كنت اتمنى حقيقة يا زميلي عبدالله ان مثقفي النادي القدماء يعودون اليه فالفيسبوك ليس موضع حوار حقيقة وانما ثرثرة هنا وهناك واقتطاعات من هنا وهناك. نادي الفكر وشبكة الا دينيين هم انسب موقعين للحوار وكم قضيت اوقاتا جميلة فيهما وتصفحت ارشيفهما من البداية حيث سنوات قديمة " يا زمانك يا والدي" تعود الى سنة 2003 في منتدى الا دينيين. حقيقة انا اشعر بعاطفة حنين وغموض عند قراءة كتابات قديمة تعود الى الاعوام الاولى لبزوغ فضاء المنتديات وتبادل النقاش فيها. اعتقد ان الانسان مفطور نوعا ما بالحنين الى الماضي.
الاطفال اهم ما نملك باعتقادي ولذلك من الوجوب انشائهم بافضل تربية وهذا سر اهتمامي بالموضوع وكما تفضلت بخصوص بناء مجتمعات الحرية وبلاد القانون فالامر يبدا بالاطفال حين نغرس قيم ومبادئ الانسانية والعقلانية والمساواة في عقولهم وننشئ مشاعر القوة والصدق والخير في نفوسهم. الاخلاق هو شيئ اساسي ومنه باعتقادي تنطلق منه التحليلات الوجودية فنحن نتكلم عن العدل الالهي لان العالم مليئ بالظلم والمعاناة ونتكلم عن ما بعد الموت لاننا نريد نهاية اخلاقية لمهزلة الظلم الحاصلة في عالمنا.
الموضوع هو اخلاقي وسيكولوجي في نفس الان لان الشعور الانساني والتمييز بين الحق والباطل هو مرتبط بالفطرة التي تبلورت في الامد البعيد للصعود البشري ولو اني اعتقد ان البشرية لا تزال طفلة رضيعة للوصول الى المستوى الاخلاقي المطلوب الذي يهيؤها لقيادة العالم.
دعني اقول لك شيئا: صديقة لي قالت لي شيئا ملهما واستغربت عدم انتباهي له مع وضوحه الساطع، قالت: المظلومين هم الذين يتكلمون عن العدل، والتعساء هم الذين يتكلمون عن السعادة. الموضوع ايضا مرتبط بالام الطفولة وكيف نشرح لطفل مصاب بتشوه او سرطان عن خطب حياته وما حل به ومن اتى له بكل هذه الالام.
لكنك تقول الحق.. انشاء الاطفال يجب ان يقوم على قطبين: قطب المحبة والتعاطف من جانب وقطب القوة والاستقلال من جانب اخر. يجب ان نعطيهم فكرة رصينة بان العالم هنا لايعي وانما هناك قوانين فيزيائية نشات من قديم الدهر هي من تسير كل شيئ ويجب الالتزام بها وان الاخلال الخاطئ في التعامل معها سينعكس سلبا علينا (ولن ادخل هنا في قضايا الصدف والحظ).
ربما تكون تراجيديا قاسية لاطفالنا ان نعلمهم ان مصير الخوميني وصدام لا يختلف عن مصير تلك المراة السمحاء التي تتلطف بالفقراء وتصب حنانها لكل انسان يعاني ولا يختلف عن مصير طفل نهش عظامه السرطان فمات ولم يرى من الحياة شيئا. لكن السؤال: ما ذنبنا ان كان هذا الواقع؟ هل نحن مجبورين لاختلاق واقع مستقبلي اخر يغير موازين الواقع الارضي الي نعيشه؟ وان كان فهل هذا يجدي اصلا او انه فقط وهم التعساء الذي لا يشفي غليلهم وانما يجعلهم يتلوون غيظا اكثر واكثر وهم ينتظرون بفارغ الصبر واحر من الجمر اللحظة الموعودة التي ينقضون فيها على قاتلهم وسالب سعادتهم!؟
لا اعتقد وبالمطلق لا اعتقد ذلك. فالوهم لا يجلب الا الشقاء.
بخصوص نشاط النادي: النادي مات عمليا وحتى ساحة حول الحدث اصبحت مزبلة للشبيحة يقرف الشخص حتى من مجرد دخولها.
ولا يهمك يا زميلي فموت النادي لا يعني موت الدنيا
كل ما عليك هو تجهيز كوب نيسكافيه او شاي والدخول الى مواقع مثل health او wiki how وسترى امرا مغاير. الواحد عم يقرى ويقرى وينسى ام الدنيا ولا يعلم ما حال اليه المحال و ما تاتي به الاحوال لان لا بديل عن القراءة الا الخروج مع الصديقات وعمل الا مباحات
عمتَ مساءا