{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
للعاشقين فقط
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #21
للعاشقين فقط
الموسيقى، ذلك الإحساس المرهف بالطمأنينة اللا متناهية في عالم مليء بالمخاطر و المخاوف...

من أجمل الصور التي ارتسمت في مخيلتي عندما سمعت ذلك البيانو يصدح بصوت أخاذ، يسمع الأنغام تشدوا في مخيلته حتى تتغلغل في أعماق شرايينه إلى الدماء العطشانة لذرات الهواء، فتستبدل الهواء بالدموع نصعد إلى عيني الشاب المنهك من البعد و تنساب بهدوء على وجنتيه المحمرتين من الخجل....

جلست أناظر السماء لعل الله يبعث لي من يدفع الدموع إلى العينين الجافتين، دموع باتت تملأ جسدي و تحرقه كما تحرق النار غصن شجرة يابس، تخيلت ذلك الإحساس بالدمع الدافق من كل ذرة في الجسد، المملوء بحرارة الاشتياق و صخب اللوعة و احتراق النسيان بين جنبات أضلعي المشتاقة لنبض قلبي، وصلت ذروة الوله حتى باتت الدموع تطرق أبواب الجفون و لكن ما من مجيب، أحسست بالحرقة في عيني، حرقة الدموع الحارة التي لا تجد لحرارتها منفذا سوى أن تعود و تتغلغل في أعماق أوردتي مع الدماء المليئة بدخان سجائري العفنة.

تذكرت بعد برهة يوم تخرج أصدقائي من الجامعة، و كيف رأيت تلك الفتاة و قد فاقت كل تصوراتي جمالا و أبهة و لا زال سؤالها لي يتردد في فراغ عقلي إن كانت جميلة أم لا، و جوابي على سؤالها بكل براءة أنها كالقمر جمالا، و كالشمس اتقادا، و كالورد تفتحا و لمعانا. و ها هي النظرة الخجلة منها تبعث الأمل في فؤادي من جديد، لا أن أحبها و لكن أن أجد من تطفئ حرقة الأوهام و الدموع في جسدي الناحل الضعيف.

(f)
09-07-2005, 11:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
الحرة غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 72
الانضمام: Jul 2005
مشاركة: #22
للعاشقين فقط


أنا إمرأة أحبت و لم تحب ( بضم التاء )

أعترف بذلك و بكل جرأة ...

كتبت يوما لوهم شعرت أنه حب :


خدعتني أيها القمر..

حين أضأت لي في الظلام نوراً...

حين جعلت لليلي إسماً آخر...

و زينت سواداً طالما انتظر...

بريقاً أنت....

أرغمني أن أراه و احتضر...

ألبسني ثوب الأمل...

أسلمني لحلمي و رحل...
09-08-2005, 01:19 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عادل نايف البعيني غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 834
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #23
للعاشقين فقط
[CENTER]هذه القصيدة التي أنزلتها يوما في جريدة الأنوار اللبنانية في عيد العشاق:




[size=6]دُنْيَــا الهَــــوَى



أيـــُّهـا الـبـاعـِـثُ في القَــلْبِ أُوارا
ضـاقَ صَدْري فُـكَّ عَنْ روحي الإِسـارا

إنّـَـــمـا الحــبُّ الــذي أَغْــنَى فُـؤادي
كانَ طَيـْــفاً حـالـِــــماً حَــــــطَّ وَ طَــارا

هَلْ تُـرَى نـَـقْـوى على رَدِّ الــهَـوى
إذا مـا ذُقــنـاهُ فـــي العُـــمْرِ اضْطِـرارا

يــــا حبـيْـبـي لا تـَــلُــمْـــنـي وتــَـسَـلْـنـي
كــيـفَ أحبـبْـتَ و لـَمْ تقـوَ اصْطِبارا

يــا حبيـبـي \" لا تـَــقُـلْ أيـنَ الْـــهَـوى \"
إنَّ مِـحْـرابَ الــهَـوى أضْــحَـى مَـــزَارا

***
لا تـَقُـــلْ يـا خِــلُّ قـدْ شـــــــاءَ القَـدَرْ
قُـــلْ رَأَى ربـِّــي و بـِـلحُــبِّ أَمَــر ْ

جَـمْعَ روحـيْـنِ تـَــسـاقيْـنا الـهَـوى
تـــحْـتَ جُــنْـحِ اللــيْـلِ أو ضــوءِ القــــــمر ْ

يــا لــيـالي الـشَّـوقِ مُدِّيــهـا قُـــبَـــلْ
فــيـكِ يـَـحْلُو الـــحـُبُّ يـَــمْــــتَـدُّ الــــسَّـهر ْ

ربَّـمـا الأيــَّـامُ تـَــحْـلــو لِـحَـبيـبْ
ربَّـــمـا تــقْـــسُــو و يعْـــلـــوهـا الكَــدَر ْ

هكذا دنــياكَ تـَـمْضِي لا رَجــــــــــــــاءْ
مــــرّةً تَحْـــلُــو و تُبـْكــيــكَ أُخَــــر ْ

***

لا تـَدَعْ حُبّـا يـَـضيعُ كـيفَ شاءْ
و اتــــرعِ الكــــــأسَ بـِــحُــبٍ و وَفـَاء

لا تـَدَعْ سيْفَ الهـوى في غِمْدِهِ
إنْ أتـــاك الــحُــبُّ يــومــاً بـِـلـقـاء

لـيْــسَ لـلإنـْسـانِ عذرٌ إنْ أَبـَى
فــيـعيشُ الدَّهْــرَ عـَيْـشَ الأشـقيـاءْ

عُــمْـرُنـــا يـَغْــدو سَراباً دونـَهُ
وَيــَصــيرُ الـــمَـرءُ و الشـيءُ سواءْ

فاعْشَقِ العُـمْرَ فمـا ذاكَ الأملْ
إلا حَـبٌ شاءَهُ الــربُّ فـَـجَــاءْ

***
قبيع لبنان - 14 // شـباط // 1994 [/CENTER][/size]



محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة [CENTER][/CENTER]
09-16-2005, 10:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #24
للعاشقين فقط
دمت لنا يا درة النادي (f)

و لك يا حرة ألف (f)

جئت إلى هنا هاربا من غمامة "القال و القيل" الغريبة التي أضحت تغطي سماء النادي، فقلت آتي إلى ساحتي المفضلة لعلي أستضيء من شمس داليا، أو أحمل عن الدرة بعضا من تعب الحياة، أو أقطف وردة من بستان العزيزة منى كريم .... لعل كل هذا يخفف ما في النفس من تعب فاق كل الاحتمال....

آه كم هي روحي تتوق للخروج من جسدي لتتنشق الهواء النقي بعد أن أتعبتها بدخان سجائري التي أحالت داخلي عفنا!!!

للأسف أجمل كلمة أراها تخرج من فمي هذه الأيام هي "آه"...

تحياتي الوردية :rose:
09-17-2005, 01:52 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
عادل نايف البعيني غير متصل
Moderator
*****

المشاركات: 834
الانضمام: Sep 2002
مشاركة: #25
للعاشقين فقط
(f)
ــــــــــــــــ
جئت إلى هنا هاربا من غمامة "القال و القيل" الغريبة التي أضحت تغطي سماء النادي،
ـــــــــــــــ

هكذا يا صديقي ترى معي بأنّنا نعيش :
حياة كلـــها تعــبُ
فلا عتب ولا غضب
لاعليك يا أخي فأنا لا يفرج همي، ويذهب غمّي إلا دخول لساحة ادبٍ أعب منها ما يفرح ويزيل الجوى.
جميل ما قلت : غمامة القيل والقال؟
محبتي ومودتي(f)
محمد الدرة
09-17-2005, 07:55 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #26
للعاشقين فقط
تحياتي

زميلي محمد الدرة شكرا جزيلا على الإطراء يا صديقي (f)

سأبدأ هنا ما أسميته "قصة عاشق" و هو ما أوحاه لي القلم الركيك فكتبته و أحببت إطلاعكم على فحواه (f)

[CENTER]قصة عاشق[/CENTER]
شاب في مقتبل العمر، بسيط، يدخل الجامعة تملأ رأسه الأفكار و الآمال، فتبدأ مع الأمل رحلة اليأس المكسور....

هاكم قصة الشاب:

كنت قد بدأت رحلتي إلى العلياء متفاخرا بنفسي، هائما على وجهي أنوي بلوغ القمر و انتزاع النجوم من الأعالي. كنت أمشي إلى محاضراتي منتفخا كالطاووس الأعمى يتباهى بما لا يملك. حتى أتى ذلك اليوم مشيت فيه من المكان المعتاد أحث الخطى إلى محاضرتي، فاستوقفني مشهد اشرأبت له عنقي و تاهت فيه مخيلتي، رأيت بحرا من السواد مجموعا بين أجفان من اللؤلؤ الوردي البكر، تغطيه غمامة من السهام المبسوطة كأنها الخطاطيف المنصوبة لتسرق النظرات كيفما شاءت. كانت تلك عيني محبوبة أرغمتني أن ألقي أوهامي و أحلامي جانبا لألهث وراء عيونها راجيا منها نظرة تطفي نار حيرتي و ضياعي ما ينيف على العام و نصف العام.

كنت متبخترا كعادتي، أمشي لا أناظر الفتيات خوفا و خجلا، و إذا به الشيطان يوسوس في نفسي أن استرق ولو نظرة إلى عينين تسترقان إلي نظرة!!! نظرت إليها، فلم أستطع استراق نظرة فحسب، بل تسمرت بي الأقدام في مكانها ترجوني البقاء، و القلب يدفع الدماء في جسدي كأن الجسد تكحل بدماء قلبي الفائضة كالسيل من الماء. وقفت في مكاني كالأبله المسكين يرجو من فمها ابتسامة توقظه من بلهه و ترجع إليه عقله الضائع فيها، و إذا بها الشفاه تنفتح مبتسمة ابتسامة أوقفت الزمن من حولي و ألغت التوازن في جسدي النحيل. رأيت في عينيها رقة الحالم و اندفاع الطفل البريء، و لم أدر ما كان من أمري حتى تلاشى التسمر و الخدران على يد صديقي يصيح في أذني موقظا.

أمضيت ليلتي متأملا عظم ما رأيت و حالما بما سيحمله القدر بين جنباته. لست أدري ما حملني على البكاء تلك الليلة؟ أهو الخوف مما سيأتي؟، أم أنه الألم المتولد من الصدمة؟، باتت تساور نفسي أسئلة لا جواب لها: "هل كانت نظرة إعجاب منها؟ أم أنها طيبة قلبها تدفعها للابتسام؟ ... "أسئلة لا عد لها تطرحها النفس المسكينة ناقصة الخبرة.

مرت الأيام سراعا تزيد بازديادها علة نفسي، و تتفاقم مع مرور ساعاتها رغبتي في مناظرة تلك العيون. حتى أن أحلامي انصبغت بلون عيونها، سوداء لا ينيرها إلا ابتسامتها الشفافة المحفورة في أعماق ذاكرتي.

بدأت بعدها محاولاتي اليائسة للاختلاط بها و تكوين صداقة معها، تجاوزت كل حدودي و دست على خجلي بل و حطمت كبريائي أحيانا محاولا الوصول إليها. و أخيرا أفلحت في حشر نفسي متطفلا على أصدقائها و مكونا صداقات واهية ما كان الهدف من ورائها إلا الاقتراب منها قدر المستطاع. و لكن كانت هناك عقبة واحدة أخيرة، ألا و هي الكلام!. كنت كلما سنحت الفرصة لمحادثتها يتلثم لساني بلثام الصمت، كانت العبارات تتوه عن لساني، كانت الكلمات تخرج من فمي بشق الأنفس!!!

لست أدري تعليلا لصمتي في مواضع الكلام، فآثرت يومها أن أكتب كلامي على الورق، لعلها ورقة تهرب من دفتري إلى مرمى عيونها. لكنني أهملت حقيقة مرة، ألا و هي أن تلك الفتاة عاشت كل حياتها في الغربة، أي أنها لن تفهم ما كتبت!. لكني أسكت عقلي و توالت الصفحات الواحدة تلو الأخرى، و انغرست الكلمات في دفاتري بانية بستان أحلام و آلام لا مدى له و لا ماء يرويه، إنما هي الأحبار من أقلامي تترامى بين جنباته كل ليلة لتروي الكلمات بما لذ و طاب من صنوف الكلام العبق برائحة الغرام. بدأت رحلة وهمي و ألمي بقصيدة كنت قد قرأتها مرة و ضحكت من محتواها، فما كان مني الآن و قد أصبت بداء الحب إلا أن كتبتها و أضفت عليها بقلمي ما حسبته يوما "شعرا" كاتبا:

[CENTER]آه كم تعبت...
تعبت من الصمت...
تعبت من بكاء بلا دموع...
تعبت من رؤيتها ليل نهار...
آه لو أراها، لو أقول لها كلمات...

لو أقول لها...
أحبك حبا، تعجز عن وصفه الكلمات...
أحبك حبا، خرج عن مفهوم الكلام و العبارات...
أحبك حبا، لو أصاب غيري لمات...
أحبك حبا، لم يحصل مثله في أجمل الخرافات...

أحبك، عدد ذرات الثرى و هبات الرياح...
أحبك، عدد ما قال عاشق و صاح: أحبك!!!

أحبك قلبي و ما ارتاح...
و ما رأت عيني النوم يوما...
و ما غاب عنهما يوما البكاء و النواح...
و ما كان من قلبي غير السؤال: أما آن لك أن تنساها؟!
نظرت إلى القلب و قلت:

"عند المساء، و بظهور شفق المغيب...
تبدأ رحلتي مع تلك الحبيبة...
كتبت بها أجمل الأبيات...
كنت أحلم بها كالأطفال...
كم تمنيت لو أن حبي لها قد زال...

فهل لي أن تظهر شمس الغروب؟!!
أرهقتني شمسي و تأبى المغيب!!!
أبسبب أني أرى تلك الحبيبة؟!!!
أم كتب علي العيش بلا إشراق جديد؟!!!

كلي أمل و رجاء برب العرش العظيم...
بأن يعيد إلي ابتسامة ثغري الحزين...
و أن أرى الطيور تتراقص على أنغام الغروب...
كم تمنيت لو أشرق علي حبها و ما غاب...

كم تمنيت لو أني لم أجعلها...
شمسي...
و قمري...
و السماء...
كم تمنيت و كم تمنيت!!!

و تبقى الحقيقة واحدة
أحببت طفلة تائهة ضائعة...
كانت لحبي جاحدة...
ما جنيت من وهمها غير الهلاك...
شمس شديدة تحرق قلبي تأبى الحراك...

ضربتني بذلك الخنجر الحاد...
خنجر ذكراها و قد أجاد...
قتل قلبي و دفنه في مقبرة الأوهام...
فأصبحت عاشق وهم..."
قلبا مكسورا...
تائها...
ضائعا...
يأبى فراق تلك الحبيبة!!!

فسألني القمر:
أفترضى حبيبا يهوى الدماء؟؟؟
أجبت قمري:
أفترضى يوما فراق السماء؟!!
أفترضى يوما أن يذهب الضياء؟!!
أفأبيت يوما أن تكون مقصد كل عاشق؟!!

و أتاني الورد سائلا:
لماذا ترضى العيش في الحريق؟!!
أجبت الورد قائلا:
أفترضي يوما أن يذهب منك الرحيق؟!!
أن تمنع العطر عن عاشق و عشيق؟!!

فإن كان نعم...
فما زال هناك من الأمل بصيص...
أن يطلق الورد عطره و الرحيق...
أن ينير القمر بعد ليل مظلم سحيق...
أن ينبض قلب العشيق قائلا: أحبك!!![/CENTER]

كانت تلك القصيدة التي أعلنت فيها الانكسار و الاستسلام لحب ما أذاقني غير الهموم و الجراح، كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير، أعلنت فيها بملء صوتي أنني أحب، لكن الصوت هنا ما تعدى حدود الورق.

يتبع (f)
09-18-2005, 02:42 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #27
للعاشقين فقط
تعبت بصراحة من النادي و همومه المتراكمة على كل زاوية فأحببت أن آتي إلى هنا و أكمل لكم القصة التي بدأتها.

الآن و بعد ما أخبرنا من إصابة الحب لصاحبنا، نكمل ما تبقى من القصة المختصرة:

اشتد على قلبي الحزن و الحب، و تكالبت علي ظروف الحياة كأنها تقول في صمت: "أحبها و لا تبالي". وصلت قمة انكساري في يوم ماطر متجمد، لكني كنت أشعر بالحرارة تغزو جسدي و أنا أقف تحت المطر حاملا وردة حمراء قاتمة انتقيتها بنفسي و حملتها لعل الشجاعة لا تخونني و تسمح ليدي بالحراك نحوها، وقفت في مكان كان قد خلا من الناس لشدة المطر و هو نفس المكان الذي تجرعت فيه أول رشفات الحب من كأس عيونها، وقفت هناك منتظرا لعلها تمر؛ مرت الساعات و زاد الهم في نفسي، و بدأت الوساوس تأخذ مني مأخذها من الضعفاء، و حين هممت بالانسحاب إذا بها حبيبتي تظهر في البعيد، تمشي تحت المطر و قد ابتلت خصلات شعرها و انسابت قطرات الندى على أكتافها كأنها الجدول يتسحب بين شتلات الورد المحمر. استجمعت كل ما بقي في نفسي من قوة، و اشتدت قبضتي على الوردة منتظرا مرورها بجانبي حتى أعطيها لها و أبوح لها بالسر الذي لا يدري بأمره أحد.

باقترابها زادت نبضات قلبي تسارعا، و ضاق محجر العين من شدة ضغط الأحاسيس، لكن و للأسف لم يكن لكل هذا فائدة! لأن المحبوبة أكملت المسير بجانبي كأنه لا وجود لي في المكان، كأني اختلطت بالطين تحت أقدامها، مرت و لم تطاوعها نفسها بالسلام!.

أحسست بالقلب و قد خار باكيا بين الضلوع، تكسرت في أحشائي الذكريات، و انحسرت في عقلي الآمال و الأوهام. قفلت عائدا إلى منزلي أبكي تحت المطر لعلها قطرات المطر تخفي أنهار الدمع تنهمر من عيوني، أقفلت باب غرفتي و بدأت أسطر أوهامي و آلامي على الورق:

جلست اليوم متسائلا...
هل سأل أحد يوما نفسه سؤالا؟!!
من أنا؟!!
فأجابت الروح قائلة:

[CENTER]أنا الذي حزنت حتى بكى الحزن و قال كفى...
أنا الذي أشربت اليأس من كأسي حتى اكتفى...
أنا الذي تأملت في سمائي، حتى هو القمر اختفى...
حتى بريق النجوم انطفى...

أنا الذي قلت الآه، حتى صاح الآه آهات و اختنق...
أنا الذي أحببتك حتى الحب احترق...
حتى صار كحبر على ورق...
حتى صرت أقولها كلما ابتلعت الرمق...
أحبك
أحببتك حتى مل مني الحب...
و الحب عن الحب افترق...

أنا الذي تعبت من حبك...
أما آن لي أن أرتاح؟!!
ألن أجد ذلك المفتاح؟!!
مفتاح قلبك...
أو مفتاح عقلي فأنساك؟!!

أنا الذي قتلتني آلاف المرات...
أما آن دوري لأقول لك: شكرا!!!
قدمت لي ذكرى حتى الممات...
و لم أقدم لك ذكرى حتى لساعات!!!

آه لو تدري أني أحبك...
أني صابر على حبك حتى مماتي...
حتى آخر أنفاسي...
أني أصلي...
حتى تكون إلى عينيك آخر نظراتي!!!

آه لو تدري ما أنت فعلت بحياتي!!!
أنك فيها بالخراب عثتي...
أنك من دمي شربتي...
و احتللت من العقل كل فكري...
أني من غيرك لا أدري ما أنا فاعل؟!!

أنا عاشق الوهم...
أنا القلب المكسور...
أنا الذي غرقت في بحور حبك...
أنا الذي تهت في سماء عشقك...
أنا الذي بك حلمت...
أنا الجبان الذي ما تجرأت...
يوما أن أقول لك كلمة أحبك!!!
و ما حاولت...
و ما احتملت...
نار حبك تأكل قلبي...
كما تأكل النار الهشيم...

فصاح القلب المسكين:
ألم يحن بعد يوم الحساب؟!!
لأطفئ ناري بنار الجحيم؟!!
أم كتب علي الاحتراق بكلمة واحدة؟!!
كلمة "أحبك"!!![/CENTER]

بكيت و بكيت حتى فاض كيل قلبي و انفطرت أحاسيسي باكية من الألم ترجوني أن أرحمها من الهم و الحزن المتواصل. صارت الهموم مطارق تمعن في تمزيق النفس و تحطيم الأمل غير الموجود، أملي أن تحبني تلك الفتاة، فما كان من قلبي غير الاستسلام و التوقف عن النبض!. صرخت مناديا أمي لعلها تدرك ابنها و قد بات الموت مجاورا لسريره، سارع الأهل بي إلى المشفى ساعين لإدراك ابنهم يموت أمام عيونهم، و لحسن حظهم و لكن لسوء حظي أدركني المسعفون و غادر الموت جواري يقول في صمت: "لي عودة". لا زلت أذكر ذلك الألم، كنت أنظر إلى مقياس نبضات القلب إلى جانبي و أتحسس تلك الأسلاك المغروسة فوق قلبي فأجد النبض قد تخطى حاجز المائة، بل و تعداه إلى المئة و الستين نبضة في الدقيقة، و ما هي إلا برهة قصيرة و تبدأ السكاكين تمزق أحشائي بكل بطء و روية، أحسست بكل لمحة لذكراها بخنجر الحب يقطع أحد شراييني، حاولت أن أصمت لعل القلب يتعب من تمزيق السكاكين فيسلم أمره للموت و يريحني، لكن دون فائدة! فما يلبث اللسان إلا و يبدأ إطلاق الصرخات يمنة و يسرة يرجو الممرضة خارج غرفتي أن تسعفه بحبة دواء أغوص من بعدها في نوم عميق لا أحلام فيه.

يتبع (f)
09-19-2005, 08:11 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #28
للعاشقين فقط
و الآن بعد أن تمكن الحب من قلب بطلنا و ألقاه أرضا يتأوه كالطفل، دعونا نكمل القصة مع ما جرى من حديث بينه و بين نفسه:

جاءني الأصحاب بعدما علموا ما بي من علة يعزونني بامتلاء العالم بالفتيات، و يتساءلون عن سبب ذلك الشغف الغريب بفتاة لا تستحق!. و ما كان مني إلا أن أجبت كعادتي على دفتر ذكرياتي كاتبا:

[CENTER]لو تعلم...
أني أحبها حب الزهر للرحيق...
حب النار للحريق...
أني أعشقها...
عشق الجنين للرحم...
عشق المسلمين للحرم...
عشق الفراعنة للهرم...
أني أراها...
كما أرى النجوم في كبد السماء...
بعيدة...
بعد السراب عن الماء...
بعد الأرض عن السماء...
بعد القمر!!!

فياليتني أستطيع التقاط نجمة...
أن أشرب من السراب رشفة...
أن أقول لها كلمة واحدة...
أن أحفر اسمها على جبيني وصمة!!!
وصمة حب، فلا أحيا بعدها لحظة...

آه، لو أن الحلم يصبح حقيقة!!!
لو أني أعيش حلمي و لو لدقيقة...
أن أرى عينيها...
أن ألمس يدها الرقيقة...
أن أداعب شعرها...
أن أرى مشيتها الرشيقة...
و أجمل ما فيها، ابتسامة شفافة...
تحيي قلبا بعد موته...
تشفي أعمى إذا ما سمعها...
تبرؤ أصما إذا ما رءاها ...
فأنا الذي كنت العمى و الصمم...
فأحيتني ابتسامة عينيها...
و هي التي قتلت في الإحساس بالزمن...

أنا الذي دفعت الثمن...
نارا تحرق قلبي طول الزمن...
جحيما يأكل فؤادي...
فبقيت جسدا بلا ثمن!!!
دون قلب أوي إليه إن اشتدت المحن...
بلا حب أضمه إذا غدر بي الزمن...
و قد أفلحت يا زمن...
غدرتني، و ها أنا أدفع الثمن...
أصبحت كالعبد يباع بلا ثمن!!!

أبقى طول عمري أدفع الثمن...
ثمن حب بلا ثمن!!!
حب كتب له الوأد...
حب كشوك الورد...
حب كوخز الإبر...
حب الوهم!!!

و يبقى في قلبي سؤال...
هل هي يوما أحبت؟!!
أم أنها تهوى تحطيم القلوب...
تدمير الأحلام...
أسر العقول...
تمزيق الفؤاد؟!!

مالي و للحب؟!!
ليتني اقتلعت القلب...
ليتني دفنت الفؤاد...
ليتني مزقت العين و الأذن...
ليتني ما نظرت إلى عينين كالسم يجري في العروق...
ليتني ما سمعت ضحكات تذوي الحروق...
ليتني ما التقيت بفتاة بجنون النار...
فتاة جعلتني أحتار!!!
أأنا إنسان؟!!!
أملك الاختيار؟!!
بين الجنة و النار؟!!
أم أنني رهن الانقياد؟!!
وراء أوهام العشق إلى حافة الانهيار؟!!
فما عرفت للسؤال جواب...
بل فضلت الانتحاب...
مالي و للحب؟!!
مالي و للحب؟!!

أرى المحبين من حولي يقولون:
مالك و للحب؟!!
أتهوى العيش كالأسير؟!!
أتحب مع شخص واحد أن تسير طول العمر؟!!
أتهوى سماع العتاب من أقرب الأصحاب؟!!
من أعز الأحباب؟!!
أقول:
كيف العيش بلا حبيب؟!!
بلا قلب قريب؟!!
أشكو إليه همي...
أشركه ألمي...
لو كان هذا القلب أمي...
لما كان لكل شخص حبيب!!!
فكيف أشكو حبيبا يعاتبني إن قل في أذنيه كلمي؟!!
إذا لم أصارحه ألمي...
إذا فأنا أهو العتاب!!!
و كيف أحب السير في الطريق...
وحيدا بلا رفيق؟!!
يريحني إذا تعبت...
يبكيني إذا حزنت...
يضمني إذا بكيت...
يضحك طالما فرحت...
يطفئ في جسدي الحريق...
كيف العيش بلا رفيق؟!!

هم لا يعلمون...
يظنون الحب كالرقيق...
يباع و يشترى كلما مل القلب القاسي...
كف يرون الحب و هم كالعميان؟!!
لا يرون أن لديهم كنزا لا يكف عن البريق!!!
أأنا الوحيد أرى هذا البريق؟!!
أرى هذه الحبيبة؟!!
فيا ليتها تراني!!!
يا ليتها تعاني كما عانيت!!!
ليتها ترى الجنون في عيني...
ليتها تشعر بالحرارة في عقلي...
ليتها تحس في قلبي الحريق...

يالحظي!!!
أحببت فتاة لا تعرف معنى الحب!!!
لا تعلم معنى أن تحب!!!
قطعت على النفس عهدا باسم الحب...
أن أبقى على حبها طول الدرب...
أن أحفر اسمها في صميم القلب...
أن يسري اسمها في شراييني كالدم...
أن أشرب ذكراها كالسم...
أن أسمع ضحكاتها، كلما أصابني الهم...
أن أحيا و أن أموت...
و أنا في حبها أقاوم...
أن أقول لها قبل الممات...
مالي و لحبك؟!!
مالي و لحبك؟!![/CENTER]

كتبتها و دموع العين تنهمر على وسادتي مخلوطة بآلام صدري يشكوني إلى بارئه لشدة تيهي و إمعان تفكيري بفتاة نسيت من أكون.

يتبع (f)
09-23-2005, 10:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اميريشو غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,269
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #29
للعاشقين فقط
الحب كلمة يجب ألا تقال
بل أن يشعر بها فقط
لذا أقول لحبي
" ........................"
09-29-2005, 01:12 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
كمبيوترجي غير متصل
أحن إلى أمي
*****

المشاركات: 5,154
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #30
للعاشقين فقط
تحياتي عزيزي اميرشيو (f)

كلامك جميل لكن كيف بك بمن فاض فيه الكلام و لم يجد غير الصياح به!!!

تقبل (f)
10-01-2005, 08:06 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 2 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS