الزميل المحترم هاندي:
قمت بإرسال رسالة لصديق لي بروفسور ألماني يتابع أخبار هذه الدراسات و له علاقات مع أساتذة على مستويات عالية و إليك نص رسالتي إليه حتى تعرف أني أقوم بالوفاء بوعدي بأقصى ما في طاقتي:
Guess what? Through an Arabic forum I have come to know that Noeldeke's book is now in Arabic and it is translated by George Tamer who works in Erlangen-Nuernberg University as a professor of Arabic. I heard that the book is published, I guess, by konrad adenaure stiftung and they are at this link
http://www.kas.de/stiftung/wir_ueber_uns/5...2_webseite.html
Would it be possible to enquire for me please? I am willing to cover any expenses in order to get that book in Arabic. I would be grateful to you if we can get it in Arabic in any way and this we can help others as you know. Thanks a lot.
---------------------------------------------------
كـــــتـــاب ونـــعـــــرات طــــــائــــفـــيــة
كتاب تاريخ القرآن للعلاّمة تيودور نولدكه (1836 - 1930) المستشرق الألماني الكبير، صدر بالعربية في نهاية العام الفائت بدعم من مؤسسة كونراد أدناور. هذه الترجمة العربية التي حققها جورج تامر مع فريق عمل من أربعة أشخاص، هي الأولى بعد أكثر من قرن وربع قرن على صدوره. جورج تامر، أستاذ الفلسفة في إحدى الجامعات الألمانية، كان أصدر ترجمة ممتازة لكتاب يورغن هابرماس، الحداثة وخطابها السياسي ، صدرت عن دار النهار ، 2001.
ما ان صدر هذا الكتاب الموسوعي الضخم المؤلف من 841 صفحة من الحجم الكبير حتى سارعت إحدى المرجعيات الدينية عبر مدير شؤونها الدينية إلى الطلب من المديرية العامة للأمن العام منع تداول هذا الكتاب وسحبه من المكتبات واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة . وذلك لأن الكتاب، بحسب هذه المرجعية، يطعن بالقرآن الكريم وبالنبي محمد (ص)، وبأمهات المؤمنين، ويثير النعرات الطائفية ويمسّ بمشاعر المسلمين .
تلقفت المديرية العامة للأمن العام هذا الطلب ولبّته، وهل في وسعها ألاّ تلبيه؟ إذ وجدت أن الكتاب يتضمن مخالفات فقهية وإساءة للديانة الإسلامية وإثارة للنعرات الطائفية . اللافت في خطاب الأمن العام أنه أضاف إلى حيثيات منع الكتاب تعبيرا لم يرد في خطاب المرجعية الدينية هو تعبير مخالفات فقهية . هنيئاً للبنانيين، إذ بات في مديريات الأمن علماء دين يحكمون بما هو مؤيد للشرع وبما هو مخالف له.
ما يثير الانتباه في الرسالتين هو الاتهامات الواردة في حق كتاب علمي لم يدّعِ صاحبه يوما أنه داعية ضد الإسلام. هو كتاب يقارب تاريخيا مسألة التنزيل القرآني وتكوّن النص وجمعه، وذلك في منهجية صارمة لا مكان للانفعال العاطفي فيها. فنولدكه أجرى بحثا علميا صادقا ربط فيه بين ما ورد في القرآن والظروف التاريخية التي أحاطت بنزوله وروايته عبر التاريخ. والمؤلف لم يبتعد عما هو مألوف في الإسلام، إذ إن معرفة الظروف التاريخية للآيات وارتباطها بأحداث وقعت في حياة الرسول، وبمعنى آخر معرفة أسباب النزول وقواعد الناسخ والمنسوخ ، تؤدّي دورا مهما في فهم الآيات وتفسيرها التفسير الصحيح.
من هنا، لا يتضمن هذا الكتاب أيّ إساءة للتنزيل القرآني، ذلك أن تاريخية النص لا تلغي أزليته أو عدم خلقه . فالكلام الإلهي، إسلاميا، انسكب على قلب الرسول وعلى الناس كافة بلغة بشرية تخضع لقواعد الصرف والنحو، في ظروف تاريخية معينة، وفي بقعة جغرافية محددة.
هذا لا ينفي، بأيّ شكل من الأشكال، إعجاز هذا الكلام، وعدم قدرة أيّ امرئ على المجيء بمثله. ثم أليس فهم البشر للكلام الإلهي هو فهم تاريخي مرتبط بالثقافة والمجتمع والبيئة المحيطة؟ فإنْ كان الكلام إلهيا، ففهمه بلا شك بشري.
أما أكثر ما يثير الاستغراب فهو تعبير إثارة النعرات الطائفية الذي أضحى لازمةً في كل مرة يشاء فيها مستعمل هذا التعبير التأكيد أن المسألة المثارة للبحث قد تؤدي بالبلاد إلى الانقسام الطائفي. لا ندري كيف يثير هذا الكتاب النعرات الطائفية في لبنان البلد القدوة في العيش المشترك ، والذي ما فتئ رجال الدين من كل الطوائف التغني بثراء بلدهم الرسالة . هل يثير هذا الكتاب النعرات الطائفية لأن اسم مترجمه يوحي أنه مسيحي؟ إنْ كان الأمر كذلك، وهذا ما نرجحه، فبئس الوطن والمواطنون، مسلمين ومسيحيين.
كتاب نولدكه لا يسيء إلى الإسلام أو إلى نبي الإسلام. الإساءة التي تأتي من داخل الأمة أعظم من التي تأتي من خارجها. الدفاع عن الإسلام لا يتحقق بقمع الكتب والمفكرين، بل باجتثاث أصول الإرهاب عند أولئك الذين زورا باسم الإسلام يقومون بأشنع الأعمال وأقبحها.
http://www.annahar.com/
عصـــــــــارة ثلاثـــــة أجيـــــال من علمـــــاء الدراســـــات القرآنيـــــــة
قررت المديرية العامة للامن العام، بناء على طلب تلقته من احدى المرجعيات الدينية تلبية طلبها بمنع تداول كتاب "تاريخ القرآن" للمستشرق الالماني الشهير تودور نولدكه الذي صدرت ترجمته نهاية العام الفائت، فضلا عن "سحبه من المكتبات واتخاذ الاجراءات القانونية المناسبة"، باعتباره كما جاء في طلب المرجعية الدينية "...يثير النعرات الطائفية" (راجع المقالة الممتازة عن المسألة للدكتور جورج مسوح، الباحث في الدراسات المسيحية الاسلامية والمنشورة في عدد "النهار" الاحد الفائت بعنوان "كتاب ونعرات طائفية").
الكتاب الذي تولى د. جورج تامر، بمشاركة فريق عمل مكون من اربعة اشخاص ترجمته، كان صدر بمقدمة بقلم الدكتور تامر تجيب سلفاً عن جميع النقاط التي تتضمنها الاتهامات التي سيقت بحق الكتاب وعرضا تفصيليا لمضمونه. "اديان ومذاهب" تنشر، على حلقتين متتاليتين، مقتطفات من المقدمة الثرية، والبالغة الاحترام للاسلام ونبيّه الكريم.
ان كتاب "تاريخ القرآن" اهم وأوسع ما صدر في القرن العشرين من كتب باللغة الالمانية، تتناول القرآن الكريم بأسره بالبحث. نواة هذا الكتاب هو كتاب المستشرق الكبير تيودور نولدكه (1836 1930) الذي اصدره عام 1860، بالعنوان نفسه، وعالج فيه مسألة نشوء نص القرأن الكريم وجمعه وروايته. كما ناقش في هذا الاطار مسألة التسلسل التاريخي للسور واقترح ترتيبا لها، يختلف عن ترتيبها بحسب زمن نزولها، كما هو معهود في الاسلام. كان بحث نولدكه الركيزة التي اعتمد عليها فريدرش شفالي في اعادة صياغته للجزء الاول من الكتاب الحالي عام 1909، وذلك بطلب من نولدكه الذي منعه تقدم السن من القيام بهذه المهمة، فاكتفى بكتابة مقدمة لهذا الجزء بحلته الجديدة. وفاة شفالي عام1919 حالت دون ان يعاين صدور الجزء الثاني الذي يتناول جمع القرآن، وكان قد اعده للطبع، فأضاف اوغوست فيشر بعض التصحيحات عليه واصدره بعد وفاته. اما الجزء الثالث الذي كانت مهمة انجازه قد انتقلت الى غوتهلف برغشترسرن فأكمله تلميذه أتو بريتسل في مطلع العام 1937، بسبب وفاة استاذه قبل ذلك بأربع سنوات. ثلاثة اجيال من علماء الدراسات القرآنية الالمان تعاقبت، اذا، على هذا الاثر، حتى ابصر النور، وهو يضم ما توصلوا اليه من نتائج في هذا المجال خلال سبعة عقود ونيف.
لمحة عن تاريخ الدراسات القرآنية في اوروبا
قبل ان نعرض الكتاب ونناقش بايجاز محتوياته، لا بد لنا من ان نقدم لمحة تاريخية مختصرة عن اهم معالم ما سبقه من اهتمام علمي بالقرآن الكريم في اوروبا، ابتداء من النصف الاول من القرن الثاني عشر. هذا التاريخ جدير باعتباره حدا زمنيا في السياق الراهن، اذ قام الانكليزي روبرت الكتوني Robertus Ketenensis سنتي 1142/1143 بطلب من بطرس المبجّل Petrus Venerabilis رئيس دير كلوني، بأول ترجمة لاتينية كاملة للقرآـن الكريم. رغم نواقصها وعدم دقتها في كثير من المواضع، حظيت هذه الترجمة بانتشار واسع، خصوصا بعد طبعها في مدينة بازل عام 1543 على يد الاستاذ في اللاهوت تيودور ببلياندر Theodor Bibliander. بعد ذلك توالت حتى القرن الثامن عشر ترجمات عدة للقرآن الكريم الى اللغات الانكليزية والايطالية والالمانية والهولندية والفرنسية وسواها من اللغات الاوروبية. ترافق الاهتمام بترجمة القرآن واهتماما جديا بدراسته، يقوم على معرفة اوثق بمضمونه. لكن لا يخفى ان هذا الاهتمام كان، على العموم، ذا طابع اعتذاري وهجومي على السواء. فقد كان دارسو القرآن يدافعون من جهة، عن عقائد مسيحية يرفضها، ويهاجمون من جهة اخرى، كردّ على هذا الرفض النبي محمد والقرآن. مثل على ذلك هو كتاب ألّفه الراهب الدومينيكاني ريكولدو دا مونته كروتشه (Ricoldo da Monte Croce) الذي قضى في أواخر القرن الثالث عشر شطراً من حياته في الشرق مبشّراً، وأتيحت له بذلك الفرصة لمناقشة علماء مسلمين ومجادلتهم. يقارن ريكولدو في كتابه الموجَّه ضد الاسلام القرآن الكريم بالكتاب المقدس، معتبراً اختلافات القرآن عنه عيوباً، ومشيراً في الوقت نفسه الى تناقضاته وعدم وجود أي تسلسل تاريخي للاحداث المذكورة فيه. حظي الكتاب بانتشار واسع، وطُبع عدة مرات منذ بداية القرن السادس عشر. وقد نقله مارتين لوثر الى اللغة الالمانية، ناصحاً القساوسة بدراسته، ليستطيعوا تحذير الناس من ضلالة الاسلام. طبعاً، كان هذا في زمن هدّدت فيه الجيوش العثمانية وسط اوروبا ووصلت الى مشارف فيينا. أجل، إن صورة الاسلام في اوروبا كانت في ذاك الحين مطبوعة بالطابع التركي، حتى أن القرآن الكريم نفسه دُعي "الكتاب المقدس التركي"، وهو العنوان الذي تحمله الترجمة الالمانية التي قام بها دافيد فريدريش مغرلين عام 1772 للقرآن الكريم من العربية مباشرة. وربما أن هذا الواقع التاريخي ما زال يؤثّر في تشكيل صورة الاسلام في اوروبا حتى يومنا هذا.
مجموعة من الظروف الدينية، مثل النظر الى القرآن من منظار الكتاب المقدس، ومقارنته به، والتهجّم على الاسلام، والدفاع عن المسيحية ضد المسلمين، وتنظيم حملات التبشير في الشرق؛ والسياسية، منها الحروب الصليبية والتهديد العثماني لاوروبا، جعلت دراسة القرآن ليست غرضاً بحدّ ذاته، بل وسيلة تستخدم في سبيل أغراض سياسية ودينية مختلفة.
ابتداء من أواخر القرن السادس عشر، عرفت اوروبا الدراسات الاستشراقية بمعناها الواسع، حيث تأسست معاهد متخصصة، اكتسبت، في ما بعد، عراقة علمية، في لايدن وروما وأكسفورد، تلتها معاهد مماثلة في سواها من الجامعات الاوروبية الكبرى. ولا بد من الاشارة في هذا الصدد الى أن بدايات الاستشراق لم تكن بدايات منظمة بقصد أن تخدم أهدافاً سياسية ما، بل كانت ثمار جهود فردية، قام بها العلماء، حباً بتعرّف الشرق ولغاته وحضاراته. لاحقاً، من بعد بدء الاستعمار، اقترن الاهتمام بالاستشراق بأهميته السياسية بالنسبة الى بسط الدول المستعمرة سيطرتها على المستعمرات في الشرق، واستغلال ثرواتها. لم يعد الاستشراق، عندئذ، حراً من الدوافع السياسية والاقتصادية التي كانت تتحكّم فيه الى حد ما.
غير أن أحد العوامل التي لعبت، بلا شك، دوراً هاماً في تطوّر الدراسات الاستشراقية والاسلامية في اوروبا، هو أنها تأثرت بالتطوّر الذي عرفته قبل ذلك دراسة لغات الكتاب المقدس، اليونانية واللاتينية والعبرية، فتركزت في عصر النهضة على دراسة معمّمة للغة العربية اولاً، ثم الفارسية والتركية. هكذا سيطرت الفيلولوجيا في ذلك الحين منهجياً على دراسة الحضارات القديمة والشرقية التي تم السعي الى استكشافها بواسطة فهم النصوص التي أنتجتها.
حظي القرآن الكريم، بوصفه الأثر الأهم في تراث الاسلام، بقدر كبير من اهتمام المستشرقين. مع نشوء المذهب الانساني (Humanism) في اوروبا نشأت نظرة للقرآن الكريم أكثر إنصافاً، لا تقيّمه بناء على اختلافه شكلاً ومضموناً عن الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، ولا ترى فيه كتاب شريعة فقط، او مجموعة من الاناشيد التي تشبه المزامير، او كتاباً نبوياً او رؤيوياً وحسب، بل مزيجاً من هذه العناصر كلها. وبدأ القرآن يكتسب لدى الدارسين طابعاً مميزاً خاصاً به حتى لو أن معيار التقييم الاساسي ظل مقارنة القرآن بكتب اليهود والمسيحيين المقدسة. وربما كان اللاهوتي الكاثوليكي الالماني يوهان آدم مولر (1796-1838) أول من اعترف من العلماء الالمان باستقلالية القرآن بوصفه كتاباً دينياً ذا نكهة خاصة به نشأ نتيجة خبرة دينية اصيلة، يعبّر عنها بتأملات محرّكة للمشاعر. مولر ينظر الى النبي محمد باحترام، معتبراً ان الكتاب الذي أتى به، والذي يتغذّى به ملايين الناس ويهتدون بتعاليمه، لا بد من أن يكون قد استُقي من ملء فياض. نسوق هذه الافكار التي نُشرت عام 1830، لأنها تشبه الى حد بعيد ما يذكره نولدكه وتلميذه شفالي في الجزء الاول من الكتاب الموضوع بين أيدينا في وصف الوحي والخبرة الدينية الصادقة التي عاشها النبي العربي.
يبدو أن هذا التبدّل الذي طرأ على تقييم القرآن تزامن وبواكير تذوّق لجمال لغته. فقد وصف أحدهم وثمة اسباب مقنعة للافتراض أنه الشاعر الالماني غوته ترجمة مغرلين للقرآن، المذكورة أعلاه، بأنها "نتاج تعيس"، معبّراً عن الحاجة الماسة الى ترجمة المانية اخرى، ينجزها شخص مفعم بكل الاحاسيس الشعرية والنبوية، يقرأ القرآن، وهو جالس في خيمة تحت سماء الشرق، ليفقه كل ما يختزنه الكتاب من معانٍ. غوته، الذي كان يكنّ للشرق حباً وللاسلام ونبيّه احتراماً، صرّح بعد أعوام في ملاحظاته ودراساته التي كتبها للديوان الغربي الشرقي بأن الأثر العظيم الذي تركه القرآن على النفوس إنما يعود الى أسلوبه الصارم الرائع. بشكل مماثل، تمّ التركيز في تقييم ترجمات ألمانية اخرى للقرآن على ضرورة تمثّل الترجمة باسلوب القرآن، لتستطيع نقل ما في لغته من جمال وجلال. هكذا بدأت المعايير الادبية الوضعية تفرض نفسها على اعتبار الكتاب العزيز، الذي كان يُنظر اليه سابقاً من منظار التهجّم والاعتذار الديني والفائدة السياسية.
نشير الى أن أحد أهم اسباب هذا التبدّل كان تحرّر دراسات علوم اللغة العربية تدريجاً من السيطرة الكنسية. فيما حصل ذلك في فرنسا نتيجة الثورة، لم يبدأ هذا التبدّل في الفضاء الثقافي الالماني الا على يد عشاق للشرق ولغاته. هؤلاء انصرفوا الى دراسة اللغات الشرقية، وكتبوا في قواعدها، ونقلوا بعض آثارها الى لغتهم. لا بد في هذا السياق من الاشارة الى أحدهم، وهو جوزف فون هَمَر بورغشتال (1774-1856) الذي أصدر في فينّا بين 1809 و1818 مجلة "كنوز الشرق، تعالجها جماعة من العشاق"، واختار لها شعاراً القول الكريم: "قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم" (سورة البقرة 142:2). نقل هَمَر السور الاربعين الاخيرة من القرآن الى اللغة الالمانية بلغة مسجّعة، وكتب مقدمة لهذه الترجمة، ربط فيها بين سحر لغة القرآن وطابعه الإلهي، معتبراً ان الالوهة تنعكس في عظة لغة القرآن، وأن هذه اللغة كانت السبب في انتصار دعوة محمد، لا بقوّة السيف، بل بقوّة الكلام، الذي لا بد من أن يكون، وهو على ما هو عليه من الروعة، كلام الله. وقد حفز الاحساس بتميّز لغة القرآن وسموّها الشاعر الالماني فريدريش روكرت (1788-1866) على نقل أجزاء كبيرة منه الى اللغة الالمانية شعراً. وقد نُشرت ترجمته بعد وفاته.
يمكننا أن نصف الدراسات القرآنية التي ابصرت النور في اوروبا منذ منتصف القرن التاسع عشر بأنها تأثرت، بشكل خاص، بالمنهجية التاريخية النقدية التي شقّت طريقها في اوروبا في ركاب عصر التنوير ومورست في دراسات حول الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، قام بها علماء بروتستانت في المانيا، بعيداً عن أي تأثر ديني، وبروح علمية بحت، لا تتقيّد بقدسية أي نص. بالروح نفسه، انكبّ بعض علماء اللغات السامية على دراسة القرآن، محاولين استكشاف الوقائع التاريخية المرتبطة به وكيفية حدوثها وعلاقتها بنشوئه ومصيره بعد ذلك. كما أن البحث تناول علاقة القرآن بالكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد، وبالتالي مدى تأثر الاسلام بديني التوحيد اللذين سبقاه.