الزميل الفاضل الراعي
تحياتي
اقتباس:أن كان الأمر كما تقول أعلاه فلماذا لم يشرح القرآن ذلك ؟
أو بمعنى أوضح إذا كان ما تقوله عن الإنجيل صحيح فلماذا لم يوضح القرآن ذلك صراحة بأن يشرح ما حدث ، أن كان قد حدث فعلا ، ويقول لنا مثلا أن المسيح لم يترك إنجيلا وأن ما بأيدي النصارى الآن هي كتب كتبوها وليست هي التي أرادها المسيح ؟؟!!
القران الكريم لم يقل بان النصارى كتبوا كتابا و قالوا هذا من عند الله كما فعل اليهود.
اليهود هم الذين كتبوا كتابا و قالوا هذا من عند الله:
{فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } (79) سورة البقرة
و لن تجد مثل هذه الاية ابدا في خطاب القران الكريم لنصارى.
و الاجابة على سؤالك بسيطة هي ان النصارى ابدا لم يقولوا بان البشارات او الgospels هي كلام الله. لهذا لم يكن هناك من مبرر لان ينفي القران ان ما بيد النصارى ليس كلام الله لانهم نفسهم لم يدعوا ذلك.
اقتباس:القرآن تكلم عن نزول الإنجيل وتكلم عن وجود الإنجيل مع النصارى وطالبهم أن يحكموا بما جاء فيه ، مع ملاحظة أن القول بأن الخطاب كان موجه لمعاصري المسيح غير صحيح لأنهم كانوا يهوداً وهؤلاء لم يكونوا أهل الإنجيل أما تلاميذ المسيح فقدلقبوا بأتباع الناصري وبالمسيحيين بعد صعوده إلى السماء !!
القران لم يتكلم عن وجود الانجيل المادي مع النصارى, و لا توجد اية في القران تقول بان الانجيل كتاب مدون.
و حتى يتضح معنى الاية: "و َلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ " فمن الواجب معرفة ما هو المقصود بهذا الحكم.
الايات في سورة المائدة وردت في تبيين ان المومنين لهم شريعتهم و اليهود لهم شريعتهم و كذلك النصارى لهم شريعتهم:
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
و من الواضح ان القران كان يبين للنبي (ص) الحكم في مسألة عرضت له, فقد ورد:
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ {المائدة/43}
فالقران الكريم يرد على مسالة بماذا يتم الحكم في مسالة خاصة باليهو ارادوا ان يحكم فيها النبي(ص).
و القران الكريم وضع في صورة استنكار لجوء اليهود للنبي (ص) ان يحكم في مسالة خاصة بهم و هم يعرفون حكم الله الموجود في التوراة( و للايضاح عندهم التوراة لا تعني وجودها المادي معهم).
و حتى لا يعتقد بان مسالة التحكيم هذه خاصة باليهود فقط و الامر للنبي (ص) بالا يحكم بينهم , اضاف القران الكريم في ايات تالية ان النصارى ايضا يحتكمون الى ما في الانجيل:
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {المائدة/47}
و الاشارة الى اسماء هذه الكتب السماوية لا يعني بان لها وجود مادي و لكنه يؤكد بان الحكم الالهي بخصوص المسالة التي لجأ فيه اليهود للنبي(ص) معروف لدى اليهود كما هو معروف لدى النصارى.
اقتباس: ووصف كل من اليهود والنصارى بأهل الكتاب ، وتكلم القرآن عما بين يديه من الكتاب بعبارات " الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، و " مصدقا لما بين يديه " ، و " مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، و " تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ " ، و " مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ " ، و " مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ " . وقال أئمة المفسرين أن المقصود بها هو التوراة والإنجيل ؟؟
نعم المقصود بتعبير مصدقا لما بين يديه هو الكتاب الالهي السابق .
فقط المعضلة في فهم تعبير ( لما بين ن يديه) فهو تعبير يفيد معنى : امامه او قدامه و يمكنك ان ترجع للقران الكريم حبق تجد شواهد ذلك في اياته مثال:
{اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم
مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} (17) سورة الأعراف
{
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} (110) سورة طـه
{
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ } (28) سورة الأنبياء
{
وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} (9) سورة يــس
هذا على سبيل المثال , فتعبير ( بين يديه) لا يعني مثولا حاضرا حضورا ماديا للتوراة او الانجيل , و لكنه تعبير يفيد انهما قد تقدماه و اتيا امامه و قدامه.
اقتباس:اسئلة تحتاج منك إلى إجابة وأنت تعرف أني أتقبل ردودك المهذبة بصدر رحب مهما أختلفنا وأتمنى أن يكون الجميع في النادي بمثل أخلاقك العالية .
اشكرك ابها الزميل الفاضل . و ارجو ان اكون قد اجبت على اسئلتك؟