أنا أعذرك يا رحمة الجاهلي ؛ فقاموس شتائمك يدل على انفعالك.
بالطبع يا رحمة أنا أنقل ؛ لكنني أنقل عن "معتبرين" من طائفتك ؛ فإن كان أحدما مُتهما ؛ فلن أكون بسوء النقل (نسخ/لصق كما تسميه) ؛ بل اتهم رجالكم وهم ينقلون إلينا شيئا من تاريخ دواعش إيران
رغم أن الموضوع الأساس لا يتعلق بـ"مظلومية" شريعتمداري ؛ لكن لا بأس أن أشرحلك بالخشيبات - على قد عقلك ...
حيث لم أزعم أن الخميني كان طالبا عند شريعتمداري أو أن هذا الأخير نال درجة الإجتهاد على يد شريعتمداري ؛ بل أشرت إلى حادثة تاريخية هي حادثة "انتشال" الخميني من الموت بواسطة المراجع النجفيين والقميين وعلى راسهم "شريعتمداري" باعتباره المرجعية العليا وقتها.
ابتداء فإن "مظلومية" أو "ظلامة" شريعتمداري يقر بها كبار مراجع الشيعة ؛ ومنهم منتظري في مذكراته ومنهم شيوخ التيار الشيرازي ؛ وذلك محمد صادق الحسيني الروحاني ؛ وهم يبرؤونه من تهم الحرس الثوري ونظام الخميني ؛ وهذا مثبت في كتبهم وعلى مواقعهم.
"الروحاني" أحد اقران الخميني وشريعتمداري على السواء يبريء هذا الأخير مما حاكه له خميني ؛ ويشير إلى المساومات التي تعرض لها شريعتمداري من أجل بيع ذمته ومواقفه المناوئة للنهج الإستبدادي الديكتاتوري الخميني ؛ لكنه لم يابه لهم.
من موقع ( سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني ) وهو يجيب عن مظلومية شريعتمداري.
اقتباس:http://imamrohani.com/istefta-5107.htm
السؤال :
الموضوع: اما بعد : فقبل ايام دار الحوار بين احد شخص و بين احدالمومنين من مقلدي أية الله العظمى السيد كاظم الشريعتمداري قدس سره الشريف فقال ذلك الشخص لذلك المومن : لماذا تدافع عن المرجع الذي دبر خطة مع قطب زاده لقتل السيد الخميني - قائد ايران - ! لان أية الله الشريعتمداري اعترف بذلك امام الناس في التلفاز ! وحيث انكم اعرف بكثير منا باوضاع الدول الاسلامية لاسيما ايران اردنا ان نعرف موقفكم الشريف تجاه هذه القضية بالخصوص و حول الاقرار و الاعتراف و الشهادة بالعموم ؟
1 - هل ان اقرار السيد الشريعتمداري كان اقرارا و اعترافا شرعيا معتبرا ؟
2 - هل ان سكوتكم عن ما جرى علي السيد الشريعتمداري كان تاييدا لما يجري عليه قدس سره ؟
3 - هل تعتبر شهادة -- حسين فردوست في كتابه ظهور و سقوط سلطنت بهلوي -- و اضرابه على السيد الشريعتمداري بانه كان من عملاء الشاه ؟
4 - ان اقرار العقلاء على انفسهم حجة وهل تكون نافذة وحجة على غيرهم بان يعترف الشخص بالسرقة على نفسه و غيره من دون ان يعترف الشخص الاخر بذلك ؟
الجواب :
بإسمه جلت أسماؤه
1 - الظاهر انه لم يعترف بذلك .
2 - يظهر من هذا السؤال انك بعيد عما جرى في قم في ذلك الزمان ويكفيكم السؤال عن من كان في ذلك الزمان في قم لترون من دافع عنه في حال هجوم الجميع عليه ، ولم يعتن بما وعدوه من المناصب والثروة بإزاء السكوت . وللكلام في هذا الموضوع وما ترتب عليه محل آخر.
3 - يعتبر في الشهادة العدالة وعدم كونها تحت الضغط والاجبار فهل ترون هذا الفرد في حين شهادته كذلك ؟
4 - كلا إقرار شخص على غيره لا قيمة له ولا اثر إلا إذا كان واجدا للشرائط المعتبرة في الشهادة .
وأما السيد [ رضا السيد صدر الدين الصدر العاملي ] أخو "موسى الصدر" فيعدد لك مظاهر ظلامة المرجع شريعتمداري كما يلي :
اقتباس:1- لا يُعطى جثمان الشريعتمداري إلى ذويه.
2- لا تُشيّع جنازته.
3- لا يُعمل بوصيّته
4- لا يُغسّل في حسينيّته.
5- لا يصلي السّيد الصدر على جثمانه.
6- لا تُدفن الجنازة في حرم قم ـ حرم السّيدة المعصومة ـ.
7- لا يدفن في حسينيّته.
8- لا يأبّن.
9- يسجن كلّ من أقام مجلس العزاء على روحه.
10- يلقى القبض على كلّ من لبس السّواد في يوم استشهاد الإمام الكاظم صلوات الله وسلامه عليه.
11- اعتقلوا السّيد رضا الصّدر إذا ذهب لتعزية ذوي الميّت.
12- لا يحق لابن الشريعتمداري أنْ يتكلم مع والده وإنْ كان في حالة الاحتضار.
13- لا تصل برقيّات التعزية إلى أصحابها.
14- لا يحق لأحد أنْ يذهب إلى بيت ذوي الميّت.
15- لا تقام على روحه السابع والأربعين.
16- لاترفع أصوات البكاء والنحيب من بيته.
17- لا يحق لأحد أنْ يقرأ المصيبة.
18- إذا اشتكى أصحاب العزاء عند أحد فهم ضدّ الثورة.
هذه إجراءات بوليسية تفوق ما يفعله اليهود بأهلنا في فلسطين ؛ بل فاقت مع فعله النواصب بآل البيت.
ولنفرض أن تهمة العمالة ثابتة في حق شريعتمداري ؛ فالتضييق عليه وعقابه إن كان مشروعا في حياته ؛فلماذا الإمعان في الإهانة والإذلال والتنكيل به وهو ميت وبأتباعه وأهله وذويه ومريديه ؟
عموما سأضع لك شهادة "رضا الصدر" كاملة في رد لاحق مستقل ؛
حتى تقرأ شيئا من تاريخ دواعش إيران وثورتهم البائسة
وعودا على بدء : فيما يتعلق بإعلان شريعتمداري للخميني مرجه تقليد عند الشيعة لإنقاذ الخميني من موت محقق ؛ فقد اشار إلى ذلك "رضا الصدر" في ثنايا شهادته عندما قال ( ...كان في زمانه ملجأ وملاذاً للاجئين وأملاً للمؤملين والآملين،
أنقذ الكثير من السجناء وكم أسعد المساكين والبؤساء. بعد حبسه لم يكن هنالك من ينوب عنه ويقوم مقامه ولا نرى كمثله أحدا يلجئ إليه اللاجئين .. ) ؛ والحر تكفيه الإشارة.
وليس إنقاذ شريعتمداري للخميني من خلال إجازته في الإجتهاد لكونه تلميذا عنده كما توهمتَ ؛ ولكن في ذلك قصة أخرى كما قرأت ؛ حيث وبعد تحقق إعدام الخميني حتما على مشانق رضا بهلوي ؛ فإن المراجع والسادة في النجف ممثلة في محمد الشيرازي وغيره تحركوا للتعاطف مع الخميني وإنقاذه من حبل المشنقة فأرسلوا بيانات تضامن مع الخميني إلى مراجع قم وطهران . وهذه أثبتها "للدكتور محمد حسين علي الصغير" في كتابه " قادة الفكر الديني والسياسي في النجف الأشرف"
يقول الدكتور :
اقتباس:وليت شعري أيتناسى أولئك المواقف المشرفة التي وقفها السيد الشيرازي لدى اعتقال الإمام الخميني قدس سره بعد الأحداث الدامية التي وقعت في قم المقدسة وإبادة الآلاف من الحوزة العلمية والشعب الإيراني وإعلان حالة الطوارئ القصوى في إيران 25/ شوال/ 1382هـ =5/ حزيران/ 1963م.
وقد أحيل السيد الخميني إلى المحكمة العسكرية الكبرى في طهران، ومعنى هذا أن يحكم عليه بألإعدام فوراً من قبل شاه إيران، بيد أن الدستور الإيراني يقضي بأن مرجع التقليد لا يعدم بأي حال من الأحوال، وكان السيد الخميني آنذاك من أساتذة الحوزة العلمية في قم المقدسة، وهو تلميذ مجدد الحوزة في قم آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري من أبرز الفقهاء والأصوليين في عهدي الميرزا الشيخ محمد حسين الغروي النائيني والسيد أبي الحسن الموسوي الأصفهاني طاب ثراهما، فهما قد حفظاً حوزة النجف في أحلك الظروف وأشدها حساسية، والشيخ الحائري قد حفظ حوزة قم في أحرج فترة مرت بتاريخ إيران الحديث في عهد الطاغية رضا شاه البهلوي والد الشاه المقبور.
ولم يكن الشاه محمد رضا بهلوي ليعترف باجتهاد السيد الخميني طاب ثراه، ولابد من العمل على إثبات هذا الموضوع، وكانت المرجعية العليا _ آنذاك ـ في النجف الأشرف قد تولى سدتها المنبعة الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدس سره، والمراجع العظام الأخرون، فرحل السيد محمد الشيرازي من كربلاء إلى النجف الأشرف، وقصد آية الله السيد عبد الله الشيرازي طاب ثراه، وعرض الموضوع عليه، وقال إن لم تقل النجف كلمتها في السيد الخميني فسيعدم حتماً، فنهض معه العالم الجريء البطل السيد عبد الله الشيرازي وذهبا من فورهما إلى السيد الحكيم والسيد محمود الشاهرودي والسيد أبي القاسم الخوئي أعلى الله مقامهم جميعاً، وعرضا هذا الموضوع الخطير عليهم، وجرت المداولات الجادة في أبعاده كافة، ولم يكن شأن مراجع النجف أن يكتبوا إلى الشاه أو أن يخاطبوه برسالة ما، فتم رأيهم أن يبرقوا كلاً على حدة برقيات احتجاج إلى مراجع الدين في كل قم وطهران، وهكذا كان، وقد ذكرت هذا الحدث في بحث سابق، جاء فيه ما نصه:
وحينما قامت أجهزة السافاك لنظام الشاه المقبور، بقمع حركات التحرر بقيادة الإمام الخميني قدس سره، فكانت المجازر الدموية الرهبية لا سيما في 25/شوال/ 1382هـ الموافق 5/ حزيران/ 1963م، والتي استشهد جراءها حوالي خمسة عشر ألف شهيد في كل من: مشهد، وقم، وطهران، وتبريز، وأصفهان، وسواها من المدن الإيرانية، وزجت بالمئات من العلماء وأفاضل الحوزة العلمية في السجون، حينذاك استنكر العلماء الأعلام في النجف هذه الحوادث، وشجبوا تصرف الشاه بذلك.
وأبرق الإمام الحكيم قدس سره إلى المراجع العظام في إيران بالبرقية الآتية:
اقتباس:بسم الله الرحمن الرحيم
«إن الحوادث المؤلمة المتوالية، والفجائع المحزنة التي ألمت بساحة العلماء الأعلام والجامعة الروحانية في (قم) أدمت قلوب المؤمنين والمتدينين، وأوجبت تأثيرنا الشديد «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» أملي أن حضرات العلماء الأعلام بأجمعهم ينزحون إلى العتبات المقدسة حتى أقولها كلمة صريحة في الدولة».
النجف الأشراف 8/ ذي القعدة/1382هـ محسن الطاطبائي الحكيم
كما أبرق بالمعنى نفسه كل من الإمام الخوئي والإمام الشاهرودي والإمام السيد عبد الله الشيرازي والإمام السيد محمد الحسني البغدادي.
وعطلت الحوزة العلمية أعمالها في الدرس والبحث الخارج، وأسفرت الحوادث عن اعتقال الإمام الخميني وترحليه إلى تركيا، ثم قدم النجف الأشرف بعد حين».
وكان هذا الموقف الموحد من المراجع العظام قد وقع كالصاعقة على نظام الشاه، فأعاد التفكير في القرار تجاه الإمام الخميني بعد أن عبّر السيد عبد الله الشيرازي طاب ثراه وسواه من الأعلام بعبارة«حضرة مرجع التقليد السيد روح الله الموسوي الخميني دامت بركاته» في رسائل أرسلت إليه في الاعتقال، ورضخ أخيراً للانصياع إلى مقررات الدستور الإيراني،
http://www.alshirazi.net/esdarat/malaf/0120.htm
هذا المقطع يؤرخ لك أن الخميني قبل نفيه إلى تركيا لم يكن مرجعا تقليد ؛ رغم أنه كان مُدرس حوزوي ؛ وأن ترقيته إلى مجتهد مرجع تقليد كان حيلة لإنقاذه من حبل المشنقة.
مراجع النجف لم تكن لهم علاقة مع القصر البلهلوي ؛ لذلك لم تكن بياناتهم أو التماساتهم موجهة إلى الشاه ؛ أما شريعتمداري فباعتباره "المرجعية العليا" التي تبدي رأيها في كل المناسبات والأحداث الهامة ؛ فقد أصدر بيانا أعلن فيه "الخميني" مرجع تقليد ؛ وتنقل هو بنفسه إلى طهران من أجل الإفراج عنه و ورفيقيه القمي و المحلاتي مثلما يروي "منتظري" في مذكراته "أسناد إنقلاب إسلامي "
شريعتمداري وآل الشيرازي جوزوا جزاء سنمار رغم أن الفضل في إبعاد حبل المشنقة عن رقبة الخميني يعود إلى "محمد الشيرازي" و "شريعتمداري" هذا الأخير الذي استغل سلطته الدينية في إنقاذ الخميني ؛ لكن كان كمن وضع الخير في غير أهله.
وأما قصة "حزب مسلمان" التي تتحدث عنها ؛ فإيران كأي نظام ديكتاتوري مخابراتي يدبر المكائد ويلفق التهم للمناوئين والمعارضين ؛ وإلصاق العمالة بشريعتمداري تهدف إلى أمرين :
- نزع "المرجعية" عن أكبر مرجع شيعي قمي منافس للخميني ؛ فالمراجع الكبار أضحوا بين هالك ؛ وبين مرجع مسجون في الإقامة الجبرية ؛ وذلك حتى يخلوا الجو للخميني الفاقد لدرجة الإجتهاد ؛ وربما كان الخميني يعيش عقدة الشعور بعدم الشرعية الدينية التي تنصبه مرجع تقليد حاز المرتبة بالأهلية وليس عن طريق "ألعوبة" قانونية من رجال الدين لافتكاكه من حبل المشنقة.
وربما نزع "المرجعية" عن شريعتمداري كانت لأجل تصفيته لاحقا لولا أن المرض تداركه قبل تنفيذ المخطط فالرجل كان مصابا بالسرطان.
ولا بد أن الخميني كان يعيش هاجس معارضة أحد أكبر مراجع التقليد لديكتاتوريته بعنوان"ولاية الفقيه" والتي فاقت ديكتاتورية الشاه ؛ لذلك سعى إلى تصفية كل رجال الدين والمراجع المناوئين لـ"ولاية الفقيه" وعلى رأسهم شريعتمداري ومتظري وأشباههم.
لكن يا عاملي : تصدق ؟؟؟
"نزع المرجعية" هذه ذكرتني بأفلام الكاوبوي ؛ لما ييجي اقوى واحد وينزع شارة " الشِريف" Sheriff ( النجمة السداسية ) من صدر المأمور ويحطها على صدر شِـريف بدالو .. كذلك حال المرجعية في إيران ...
استخدمها النظام الإيراني في تصفية شريعتمداري ؛ كما استخدمها في الإنتخابات الأخيرة ؛ فآية الله العظمى "يوسف صانعي" في انتخابات إيران/2009 وبسبب دعمه لموسوي وكروبي تعرّض للتهديد بتنزيله إلى رتبه "حجة الإسلام" ؛ يعني كل من يعارض نظام "الخمينية" و" الخامنائية/ النيو خمينية" سيحل به ما حل بـ "شريعتمداري" وينزعوا عنه شارة "الشـِــريف Sheriff " ؛ وأن رتبة المرجعية عندكم ليست أكثر من شارة كاوبوي