تابع:
ترجمة حفص الكوفي.
قال الذهبي في ميزان الإعتدال:
" 2124 حفص بن سليمان وهو حفص بن أبي داود أبو عمر الأسدي مولاهم الكوفي الغاضري صاحب القراءة وابن امرأة عاصم ويقال له حفيص روى عن شيخه في القراءة عاصم وعن قيس بن مسلم وعلقمة بن مرثد ومحارب بن دثار وعدة
وأقرأ الناس مدة
[SIZE=5]
وكان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده وإلا فهو في نفسه صادق ".
وقال في المغني في الضعفاء 1/ 179: " حفص بن سليمان وهو حفص بن أبي داود الأسدي الغاضري القارئ
صاحب عاصم
[SIZE=5]
ثبت في القراءة والحروف واه في الحديث
قال البخاري تركوه وقد وثقه وكيع واحمد ".
وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 8 / 187 : " 4312 حفص بن سليمان بن المغيرة أبو عمر الأسدي البزاز وهو حفص بن أبي داود القارئ حدث عن سماك بن حرب وعلقمة بن مرثد وأبي إسحاق السبيعي وأبي إسحاق الشيباني وليث بن أبي سليم وعاصم بن أبي النجود
وهو صاحب عاصم في القراءة وابن امرأته وكان ينزل معه في دار واحدة فقرأ عليه القرآن مرارا
[SIZE=5]
وكان المتقدمون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش ويصفونه بضبط الحرف الذي قرأ به على عاصم
روى عنه عبيد وعمرو وآدم بن أبي إياس ومحمد بن بكار بن الريان وأبو إبراهيم الترجماني وعمرو بن محمد الناقد وغيرهم وكان قد نزل بغداد في الجانب الشرقي منها كذلك أنبأنا علي بن محمد بن عيسى البزاز حدثنا محمد بن عمر بن سلم الحافظ حدثنا أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد حدثنا محمد بن سعد العوفي حدثنا أبي حدثنا حفص بن سليمان وكان ينزل سويقة نصر لو رأيته لقرت عينك به علما وفهما
قال أبو عبد الله وما كان بحفص بن سليمان المقرئ بأس
روى عمر بن محمد الصابوني عن حنبل قال سألته يعني أباه عن حفص بن سليمان المقرئ فقال هو صالح
قال أبو عبد الله وأبو عمر البزاز متروك
الحديث
حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال سمعت أبي يقول حفص بن سليمان أبو عمر البزاز متروك ضعيف
الحديث وتركته على عمد
روى عن عاصم عامة القراءات مسندة
عثمان بن سعيد الدارمي يقول وسألته يعني يحيى بن معين عن حفص بن سليمان الأسدي الكوفي
كيف حديثه فقال ليس بثقة ".
قال الترمذي في سننه كتاب فضائل القرآن ( 2905 ) ..
" حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَاسْتَظْهَرَهُ فَأَحَلَّ حَلَالَهُ وَحَرَّمَ حَرَامَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ بِهِ الْجَنَّةَ وَشَفَّعَهُ فِي عَشْرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ ".
قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِصَحِيحٍ ، وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ يُضَعَّفُ
فِي الْحَدِيثِ ".
=====================
=====================
كلهم نصّوا على أن تضعيفه هو في الحديث.
وتلك قمة الدقة والشفافية العالية.
التي تميز بها علماء الحديث الشريف.
يتبين مما سبق سبب عدم اعتباره من جهابذة المحدثين.. ما ملخصه..
1. كان يستعير كتب الحديث ويحدث بها الناس على صيغة السماع ( لا الوجادة ).
وهذا يخالف أصول علم الحديث .
فالسماع أقوى درجة من الوجادة.
بل السماع من أعلى درجات التحمل والأداء.
بينما الوجادة من أدناها.
وجماهير علماء الحديث يقولون بردها وعدم قبولها.
والحكم على ما فيها من الحديث بالضعف.
وحكموا على من يقول بها جهلاً بأن حديثه متروك لعدم اختصاصه.
حيث خالف ما اتفق عليه العلماء بعدم اعتبار الوجادة شيئاً.
صيانة للدين والحفاظ على أعلى درجات التوثق في الحديث.
ومنع أي شبهة للخطأ والتصحيف.
رفض علماء الحديث التحديث عن طريق صحيفة دون سماعها عن الشيخ مباشرة ، لاحتمال التصحيف وعدم فهم الخط... الخ.
وهم يحكمون على من يقوم بتلك العملية بالضعف وترك حديثه.. صيانة لحديث رسول الله من احتمال التصحيف.
وكم من حديث هو في ذاته صحيح .. ولكن العلماء ضعفوه بسبب الوجادة زيادة في الاحتياط في الدين.
بل الحديث الصحيح المحتج به لا يكون إلا من تلميذ يطيل ملازمة شيخه .. يتعرف إلى لهجته ، ويضبط لغته ، ويتبين ضبطه ، ويقف على علله ...
(( وتلك ما تميزت به رواية حفص للقرآن الكريم عن زوج أمه عاصم ))
أما من يجد حديثاً في ورقة ويحدث به بلفظ ( حدثنا ) أو أي لفظ يدل على السماع مشافهة من الشيخ ثم عرض المسموع عليه وإجازته وتوقيعه على كل صحيفة كل ذلك يجعلك لا تطمئن إلى كونه من العلماء الجهابذة الضليعين في علم الحديث.
ويرتاح المسلم عندما يرى دقة علماء الحديث في الحكم على الرجال.
مهما كانت درجة قرابتهم له.
ومهما كانت منزلته في العلوم الأخرى..
ويقف احتراماً لهم وتقديراً لعلمهم... كيف يعرفون عن كل راوٍ ما هي الأحاديث التي غلط بها.
وهذه فائدة الاختصاص.
نعم: إن معرفة علماء الحديث بذلك ، دليل على درجة التوثيق العالية في نقد الرجال والاطلاع والمعرفة الواسعة بأحوال كل راوٍ.
فهذا حديثه صحيح ن وذاك مدلس ، والآخر لازم شيخه ، وفلان أضبط تلاميذ فلان ، وحديث فلان صحيح إلا ما نقله عن فلان وفلان فهو ضعيف ... الخ.
ويبدو أنه لكونه من غير المتخصصين في علم الحديث ، لم يكن على تلك الدرجة المطلوبة في علماء الحديث المسموح لهم بالتحديث .
والدليل على عدم اختصاصه:
عدم اطلاعه على درجات التحمل والأداء.. وعدم ضبطه ( قلب الأسانيد ).
2. قلبه لأسانيد الحديث .
وهذا يدل أيضاً على تمكن علماء علم رجال الحديث من هذا الفن.
فكيف عرفوا ذلك دون أن يدرسوا جميع ما روى من أحاديث ويجدوا أنه أخطأ في الكثير منها.
ذلك القلب في الأسانيد ... بسبب تحديثه عن الصحيفة ، لا عن شيخ يقوم بتصويبه وفحصه عدة مرات قبل إجازته.
وهذا القلب ( مهما كان يسيراً ) يطعن في درجة ضبطه.
ويُسقط عنه الاختصاص في الحديث.
وما يؤكد عدم اختصاصه في الحديث.. قلة مروياته للأحاديث.
فهو ليس له في كتب الحديث التسعة إلا ست روايات.
واحدة في الترمذي ( 2905 )
واثنتين في ابن ماجة ( 216 و 224 ).
وثلاثة في مسند الإمام أحمد ( 1203 و 1213 و 20037 ).
ومعروف أن هذه الكتب ليس فيها أحاديث موضوعة.
وهذا يسقط عنه أي شبهة في وضع الحديث.
بشكل عام .. كما قال الذهبي : هو في نفسه صادق.
ولكنه ليس ضبطاً في الحديث متمكناً فيه كتمكنه في القراءات.
فكان في علم القراءات أبرع منه في علم الحديث.
وكم من عالم من العلماء الورعين في أنفسهم ، رُفِض حديثهم ليس لأنهم غير أمينين ، بل لكونهم غير مؤهلين تماماً في اختصاص علم الحديث ، أحد أدق علوم الشريعة.
وكل العلماء الذين طعنوا في روايته للحديث قبلوا روايته لقراءة عاصم واحتجوا بها.
بل وقرؤوا بها في صلاتهم.
ولم يمنعوا الناس منها.
فهذه تختلف عن تلك.
وليس شرط العالم أن يكون علامة في كل العلوم.
لماذا أكثر الناس الرواية عن حفص ؟
حفص هو أكثر من لازم عاصماً.
وختم القرآن عليه مراراً.
ومن ثم هو الأوثق عن عاصم.
وعاصم له مئات التلاميذ الذين ختموا القراءة عليه.
ولكن حفصاً أدقهم .
هذا من حيث الشكل.
أما من حيث المضمون:
اطمئن .........
لو كان حفص علامة العلماء وسيد علم أهل الحديث بلا منازع وثقة ثبت إمام حجة حافظ أعلم الناس بالحديث ... الخ
لو توفرت فيه كل تلك الصفات وكان ( الوحيد ) الذي نقلت عنه تلك الرواية للقرآن الكريم .. لأسقطنا روايته على اعتبار أنها رواية آحاد.
وشرط القرآن أن يكون منقولاً بالتواتر.
في كل حلقات السند.
أما وقد انتشر المسلمون من أقصى شرق إيران إلى أقصى غرب المغرب في ذلك الزمان.. وكانوا يتلون القرآن الكريم في صلاتهم ويختمونه عدة مرات في العام.
وألفت تفاسير القرآن الكريم .
وكتب الحديث النبوي التي حوت آيات القرآن الكريم.
والآيات المذكورة في كتب السيرة .
وعشرات المخطوطات في المتاحف.... الخ.
التي ألفت كلها قبل ولادة حفص وعاصم.
كلها توافق ما اصطلح عليه ( برواية حفص عن عاصم ) تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بصحة ما نقل عنه.
ليس فقط لأنه ثبت عالم بالقراءات .
بل الأهم من ذلك ..
لموافقته المتواتر في زمانه ..
والمتواتر عمن قبله..
ولما تواترَ فيما بعده.
هذا هو القرآن الكريم..
وما سواه لا يعد قرآناً.
آن لهم أن يفهموا ذلك.
وأنى لهم !!!!!!!!!!!!!
نعم ... لن يفهموا ذلك..
والدليل: ستجدون ـ زملائي الكرام ـ بعد سويعات قليلة من يقول إن قرآنكم محرف لأن فيه نقص آية الحفد والخلع وآية الرضاع والولايات (المتحدة !! ) ..
لماذا لا يفهمون أن القرآن الكريم الذي نؤمن به .. ونتعبد بتلاوته.. هو المتواتر فقط :?:
سؤال صعب.. أليس كذلك ؟
================
رواية الحجاج في تحريف القرآن التي أشرت إليها الرد عليها هنا
http://islamna.org/monaw3atradquran005.htm
==================
أما موضوع كتاب المصاحف لأبي داود السجستاني هل أفهم أنك عمداً قمت باختصار اسم في ردك رقم 195 ؟
==============
أما نسخة الكتاب في الظاهرية فأنا أعرف أنها موجودة في المقدمة بل تصوير صورة عن الصفحة الأولى من أي مخطوطة شرط من شروط التحقيق العلمي.
ولكن سؤالي كان: بما أنك متأكد وواثق من نفسك هل أنت متأكد أنها الآن موجودة في المكتبة الظاهرية . ؟!
============
ولغاية الآن لم تجبني عن سؤالي حول سبب عدم مصداقيتك في النقل عن كتب التفسير في الرد 195 .
وعدم مناقشتي في ردي رقم 201 على ما نسبته لأم المؤمنين السيدة عائشة .
وعدم بيانك لسبب مغالطتك في نسبة التحريف فيما ورد في النسخة المغربية التي معك .
رغم أن كل كتب التفسير التي تعنى بالقراءات وكتب القراءات ذكرتها كلها ؟
تلك أسئلة لم تجبني عليها لأستمر في حوار معك عزيزي
ولك مني أحلى تحية ...
مع محبتي
:wr: