الموضوع برأيي يتركز في هذا السؤال البسيط أوجهه لكل مسيحي:

- هل تعبد شخصا واحدا أم ثلاثة أشخاص؟

لاحظ رجاء أنني لم أسأل، "هل تعبد إلها أم ثلاثة آلهة؟" السؤال واضح.

تعلّم الكنيسة المسيحية أن اللـه هو عبارة عن ثلاثة أقانيم ذو شخصيات مستقلة، و لكنها متحدة في الطبيعة الجوهرية الإلهية. فمثلا في العهد الجديد، الروح القدس حل على يسوع، و يسوع كان يكلم الاب. تقول الكنيسة أن هذا يدل على وجود ثلاثة أشخاص مستقلين من ناحية الشخصية، و متحدين من ناحية الجوهر.

اذا كان المسيح هو اللـه، و الاب هو اللـه، و الروح القدس هو اللـه، فالمسيحي اذن يعبد المسيح، و يعبد الاب، و يعبد الروح القدس.

قد يتساءل المرء: ما هي أهمية مسألة "الشخصية" هنا؟

إن أحد أهم ما يميز الإله الابراهيمي هو أنه شخص. مثلا، الهنود الحمر و البوذيين و الطاويين و الكثير من الديانات الاخرى تقول أن "اللـه" بطبيعته هو عبارة عن طاقة مجردة، او هو مجموع كل الاشياء، بينما الإله الابراهيمي هو "شخص" يفكر و يغضب و يحب و يحاكم و يتكلم. و كون هذا الإله شخصا هو أهم مميزاته.

فعندما تقول المسيحية أن هناك ثلاثة أشخاص يتكلمون مع بعضهم البعض و يحبون بعضهم، يكون المسيحيون هنا قد سلبوا من مفهوم اللـه أحد أهم مميزات وحدانيته، و جعلوا منه ثلاثة شخصيات مشتركين مع بعضهم البعض في "جوهر الألوهة".

المسيحية اليوم تقول أنها تعبد ثلاثة أشخاص. هذه هي النقطة التي أركز عليها. قد تحاول الكنيسة تبرير موقفها هذا بالزعم أن الثلاث أشخاص هم "إله واحد"، و لكنها لا تنكر أنها تعبد ثلاث أشخاص مستقلين (لكن غير منفصلين). إذا لم يكن هذا هو الشرك بعينه، و التعددية في العبادة، فما هو الشرك و ما هي التعددية؟

لذلك كما قلت في بداية المداخلة: عندما تسأل المسيحي عن إلهه، لا تسأله ان كان يعبد إلها واحدا او ثلاثة آلهة فهو متعود على الرد بأنه يعبد إلها واحدا و الكلام كما يقولون ببلاش و ليس بفلوس. لكن السؤال الحقيقي هنا هو: هل تعبد شخصا واحدا أم ثلاث أشخاص؟ و هو ان كان مسيحيا على مذهب الكاثوليك او الارثوذكس او البروتستانت و أراد قول الحقيقة، فهو سيقر بأنه يعبد ثلاثة أقانيم، و الأقنوم هو الشخص (ترجمة الاقنوم بالانجليزية Person أي شخص).

شرك؟! ألا يجب أن نتفق على وجود الله أولا ثم نتحدث في التوحيد و الشرك :emb:

مساء الفل

هذا في حد ذاته شيء رائع ويجعل من الديانة شيئا غير ممل ، بمعنى أنك حينما تمل من الآب تذهب إلى الابن لترتاح قليلا من عدوانيّة الآب ، وعندما تمل من الاثنين ومن أساليبهما المكررة التي هي هي اليوم وبالأمس وإلى الأبد ، تلجأ إلى الروح القدس ليحل الإشكال و"يجدد حياة". هذا أفضل من الاصطباح بوجه نفس الإله كل يوم وسماع أقاويله المكررة . على الأقل هؤلاء الثلاثة يناقضون بعضهم البعض ويناقض الواحد فيهم نفسه. وهذا يجعل الأمر ديناميكيّا أكثر منه متحجرا مثل ديانات الإله الواحد أو الشخص الواحد سمها كما شئت.

كما أن التعدد في الأقانيم واختلاف شخصيّاتهم وميولهم يفتح الباب لمختلف ذوي العاهات والأمراض النفسيّة بشتّى فروعها للتعلّق بالشخص (الأقنوم ) الأقرب إلى ملء النقص لديه. فمن كان عدوانيّا شرسا ذكوريا سيرى في الآب مثله الأعلى ، ومن كان مازوخيا ولديه جرعة زائدة من الأنوثة لا يدري من ينكحها له سيرى في المسيح خير عريس . ومن كان من هواة سوبرمان وباتمان ويتمنى أن يحلق مثلهم ويرى أشياء لا يراها الأشخاص العاديّون فسيتعلّق بالروح القدس أكثر من غيره ، وسوف يمسك بتلابيب الروح حتى يحصل على إحدى المواهب الهلاميّة من قراءة كف و مخاويّة عفاريت وتكلم بألسنة إلخ.

في الهندوسيّة هناك آلاف الآلهة والأشخاص . إنه التجديد وعدم الملل. دائما ستجد ما تبحث عنه ، وكأنّك تدخل إلى سوبرماركت عالمي ضخم جدا. أليس هذا أفضل من محلات البقالة الصغيرة؟

اشتقت لك يا لوجيكال انت وإبراهيم

أراكم بعد حين
:bye:

المسيحية اشراك بحد ذاتها و عبادة بشر من دون الله
ولا بد من مبرر لنبرر قضية عبادة بشر وهي الادعاء بانه ابن الله او الله او اقنوم .....الخ
ولكن النتيجة واحدة ...........عبادة انسان من لحم ودم

تسجيل متابعة واهتمام وتقدير للموضوع

اقتباس:  إبراهيم   كتب/كتبت  
شرك؟! ألا يجب أن نتفق على وجود الله أولا ثم نتحدث في التوحيد و الشرك :emb:

أستاذ ابراهيم،

أنت أكبر من ذلك و صاحب عقل متفتح. أنا كما تعلم لا أعتقد بوجود الآلهة. لكن هذا لا يمنع من مناقشة طبيعة هذه الآلهة المزعومة. أم أنك تنوي القول بأنه طالما أنني ملحد، لا يحق لي أن أشترك بالنقاش؟

هناك الكثير من الملحدين في مدارس الفلسفة و اللاهوت الذين يدرسون طبيعة الآلهة و كنهها حسبما جاء في الديانات المختلفة، و أنا بصفتي مسيحي سابق، يبقى لي اهتمام في الموضوع.

و بالرغم مما تعلمته من صغري من الكنيسة، وعيت في مرحلة ما الى حقيقة أن ديانتي لم تكن ديانة توحيد مثل اليهود و المسلمين، بل كانت ديانة تعددية. هذا كل ما أردت قوله.

اقتباس:  Albert Camus   كتب/كتبت  
في الهندوسيّة هناك آلاف الآلهة والأشخاص .:bye:

أنا سعيد لأنك ذكرتني بالهندوسية.

قرأت مرة مقالة لإمرأة هندوسية تتحدث عن ديانتها، و في نهاية الاحاجيج التي أقامتها، قالت ان الهندوسية هي ديانة توحيد و ليست ديانة تعدد الآلهة، فهذه الآلاف المؤلفة من الشخوص التي يعبدها الهندوسيون هي كلها ذات طبيعة إلهية و جوهر واحد منبثق من الإله المدعو "براهما" على ما أذكر.

ضحكت طويلا عندما قرأت هذه المقالة لأن هذا هو نفس ما يقوله المسيحيون. هم يعبدون ثلاثة أشخاص و لكنهم يتحججون قائلين انهم مشتركون بجوهر إلهي واحد، مستعملين نفس الحجة التي يستعملها الهندوسيون.

و شتان ما بين هؤلاء و بين التوحيد المجرد القائم على أن اللـه واحد بجوهره و بشخصه.

الزميل المحترم Logikal
أنت تقول أن الديانة المسيحية شرك!
أنا أضع تحت كلمة [SIZE=5]شرك ألف خط
تعرف لماذا ، لأنها تتفق مع المسلمين في فلسفتهم ، هل هي محاولة مداهنة للمسلمين!!؟
بعد مناظرتك إياهم و فشلك في إثبات إلحادك
[SIZE=3]شرك
محاولة صريحة للمداهنة!

اقتباس:

المسيحية اشراك بحد ذاتها و عبادة بشر من دون الله
ولا بد من مبرر لنبرر قضية عبادة بشر وهي الادعاء بانه ابن الله او الله او اقنوم .....الخ
ولكن النتيجة واحدة ...........عبادة انسان من لحم ودم

سلام و نعمة لك من الرب يسوع المسيح
أظنك - و لعلة في نفسك - لن ترتاح حتى تدك المسيحية من جذورها ، واهما طبعا ذلك ، و ناكرا ذلك بنفس الوقت ، أولا انظر في قرآنك ثم في صحاح الكتب عندك ثم في المجازر المسلمين ضد العالم ثم ضد أنفسهم - النار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله - ثم تعال تكلم عن الثالوث الأقدس ، يعني شيل الخشبة اللي في عينك علشان تقدر تشيل القذى اللي في عيني
و تحياتي و سلامي لك

اقتباس:  SonofSun   كتب/كتبت  
الزميل المحترم Logikal
أنت تقول أن الديانة المسيحية شرك!
أنا أضع تحت كلمة [SIZE=5]شرك ألف خط
تعرف لماذا ، لأنها تتفق مع المسلمين في فلسفتهم ، هل هي محاولة مداهنة للمسلمين!!؟
بعد مناظرتك إياهم و فشلك في إثبات إلحادك
[SIZE=3]شرك
محاولة صريحة للمداهنة!

أستاذ SonofSun القبلي و العشائري،

كنت أتوقع في النهاية أن يرمي أحدكم بهذا الاتهام، فأنا اعتدت في تاريخ وجودي في هذا النادي كلما قلت كلمة راقت للمسيحيين، شكروني على موضوعيتي و نزاهتي، بينما شتمني المسلمون و نادوني بالصليبي القديم الذي يحن لمسيحيته السابقة. و كلما قلت كلمة راقت للمسلمين، اتهمني المسيحيون بمداهنة المسلمين، بينما شكرني المسلمون على قول كلمة الحق!

إعلم يا عزيزي أنني لا يهمني ارضاء المسيحيين او المسلمين. أنا أقول رأيي و أفكاري فيما يعجبني من مواضيع. و أنا لن أحاول تجنب ارضاء المسلمين من أجل خاطرك، و لن أتجنب ارضاء المسيحيين من اجل خاطر المسلمين. فأنا لا أعترف بالقبلية و العشائرية التي تحكم عقلية البعض.

فإن كان لي رأي أتفق فيه مع المسلمين، فأنا سأقوله و لن أتراجع عنه و لا يهمني ان كان رأيي يعجب المسلمين و يتفق مع عقائدهم. و ان لديك رد عليه فأهلا و سهلا بمداخلاتك، و ان لم يكن لك رد سوى التشكيك بموضوعيتي، فهذا يعني أنك لا تملك ردا حقيقيا.

أما كلمة "شرك" التي لم تعجبك، فهو مصطلح عربي له معنى الاشراك باللـه، و هو ما يفعله المسيحيون حين يشركون ثلاث شخوص في الألوهية. و كون "الشرك" مصطلحا جاء به المسلمون هو أمر لا يهمني. كلمة "ثالوث" مثلا هي مصطلح جاء به المسيحيون، فهل هذا يعني أنه لا يحق لنا مثلا أن نستخدم هذا المصطلح ان كنا غير مسيحيين و إلا اتهمتنا بالمداهنة؟

أما عن زعمك بمناظرتي للمسلمين و فشلي في اثبات الإلحاد، فما هو الرابط لهذه المناظرة التي تشير إليها؟ على حد علمي أنا كسبت المناظرة الواردة في توقيعي أدناه كما هو بائن في الشريط.