إباء +وكالات
يبذل صانعو الخيام في باكستان جهودا كبيرة هذه الايام لمواجهة الاحتياجات المتزايدة من السكان الباحثين عن أي شيء يمكن ان يظلل رؤوسهم، في وقت يشتد فيه السباق الذي تخوضه لجان الاغاثة الحكومية والخاصة لايواء متضرري الزلزال المدمر الذي تعرضت له باكستان في 8 اكتوبر(تشرين الاول) قبل التغيير المحتمل والقريب على الطقس، حيث لا زالت تتبع الزلزال هزات ارتدادية متجددة يرجح ان تستمر قرابة 3 او 4 اسابيع اخرى.
وتأتي مشكلة الخيام في ظل مشكلة انسانية مستفحلة، فالايتام الذين نقلوا في اول ايام الكارثة الى اسلام اباد وغيرها من المدن الباكستانية، تعرضوا الى الخطف في المستشفيات الحكومية الرسمية، على يد مجرمين كانوا يبيعونهم في سوق الجنس والنخاسة ، او يقومون ببتر اعضائهم لمن يدفع اكثر.
وكانت المنظمات والهيئات الاغاثية الدولية قد فتحت شهية رجال العصابات على عمليات الخطف عندما اعلنت عن رغبتها بتبنى ايتام الزلزال ونقلهم الى خارج باكستان لتربيتهم هناك. ولقي الامر رواجا بين العائلات الباكستانية التي اعلنت هي الاخرى عن رغبتها في ايواء عدد من الايتام، لكن لم تعرف صحة نوايا هذا النوع من التبنى في ضوء عمليات خطف الفتيات التي شاعت وانتشرت بكثرة في اعقاب الزلزال .
ورغم ان الحكومة الباكستانية سارعت الى رفض مشاريع التبني، وطلبت ايواء هؤلاء الايتام في مراكز حكومية خاصة، الا ان ذلك لم يمنع اصحاب النفوس المريضة من المضي في تخطيط المآسي والاذلال لنفوس هؤلاء الاطفال من ايتام الزلزال، فأخذوا يبيعونهم لاستخدامهم في تجارة الجنس، وحولوهم الى هدف للعصابات المنظمة التي تحظى بحماية غير قانونية من مسؤولين متنفذين في الطبقة البيروقراطية. وجرى وفق خطة منظمة ارغام البنات على بيع اجسادهن رغما عنهن، وارغام الاولاد على التسول، ما حقق لهم ربحا وفيرا.
واضطرت الحكومة الباكستانية الى وضع حراسات مسلحة على مستشفى الاطفال بالعاصمة اسلام اباد والى جعل المخبرين يدورون في انحاء المستشفى لتحديد هوية من يترددون عليه لمنع حدوث عمليات اخرى لخطف الاولاد والبنات. وامرت السلطات بان لا يتم اخراج أي طفل بدون اثبات صلة القرابة بمن يأخذه. ويقول موظفو المستشفى الرئيسي باسلام اباد بانه قد تم القاء القبض على بعض الاشخاص وهم يحاولون خطف اطفال اوزعموا بعد ان كشف امرهم بانهم من اقاربهم.
وكشف احد المسؤولين ، انه علم عن حالات كثيرة لاطفال باعهم اهلهم، بسبب اليأس والقنوط بعد زوال المسكن والعيش والرزق بفعل الزلزال . وقال انهم كانوا يفعلون ذلك تحت غطاء عمليات التبني لكي يتمكنوا من شراء بيوت جديدة بدل تلك التي انهارت.
وبالعودة الى مشكلة الخيام ، فإن المصانع الياكستانية تحاول تلبية الطلب الحكومي على الخيام، المقدر بحوالى 8000 خيمة يوميا، للصمود امام برد منطقة الهملايا القارس. وفي الوقت ذاته تقوم هيئات الدعم الدولية بالبحث عن المزيد من الخيام والبطانيات والادوية من مختلف دول العلم لمساعدة المحتاجين والمتضررين في مناطق كشمير الباكستانية والاجزاء الشمالية منها، حيث سقط فيها قرابة 50000 قتيل وفقا للتقارير الرسمية.
ووصف احد المسؤولين المشرفين على اعمال الاغاثة، وصول 30 الف خيمة من وكالة اللاجئين الدولية و 53 الف خيمة اخرى من هيئة الصليب الاحمر الدولي بأنه " قطرة في المحيط مما يحتاج اليه المتضررون من الزلزال"، مشيرا الى ان باكستان بحاجة الى ما لا يقل عن نصف مليون خيمة حسب التقديرات الدنيا لايواء المتضررين.
وادراكا من الحكومة لحجم المشكلة فانها قد طالبت صانعي الخيام العمل على مدار الساعة لتأمين الاحتياجات المطلوبة، وحظرت عليهم تصدير منتوجاتهم للخارج او بيعها في السوق المحلية. وقد رد هؤلاء على الحكومة بالقول بانه من المستحيل عليهم توفير كل احتياجات الاغاثة وانه من الضروري استيراد كميات كبيرة منها من الخارج.
وتكمن المشكلة الحقيقية بان جميع وحدات تصنيع الخيام الباكستانية لا تستطيع ان تنتج سوى 5000 خيمة يوميا في الوقت الذي لم يبق فيه سوى 10 ايام فقط على التغيير المحتمل على الطقس في شمال باكستان، حيث من المتوقع هطول امطار وثلوج بكميات كبيرة تعيق عمليات الاغاثة وتزيد من الصعوبات والمخاطر التي يتعرض لها الناجون من الزلزال.
وتوجد بباكستان 110 وحدات لتصنيع الخيام معظمها في مراكز صناعة النسيج الباكستانية بمدن كراتشي ولاهور وفيصل اباد. وكانت جمعية مصنعي الخيام الباكستانية قد زودت منظمات الاغاثة الدولية في العقود القليلة الماضية بحوالى 200000 خيمة تم استخدامها للاجئين في بقاع مختلفة من العالم، واصبحت الان مطالبة بتزويد اللاجئين في باكستان بهذه السلعة الضرورية والتي اصبحت نادرة الان والحاجة لها ماسة. ويطلب اعضاء جمعية مصنعي الخيام من الحكومة التدخل لوقف الازدياد المضطرد في اسعار المواد الخام الخاصة بتصنيع الخيام وهو الامر الذي يحول تمكينها من الوصول الى مستويات اعلى من الانتاج. فقد اصبح سعر الوحدة من المادة اللازمة لتصنيع الخيام 25ر3 روبية بعد ان كان 75ر1 روبية قبل الزلزال.
ويلقي اصحاب مصانع الخيام باللائمة على ضعاف النفوس الذين يحاولون استغلال ازدياد الطلب على الخيام لرفع اسعار المواد الخام في الوقت الذي تطلب فيه الحكومة من مصنعي الخيام تزويدها بخيام مصنوعة من مواد عالية الكلفة باسعار منخفضة. وتكلف الخيمة العادية ما يعادل 50 دولارا في حين ان الحكومة تطالب بتزويدها بخيام مصنوعة من طبقتين، وان تكون عازلة للمياه ومزودة باعمدة دعم حديدية حتى تكون قادرة على الصمود امام تقلبات الطقس الشديدة.
http://ebaa.net/khaber/2005/10/31/khaber005.htm
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار