أتهامهم و دفاعنا...

في اللحظة التي تلت مصرع الحريري بدأت الأصوات تعلو باسم الجهة التي قتلته, و تحولت الهمهمة الى صوت عال بمايشبه الهدير في مظاهرة عارمة يوم الرابع عشر من آذار و في ذكرى مرور شهر على مقتله.لم يكن هذا الإجماع يقينا جماهيرا بقدر ما كان كان امنية تريد هذه الجماهير المحتشدة لها أن تتحول الى حقيقة تبنوها بصيغة تساؤل العارف بالشيء.كان الخلاف بين سورية و الحريري قبيل لحظة من مقتله قد بلغ الذروة و كان هذا الخلاف معروفا وواضحا و قد تقصد الحريري نفسه نشر أخباره و ذهب بعيدا في ذلك عندما لف يده اليمنى بالجبس الأبيض في اشارة واضحة الى أنه كان مكسور "اليمين" عندما وافق على التمديد للحود.

الخلاف الذي كان معروفا للجميع كان عاملا مساعدا في توجيه أصابع الإتهام و لكنه لم يكن العامل الوحيد, وقد كان سلوك السوري مهينا في لبنان "فسمن" طبقة سياسة وزع عليها ما استطاع من الأسلاب و أعتمد على ولائها في فرض هيمنه طاغية ذابت فيها الذات اللبنانية, فنشأت طبقة أخرى شعرت بمرارة الحرمان من السلطة و أخرى شعرت بمرارة هذه الهيمنه التي تقترب من الإحتلال وهذه المرارة كانت عاملا آخر و جوهري في تشكيل الأمنية الشعبية اللبنانية التي جاءت على شكل أتهام لا يقبل الرجوع عنه للسوريين بقتل رئيس وزرائهم السابق و قد تقصدوا أن يحولوه الى نصف آله ليس تأكيدا على شخصه و لكن تهويلا بالجريمة. و قد نجح بعض القادة التقليديون في تأليب جزء كبير من الشارع لصالح مهمة أتهام السوري و عدم القبول بمتهم آخر.

ثم جاء الخروج السوري من لبنان على خلفية هذا الحدث وقد نجح إئتلاف لبناني بقيادة جنبلاط في نقل هذا الملف الى مجلس الأمن و ساعدهم مناخ دولي مهيء لإستصدار قرارا تأليف لجنة تحقيق دولية.و تعد هذه اللجنة العدة الى أتهام شخصيات سورية مرموقة . مما شد من ساعد تيار أتهام سورية بكل ما يحدث أو سيحدث ,و قد تأكد هذا التيار الآن أن سورية اصبحت قليلة الحيلة تتحرك بخجل و جناح مهيض.

في مقابل التيار اللبناني الذي لم يقبل ألا السوري متهما تشكل بمواجهته تيار سوري وجه الإتهام الى كل من أشار بإصبع الإتهام الى سورية واعاد أليه الإتهام على شكل "رزم" معلبة من قبيل تدبير المؤامرات و حياكة الدسائيس و العمالة و غيرها.و أزداد عرض هذا التيار و كبر بشكل متوافق و مساير للتيار اللبناني المعاكس و قد غذاه الخروج السوري المجاني المذل من لبنان فشعر بخيبة بعد سقوط ورقه سورية كان يراهن بها.و قد كان هذا التيار ضحية الإعلام الذي دأب على تقديم الوجود السوري في لبنان على أنه وجود" شقيق".فأنكر على اللبناني "جحوده فضل التواجد السوري الشقيق" و أعتبره ناكر الجميل و مشروع عميل.و تمدد هذا التيار أكثر ليكيل التهم ذاتها الى كل من "ينفخ" باتجاه سورية و لو بتحليل موضوعي يضع فيه سورية في خانة الإتهام. قد نسي هؤلاء أن وقفة يجب أن تكون هنا في هذا المكان بالذات لمراجعة ما في "الجيب" لإنه اساس لما في "الغيب".

بات من شبه المؤكد أن أتهاما كبيرا سيوجه الى سوريين و قد يتحول الى إدانه و هو أحتمال لا يقل تأكيدا, و هنا قد لا ينفع هذا الفريق السوري الى الذي "يهوش" و يبرأ السوري لأنه سوري أستمرار "أجترار" نظرية المؤامرة لأنها طبخة اصبحت عسيرة على البلع ناهيك عن الهضم.و خاصة أن السلطة قد جربت هذا الحل " أقصد الإغتيال" من قبل فنجحت قليلا و فشلت كثيرا, و لا يجب الدفاع عنها بطريقه متعصبة كما يفعل اللبناني الذي يتهمها بطريقة متعصبة ايضا.

كما أن الإتهام اللبناني ليس كله قائم على معطيات ووقائع فكثير منه تصفيات حسابات و تعصب و حالة من التشفي بعد سنوات طويلة من الصمت الإلزامي,فإن الدفاع السوري ليس كله موضوعيا ايضا لأن معظمه ترديد أعلامي في رفض للتسليم بسهولة لما حدث من خروج مأساوي,و عصبية موازية لعصبية الإتهام و لكن الأخطر من ذلك كله أن بعض "المنافحين" مثقلين بهم طائفي و هم يدافعون بكل ثقل يطيقونه لأنهم يعتقدون بأن أدانة بعض العناصر في السلطة هو إدانة لطائفة.

في كل الأحوال هذا النوع من المشاعر يباعد أكثر بين جغرافيا قي غاية الإلتصاق تكذيبا للسيدة فيروز التي تقول "ربينا سوا".

أنا اتهم نفسي انني ليبرالي وصفراوي
وكان صوتي مع الأصوات التي تطالب بخروج سوريا من لبنان وايضاَ ضد الممارسات الخاطئة بل الفاسدة في لبنان من قبل البعض وشركائهم اللبنانيين , لكن بعد حصول ما حصل وارتفاع الاصوات غير النزيهة من قبل العديد من حلفاء الامس وشركاء الفساد ,أعدت تموضعي من جديد , بعد دخول مصطلحات لا تظهر سوى العورة من الجسد السوري , وبعد ان اصبح من أسمعنا الغزل والمديح ببعض لعناصر الطيبة إلى ذم وقدح ووضح صفة الأحتلال السوري وقفز فوق الأحداث وتجاهل مرحلة سوداء في تاريخ اللبنانيين انفسهم ايام الاقتتال والتذابح الطائفي فيما بينهم ليحمل المسؤولية كاملة إلى التواجد السوري وتجاهل اسرائيل واحتلالها ومجازرها التي وجددت من يشاركها بها وهم اليوم على رأس المنقذين للبنان وعلى راس الوطنيين اللذين حرروا لبنان ,هذا المشهد يجعلنا نعيد حساباتنا وحسباتهم وناخذ موقعاََ جديداََ إلى جانب الشرفاء في لبنان وسوريا ونحمي رؤوسنا لأن الهجمة ستتطال الجميع وهناك تربص بالبعض كي يشاهدوا الدماء تنزف من الجسد السوري, من هذا المنطاق نحدد مواقفنا .

رائع بكل ما تكتب يا جقل... ع فكرة شو صار بأبو مكنى؟!!!... بدي سافر يا زلمي

عزيزي الوجود السوري في لبنان شابه الكثير من الأخطاء وأنا كنت ممن تنبه مبكراً لهذا الخطر والخطأ بحكم كوني قضيت فترة طويلة متنقلاً بين لبنان وسورية "كنت اقضي ثلاثة أيام بسورية وباقي الأسبوع في لبنان وبالعكس" خلال هذه الفترة الطويلة كنت ألمس بأحسن الأحوال نقص بالمحبة وببعض الحالات كراهية وبحالات أخرى وهذا أمر مؤسف تفضيل لأي كان على السوري....

كان الافتئات على السوريين واتهامهم بالجهل والغباء وقلة المعرفة واللباقة محور أي سهرة.

بالرغم من كوني أنتمي لعائلة ميسورة وبالرغم من أني كنت ودوداً جداً مع من كانوا يضعوني بخانة الأعداء وبالرغم من أن اختصاصي أيامها كان أكثر من نادر كنت اشعر بمشاعرهم تلك التي ما كانوا ليجهروا بها لولا أنهم وثقوا بي ، بل إن بعضهم كان يبرر لنفسه أي شعور ودي تجاهي بالقول :"ولك يا عمي هيدا مش سوري هيدا صار لبناني أكثر ما نو سوري...بعدين تعا دوّر ع أصلوا بتلاقي أكيد أكيد أكيد أصلو لبناني.!!!"...

عزيزي بعد خروج سورية من لبنان اتصل بي عديد من الأصدقاء "السابقين" في لبنان وحاولوا بلغة ألبسوها طابع الود أن يبقى تعاملنا كما كان وأن أزورهم "على الأقل" إلا أني وجدت أني سأكون مغالطا لنفسي باستمراري بالتعامل معهم وكانت إجابتي استحالة حتى الزيارة ، لأني عاجز على ارتياد مكان يحوي هذا القدر من الكراهية.

على صعيد تعاملاتي مع البنوك فضلت أن أنقل رصيدي لبنك تركي وآخر أردني كي لا اضطر للذهاب للبنان.

هل تعلم أثناء معرض بانكنوت زارتني مندوبة بنك لبناني افتتح بسورية بمحاولة لإقناعي بالتعامل معهم إلا أن الرفض سبقني رغم الخدمات الممتازة التي عرضوها...لا أدري لم كانت إجابتي المباشرة والجارحة:
لا لكل ما هو لبناني.
بل إن الأمر بلغ أني قبل أيام كنت بمطعم و طلبت عصير أناناس فأحضر لي زجاجة من صنع شركة لبنانية... كاد الموضوع أن يتحول لمشكلة ...وانتهى باعتذار مدير المطعم.

عزيزي لا يمكن أن أنسى منظر "النائب"جبران تويني وهو يردد مع جمهور "الأشقاء" :
توت توت سوريا عم بتموت.
أي اشقاء يا صاحبي وأي جيرة وأي محبة... إنه مجرد زيف وكذب...

عزيزي صدقني لو أنهم حصروا خلافهم مع النظام لكنت أول من دافع عن قضيتهم خاصة وأنني أصلاً مقتنع تماماً بخطأ الوجود السوري في لبنان ، ولكن الأمر كان أبشع من أن يجير.

بالنسبة لموضوع اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخلافه مع النظام ...
كانت علاقة الحريري مع النظام دوما عرضة لمد وجذر وقد مرت بأزمات خطيرة لم تبلغ حجم الأزمة الأخيرة ولكن لو أننا قاربنا دقة المواقف أثناء تلك الأزمات لوجدنا أن تلك الأزمات ربما تخطت أزمة التمديد ولكن ما جعل أزمة التمديد تطفو على الوجه الأسباب التالية:
1- طريقة تعاطي النظام المباشرة مع الموضوع مما جعل الأمر يبدو وكأنه أمر عسكري مما اثار استياء الحريري بشكل كبير، خاصة أن هناك تيار كبير في سورية كان ضد فكرة التمديد.
2- تزامن قضية التمديد مع تسريبات حول مشروع يحمله الحريري لتوطين الفلسطينيين مما شحن السوريين بشكل كبير ضد الحريري وجعلهم يتشبثون بالتمديد للحود.
3- دفع دولي وتحريض فرنسي ضد الوجود السوري.
4- بعد ثورة أوكرانيا هناك من أوغر صدر الحريري بأن الشعب اللبناني لو نزل للشارع فلن يكون اضعف من الشعب الأوكراني مما جعله يشعر بالقوة.
5- دفع المعارضة اللبنانية للحريري وتحريضها له.
6- الحملات الإعلامية التي رافقت عميلة التمديد والتي تمت تغذيتها من المعارضة ومن الخارج.

بعد أزمة التمديد وصدور القرار 1559 شعر الحريري أنه اخطأ خاصة وأنه اقترب من المعارضة وشعر بعدائها الكبير لسورية وللقومية العربية التي يؤمن بها مما جعله يحاول تخفيض سقف المعارضة وهنا كان مقتله فالرجل فقد الحليف السوري وقدم للمعارضة كل مالديه من أوراق وأصبح عبئاً على المعارضة وبات يحاول تخفيف غلوائها وخفض سقف مطالبها...
هنا قفز ذهن شيطاني ليرسم ويخطط أن اغتيال الحريري بتلك الفترة بالذات هو أكبر مغنم لتيار المعارضة ولأمريكا وإسرائيل وهذا ما حدث ...
لاحظ فريق الخاسرين وفريق الرابحين.


بالمحصلة أعتقد جازماً أن الإعلام السوري تعاطى مع الأزمة بطريقة بمنتهى الغباء والتخلف.

دمت بخير

لو وضع السوري - الموضوعي- نفسه مكان أي لبناني فهل كان سيكون أقل غضباً و أقل تعصباً , أكاد أجزم أن لا ...

المشكلة هي أن يتعصب الانسان فجأة للاسم , الاسم الذي يرتبط بوطنه و ينسى الأهم , ينسى الوطن نفسه الأسير المفكك الضعيف , و لا يقف هذا السوري المتعصب و لو للوهلة ليسأل نفسه كيف ؟

كيف أصبحت المسافة ما بين دمشق و بيروت بهذا البعد ؟

يسهل على البعض - لكي لا يضطر لأن يتألم قليلاً ألم مواجهة الحقيقة - أن يضع الاتهامات الجاهزة , فاللبنانيون متعصبون و متعالون و ناكرون للجميل , و لكنه ينسى أن يسأل نفسه : أي جميل ؟
و ما الذي رآه اللبنانيون من السوريين لكي يحفظوا جميلاً أو يتذكروا ذكرى جميلة ,
الفساد النهب السرقة , الاعتقالات القتل النفي , تكميم الأفواه شراء الذمم , فرض الرؤساء و الوزراء و النواب و المدراء من الدرجة الأولى حتى الدرجة الرابعة بما يتوافق مع هوى المافيات المشتركة؟!!!

في الفترة قبيل و بعيد غزو العراق , غزت سوريا قوافل العراقيين الهاربين من الوضع الأمني المتردي في العراق , و قسم كبير منهم هم من الأغنياء الذين دخلوا بأموالهم لسوريا و بدأوا بالتاثير الكبير على الحياة اليومية للشعب السوري ,
اسأل أي سوري في الشارع من الطبقة الفقيرة أو حتى المتوسطة عن العراقيين , ستجد في قلبه الكثير ليخرجه , سيبدأ بالسب و التضرع لله أن يعيد هؤلاء الوافدين الجدد إلى بلادهم لأنهم ساهموا بشكل كبير في زيادة الأسعار و لا سيما آجارات البيوت بشكل غير مسبوق , حتى بات العثور على منزل للأجار بسعر معقول في مدينة دمشق من العجائب .
بالإضافة لظهور شكاوى عديدة لأسباب أمنية منهم , و حديث ذو أسس قوية عن انتشار غير مسبوق لمرض الإيدز في الشارع السوري بسبب الدعارة العراقية المستوردة .

لم يمض على وجود العراقيين في سوريا بهذا العدد أكثر من ثلاث سنوات , و لم نتحملهم , فما بالك بلبنان البلد الصغير الذي تحمل ما تحمله من جيش و مافيات و عمالة سورية هائلة غير منظمة لمدة تزيد عن 15 عاماً.

هملكار يقول :
----------
طريقة تعاطي النظام المباشرة مع الموضوع مما جعل الأمر يبدو وكأنه أمر عسكري مما اثار استياء الحريري بشكل كبير، خاصة أن هناك تيار كبير في سورية كان ضد فكرة التمديد.
---------------------

" مما جعل الأمور تبدو " , إذا ما هي ؟!

----------
- دفع دولي وتحريض فرنسي ضد الوجود السوري.
-----------
من حسن الحظ أن دولاً مثل فرنسا لديها قدر من الشفافية يسمح لنا بالتعرف على الحقيقة , صرح أكثر من مسؤول فرنسي أن فرنسا تعهدت لبشار الأسد أنه ستوقف القرار 1959 في حال عدلت سوريا عن التمديد للحود , هوة من قليل شيراك غاضب على النظام السوري !!

تتحدث عن الشهيد الحريري و كأنه طرطور يسيره جنبلاط أو عون أو غيرهم , من المعروف عن الحريري حكمته السياسية و عدم انجراره وراء عواطفه , و أيضاً صبره , الرئيس الحريري كان ينتظر اللحظة التاريخية المناسبة للتخلص من قبضة النظام المافيوي الذي ثبت و بالتجربة أنه لا يمكن أن يسمح بأي إصلاح سياسي أو اقتصادي في لبنان , و بات من الواجب التخلص منه , و هذا حقه الطبيعي ,

الإعلام السوري غبي , هذه لا يختلف عليها اثنان , و لكن الصمت السوري حيال قضية اغتيال الحريري كان له أسباب أخرى , لا أظنها غامضة جداً ,


و أخيراً أقول لهملكار إذا كان يحب لبنان و صار يكرهه بعد أن خرج السوريون , فأقول له أن لبنان الذي أحبه هو لبنان الجديد السيد الحر المستقل , رئة سوريا لهواء الحرية ..

اقتباس:و أخيراً أقول لهملكار إذا كان يحب لبنان و صار يكرهه بعد أن خرج السوريون , فأقول له أن لبنان الذي أحبه هو لبنان الجديد السيد الحر المستقل , رئة سوريا لهواء الحرية ..

لا أدري هل أدمن اللبنانيون اللعب على الكلام.

اين رأى السيد طرفة بن العبد أني بت أكره لبنان بعد أن خرج السوريون منه؟!!!


رغم أني كتبت:
[QUOTE]عزيزي صدقني لو أنهم حصروا خلافهم مع النظام لكنت أول من دافع عن قضيتهم خاصة وأنني أصلاً مقتنع تماماً بخطأ الوجود السوري في لبنان

ولكن الكراهية قادرة أن تكل العين السليمة.

فموقفي الصريح والذي طالما جهرت به :
كان على الرئيس حافظ الأسد مع بداية الحرب اللبنانية أن ينشر الجيش السوري على الحدود مع لبنان ويغلق الحدود... فقط.

ولكن الرجل: ايامها سمح لكل صاحب سيارة لبنانية أن تعمل كتاكسي دون اي رسوم وأن يسمح بتوظيف اللبنانيين فوراً وأن يعاملوا معاملة المواطن السوري...
خطأ ما بعده خطأ


أما باقي ما تفضل به السيد طرفة فأقول له:
حين بدأت حرب لبنان كنا فتية أيامها أذكر أن الصف الدراسي كان يحوي حوالي 23 طالبا ففرضت وازرة التربية على المدارس الخاصة استيعاب الفائض من الطلبة واضطرت الإدارة أن تجعل الصف 40 طالبا بدلاً من 23 حتى بتنا مشحورين ...

ايامها بدأ المدرسون بإلقاء العظات عن التأخي بين السوري واللبناني ... ومحنة لبنان وأن الشعب العربي شعب واحد...إلخ.

اذكر ايامها أني وقفت وسألت المدرس ببساطة:
لماذا يتعين علي أن أجلس أنا وتلميذين "اي ثلاثة" على نفس المقعد الذي يستوعب تلميذين فقط بينما قبل سنة واحدة فقط كنت مع عائلتي أقضي إجازة الصيف كعادتنا ببلدة فالوغا "بفندق بارك أوتيل" ونقوم يومياً بالذهاب لبحمدون وعاليه لقضاء السهرات ايامها أذكر أني دخلت لمدينة ملاهي مزدحمة لركوب السيارات الكهربائية ودفع والدي ثمن التذاكر ولكني لم أعثر على سيارة فارغة ، أثناءها كان هناك طفل لبناني يركب سيارة وقد نفذ تذاكره فعرضت عليه أن أعطيه تذاكري مقابل أن يتركني أركب معه ... وما كدت أن أفعل حتى انقض والد الطفل وضربه بشكل وحشي بعد أن تلفظ بكلام بمنتهى السوء عن السوريين الوحوش المحرومين "الفلاحين اللي موشيايفين شي ......................."

هنا نرى ببساطة أن التعالي والكراهية ليسا نتيجة ممارسات وإنما محاولات استعلاء أدمنتها فئات لبنانية تجاه بعضها وانعكست على المزاج العام حتى أننا وببساطة نشعر أن أقاربنا اللبنانيين يحاولون الاستعلاء علينا علماً أننا "والعزة لله وحده" أكثر ثراء وأكثر سفراً واحتكاكاً بالعالم وغالبية عائلتنا أكثر تحصيلاً علمياً.

قبل سنتين توفي قريب لبناني وحين ذهبت لتقديم واجب العزاء أثناء التشييع ركب بسيارتنا ابن الفقيد وانتقل بسرعة للحديث عن سيارته الفارهة موديل 2003 "المماثلة للسيارة التي نركبها" ولكنها فول أوبشن فرد عليه أخي ولكن هذه السيارة هي موديل 2003 فول أوبشن بل تحوي ثلاثة ميزات خاصة.. بالإضافة لكونها تحمل لوحات سورية مما يضاعف سعرها عن سعرها ببلدكم...
وقتها تبلكم قريبنا فأهذى بكلمات:
أي بس يا خيي السيارات اللي بيجيبوها لهون ياخييي بتعأد...

وكأن المعمل الفرنسي ينتج صناعة خاصة للبنان وأخرى لسورية...
:nocomment:

ببساطة اللبناني يريد ان يشعر الأخرين أنه أكثر ثقافة وأكثر علماً وأكثر فهماً وأنه الأجمل والأكثر أناقة والأبرز ذوقاً...
وهذا سلوك عام لا تنحصر ممارسته على السوريين بل ينسحب على العرب بشكل عام ولكنه يتوقف بذلة عند كل ما هو أوربي.

تحية...

عرفنا يا سيدي أنك صفراوي و هذه فهمناها على أساس التناقض مع الزرقاوي بس شو يعني ليبرالي؟؟!!(f)

"الشرفاء في سورية و لبنان"؟؟!!! أجد هذا المصطلح عسيرا على التبيان بغياب ألية للفرز بين الشريف و غير الشريف وأنت و أنا لا نستطيع أن نطلق صفة الشريف على فلان أو على فليتان لأنه أتخذ الموقف الفلاني أو الفليتاني و أرجو هنا أن لا نخلط المفاهيم بين من هو في صفي و من هو شريف...

هملكار...سعيد بمتابعتك للحقيبة السوداء ....

أعتقد أن ما تسمية "تعالي" اللبناني هو أحدى نتائج أخطاء الوجود السوري العسكري الكثيف في لبنان فقد تعامل اللبناني مع "مجند إجباري",و المشكلة أن "المجند الإجباري" ترك في لبنان دون أن يقول له أحد ما هي مهمته و ماذا يجب أن يفعل و كيف يجب أن يتصرف أذا صادف مدنيين . وقد يكون اللبناني معه بعض الحق في الظن أن كل السوريين "مجند إجباري".

طرفة بن العبد أنا "ولا أدعي الموضوعية" وضعت نفسي مكان اللبناني ووجدت له أكثر من مبرر لكي يغضب و ينفعل و يكون لديه رد فعل من هذا القبيل و لكن سلوك اللبناني بهذا الشكل سيكون له مفاعيل سورية ايضا لأن السوري يغضب و ينفعل و يتصرف حسب ما يمليه رد الفعل.

أريد القول أن العاطفة و الجملة العصبية بشقها الإنعكاسي هي ما تسيطر على سلوكياتنا سوريين و لبنانيين.

مودتي

اقتباس:  هملكار   كتب/كتبت  
 
اين رأى السيد طرفة بن العبد أني بت أكره لبنان بعد أن خرج السوريون منه؟!!!

اسمحوا لي اخواني بالدخول بالموضوع وهو بين لبناني وسوري وانا عراقي اي انني يمكن ان اعتبر طرفا" محايدا" نوعا" ما بالرغم من كوني اعتبر السوري اقرب لي من اي شعب عربي اخر الاّ انني رأيت ما رأه الاخ طرفة بكلامك التالي أخ هملكار .

اقتباس:  هملكار   كتب/كتبت  

بل إن الأمر بلغ أني قبل أيام كنت بمطعم و طلبت عصير أناناس فأحضر لي زجاجة من صنع شركة لبنانية... كاد الموضوع أن يتحول لمشكلة ...وانتهى باعتذار مدير المطعم.

للأسف الكثير منــّــا تأخذه العصبية لان يعتبر الابيض اسودا" والاسود ابيضا" عندما يتعلــّــق الأمر به شخصيا" .
ولو نتجرد عن عواطفنا بحكمنا على الأمور لتغير الكثير من واقعنا .
وهذا ليس مختص بالسوري واللبناني والمصري والعراقي بل بالكل للأسف .
ولو اقتنعنا باحترام ارادة ورأي المقابل لما وصلنا الى حالنا الحالي الذي يكره به اللبناني السوري والعراقي الفلسطيني والفلسطيني المصري وهكذا..... الخ اي ان الكره زرعته الانظمة وربــّــت عليه الشعوب لان كل شعب اصبح انعكاسا" لنظامه الذي يظن انه معصوم من الخطأ .
فلو نزل السوري عند رأي اللبناني بما يخص لبنان وكذلك اقتنع الفلسطيني والعربي برأي العراقي بقضية العراق ولو ترك العرب الفلسطيني يحل مشكلته من البداية لوحده لما وصلنا الى هذه الحال اليوم للأسف .

الرائع جقل:
(f) أتمنى يا صاحبي أن لاتتأخر علينا هناك فهي رائعة.

كتب الزميل Truth

اقتباس:  Truth   كتب/كتبت  

اقتباس:  هملكار   كتب/كتبت  
 
اين رأى السيد طرفة بن العبد أني بت أكره لبنان بعد أن خرج السوريون منه؟!!!

اسمحوا لي اخواني بالدخول بالموضوع وهو بين لبناني وسوري وانا عراقي اي انني يمكن ان اعتبر طرفا" محايدا" نوعا" ما بالرغم من كوني اعتبر السوري اقرب لي من اي شعب عربي اخر الاّ انني رأيت ما رأه الاخ طرفة بكلامك التالي أخ هملكار .

اقتباس:  هملكار   كتب/كتبت  

بل إن الأمر بلغ أني قبل أيام كنت بمطعم و طلبت عصير أناناس فأحضر لي زجاجة من صنع شركة لبنانية... كاد الموضوع أن يتحول لمشكلة ...وانتهى باعتذار مدير المطعم.

للأسف الكثير منــّــا تأخذه العصبية لان يعتبر الابيض اسودا" والاسود ابيضا" عندما يتعلــّــق الأمر به شخصيا" .
ولو نتجرد عن عواطفنا بحكمنا على الأمور لتغير الكثير من واقعنا .
وهذا ليس مختص بالسوري واللبناني والمصري والعراقي بل بالكل للأسف .
ولو اقتنعنا باحترام ارادة ورأي المقابل لما وصلنا الى حالنا الحالي الذي يكره به اللبناني السوري والعراقي الفلسطيني والفلسطيني المصري وهكذا..... الخ اي ان الكره زرعته الانظمة وربــّــت عليه الشعوب لان كل شعب اصبح انعكاسا" لنظامه الذي يظن انه معصوم من الخطأ .
فلو نزل السوري عند رأي اللبناني بما يخص لبنان وكذلك اقتنع الفلسطيني والعربي برأي العراقي بقضية العراق ولو ترك العرب الفلسطيني يحل مشكلته من البداية لوحده لما وصلنا الى هذه الحال اليوم للأسف .

عزيزي رفضي لزجاجة العصير اللبنانية مرده طعم المرارة النداء الجماهيري للـ"أشقاء" ... (توت - توت - سوريا عم بتموت).

هذا الخطاب الذي ردده التويني وفتفت فأصبحوا نواباً.

عزيزي كنت ولا زلت وسأبقى أقول أكبر خطأ أخطأته سورية هو الدخول للبنان ... ولكني بعد سماعي لهتافات الـ "أشقاء" اصبحت أعتبر أن أكبر خطأ أخطأته سورية هو احتواء اللبنانيين اثناء الحرب كان عليهم إغلاق الحدود .... فقط.

على أي حال لبنان الآن ينتظر دعما دولياً وسينهض نهضة دونها نهضة الكويت.
أجمل تحية
(f)

عرفنا يا سيدي أنك صفراوي و هذه فهمناها على أساس التناقض مع الزرقاوي بس شو يعني ليبرالي؟؟!!

"الشرفاء في سورية و لبنان"؟؟!!! أجد هذا المصطلح عسيرا على التبيان بغياب ألية للفرز بين الشريف و غير الشريف [

ليبرالي يعني في ذات الدعوة التي بدأ بها اسماعيل ثم تلاقفها القرامطة وقال عن مشاعة الارض ومشاعة السلاح ولم يقول مشاعة الإنسان .
يعني ليبرالي .

ولا اظن ان الشرف اصبح سريالياََ وهلامياََ ودون ملامح كي نتوه عن معرفة الشريف وغير الشريف خاصة إذا كانت المواقف لاتبنى عن تبعية لنظام أو عقيدة دينية أو حزبية , ألم تتفق الحكماء والفلاسفة والأنبياء على مفهوم الشرف , ولا أظنني سانجر للمتاهة الكلامية في عبث التفسير لكل كلمة أخلاقية ترتكز عليها أركان المجتمعات الإنسانية أنس اسمع لبناني يقول على كل لبناني ان يقتل فلسطيني دون أدنى تفكير اجده انه غير شريفوهذا مقاييس الشرف باعتقادي .

هملكار
انت تقول بانك كنت تسمع وترى كل تلك العقد الفوقية والاتهمات للسوريين من قبل اللبنانيين اصحابك
لماذا انتظرت الانسحاب السوري لتاخذ موقف طالما انك تعرف كل تلك الحركات الخوتة من اللبنانيين؟
بالنسبة للاناناس بشرفك بس مش اطيب ؟:lol2:
حبذا لو لم تفرض بالقوة على الشعبين السوري واللبناني تلك الاخوة ومقولة شعب واحد ببلدين او ط..... بفرد لباس لكانت حالنا افضل مثل حال اي بلدين جاريين