المفاجأة ..حرب أكتوبر ليست مفاجأة !!!!
:hmm::hmm::hmm::hmm:
كتاب اسرائيلي ينقض الرواية السابقة عن حرب اكتوبر 1973: عامل المفاجأة غير صحيح وكل المسؤولين كانوا مستعدين لها
القدس ــ من محمد ابو خضير وزكي ابوالحلاوة: نقض كتاب صدر حديثا في الدولة العبرية الرواية الاسرائيلية حول «عامل المفاجأة» في حرب اكتوبر العام 1973، مؤكدا ان عدداً من التحذيرات وصلت الى اسرائيل تنبئ بان الجيشين المصري والسوري يستعدان لشن الحرب وان رئيسة الوزراء الاسرائيلية غولدا مئير ووزير الدفاع موشيه ديان كانا بانتظار هذه الحرب.
ونشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» اخيرا عرض كتاب بعنوان «وهم مستحوذ من دون غفران» من تأليف اثنين من كبار المسؤولين السابقين في جهاز الموساد، هما دافيد أربيل وأوري نئمان والكتاب صادر عن دار النشر التابعة للصحيفة.
وحسب أربيل ونئمان، فان القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل كانت مدركة تماما للانذارات التي تتالت على طاولتها وعرفت ان الحرب وشيكة لكنها رغم ذلك لـم تفعل شيئا حتى تمنعها وكانت مستعدة لدفع ثمنها من خلال اعتبارات باردة تهدف الى دفع اهداف استراتيجية الى الأمام.
ويستند أربيل ونئمان في كتابهما واستخلاصاتهما الى محاضر الجلسات التي عُقدت في الايام السابقة للحرب وعلى تقارير استخبارية وضعت على طاولة رئيسة الوزراء ووزير الدفاع في تلك الايام.
وقال نئمان وأربيل ان «سبعة انذارات مهمة كانت وُجهت لديان ومئير، كان من شأنها أن تشعل أضواء حمراء من قبل وقت طويل من ظهيرة يوم الغفران».
ويرفض المؤلفان نظرية «الـمفاجأة» والرأي السائد في أن شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية لـم توفر الإنذار الـمطلوب ويعتبران ان كل الحديث حول عامل الـمفاجأة كان فرية ابتدعت في وقت لاحق لتمكين قادة اسرائيل من التملص من تهمة الفشل.
واعتبر نئمان في حديث لـ «يديعوت احرونوت» ان «الـمفاجأة هي ورقة التين التي جاءت لتغطية الحقيقة بعدما تبين لصناع القرار أن الامور جرت بصورة مغايرة عما توقعوه وقرروا تعليق الفشل على شماعة الـمفاجأة التي لـم يكن بامكانها ان تحدث بسبب كثرة الإنذارات», وذكر المؤلفان انه «لـم تكن كل حكومة اسرائيل راغبة في هذه الحرب (,,,)»الجزء الأكبر من الحكومة لـم يعرف عموما بما يحدث وهناك ايضا أشخاص مثل وزير المال بنحاس سفير والذين كانوا أعضاء في الـمجلس الوزاري السياسي الامني الـمصغر وتم اخفاء الامور عنهم.
واوضحا: «لكن كانت هناك نواة أُطلق عليها اسم الـمطبخ وشارك في اجتماعاته ديان وغولدا ويسرائيل جليلي وبين حين واخر كان يشارك في هذه الاجتماعات يغئال ألون وطاقم اختصاصي من وزارة الدفاع ورئيس هيئة الاركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية وغيرهم من الـمساعدين الـمختلفين (,,,) لقد جلسوا في (اجتماعات) الـمطبخ وقاموا بطهي مستقبلنا».
واوضح الكاتبان «سمعنا شهادات، ولكن ليست لدينا وثائق وليست هناك ايضا وثائق حسب رأينا لأن الـمسؤولين في تلك اللحظات قاموا باغلاق الـميكروفونات في هذه الاجتماعات وطلبوا من الكاتبة بأن تتوقف عن التدوين (,,,) وفي هذه الجلسات كان هناك قرار حول التصور في أن الحرب يمكن أن تكون جيدة لاسرائيل».
وقال نئمان ان «هناك أمورا لا يمكن التحدث حولها ولكن كانت هناك امور اثارت قلقي على مدار السنين ودعمت شعوري بأن الامور الحقيقية كانت مغايرة عما أظهرته لجنة أغرانات (التي حققت في الاخفاق بتوقع الحرب) أمام الجمهور (,,,) دافيد أربيل وأنا انكشفنا لشهادات اشخاص ادعوا انهم كانوا حذروا الحكومة وأجبرنا أنفسنا على عدم التحدث عن الامور التي لـم تسمح وزارتنا في السابق بنشرها في حينه, وهكذا فانه لم يتم الكشف (من خلال الكتاب الجديد) عن كل شيء».
وذكرت «يديعوت احرونوت» ان الكتاب يتحدث بصورة موسعة عن سلسلة تحذيرات وصلت تباعا الى الـموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية في الاسابيع التي سبقت الحرب وبواسطتها يعد أربيل ونئمان لائحة الادانة ضد وزير الدفاع ورئيسة الحكومة في فترة الحرب».
ورأى نئمان ان «هذا الفريق السياسي الأمني عرف وتوجه لهذه الحرب بعيون يقظة (,,,) لقد عرفوا أنهم سيضطرون الى دفع الثمن ولكنهم اعتقدوا أن الثمن لن يكون باهظا وأن دفعه جدير من اجل الهدف لأننا سنحقق من خلال الحرب الـمزيد من الانجازات والثروات التي تستوجب خوض الـمخاطرة (,,,) لكنهم عرفوا بصراحة ووضوح أن الحرب على الأبواب, كانت هناك إنذارات محددة تم طرحها بصورة منتظمة على النقاش في مكتب وزير الدفاع».
واضاف نئمان ان «الـمستوى السياسي الـذي يتخذ القرارات كان مطلعا على هذه الـمعلومات إلا أنه قرر رغم ذلك عدم استدعاء قوات الاحتياط وعدم توجيه ضربة وقائية وانما السماح للعرب بالبدء في الحرب على افتراض أنهم سيضربوننا (,,,) قيادتنا اعتقدت: اذا ضربناهم بعد حرب اخرى قاموا هم بالـمبادرة اليها ونحن (فوجئنا بها) ورغم ذلك نجحنا في قلب الامور رأسا على عقب فسيكون بامكاننا ان نأتي للعالـم وللعرب وان نقول لهم لا مفر، أنتم تريدون صنع السلام معنا فلتفعلوا ذلك في الحدود التي نقررها نحن, هذا هو السبب من وراء ملاءمة حرب اضافية لهم».
وكتب أربيل ونئمان في كتابهما أن «السعي الى تعديل الحدود والى تسوية جيواستراتيجية جديدة دفع الى اغلاق العيون على الـمستويين السياسي والعسكري (,,,) كان جذر النواقص والاخلالات والخسائر الفادحة التي لحقت بالجيش في الايام الاولى من حرب الغفران والامر لـم يحدث بسبب إخفاق أمني وانما بسبب فكرة مستحوِذة».
واعتبر الكاتبان رئيس اركان الجيش ابان حرب اكتوبر العام 1973 دافيد العزار كان شريكا في هذه الرؤية وانه «لعب الدور الذي طلبته منه هذه الـمجموعة من دون أن يعرف بتاتا أنه يقوم به (,,,) فهو ايضا مثل غولدا (مئير) وديان كان ينتمي للتيار الذي يعتقد أن حدود دولة اسرائيل كما جرى رسمها في العام 1948 هي مأساة للأجيال المقبلة وعليه يتوجب توسيعها (,,,) كما اعتقدوا ان حربا اضافية ستمهد الطريق في الساحة الدولية وعند العرب ايضا لقبول هذا الموقف».
ويعتبر نئمان وأربيل أنهما يغلقان من خلال كتابهما ما تركته لجنة أغرانات مفتوحا عندما لـم تحدد الـمذنب الـمركزي ولـم تقدمه للـمحاكمة لان «لجنة أغرانات فرت من تقديم الـمذنبين للـمحاكمة وهذا الامر أبقى جرح حرب الغفران نازفا والآن، بعد صدور الكتاب، سيصبح الأمر أقل إيلاما وربما سيكون بالامكان اغلاق قصة يوم الغفران والاستراحة منها».
ولفتت «يديعوت احرونوت» الى ان هذا أول كتاب حول يوم الغفران يكتبه رجال الـموساد,
ودافيد أربيل (69 عاما) كان رئيس التوجيه وبعد ذلك ممثلا للـموساد في اوروبا والولايات الـمتحدة وأوري نئمان (66 عاما) كان رئيس قسم الابحاث في الـموساد, وعندما اندلعت حرب اكتوبر 1973 كانا في بداية عملهما في الجهاز.
وقال أربيل: «قبل اندلاع الحرب بأشهر عدة من مهمة في الخارج وفي يوم الخميس الذي سبق نشوب الحرب (السبت) طلب المسؤولون في الموساد منه الـمساعدة في سفر رئيس الموساد تسفيكا زمير الى الخارج للقاء في لندن العميل «بابل» وهو اشرف مروان صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والذي ابلغ اسرائيل باقتراب موعد نشوب الحرب.
واضاف اربيل انه «كانت هناك في ذلك الحين مصاعب في اخراجه من البلاد وفي نهاية الـمطاف أخرجناه بطريقة ما الى الخارج.
وتابع: في ظهيرة اليوم التقيت في مصعد الـمبنى صديقا كان في وحدة جمع الـمعلومات في الـموساد وقد سألني، هل تعرف لـماذا سافر تسفيكا؟ قلت له: ليس لدي أي تصور وأعرف فقط أن هناك شيئا ما عاجلا».
واضاف: «عندئذ قال لي: ماذا، ألا تعرف؟ هناك حرب, هذا يعني أن عددا من الاشخاص عرفوا أن الحرب قادمة وفي يوم السبت اندلعت هذه الحرب ولـم أشعر بأي انفعال، كنت واثقا أن الجميع على أهبة الاستعداد وأن كل شيء على ما يرام, بعد ذلك جاء الانهيار».
وقال: «في تلك الفترة كان نئمان مسؤولا عن اقامة قسم يتولى الابحاث حول افريقيا وآسيا وتسلـم من حين لآخر أوراقا تم اعدادها في قسم الابحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية وتشير الى وجود معلومات مفصلة ومذهلة حول الاستعدادات في الجانبين الـمصري والسوري للحرب.
وتابع انه «كُتب هناك أن الـمصريين يقومون بالزج بالاسلحة والذخائر وانهم شرعوا في جلب الجسور والـمدافع الـمائية لاقتحام خط بار ليف كما أنهم ألغوا إجازات كل الضباط والشيء نفسه حدث مع سورية ورغم ذلك شاهدت سطرا في الأسفل كُتب فيه: الحرب لن تنشب حسب تقديرنا».
واضاف ان «الصورة الصعبة كانت ماثلة أمام ناظري ديان وغولدا ديان رأى نفسه دائما كشخص ذكي ومدرك للامور ويعرف الشرق الاوسط أفضل من الآخرين وفي مرات كثيرة تحدث قائلا انه ليس بحاجة الى تقديرات الاستخبارات وأنه يستطيع ان يقرأ الـمواد لوحده وأن يستخلص الاستنتاجات الصحيحة من ذلك».
وتابع: «ديان وغولدا حصلا على الوثائق وعرفا كل شيء إلا أنهما فضلا عدم ادراك الحقائق وعندما رحل العلـماء السوفيات من مصر كان ذلك مؤشرا آخر لدرجة أن الأعمى حتى يُفسره على انه تحضير للحرب (,,,) الشعور بأن الحرب وشيكة تحول الى أمر أكثر تأكيدا قبل اطلاق النار بـ 36 ساعة عندما قام عميل الـموساد المصري بابل بإرسال شيفرة الى العنوان السري والتي كانت ترجمتها «أطلب لقاء على عجل للتحدث بصدد الحرب وقد وصلت هذه الرسالة الى مقر الـموساد مساء الخميس، أي قبل يومين من نشوب الحرب».
واضاف: «ربما يمكن الادعاء أن اطلاق صافرة الحرب لـم يكن ليتم بناء على إنذار وصل من بابل في الخامس من اكتوبر، إلا أن هذا الانذار لـم يكن وحيدا وانما كان واحدا من جملة متنوعة من الـمعلومات التي تدفقت على الهيئة الاستخبارية (,,,) الانذار الاول صدر عن قائد الـمنطقة الشمالية في حينه، يتسحاق حوفي، الذي قال في جلسة القيادة في 24 سبتمبر أن الجيش السوري موجود في حال استعداد هجومية الامر الذي يمكنه من شن هجوم مفاجىء وديان رد عليه قائلا ان السوريين لن يخرجوا الى الحرب في التوقيت الحالي, وفي اليوم التالي وصل إنذار من العاهل الاردني الراحل الملك حسين».
وقال نئمان ان «الـملك حسين طلب لقاء مع القيادة الاسرائيلية وغولدا مئير هي التي اعتادت للقاء به وعقد اللقاء في مقر الـموساد (,,,) جاء الملك مع اثنين أو ثلاثة من مساعديه وأوضح لغولدا أن مصادر الاردنيين الجيدة تشير الى أن السوريين يستعدون للحرب, كان هذا إنذاراً صريحاً وليس تقديرا من سياسي وارتكز على مصدر عرف بعضنا أنه موجود وانه كان في مرتبة عالية جدا في سورية, والملك حسين قال صراحة: كل شيء ينفذ على انه مناورة إلا أن القوات (السورية) موجودة في حال هجوم».
وتابع: «في مقابل الـمحادثة بين الـملك حسين وغولدا مئير جلس ضابط الاستخبارات الرئيس أهارون لوبران ورئيس الـموساد تسفيكا زمير في غرفة مجاورة مع شخصية بارزة في حاشية الـملك وعرفت جيدا ما هو الـمصدر السوري الحساس وقد تحدثت تلك الشخصية عن الاستعدادات التي يقوم بها الجيش السوري في اطار تأهبه لشن الحرب بالتنسيق مع مصر».
واكد: «الانذار الثالث الذي يتحدث عنه الكتاب ورد من وكالة الاستخبارات الـمركزية الاميركية في الليلة الفاصلة بين 29 و30 سبتمبر وتحدث تقرير الـ سي,آي,اي ان الجيش السوري قد دخل في أهبة الاستعداد للقتال, والانذار الاضافي الذي يتحدث عنه أربيل ونئمان كان إنذار «كورت» وهو ضابط برتبة عالية في الجيش الـمصري وحذر من أن الحرب ستنشب من خلال «خدعة الـمناورة», انذار «كورت» مهم لانه كان اول إنذار يُفصل الادعاء بأن الحرب ستنشب من خلال خدعة الـمناورة.
والكتاب يتحدث عن إنذارين آخرين وردا من مصر من مصادر بقيت أسماؤها سرية ودعمّت اقوال «كورت».
وقال نئمان انه «رغم ذلك لـم يتزحزح أي شيء, فقط عندما جاء (بابل) وقال ما قاله استسلـم الجميع واستجابوا وحتى من رغب في حينه لـم يعد بامكانه ان يتجاهل الامر ويتوجب أن نذكر ان هذا الـمصدر كان فريدا من نوعه، والجميع قدروا أننا سنسمع منه بالضبط ما يحدث في ساعة الـمحك, «في كل الاحوال، حتى بعد إنذار بابل نفسه واصل ديان رفض توجيه ضربة استباقية وحتى خلال الـ 48 ساعة الأخيرة عندما أصبح واضحا أن الامر واقع لا محالة».
ورأى أربيل «بما أن الـموساد عرف مصادره جيدا فقد كان بامكانه ان يقول الامور بصوت أكثر ضجيجا (,,,) كان عليه أن يؤكد الحقائق ومع ذلك اقول ان القيادة كانت تعرف حتى لو صرخ وأن الـمشكلة هي هوس القيادة العليا التي عرفت ولكنها لـم تغير من موقفها».
|