمت في أكتوبر 1948)... ولم أشاهد هذا الزعم سوى في محاولات البعض مهاجمة حبيبي في العالم العربي.
يبدو لي من صياغة الحاشية في كتاب بينين أن هذه القصة لم تكن معروفة جدا أو مشهورة ولم أجدها في مختلف المقالات حول الصفقة التشيكية بل فقط في المقالات حول ميكونيس...
ملحوظة أخيرة، في نفس كتاب بينين هذا سرد لكيفية تغير موقف الحزب الشيوعي الفلسطيني، فحتى بعد الانقسام بقي الحزب معاديا للصهونية ورغم اعترافه بالييشوف أقلية قومية فإنه لم يعترف بحق اليهود في فلسطين بتقرير المصير (أي إقامة دولة يهودية فيها) وحتى بعض خطاب غروميكو في مايو 1947 فقد كانت افتتاحية الحزب كول هعام (صوت الشعب) مع حل الدولة العلمانية الواحدة في فلسطين وتجاهلت ذكر غروميكو لإمكانية التقسيم... لكن قبيل بدء الحرب بدأت مواقفهم تتغير فانضم أعضاؤهم إلى الهاجاناة وشاركوا في انتخابات "مجلس المنتخبين" التي كانت بمثابة برلمان الييشوف. يعلل الكاتب ذلك "الانزلاق" نحو تقبل الصهيونية عمليا بالظروف التاريخية إلخ.. ورؤية الحزب بأهمية تحرير البلاد من قبضة الإمبريالية وثانيا تأثرهم بتغير الموقف السوفييتي.
|
|
10-30-2013, 12:07 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel
Banned
المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
|
الرد على: الحزب الشيوعي الفلسطيني وتاريخ النضال
تسجيل متباعة!
وخروج عن الموضوع الأساس المتعلق بتاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيي/الإسرائيلي:
لا أوافق على إستخدام مفهموم "الصراع العربي اليهودي", اليهود العرب كانوا جزء أصيلا من المجتمع العربي وقد تعرضو تاريخيا للإضهاد والقتل والتشريد ومن قبل الغلاة الجهلة العرب مثلهم مثل الفلسطينين الذي طردوا من أراضيهم من قبل الحركة الصهيونبة
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-02-2013, 07:23 PM بواسطة Rfik_kamel.)
|
|
11-02-2013, 07:23 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
Dr.xXxXx
عضو رائد
    
المشاركات: 1,317
الانضمام: Dec 2010
|
RE: الرد على: الحزب الشيوعي الفلسطيني وتاريخ النضال
(11-02-2013, 07:23 PM)Rfik_kamel كتب: تسجيل متباعة!
وخروج عن الموضوع الأساس المتعلق بتاريخ الحزب الشيوعي الفلسطيي/الإسرائيلي:
لا أوافق على إستخدام مفهموم "الصراع العربي اليهودي", اليهود العرب كانوا جزء أصيلا من المجتمع العربي وقد تعرضو تاريخيا للإضهاد والقتل والتشريد ومن قبل الغلاة الجهلة العرب مثلهم مثل الفلسطينين الذي طردوا من أراضيهم من قبل الحركة الصهيونبة
اليهود العرب لجأوا إلى البلاد العربية بعد سقوط الأندلس ولا زالوا حتى اليوم يُسمّون "بالسفاراديم" أي الاسبانيين، لذا فهم لم يكونوا جزءاً أصيلاً من الدول العربية بعد السيطرة الاسلامية عليها..
عدا عن ذلك، هم كانوا المبادرين بالعدوان علينا في فلسطين أو مصر أو سوريا أو لبنان وهم من تحالفوا مع المحتل البريطاني في عهد الانتداب مما دفعنا لاعتبارهم خارج إطار هذا المجتمع سواءاً الفلسطيني أو العربي.
التهجير الذي تعرضوا له لم يكن إثم العرب وحدهم، فاليهود نفسهم شاركوا في عمليات ترهيب ضد اليهود في البلاد العربية لدفعهم للهجرة صوب فلسطين.
لا ننكر أن اليهود تعرضوا لتضييقات من قبل سكان الدول العربية لكن ذلك كان رداً على احتلالهم لفلسطين، أما قبل ذلك فقد كانوا معززين مكرمين بشكل عام بشهادتهم، والمجتمع الوحيد الذي حمى الثقافة اليهودية من الاندثار هو المجتمع العربي قديماً، فرغم أن اليهود اعتُبروا كمواطنين من الدرجة الثانية إلا أن ذلك كان تحسناً كبيراً مقارنة بوضعهم في الدولة البيزنطية حيث لم يُعمّد أولادهم بالقوة، ولم يُعاملوا كعبيد بل كانوا فئة معترف بها قانونياً (الحديث عن القرن السابع حتى العاشر ميلادي!)..
وللمقارنة فقط أنظر إلى عدد الكنس في الدول العربية اليوم مقابل مساجد فلسطين التي هُدمت بعد أن هُجر أهلها او التي تحولت إلى حظائر أبقار أو مطاعم أو خمارات، وحتى ما بقي منها بقي بعد أن نزف الفلسطينيون -ولا زالوا- الدم دفاعاً عنها.
|
|
11-05-2013, 04:53 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
vodka
عضو رائد
    
المشاركات: 3,876
الانضمام: Aug 2007
|
RE: الحزب الشيوعي الفلسطيني وتاريخ النضال
"شيوعيون في فلسطين"
كتاب جديد لموسى البديري
إلياس نصرالله
السبت 3/8/2013
صدر أخيرًا عن المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية (مواطن) في رام الله كتاب بعنوان "شيوعيون في فلسطين – شظايا تاريخ منسي" لمؤلفه الأكاديمي الفلسطيني المعروف الدكتور موسى البديري. وهو كتاب نادر بالنظر للمادة التي تضمنها بين صفحاته وهي بالأساس مجموعة من المقابلات أجراها البديري بنفسه، خلال عقد السبعينيات الماضي، مع عدد من قادة الحزب الشيوعي الفلسطيني اليهود والعرب قبل عام 1948 وعصبة التحرر الوطني الفلسطيني، التنظيمين الشيوعيين اللذين أدت النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني وفلسطين إلى اضمحلالهما وانتهاء دورهما وانتقل أعضاؤهما للعمل ضمن أطر أو تشكيلات حزبية جديدة.
فالكتاب لا يتطرق لما حدث للشيوعيين الفلسطينيين بعد النكبة، سوى مرة واحدة، واقتصرت مادته على الفترة من عام 1919 وبشكل أساسي من عام 1924 إلى عام 1948. وتنبع أهمية الكتاب من أن رموز الحركة الشيوعية في فلسطين إبان عهد الانتداب البريطاني هي التي تكلمت وتحدثت عن الدور الذي لعبته. واقتصر دور المؤلف على توجيه الأسئلة للمتحدثين ووضع مقدمة قصيرة للكتاب لا تتجاوز الثلاث صفحات، من الواضح أنها كتبت حديثا وربما لمقتضيات إعداد المقابلات للنشر، بالإضافة إلى فصل آخر ضمّنه البديري أفكاره وآراءه الخاصة حول التجربة الشيوعية في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الكتاب للبديري عن الشيوعيين في فلسطين ليس الأول الذي يعالج قضايا تتعلق بالحركة الشيوعية بل سبقه كتاب آخر صدرت طبعته الأولى في أواسط عقد السبعينيات الماضي بعنوان "الحزب الشيوعي الفلسطيني من 1919 إلى 1948:
عرب ويهود في النضال من أجل الأممية".
يقول البديري في مقدمته القصيرة للكتاب ان محاولات عديدة لإعادة تركيب تاريخ المجتمع الفلسطيني جرت على أيدي مدرستين إحداهما "أسطورية" والأخرى "أيديولوجية" ساهم فيها مؤرخون وباحثون آخرون فلسطينيون وإسرائيليون. الأولى حاولت تصوير الماضي برؤية مثالية للمجتمع العربي خالية من الشوائب والتناقضات، أو النظر إلى المجتمع العربي على أنه مجموعة من الأشرار القتلة المتعصبين دينيا بقيادة زعماء غير عقلانيين وغير إنسانيين، ويميل اتباع هذه المدرسة، فلسطينيين كانوا أم إسرائيليين على حدٍّ سواء، للتفسير التآمري للتاريخ. والمدرسة الثانية "الأيديولوجية" تحاول إعادة تركيب المسار التاريخي للمجتمع العربي الفلسطيني من خلال التركيز على نشاطات الرموز السياسية العائلية والدينية، امتدادا لنهج تقليدي ينظر إلى التاريخ على أنه سيرة رموز معينة مثل السلاطين والملوك والأمراء والوزراء، وأن تاريخ الشعوب هو التاريخ الشخصي لتلك الرموز وهم صانعوه.
*بين مدرستين*
يستطيع القارئ بعد الانتهاء من قراءة "شيوعيون في فلسطين" أن يستنتج بسهولة أن البديري لا ينتمي لأي من هاتين المدرستين، رغم أنه لم يُقدِّم لنا تعريفا للمدرسة التي ينتمي إليها، وينبغي تصنيفه على أنه ينتمي للمدرسة الماركسية التي ترى أن حركة التاريخ هي نتاج عوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية معينة لدى المجتمعات البشرية، فالانتماء لهذه المدرسة بدا واضحا في كتابه الأول عن الحزب الشيوعي الفلسطيني، لذلك يُخطئ من يعتقد أن تسليط الضوء على مجموعة أفراد أو رموز من الشيوعيين الفلسطينيين هي بمثابة انحراف لدى البديري عن نهجه الماركسي في كتابة أو دراسة التاريخ.
فالبديري قدّم لنا في كتابه الجديد مجموعة من المقابلات أجراها في النصف الأول من عقد السبعينيات الماضي وعددها 22 مقابلة مع كل من: جوزيف بيرجر – برزلاي، ويوسف إبراهيم يزبك، ورضوان الحلو (موسى)، ونجاتي صدقي، وعبدالرحيم العراقي، وبنينا فاينهاوس، وخليل البديري، وبولس فرح، وخالد الزغموري، وسعيد قبلان، ومحمد نمر عودة، وجبرا نقولا، ونجيب اسبريدون، وحمدي الحسيني، ونقولا كرم، وعبدالله البندك، وموسى قويدر، وفخري مرقة، ومفيد النشاشيبي، وفهمي السلفيتي، وإميل حبيبي، وإميل توما. فبعض هذه الأسماء معروفة بالنسبة للمهتمين بالحركة الشيوعية في فلسطين قديما وحديثا، لكن البعض الآخر يجري تسليط الضوء عليه وعلى دوره لأول مرة، مما يضفي على الكتاب أهمية خاصة ويجعل مادته إثراء للمكتبة العربية والفلسطينية على حدٍّ سواء.
فأتباع المدرستين المذكورتين "الأسطورية" و"الأيديولوجية" نادرا ما تعرضوا لهذه الأسماء، لأنها لا تنتمي إلى تلك الفئة التي كانت تتربع على قمة الهرم السياسي والاقتصادي في فلسطين قبل العام 1948. فالبديري استهل كتابه الجديد، وبالأخص في الفقرة الأولى منه، بالإشارة إلى ما رواه إميل حبيبي في روايته "اخطية" الصادرة عام 1985، التي رسم فيها بعض ملامح مدينة حيفا في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين، حين ذكر أنه شاهد شعارا مكتوبا على حائط سكة الحديد في حيفا يعود تاريخه إلى أربعينيات القرن الماضي يقول "أطلقوا سراح رضوان الحلو... فخري مرقة.. يحيى الهواش ورفاقهم". وقال ان هذا الشعار يشي بوجود تاريخ آخر في فلسطين "أبطاله لا ينتمون إلى العائلات الإقطاعية الدينية أو الوفود الرسمية التي لم تيأس يوما من محاولة إقناع الاستعمار البريطاني بـ"عدالة قضيتها"... أبطاله فلاحون معدمون اضطروا للانتقال إلى المدينة سعيا وراء لقمة العيش.. مُشكلين النواة الأولى للطبقة العاملة العربية الفلسطينية.. وتوصلوا بعفوية إلى إحدى أهم مقولات ماركس: إن انعتاق الطبقة العاملة لا يمكن أن يتحقق إلا بيد الطبقة العاملة نفسها"، فوجد أولئك الأشخاص طريقهم إلى صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني.
تضمن الكتاب فصلا يحمل عنوان "تأملات في تاريخ منسي: الحزب الشيوعي الفلسطيني والأممية" قال البديري فيه "ان مجرد وجود حركة شيوعية في فلسطين تضم في صفوفها أعضاء من العرب واليهود كان يشير إلى مستقبل ممكن" مختلف في فلسطين وان الحزب الشيوعي الفلسطيني نجح، خلال فترة وجوده القصيرة، في "أن يجمع العامل العربي واليهودي على أساس برنامج تضامن طبقي يدعو إلى النضال العمالي المشترك". ولانعدام المادة المنشورة عن تاريخ هذا الحزب سعى البديري في حينه للقاء أكبر عدد من نشطائه، الذين كانوا ما زالوا على قيد الحياة في عقد السبعينيات الماضي، في محاولته لإعادة بناء أو تركيب تاريخ تلك الفترة أو تاريخ الحزب، وفقا لرؤيته الخاصة، فتمكن من إجراء المقابلات مع الأشخاص الواردة أسماؤهم.
يقول البديري أن جميع كوادر الحزب عند تأسيسه عام 1919كانت يهودية، كون الحزب تشكل في الأساس من مجموعات انفصلت عن الجناح اليساري في حزب "بوعلي تسيون" الصهيوني، ووفقا لجوزيف بيرجر – برزلاي وهو أحد مؤسسي الحزب الشيوعي الفلسطيني وشغل منصب أمين عام الحزب بعد عام 1931، كان نجاتي صدقي أول عربي ينضم للحزب الشيوعي الفلسطيني عام 1920. وأوضح بيرجر أن الحزب استطاع أن يقيم علاقات مع بعض الفلاحين العرب، وعندما اعتصم فلاحو قرية الفولة التي أصبح اسمها العفولة، بعدما اشترت الوكالة اليهودية أراضي القرية، "شارك الحزب في مقاومة إجلائهم عن أراضيهم ودعاهم للتمسك بها ورفض بيعها للمهاجرين اليهود"، واستخدم البديري مقطعا من منشور الحزب إلى فلاحي الفولة العرب في صورة غلاف الكتاب، مكتوب بلغة عربية ركيكة مليئة بالأخطاء اللغوية، وهو دليل على أن من كتبه لم يكن متمكنا من اللغة العربية، وعلى الأرجح أنه من الرفاق اليهود في الحزب، وجاء فيه (حرفيًا) "الأرض للفلاحين! حرروا إخوانكم السجناء السياسيين وسجناء ثورة آب، فليسقط خائنو الحركة الوطنية الثورية! دفعوا على أرضكم ضد اللصوص الصهيوني".
ومنذ انطلاقه عام 1919 حاول النشطاء اليهود في الحزب أن يوفقوا بين التمسك بالصهيونية البروليتارية والانتماء إلى منظمة الأممية الشيوعية التي كان يُطلق عليها اسم الكومنترن، لكن الكومنترن رفض ذلك وأصر على "أن يتحول الحزب إلى منظمة قطرية تمثل سكان البلاد الأصليين". بل أوفد الكومنترن عام 1922 مبعوثا خاصا به لتأسيس حزب شيوعي في فلسطين، وفقا لرؤيته الخاصة، ألا وهو أبي زيام، وهو روسي من أصل يهودي اتخذ له في فلسطين اسم وولف أورباخ، وكان يُعرف أيضا باسم حيدر. في عام 1924 عندما تم اعتماد الحزب الشيوعي الفلسطيني كفرع للأممية الشيوعية في فلسطين كان الحزب وافق على شروط العضوية فيها "بالعمل التنظيمي في صفوف السكان العرب في فلسطين". ويضيف البديري "وعلى الرغم من التغييرات الكثيرة التي اعترت سياسة الكومنترن نتيجة لضرورات السياسة الخارجية السوفييتية، فإنها (أي الكومنترن) ظلت ملتزمة استراتيجية التعريب طوال الوقت".
*الاعتراف والاستقلالية*
وفقا للبديري فإن اعتراف الكومنترن بالحزب الشيوعي الفلسطيني أفقد الحزب استقلاليته، "فأصبح على اتصال دائم بموسكو طلبا للتوجيه والدعم"، فأدى ذلك إلى بلشفة الحزب، أي أنه أصبح من الناحية التنظيمية والفكرية شبيها بالحزب الشيوعي البلشفيكي. وسعى البديري، من خلال الأسئلة التي وجهها إلى الأشخاص الذين قابلهم، لإثبات مقولة "فقدان الاستقلالية"، وفسّر الأقوال التي أدلوا بها على نحو يصب في هذا الاتجاه، مع أنه أشار، وفقا لما سمعه من الأشخاص الذين قابلهم، إلى حصول تضارب أو تناقض في المواقف في بعض الأحيان بين الكومنترن وقيادة الحزب الشيوعي الفلسطيني.
يقول البديري ان الحزب عجز في حينه عن توفير "لغة مشتركة تخاطب مصالح كل من العرب واليهود في فلسطين"، فخاطب العمال اليهود بلغة الصراع الطبقي وخاطب العرب بلغة العداء للإمبريالية. وتساءل البديري ما إذا كان ذلك جزءًا من الأسباب التي أدت إلى فشل الحزب الشيوعي الفلسطيني، كأول تجربة أممية في فلسطين، مما أدى إلى انشقاق الأعضاء العرب، فلم يبق في الحزب سوى أعضائه اليهود تقريبا، ونشوء عصبة التحرر الوطني الفلسطينية التي تشكلت، إبان الحرب العالمية الثانية، من أعضاء عرب فقط. وحاول البديري، من خلال الأسئلة التي وجهها للأشخاص الذين قابلهم، الوقوف على الأسباب الحقيقية لنشوء العصبة وفشل تجربة الحزب قبل العام 1948، رغم أنه ظل حتى آخر لحظة يُعارض بغالبية أعضائه من اليهود فكرة إقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين التي طرحتها الحركة الصهيونية واعتبار المنادين بها أنهم "عملاء للإمبريالية البريطانية"، ولم يتنازل الحزب عن هذا الموقف إلا بعد صدور قرار تقسيم فلسطين عن هيئة الأمم المتحدة العام 1947، على أساس إقامة دولتين واحدة لليهود وأخرى للعرب.
في الفقرة الأخيرة من هذا الفصل ذكر البديري باقتضاب شديد ما حصل بعد النكبة من انضمام الشيوعيين العرب الذين بقوا في وطنهم داخل حدود إسرائيل إلى الشيوعيين اليهود في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي "بقي ملتزما بالدفاع عن حقوق العمال والأقليات القومية المضطهدة" والذي "انتهى به الأمر، بعد عقود من محاولة الحفاظ على منظور أممي، حزبا تقع كتلته الجماهيرية الطاغية في صفوف الأقلية العربية، وعلى الرغم من ذلك، استمرت النظرات إليه كحزب يهودي بالدرجة الأولى"، وذلك في إشارة إلى أن وضع الحزب الشيوعي الإسرائيلي حاليا يُشبه إلى حدٍّ كبير وضع الحزب الشيوعي الفلسطيني في عهد الانتداب البريطاني.
من الأمور التي ما زالت عالقة في الذاكرة، كيف كان قادة شيوعيون مثل إميل حبيبي يتعاملون مع الباحثين والمؤرخين عامة فيما يتعلق بتاريخ الحزب ونشاطهم كقادة، إذ كانوا ينظرون لهؤلاء الباحثين نظرة شك، نظرا لأنهم يدرسون في معاهد علمية أو جامعات إسرائيلية وغربية، ويتخوفون من أن يكون هؤلاء الباحثون مدسوسين عليهم لأغراض مبيتة لدى جهات غير محددة، وكانوا يرددون مقولة: المقروص يخاف من جرة الحبل. مع أنه يمكن فهم تخوف مثل أولئك القادة، إلا ان هذا التصرف لا يخلو من مبالغة وتشدد. إذ أنه من المستحيل حصر دراسة تاريخ الحركة الشيوعية بأشخاص على ذوق هذا القائد أو ذاك. وفي نهاية المطاف يُحاسب كل باحث ومؤرخ على كتاباته، وهذا ما يتم فعله ليس فقط من جانب أولئك القادة ورفاقهم، بل من جانب باحثين مثل البديري الذي أشرنا سابقا إلى تصنيفه العلمي للمؤرخين.
وليس من المستبعد أن يكون البديري، الحائز على درجة الدكتوراة من جامعة لندن على كتابه الأول عن الحزب الشيوعي الفلسطيني، واجه صعوبات في الحصول على موافقة عدد من قدامى الشيوعيين الذين قابلهم للحديث معه والرد على أسئلته الحساسة، نوعا ما، التي وجهها إليهم، خاصة وأنه لم يخفِ مواقفه النقدية للتجربة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي والعلاقة التي كانت قائمة بين الأحزاب الشيوعية في العالم عامة والاتحاد السوفياتي، وهي مواقف كانت في المرحلة قبل سقوط الاتحاد السوفياتي، كافية لصدّ البعض ودفعهم لرفض التعامل مع أصحابها. لكن ينبغي التأكيد أنه مهما كانت مواقف البديري ووجهات نظره، فهي تختلف اختلافا كليا عن مواقف ومنطلقات مؤرخين أو باحثين آخرين تناولوا في كتاباتهم تاريخ الحركة الشيوعية في فلسطين من خلال مناصبتهم العداء لهذه الحركة وللحركة الشيوعية في شكل عام.
ففي معرض حديثه عن كيفية إجراء المقابلات المنشورة في الكتاب، قال البديري انه واجه مشكلة في الحصول عليها، حيث ان بعض الذين قابلهم تكتموا لسبب أو لآخر أو أنهم كانوا غير متحمسين للحديث عن دورهم أو تجربتهم الشخصية في صفوف الحركة الشيوعية قبل العام 1948، من جهة، ومن جهة أخرى أنه لم يكن واثقا من دقة المعلومات التي أدلى بها الأشخاص الذين قابلهم، لاعتمادهم في الغالب على الذاكرة، وهي مسألة تحمل في طياتها مخاطر في نظر المؤرخين بالنسبة لكتابة التاريخ، علاوة على أن البديري كان يشك في أن البعض ممن قابلهم حاول أن يقدم رواية تتلاءم مع رؤيته الخاصة لتبرير اتخاذه هذا الموقف أو ذاك.
ويلفت الانتباه أنه بالإضافة إلى المقابلات احتوى الكتاب على مجموعة ملاحق يصل عددها إلى 50 ملحقا و29 صورة لها علاقة بتاريخ الحركة الشيوعية في فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، إذ ان البديري، وهو أحد أهم الباحثين في تاريخ الحركة الشيوعية في فلسطين، لم يترك أرشيفا في بريطانيا أو في إسرائيل إلا وفتش فيه وكذلك المكتبات العامة عن وثائق من شأنها أن تساعده في تأليف كتبه ومقالاته حول هذا الموضوع. والملاحق في غالبيتها، عبارة عن وثائق تم العثور عليها أثناء البحث الذي أجراه في سبعينيات القرن الماضي وتشكل في مجملها مجموعة نادرة من الوثائق التي يمكن الرجوع إليها والاستناد عليها من جانب المهتمين بالموضوع.
في هذا الرابط نسخة الكتاب وهو يثري الموضوع بعيدا عن التشنجات والعنتريات
http://www.scribd.com/doc/151335690/Comm...8%B3%D9%8A
|
|
11-06-2013, 02:06 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}