... و أخذوا يسوع الى الجبل حيث سيتم صلبه. و رفعوه على الصليب أمام الحشود المجتمعة المتدافعة، التي بات الجنود الرومان عاجزين عن صدهم، و اذا يسوع ينادي، "يوحنا!"
"لبيك ربي و مخلصي!" صاح يوحنا، و اخترق الحشود متجها نحو الصليب، فصده الجنود عن التقدم نحو مكان الصليب، و دفعوه الى الخلف. و صاح يسوع من على الصليب مرة أخرى، "يوحنا!"
"لبيك سيدي و مخلصي!" و توجه يوحنا مرة اخرى. "إبتعد أيها اليهودي القذر!" و ضربه الجندي على رأسه و أشبعه الاخرون ضربا و قلعوا احدى عينيه. "يوحنا!" صاح يسوع.
"لبيك يا يسوع!" و توجه يوحنا بدون توان الى الصليب، و اذا الجنود هاجوا عليه و ضربوه، و في زمرة الغضب و التزاحم، أخرج احدهم سيفه من غمده و قطع به يد يوحنا اليسرى. "يوحنا!" نادى يسوع.
"لبيك يا إلهي!" و كانت الصعقة أن يوحنا مستعد الى الاستمرار حتى الموت ان لزم الامر ليلبي نداء المسيح. و هذه المرة، وصل يوحنا الى الصليب، و أمسك بيديه قدمي يسوع المعلقتين على الصليب.
"ما الأمر يا يسوع؟" قال يوحنا.
فأجابه يسوع ناظرا أمامه الى الأفق البعيد، من على هذه الخشبة المرتفة على احدى التلال،
"يوحنا، أستطيع رؤية منزلك من هنا!"
==============================
... و بعد أن تم الأمر، و جاء موعد الرحيل، اجتمعت الجموع و بدأ يسوع القائم من بين الاموات بالصعود نحو السماء. و بدأ بتوصية تلاميذه، "إذهبوا و تلمذوا جميع الأمم، و علموهم كل ما أوصيتكم به، و عمدوهم بإسم الآب و الإبن و الروح القدس، و ها أنا معكم الى انقضاء الدهر."
و في تلك اللحظة، اقترب وفد من الحماصنة الى وسط الحشود قائلين، "و نحن يا رب، بماذا توصينا؟"
فنظر يسوع الى الحماصنة و قال، "تظاهروا بالغباء إلى أن أعود."