جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
طلقة في رأس النظام...أم في رأس أعداءه
طلقة في رأس النظام...أم في رأس أعداءه
عاش غازي كنعان معظم حياته في الظل كما يعيش رجال الأمن و الجاسوسية و هو ينتمي بكل جدارة الى هذا النوع من الرجال كان أسمه يتردد بصمت ورهبة تليق بكبار الكهان أو عتاة المجرمين و لم يكن بالمستطاع معرفة تفاصيل وجهه في إطلالاته القليلة على وسائل الإعلام,و قد حرص شخصيا على أن يكون بعيدا عن واجهة الظهور العلني و هي خلة يتمتع بها ذوي الحضور الطاغي و الشخصية المهيمنه,و لكنة كان يخفي خلف أحتجابه العلني تواجدا قويا و فاعلا, فأمسك بيدية كل الخيوط و جعل كل الطرق تمر عبر بوابته فأحكم السيطرة و عض بناجذه على مقعده فتوجه المحيطين به ملكا قبل أن يتوج نفسه.و حتى بعد أن اصبح عضوا في الحكومة السورية كوزير للداخلية لم يكن التواجد الإعلامي همه الأول.
فجأة تحول الرجل الى "نجم" و ساهم شخصيا في تضخيم هذه الصورة بمكالمة أجراها مع الإذاعة الرسمية "لعاصمته" القديمة و قرأ بيانا دافع فيه عن نفسه دفاعا هزيلا متهالكا شبيها بذلك الذي تذيعه الإذاعة الرسمية, و ختمه بجملة مؤثرة يقول فيها" أعتقد بأن هذا أخر تصريح أدلي به",و ربما كانت هذه الجملة هي التصريح الحقيقي الذي أراد إعطائه لجميع من يستمع و ليس "لوردة" فقط.كان يقرأ بيانه بطريقة متماسكة لا تنبىء عما أضمره و حتى جملته الأخيره مرت بسرعة و كأنه يتعجل الضغط على زناد المسدس,هذا التماسك الشديد في لحظات ما قبل الموت تعطي أوضح الصور عما كانه الرجل و تؤكد بأنه يعرف تمام المعرفة العمل الذي سيقدم عليه ,و ربما كان يعتبرإطلاق النار بأتجاه الذات جزءا من عمله كوزير للدلخليه.
قد يكون مؤكدا أن أنتحاره "الذي لا أشك به" جاء على خلفية لبنانية , و خاصة أنه وقبل لحظة من تنفيذ ما عزم عليه خاطب جهة لبنانية يعتبرها "نزيهة" مدافعا عن تاريخة في لبنان.و قد جاء دفاعة بعد أمسية ساخنه أذاع فيها تلفزين نيو تي في برنامجا قال فيه أن غازي كنعان أعترف لميليس بعمليات فساد كبيره تمت في لبنان برعاية أموال الحريري و قد أوحى البرنامج المذكور أن كنعان أراد أن يقول لمحققي ميليس أننا فاسدون و لكننا لسنا قتله و لدينا كرتونة مليئة بشيكات موقعة من الحريري كدليل على ذلك.كذب كنعان "بإستحياء" هذه الوقائع في "بيانه الإخير" و كان تكذيبا أقرب الى تأكيد الواقعة و خاصة أذا نظرت الى برنامج التي في و بيان كنعان و الرصاصة التي أستقرت في سقف حلقه كسلسلة واحدة و نتائج و مقدمات متتابعة.
أظهر غازي كنعان إخلاصا للنظام طوال فترة حياته المهنية و أختتمها بتوكيد منقطع النظير لهذا الإخلاص و هو يعتقد أن ابعاد تهمة قتل الحريري عن سوريا ربما سيطيل عمر النظام , و كان ميشيل عون في قمة البلاغة عنما وصفه قائلا كان غازي كنعان مخلص حتى الأنتحار, و أجد نفسي قريبا من ميشيل عون في القول أن أخلاص الرجل دفعه ليقوم بعملية "أستشهادية" يكون ضحيتها الوحيدة بعد أن يتلو بيانا يؤكد فيه أن النظام فاسدا و لكنه ليس مجرم و هو يعتقد "كفاسد قارح" أن الفساد ليس "أشد من القتل".
|
|
10-13-2005, 03:11 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}