بتنفع رد بهذا الموضوع
إعلام سعد الحريري والخطورة الناتجة عنه
بقلم : شارل أيوب
قد لا يكون سعد الحريري متابعاً لتفاصيل الامور، لكنه مسؤول كون الميزانيات الاعلامية موضوعة بتصرف فريقه سواء في تلفزيون المستقبل ام جريدة المستقبل، ام المبالغ المخصصة بتصرف اللجنة الاعلامية حوله لشن الحملات على اي معارض لسياسة تيار المستقبل او اي شخص يزعج مخطط سعد الحريري.
قد لا تكون كلمة مخطط سعد الحريري توفي الموضوع حقه، ذلك انه لا يستطيع التخطيط بمقدار ما يخطط له فريقه من اعمال، ولنتحدث عما يجري حالياً في خطة اعلامية لفريق سعد الحريري السياسي والاعلامي والخطورة الناجمة عن الامر.
منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحاكمات جارية على شاشة تلفزيون المستقبل، فبدأوا بالتحقيق، وبعد جولات وجولات اصدروا القرار الظني، ورغم مجيء فيتزجيرالد ورغم قرار مجلس الأمن بإرسال لجنة تحقيق دولية فإن تلفزيون المستقبل انشأ المحكمة واصدر احكامه على أي معارض وقف في الماضي أو يقف حالياً في وجه تيار المستقبل.
وصدرت الاحكام قبل ان يكمل ميليس تقريره الإجرائي، وقبل أن يكمل ميليس تحقيقاته، فإذا بميشال عون قد اصبح عميلاً لسوريا واجيراً عند اميل لحود، واذا بالاطراف الاخرى كلها، السياسية المعارضة ضمن تيار المستقبل قد خططت واشتركت في الجريمة.
لم يكفِ هذا الامر، فاحتاجت الى وسائل اعلامية للتشهير بفضائح للشخصيات الامنية ولمسؤولين سوريين كي لا يحسب الامر مباشرة على وسائل اعلام الحريري، فقامت الضجة لان الامور واضحة، وهي ان هذه الوسائل الاعلامية وان لم تكن تلفزيون المستقبل او جريدة المستقبل فهي ممولة من سعد الحريري.
ضج الرأي العام اللبناني بهذه الطريقة الوقحة في الإعلام، فاختار فريق سعد الحريري الاعلامي اللجوء الى الصحف الكويتية، والاتفاق معها عبر بنود مالية ومصالح مالية مشتركة لاتهام شخصيات لبنانية بفضائح ليست موجودة الاّ في مخيلة فريق سعد الحريري، فجرت مهاجمة لبنان ومهاجمة النظام السوري وتسمية شخصيات لبنانية ونشر أكاذيب عنهم مستندين الى بعض الوقائع للإضافة اليها تزويرات كاملة، فأصبح تلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل ينقلان عن الصحف الكويتية المعلومات لإيهام الرأي العام اللبناني وإيهام الناس بأن الخبر مصدره الصحافة الكويتية حيث هنالك ديموقراطية، وان لا علاقة لفريق الحريري بالأمر، وان المصدر هو الصحف الكويتية.
اسلوب رخيص ومكشوف، فبات واضحاً ان أية شخصية يريدون الانتقام منها يرسلون الخبر الى جريدة كويتية فتنشره لتعرضه وسائل اعلام سعد الحريري على الناس على انها تنقل عن الصحف الكويتـية.
مثال على ذلك : الوزير جان لوي قرداحي وزير نزيه وشفاف، مطلوب الانتقام منه، ترسل الى الصحف الكويتية أخباراً موهومة عن شركات لتنشر جريدة وتلفزيون المستقبل هذه الأخبار الآتية من الكويت ومصدر الأخبار طبعاً فريق سعد الحريري الاعلامي، فيضطر الوزير مروان حمادة لتوضيح الامر بشأن النائب غازي زعيتر بأنه لم يصدر أي شيء ضده عن وزارة الاتصالات.
اسماء واسماء يُرسَل بشأنها أكاذيب الى الصحف الكويتية، وقصص عن محاولات لاسقاط النظام السوري تنشرها الصحف الكويتية ومصدرها اعلام سعد الحريري، فيذيعها تلفزيون المستقبل وتكتبها جريدة المستقبل، وتبثها اذاعة الشرق التابعة لسعد الحريري، وكلها مسائل خطيرة حول النظام في سوريا والسلاح الفلسطيني وشخصيات لبنانية مستعملة اسلوباً رخيصاً لتقول للناس أن المصدر كويتي وليس إعلام سعد الحريري.
اعلام سعد الحريري يلعب لعبة دول كبرى، ويدخل في صراع الأمم، والادارة طبعاً في باريس في فندق بلازا اتينيه حيث يسكن سعد الحريري، أو من قصر في الرياض حيث يقيم سعد الحريري، ولكن الادارة هي في باريس حيث يقيم سعد الحريري في فندق بلازا اتينيه.
فهل من يقول لسعد الحريري ان يضبط فريقه الإعلامي عن الانتقام بهذه الطريقة الرخيصة، والتفتيش عن الحقيقة بشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لأن الاسلوب الاعلامي الرخيص المستعمل من قبل سعد الحريري قد سقط وضرب مصداقية سعد الحريري سياسياً ووطنياً؟
نحن في عصر الانترنت والفضائيات وكل شيء مكشوف، وأسماء مراسلي الصحافة الكويتية معروفة ولا شيء سري ومستور، والمسألة باتت مفضوحة ومكشوفة، فهل يستمر سعد الحريري وفريق إعلامه بهذه الطريقة فيسقط نهائياً ام يعتمد الاسلوب السياسي الاخلاقي المباشر فيتبارى بالحجة والمنطق ضد اخصامه السياسيين، ويترك الرأي العام يختار من يعتبره على حق؟
موضوع خطير هو على الطاولة أمام سعد الحريري، فإما ان يعي خطورته، وإما ان تسقط مصداقية سعد الحريري نهائياً اذا ترك فريقه الاعلامي يمارس هذا النوع الرخيص من اختلاق الاكاذيب والروايات.
http://www.journaladdiyar.com/Article_Fron...t.aspx?ID=59745