أجواء الدعوة لترشح الطاغية بشار مستمرة هذه الأيام في مدينة دمشق وبعض الضواحي القريبة منها ، والتي تسيطر عليها عصاباته ، وهي تترافق مع أصوات الطائرات والحوامات الحربية ، التي تقصف المناطق القريبة من العاصمة بالصواريخ والبراميل المتفجرة وحتى السامة ، ومع أصوات المدافع والهاونات المتمركزة عللى جبال قاسيون والمعضمية ، ومن مطار المزة والبانوراما وقلعة دمشق وملعب تشرين وغيرها من المناطق داخل المدينة الأسيرة .. كل هذا الجحيم ينصب على اعداء الطاغية ، الذين خرجوا يطالبون بحريتهم وبحقوقهم البشرية ، فقمع هؤلاء لا يوجد فيه مهادنة من قبل أنظمة الممانعة ، بل يجب إبادتهم وإستئصالهم فوراً ، أما الصهاينة فخطرهم ضعيف ويمكن تأجيل الرد عليهم إلى وقت أخر .. الف عام ، ألفان ، ثلاث ألاف ليس مهماً ، يمكن تأجيل ذلك .

وقد لوحظ في الأيام الأخيرة بشوارع العاصمة ، تجول العديد من السيارات الأمنية ،التي تم تثبيت مكبرات صوت ضخمة عليها ، وهي تبث أغاني تؤيد النظام وبشار الأسد إضافة للأغاني الطائفية الشيعية .. نعم الطائفية التي تجمع بين الإمام علي والحسين وحسن نصرالله وبشار ؛امي الأرمن والأقليات !!.. بينما تقوم الوزارات والجهات الحكومية مع النقابات والمنظمات الشعبية ، بإجبار موظفيها وحتى المراجعين لها من أصحاب المعاملات ، بتسجيل أسمائهم وتبصيمهم على لوائح وبيانات تتوسل وتناشد وتترجى بشار الترشح لإنتخابات رئاسة الجمهورية ، وليس مهماً عدد المرات وعدد اللوائح التي بصم عليها ا لمواطن ، فالتنافس بين القائمين على هذه اللوائح والمناشدات يبيح التكرار ، والحقيقة أن القائمين على هذه الحملة يقولون لك أنت حر في المشاركة ، ولكن الويل لك إن لم تفعل فلا يوجد رمادية كما قال معلم العصابة ، وغداً يوم الإنتخاب أنت ملزم وبرضاك من عدمه ‘لى إنتخاب بشار ، فمن يجرؤ على الدخول إلى الغرفة السرية ووضع نفسه تحت الشك ، ومايتبع ذلك من إعتقال وتنكيل و{بما إعدام ، ومن يجرؤ في المناطق الواقعة تحت سيطرة عصابات الطاغية على عدم المشاركة بعرس الإنتخابات العظيمة ، فالحواجز الأمنية وهي بالمئات تنتظره لتتأكد من مشاركته ، من خلال الختم الذي سيتم على هويته دليلاً على المشاركة ، فأين المفر .. فهذه ديمقراطية فرعون وعلى الجميع المشاركة وإنتخاب بشار .

أما الرئيس المتجدد فما زال حتى الأن يدرس إمكانية خوضه الإنتخابات ، والتي حددها هو ، ومازال متردداً وينتظر التشجيع ونتائج حملات المناشدة والتبصيم ، وأيضاً التعرف على منافسيه من العبيد الذين إختارتهم لمنافسته أجهزته الأمنية ، حيث عرف منهم حتى الأن إثنان ، الأول سني شيوعي يعشق بوتين وروسيا ومن مدينة حلب والثاني شيعي من دمشق يعشق إيران وملتزم بطاعة الولي الفقيه قي قم ، وقريباً سيظهر إسم المرشحة الثالثة ،نعم مرشحة وستكون من جهة التصنيفات سنية أسدية من اللاذقية أو المنطقة الشرقية .. نعم هذه هي التعددية التي وضع أسسها الأسد الأول ويسير عليها الأسد الثاني .
ربما تذكرنا نتائج الإنتخابات المقبلة على رئاسة الجمهورية السورية بالأرقام التي كان يحققها رؤساء الجمهوريات العرب في تاريخنا المعاصر ، وهي بالضبط كما نتائج الاستفتاء الذي حدث في شبه جزيرة القرم، أي 95 في المائة فقط لا غير قبولاً ورضا .