أسئلة و أجوبة .
خلال هذه الفقرة سوف أضع مجموعة من الأسئلة و الإجابات عليها مع ملاحظة أن بعض هذه الفقرات عبارة عن بحوث من مصادر أصلية مختلفة ، وهذه أشير إليها في كل فقرة ،و البعض الآخر وضعت إجابات مقترحة عنها ،و أتمنى مناقشتها جميعا.
1- ما هي الليبرالية ؟.( دراسة )
إن الليبراليــــــة في أبسط تعريفاتها هي مفهوم سياسي ، يعطي أهمية قصوى للحريات الفردية داخل المجتمع ، وقد تبلورت الأفكار الليبرالية بداية في الصراع من أجل التسامح الديني خلال القرنين 16، 17 في أوروبا ، و تعتبر مبادئ الثورة الفرنسية التي انفجرت عام 1789 هي الماجنا كارتا لهذا النوع من الليبرالية ، و أهم دعامة لليبرالية هي النظر للدين كاختيار فردي ، ولا يحق للدولة أن تفرض على مواطنيها عقيدة معينة ، وتؤكد الليبرالية على الحرية المطلقة للفكر و الدين و الضمير و الحديث و الصحافة و السياسة ، و كانت النتيجة الحتمية لذلك هي إلغاء الحق الإلهي للحكام ،ونقل الدين من الحياة العامة إلى حيز الضمير الفردي ، و بهذا اختفت الكنيسة كمؤسسة قانونية عامة و كيان اجتماعي ، و بزغ الفرد كشخصية كاملة الإستقلال و مركزا للسيادة .
و قد تطور هذا الفكر لاحقا في مفهوم أشمل لدولة ملتزمة بالدستور ، الذي يجعل سيادتها لا تفتئت على الحقوق الطبيعية للأفراد ( مثال الأفكار السياسية للوك ). ، و حوالي عام 1800 ارتبطت الليبرالية بمفهوم السوق الحرة ، و نظرية ( دعه يمر ) ، و تقليل تدخل الدولة في المجال الاقتصادي . ومن الملاحظ أن هذا المفهوم قد انقلب لاحقا في القرن 19 ، مع ظهور ( الليبرالية الجديدة ) ، بأفكارها حول الإصلاح الاجتماعي ،و التشريعات الخاصة بالرفاهية . و كلا المدرستين الفكريتين مازالتا موجودتين في الجدل الحضاري المعاصر ، فهناك من يتبنى المفهوم القديم للاقتصاد الكلاسيكي الحر ،و هناك من يتبنى الاقتصاد المختلط و دولة الرفاهية ، و بالرغم من اختلاف المدرستين اقتصاديا ، فكلتيهما تتفقان في تدعيم الحرية الفردية في مواجهة قهر الدولة ، و قيادة المطالب بحكومة دستورية ، و المطالبة بحقوق الإنسان ، و حماية الخصوصية الفردية . و في الأساس تركز الليبرالية على الحريات الفردية و التطور الاجتماعي السلمي و الشامل ، وفي السياسة الخارجية فإن الليبرالية ضد الاستعمار و الدولة الدكتاتورية و المعسكرة مثل الاتحاد السوفيتي السابق و إسرائيل و أرجنتين بينوشيه و فلبين ماركوس و الخمير الحمر ... الخ ، و ضد الدولة الكهنوتية مثل إسرائيل و أفغانستان طالبان و إيران ( التي يؤيدون الإصلاحيين فيها ) و أيضا ضد اتجاهات الهيمنة الأمريكية للحزب الجمهوري .كما أنها ضد الاحتكار و استغلال الشعوب النامية و الضعيفة .
من هو الليبرالي ؟. ( دراسة )
هناك عدة وجوه لتعريف الليبرالي و كل منها يعبر عن وجه من وجوه الليبرالية .
فالليبرالي متحمس للإصلاح و التطور في الجوانب الدينية و السياسية ، و هو يدعم الحد الأقصى من الحريات الفردية طالما هي مؤمنة بقوة القانون و حماية الدولة للحريات المدنية ، والليبرالي منفتح العقل و متسامح ولا يتقيد بالأفكار ولا القيم التقليدية ، كما أنه يسعى إلى التغيير من أجل زيادة حجم الحرية و مقدار التسامح ،وهو في هذا يرغب في تقوية مؤسسات الدولة من أجل تحقيق هذه الأهداف .
ما يريد الليبراليون تحقيقه؟( دراسة )
مساعدة الأفراد في ممارسة مزيدا من السيطرة على حياتهم ، وهذا يستلزم توفير المناخ الذي لا يلغي الخيارات المتاحة للإنسان بشكل متعمد . توفير المعلومات الضرورية اللازمة لفهم الخيارات المتاحة و اتخاذ القرارات بشكل حكيم . و إعطاء الأفراد المسئوليات و تشجيعهم على الاعتماد على الذات ضمن الهياكل الاجتماعية المناسبة ، ومن المهم لليبرالي أن تصبح الخيارات دائما متاحة للجميع ، ليس فقط اختيار معجون الأسنان بل أيضا اختيار المهنة و أساليب الحياة .
ما هي مصادر الليبرالية في العالم ؟.( دراسة )
لليبرالية الحديثة جذور عديدة ، فهناك تراث حقوق الإنسان الذي يمتد من الماجنا كارتا البريطانية والدستور الأمريكي و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان . هناك أيضا الجهود الفكرية لمفكرين كبار مثل آدم سميث ، جون ستيورت مل ،و تأثير الليبراليين الكلاسيكيين في القرن 18 ، 19 . هناك أيضا ما تعلمته البشر من أن الأنماط الاجتماعية و الاقتصادية للتجمعات السكانية الكبيرة تختلف عن تلك للتجمعات الصغيرة ،وهذا ما تعلمناه من رجال عميقي النظرة مثل ماركس Marx و ويبر Weber و كينز Keynes. و تتميز الليبرالية الحديثة في الغرب عن باقي الحركات الفكرية الكبرى بمحاولتها مزج الفردية الليبرالية الكلاسيكية مع النقد الماركسي للرأسمالية خلال عمليات مساومة برجماتية pragmatic compromise مدهشة .
كيف يختلف الليبراليون عن الماركسيين و الاشتراكيين ؟.( دراسة )
يرى الشيوعيون في المجتمع أنه تفاعل جدلي بين الجماعات ، و يبلغون في هذا الاعتقاد ذلك إلى المدى الذي يجعلهم يهملون قيمة و تأثير الفعل الفردي ، أما الاشتراكيون فهم يدعمون الحقوق الفردية و لكنهم يرون هياكل الملكية سوف تؤدي حتما إلى فساد المجتمع ، واستغلال الأغنياء للفقراء . وكلا المذهبان ظهرا بسبب مساوئ الرأسمالية و الإحساس بان الملكية هي السبب الأساسي للفقر و الظلم الاجتماعي ، و لكن الليبراليون يعتقدون أنه بتنظيم الملكية جيدا ، فإن الحافز الفردي سيكون قوة دافعة للتطور و الازدهار ، و انه من الواجب كبح الملكية و ليس إلغائها .
ماذا يريد الليبراليون من الحكومة ؟ ( دراسة )
يرى الليبراليون أن دور الحكومة هو توفير الهيكل الذي يمكن الأفراد من تطوير حياتهم و المساهمة في المجتمع . من المطلوب تنظيم الصناعات الخاصة من أجل ضمان التكامل و الأمان ، سواء للعملاء أو العمال . كذلك من الواجب تحقيق المساواة في الفرص كهدف ، كذلك من الواجب ضمان التعليم و الخدمات الصحية للجميع ، فبدونهما سيكون الاختيار مدمرا بشدة ، لا يريد الليبراليون من الحكومة حماية الأفراد بعضهم من بعض او التدخل في العلاقات البينية إلا في حالات الجريمة المنظمة .
كيف يختلف الليبراليون عن المحافظين , و الليبرتاريون libertarian.( دراسة )
حتى عام 1800 كان الليبرالي و الليبرتاري يعني نفس الشيء ، فكلاهما كان محبذا للفردية و لا يثق في سلطة الدولة ، ومؤيدا للسوق الحرة ،ومعارضا للامتيازات الإقطاعية ، و لكن حدثت المفارقة بينهما اعتبارا من عام 1870 ، فمع ظهور التجمعات السكانية الكبيرة ، أصبح من الضروري في وجهة نظر الليبراليين أن توضع بعض التنظيمات الضرورية لتوجيه المجتمع ، كذلك أصبح من الخطأ اتخاذ موقفا سلبيا من تنظيم المجتمع و أن على الدولة أن تلعب دورا في تطوير الهياكل الاجتماعية ، بينما كان الليبراتيون يرون أن أي تنظيم للمجتمع يولد المزيد من الأخطاء ، أما في الجاني الاقتصادي فيرى الليبراليون أن الحرية المطلقة للسوق تؤدي إلى الاستغلال المنتظم ، و لهذا من الضرروي فرض بعض التنظيم الضروري ، بينما يرى الليبراتيون ترك السواق وفقا للعرض و الطلب ، و هكذا تضافرت جهود المحافظين المحبذين لنظرية السوق الحرة الرأسمالية مع الليبراليتيين في المجال الاقتصادي بينما ظلا متباعدين في المجال الاجتماعي .

اقتباس:إذا كانوا يعنون بالليبرالي بأنه ذلك الذي ينظر للأمام و ليس للخلف ، ذلك الذي يرحب بالأفكار الجديدة بدون تحجر ، ذلك الذي يهتم برفاهية الناس ، ذلك الذي يعتقد أنه من الممكن أن نخترق حاجز الجمود و الشك في علاقاتنا الخارجية ، إذا كانوا يعنون بكل ذلك الليبرالي فانا فخور كوني ليبراليا .

الزملاء .
سوف أستكمل طرح مجموعة من الأسئلة و أحاول الإجابة عليها ، محذرا أن هذه الإجابات تحمل من الاجتهاد أكثر مما تحمل من التأصيل ، فكثير من مشاكلنا توقفت المجتمعات المتحضرة عن طرحها ، لأنها أضحت شيئا من الماضي ، حيث أصبح كثير من قيم الليبرالية قاسما مشتركا بين مختلف الاتجاهات السياسية و الفكرية بما في ذلك الفكر الماركسي الحديث .

ما هو موقف الليبراليين من حقوق الأقليات و المرأة ؟
يؤمن الليبراليون – عن يقين - أن الناس جميعا متساوون أمام القانون ،و لهم نفس الحقوق في فرص متكافئة داخل المجتمع ، بصرف النظر عن الدين و الجنس و العرق و المعتقدات و المكانة الاجتماعية و الشريحة الاقتصادية . إن التمييز المنهجي هو خطيئة ترفضها الليبرالية لأنه يحرم الأفراد من حقوقهم المتكافئة ،ولا مجال للقول أن على المتضررين أن يذهبوا حيث شاءوا طالما لا يوجد هذا المكان الذي يمكن أن يذهبوا إليه !. نقر جميعا أنه لا يمكن تقنين المعتقدات حتى لو كانت سامية مثل المساواة و عدم التمييز ،و لكن يمكن لنا سن القوانين التي تجرم التصرفات التي تنطوي على التمييز ، نعم هذا الحل يمكنه أن يقضي فقط على الأعراض و ليس المرض ، أما القضاء على المرض فيناط بالتعليم الذي يستلهم القيم الإنسانية لليبرالية . لو طبقنا هذه القواعد على مجتمع مثل المجتمع المصري فنجد أن الليبرالي لن يوافق على القوانين التفضيلية لصالح المسلم خصما من المسيحي أو الرجل خصما من المرأة كما هو قائم حاليا ، لن يوافق الليبرالي مثلا على النص أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي أو أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ، إن الليبرالي لن يوافق مثلا على مبدأ تعدد الزوجات أو تفاضل الرجل عن المرأة في الشهادة و الميراث .
ما هو موقف الليبرالية من الأديان ؟
في البداية كانت الليبرالية القديمة معادية للمسيحية هازئة بالكنيسة و كل مقدساتها ، و لكن هذا الوضع تغير الآن ، فإن الليبرالية الحديثة السائدة في المجتمعات الديمقراطية بما في ذلك المجتمعات الكاثوليكية -حيث نفوذ الكنيسة التقليدي - هي تلك النظم التي يمكنها أن تنظم العلاقة بين الدين و الدولة و المجتمع وفقا لمبادئ الليبرالية كما شرحها المفكر البارز بنيامين كونستانت ، وهناك أيضا نماذج ليبرالية أكثر التصاقا بالدين تستمد جذورها من اليانسينية و الجوزيفنيزم ،وتهدف إلى إحداث إصلاحات في العقيدة الدينية وفي نفس الوقت مزيدا من الانضباط في النظرية الليبرالية البروتستانتية المعادية للاهوت ، كذلك في العلوم و عملية التنوير ذات الطبيعة الإلحادية .
إن الجدال الدائر حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية الليبرالية غير مجدي. فليس الدين هو الذي لا يتوافق مع الليبرالية و الحداثة ، بل ممارسوه هم الذين يعادون التغيير و الحرية التي تمثلهما الليبرالية ، رغم ذلك فلا ينبغي أن تحاول الليبرالية أن تتجمل بما ليس فيها وتقدم نفسها على أنها تتوافق مع الأديان و خاصة الإسلام. بدلاً من ذلك، ينبغي أن يوجد العرب مجتمعات متسامحة وليبرالية منفتحة على التعبير الديني الحر. إن الليبرالية لا يمكن أن تكون إسلامية و لكن الإسلام يمكن أن يكون ليبراليا .
موقف الليبرالية من الأخلاق .
يركز أعداء الليبرالية اعتراضاتهم على أسس أخلاقية في المحل الأول، فالليبرالية كما يرون تعتنق مفهوما خاصا عن الأخلاق والأخلاقية يتعارض مع القيم والتقاليد الدينية الموروثة, كما أنها تقف موقفا محايدا إن لم يكن سلبيا أو حتى رافضا للدين في كثير من تجلياته . هذه الاعتراضات لها وجاهتها فالليبراليون يذهبون إلى أن الذي يجب أن يحكم العلاقات بين الناس هو الأخلاق المدنية Civic Morals, ولذا يجب أن يسود المجتمع نظام مدني محايد يقوم على الاعتراف بالحقوق المدنية لأعضائه بصرف النظر عن وجود أو عدم وجود معتقدات دينية مشتركة بينهم،إذ ليس من الضروري أن تتفق هذه الأخلاق المدنية مع الدين, بل إنها تسمح بوجود التنوع والتعدد في المبادئ والسلوك والقيم الفردية. فالمجتمع (الصالح) لا يفرض على أعضائه أية التزامات أخلاقية غير تلك التي يفرضها الشخص ذاته على نفسه. والالتزامات الوحيدة التي تصدر عن المجتمع هي الالتزامات القانونية فحسب.
الموقف من الأمن القومي .
يمكن تصنيف الليبراليين بأنهم من الحمائم الذين يدعمون السلام العالمي و يدعون إلى عدم استخدام القوة في حل المنازعات الدولية ، كما يعارضون انتشار السلاح النووي . إن أفضل إنفاق دفاعي هو تلك المساعدات الخارجية المخصصة لنشر الديمقراطية و حقوق الإنسان في المجتمعات السلطوية ، فالطغاة يميلون إلى المغامرات الخارجية و الاعتداء على الآخرين ، على النقيض من ذلك فمن النادر أن تتقاتل الديمقراطيات الليبرالية أو تهدد جيرانها .
ولنا تكملة .

اقتباس:" طالما أن حاضرنا العالمي بلا ماضي مشترك ، فإن كل المواريث وكل تواريخ الماضي بلا معنى الآن  " حنا أرندل .

كنت أتصفح اليوم مقالين للكاتب ياسين الحاج صالح في شريط طرحه زميلنا أرفان بعنوان (الليبرالية أساس. لا بناء بدونها، لكن لا سكن فيها) ، هالني في الشريط - كغيره من الكتابات الصحفية العربية - حجم الأخطاء و التشوش الذي يصيبنا عند التعامل مع مفهوم الليبرالية كمصطلح سياسي و ثقافي ، هذه الإرباكات ليست مقصورة على الصحفيين ففط بل هي شائعة حتى بين الأكاديميين ، بالقطع لن نتحدث عن الإسلاميين و أبناء الطوائف العشائريين و القبليين فالأمر يصل لخط الجهل المطبق و يتجاوز حدود المهزلة طبقا للتعبير الموحي لصديقنا العزيز جادمون .
المدهش أن الارتباك عند التعاطي مع مفهوم الليبرالية بصيب أيضا الكثير من المغتربين العرب الذين يعيشون في المجتمعات الديمقراطية الغربية و بدلا عن إبداء افمتنان و المساهمة في صناعة الحضارة يحاولون ندمير تلك المجتمعات ، وهم في هذا أشبه بمن يتلذذ بالمأكولات الفاخرة بينما يلعن الطهاة ، و بمن يرتوي بالمياه العذبة في الهجير وهو يلعن المزن و يسب السحاب ، إنهم لا يستوعبون عادة العلاقة بين الأفكار و الحضارة التي تنتجها تلك الأفكار ، و لا يدركون الثمن الباهظ التي دفعته البشرية كي تنجز مجتمع الرفاهية الذي يعيشون فيه كالنباتات المتسلقة و الحيوانات المتطفلة بلا جهد حقيقي . كانت هذه الظاهرة تحديدا موضوعا لمناقشة طريفة جمعتني مع صديق قديم و عالم بارز يعيش في الولايات المتحدة منذ 35 عام لن يمر وقت طويل قبل إعلان حصوله على جائزة نوبل ، كان صديقي يتعجب من عدم تأقلم الهجرات الأحدث مع الحياة في الولايات المتحدة ، و كان ردي ( أن زمان الإنسان هو زمانه العقلي و مجتمع الإنسان هو مجتمعه القيمي ، هؤلاء المهاجرون هم مهاجرو البطون و ليس مهاجرو العقول ، يجترون إلى الأبد خرافات القرون الوسطى و يستعيذون بالله من المنطق الذي يتزندق و حتى يتزخنق فلا تتبحلق !) ، هذا الحوار و أيضا كثير من المقالات التي تنشر في الصحف و التعليقات التي قرأتها لزملاء ، ذلك كله دفعني لإعادة طرح شريط الليبرالية ، لم يكن هدفي و لن يكون الدفاع عن الليبرالية فآخر ما أفكر فيه هو الترويج السياسي الذي لا يعنيني في شيء ، و لكن فقط التحاور حول المفاهيم و القضايا هادفا أساسا إلى الاستفادة من فكر الآخرين و ليس تلقينهم .

بهجت ,,,(f)
آسفه لحرفي موضوعك القيم ...
ولكن كنت أتحين فرصة ظهورك ..
حتى أعبر لك عن ضيقي الشديد من كم ازدواجية المعايير
هل سمعت عن جلعاد ...هذا الشاب اليهودي الديانه
الفرنسي المولد والجنسية
وكيف ترك كل فرنسا بمغرياتها
والتحق بصفوف الجيش العدواني الاسرائيلي من منطلق ايديولوجيه
صرفة ,,,وفقط لا غير
وهذه الفرنسا والتي عودتنا على الذبذبة والمفاجآت
تعلن الاستنفار التام والقبض ليل ونهار على أى فرنسي مسلم
يحاول نجدة أخيه المسلم والمتاح حاليا للوصول اليه هو العراق
فهل هذا حلال لليهودي وحرام للمسلم ...؟؟؟؟!!!!
ولماذا ؟؟؟
اذا أقنعتني بوجهة نظرك
سأسير رافعة رايتك بدون حتى نقاش ولا دياولو :angry:

اقتباس:  نسمه عطرة   كتب/كتبت  
بهجت ,,,(f)
آسفه لحرفي موضوعك القيم ...
ولكن كنت أتحين فرصة ظهورك ..
حتى أعبر لك عن ضيقي الشديد  من كم ازدواجية المعايير  
هل سمعت عن جلعاد ...هذا الشاب اليهودي الديانه  
الفرنسي المولد والجنسية  
وكيف ترك كل فرنسا بمغرياتها  
والتحق بصفوف الجيش العدواني الاسرائيلي من منطلق ايديولوجيه  
صرفة ,,,وفقط لا غير  
وهذه الفرنسا والتي عودتنا على الذبذبة والمفاجآت  
تعلن الاستنفار التام والقبض ليل ونهار على أى فرنسي مسلم  
يحاول نجدة أخيه المسلم والمتاح حاليا للوصول اليه هو العراق  
فهل هذا حلال لليهودي وحرام للمسلم ...؟؟؟؟!!!!
ولماذا ؟؟؟
اذا أقنعتني بوجهة نظرك  
سأسير رافعة رايتك بدون حتى نقاش ولا دياولو :angry:

ما هي وجهة نظري التي تريدين أن أقتعك بها ؟.
الصهيونية مشروع ديني استعماري معادي للإنسانية ، أرفض الصهيونية بنفس القوة التي أرفض بها الأصولية الإسلامية و اليمين الجديد في أمريكا هذه وجهة نظري و يمكنني إقناع الجميع بها .
أنا ضد تدخل الفرنسي في فلسطين لنجدة أخاه اليهودي ولا في العراق لنجدة أخاه المسلم ، ليتدخل الأحرار في فلسطين و في العراق لنجدة المبادئ الإنسانية .
إن القوى الليبرالية في العالم هي القوى المعادية للحرب و الهيمنة اليمينية و الدولة العنصرية و الإمبراطورية الأمريكية الجديدة ، لا تحاسبونا عن تصوراتكم أنتم و أوهامكم عنا بل حاسبونا عن أفكارنا نحن .
تحياتي .(f)

بهجت
شكرا لردك
وتفضلت بالعبارة التالية

ما هي وجهة نظري التي تريدين أن أقتعك بها ؟.
.......................
هل سيادتك تفصل لي أو لغيري وجهة نظر لاسعادي ,,, مثلا :what:
يبقى يا سعدي يا هنايا ,,,

أما العبا رة الأخرى
، لا تحاسبونا عن تصوراتكم أنتم
........................
من نحن ,,,يا ترى ؟؟؟؟!!!!
من شان اللي بتحبهم تبطل تصنيفات
أحسن مرارتي بدأ ت تشكي من تصنيفاتك
يا بهجت اانت ما عندكش اما ابيض يا اسود ...
وحياتك كل الطبيعة اللي قصادك وحواليك بها ألوان مختلفه وجميلة
ومسخسخه زى الفوشيا
وبعدين عندك قوس قزح ألوانه ما فيهاش الأبيض والاسود ...:angry:

الزميلة المحترمة نسمه .:97:
عطر الله أيامك بكل خير .
دائما غاضبة من شيء ما ، دائما اسقاطات و اتهامات ، فمتى ينتهي كل ذلك ، الغضب لا يفيد الحوار في قليل أو كثير .
أود فقط أن أؤكد على حقيقة واضحة هي أن التشارك مع الغرب في قيمه العقلية و الروحية العليا -مثل كل العالم المتحضر - لا يعني مشاركة المجتمعات الغربية مصالحها أو تبني سياساتها ، فحتى الشعوب التي تحمل نفس الكتب في حقائبها و تسجد لنفس الرب تتقاتل أحيانا ، هذا الغرب نفسه ليس شيئا واحدا و لكنه طيف كبير و علينا أن نحسن الاختيار فيم نأخذ و فيم ندع ، إن القيم الليبرالية هي درة منتجات العقل البشري و أدعاها للفخر و من الخطأ أن نسيء فهمها و نعاديها كما نفعل الآن لأنها في العمق تتوافق مع أفضل مصالحنا ، إن البديل الآخر المتاح هو التصارع النووي بين أسوأ أنواع الأصوليات و ضياع جهود البشرية خلال 5000 عام من الحضارة هباءا ، هذه النتيجة الكارثية يمكن أن تقودنا إليها عقول فاشية مثل التي تمسك بالأمور في إسرائيل و إيران و القاعدة ، دعينا نتذكر أن المظاهرات الكبرى ضد الغزو الأمريكي للعراق قادتها القوى الليبرالية في الغرب ، و أكبر المظاهرات ضد جرائم إسرائيل كانت في الغرب و حتى في إسرائيل ذاتها !، بينما العرب مشغولون بأحاديث آخر الزمان و حكم زواج الجني بالأنسية و أحكام الغائط و الفساء ،ولا ننسى استمطار اللعنة على الآخرين و التشفي في مصائب البشرية التي يتطفلون عليها كما يليق بالبؤساء .
مرة أخرى
دعينا نعود للواقعة التي تذكرينها عندما ترفض فرنسا انضمام أحد رعاياها ( للمقاومة السنية في العراق ) و تقارينها بالسماح لمواطن آخر بالعمل بالجندية في إسرائيل ، حتى هذا الموقف يبدوا منطقيا في ضوء معطيات الواقع السياسي ، إن فرنسا تتخذ مواقفها بناء على مصالحها هي و ليس مصالح أعدائها ، دعينا بداية نتفق أن هناك حربا تخوضها الأصولية السنية بالفعل ضد البشرية كلها في كل مكان ، هذه الحرب يساق إليها المسلمون البسطاء بلا وعي ولا ضمير ،يا سيدتي فرنسا تسمح بالجنسية المزدوجة و هناك رعايا فرنسيون عملوا في جيوش دولهم الأخرى ، وهذا ينطبق على إسرائيل الصديقة لفرنسا كما ينطبق حتى على فلسطينيين انخرطوا في المقاومة الفلسطينية المسلحة المعادية للغرب عموما ، و لكن الأمر في العراق مختلف ففرنسا تعترف بالحكومة العراقية المنتخبة و فرنسا أيضا حليف رسمي و تاريخي لأمريكا ، و بهذا يصبح واجب الحكومة الفرنسية تجاه التزامتها القانونية و الدولية كدولة ألا تدعم ( المقاومة ) العراقية التي تراها إرهابا موجها ضد حكومة صديقة تعترف بها كغيرها من دول العالم ، أو في أفضل التقيمات تراها طرفا في حرب أهلية عراقية ، لن أناقش هنا تقيما للمقاومة العراقية فقد أدليت بدلوي و قد تحققت توقعاتي حرفيا وهي عموما توقعات تشاركت فيها مع كل العقلاء في العالم ، هؤلاء الذين عارضوا الغزو الأمريكي في البداية كجريمة و خطأ فادح و الذين أيضا رفضوا جرائم المقاومة السنية الأصولية ضد مخالفيها من الشيعة و المسيحيين و الأكراد و ... الخ ،و رأوا أن ذلك سيؤدي إلى حرب أهلية سيخسرها السنة الأصوليون لا محالة و لكن لن يكسبها أحد سوى الحماقة و الخراب .إن إرسال المقاومين للعراق هو تعبير إلتفافي عن تأجيج الحرب الأهلية و تغذية الإنتحاريين بدماء جديدة ( ضائعة ) و زيادة عدد الأجساد المفخخة في أسواق بغداد و حسينياتها و ربما فنادق عمان و منتجعات سيناء و الآن المؤسسات الحكومية في دمشق !، و أخيرا قبل أن يتحفنا أبناء الطوائف بقاموس الشتائم أتسائل ببراءة شديدة جدا ، ألا يحق لنا أن نتشكك في بواعث المصري الذي يتكامل إقتصاديا مع إسرائيل و يتمسك بالقوات الأمريكية في سيناء ثم يرفض تعاون بغداد الأمني مع أمريكا كخيانة و عمالة و ... ، أو بواعث السوري الذي لا يرى في ترك الجولان تحت إسرائيل 40 عاما شيئا ضد النخوة و الوطنية بل مجرد حكمة و تعقل ثم يرى البحث عن حل سلمي لمشكلة الإحتلال الأمريكي للعراق هو الخنوثة و الأنوثة و البثوثة لا غير ! ، هل نتسائل عن بواعث الفلسطيني الذي يفجر نفسه ضد شيعة بغداد و ليس ضد صهاينة القدس ، أو الأردني و السوداني و المغربي الذي يضع أشد معايير الوطنية للعراقي و يتخلى هو عنها لو كلقته فلسا واحدا !،ألا يحق لنا أن نتسائل ببراءة عن السبب في دعم الحرب الأهلية بين الأشقاء العراقيين و إخمادها مع الجنوبيين و الغربيين و الشرقيين في سودان المشروع الإسلامي ، هل يحق لنا الظن و بعضه و ليس كله إثم أن نرى ذلك كله نوع من الطائفية اللعينة ، ألا تجدين يا سيدتي أن فرنسا لديها على الأقل منطقها الخاص و لكن العرب لا منطق لهم سوى الأحقاد و لا لغة لديهم خارج قاموس الشتائم المضحكة .
تحياتي .

تحية للدكتور بهجت
لقد راجعت هذا الشريط الهام

لقد ذكرت :
هناك ملاحظة أساسية حول المفكرين والكتاب العرب الكبار ، فهم مثل الساسة و مديري المجتمع و .... .يتميزون بصفتين هما : سيطرة الشيوخ على كل شيء .بحيث يصبح الأحدث سنا ( ولا أقول الشباب ) مجرد متلقين كما يتجه الجميع إلى الاتفاق و ليس التنوع و الاختلاف ، مما أصاب حياتنا الفكرية بالركود
إن معظم الأفكار التي يقدمها لنا هؤلاء الأكاديميون و المفكرون الشيوخ هي أفكار منقولة إلى اللغة العربية و يجري تسويقها كنتاج ذهني لبعض الكتاب متمترسين خلف شيوع الجهل و السطحية .

أنا معك في ذلك مئة بالمئة , وهذه الظاهرة نجدها في أغلب المجالات وهي المحافظة ورفض الجديد أو التجديد .

وذكرت
1- الليبرالية ليست نمطا قياسيا أو منتجا نهائيا محدد المواصفات ، بل هي اتجاه ثقافي متجدد ، لا يقيده سوى الانتماء للإنسان كونه فردا و محورا للكون ، و من ثم فالليبرالية هي في جوهرها الولاءٌ لقيم الحداثة والتنوير ، و إسباغ الشرعية على ما يفضي إلى سعادة الإنسان و حريته. إن الليبرالي يرى أن الحكم التاريخي على أي ثقافة أو حضارة مهما كان إنجازاتها المادية هو بمقدار ما تتيحه تلك الثقافة من حرية و سعادة لمنتسبيها و للآخرين.
2- إن الليبرالية تعني رفض كل أشكال التمايز على أساس الدين أو الجنس أو العرق أو المكانة الاجتماعية و الاقتصادية ، وليس هناك دين أو دولة أو شعب أو طبقة أو حزب يمكن أن تدعي لنفسها حق تمثيل الحقيقة المطلقة ، أو الحق في حرمان الآخرين من الحرية ، لأي مفهوم فكري أو سبب مهما بدا ساميا . إن التسامح هو العنصر الأساسي لليبرالية ،و لكن مبدأ التسامح لا يعني منطقيا التسامح مع عدم التسامح ، حتى لو حظي عدم التسامح بقبول الأغلبية .
3- الليبرالية هي رفض التناول العقائدي للأفكار ، مع التحريض على التنوع الفكري و الثقافي ،ورفض التحيزات الأنانية و الأحكام المسبقة ، و هي حرية العقيدة و الفكر و التعبير ، و الحوار السلمي بالكلمة و ليس بالرصاصة ، بالرأي و ليس بالقهر ، بالحوار و ليس بالإرهاب ، باللين الواثق و ليس بالعنف الطائش . إن الحرية الثقافية هي أحد الحقوق الثابتة و الأساسية الإنسان ،و إن هذه الحرية بالأساس هي حق الإنسان أن يختار ما يشاء من الأفكار و الثقافات ،و أن يمتلك الحق في قبول ورفض ما يشاء منها ، خاصة تلك التي تتناقض مع أفكار سلطته الوطنية .
4- هي فصل الدين عن الممارسات السياسية ، فالدين لله و الأوطان لشعوبها ، والليبرالية لا تعترف بالحق الإلهي في ممارسة الحكم ،ولا تعترف بأي دور لرجال الدين خارج أماكن العبادة، ورفض أي وعاء للشرعية غير تلك التي تفرزها صناديق الانتخابات الشفافة ، في مناخ حر يتساوى فيه الجميع في ممارسة الحقوق السياسية بشكل آمن غير مقيد ولا موجه .
5- الليبرالية هي حكم المؤسسات و دولة القانون ، و فاعلية و ازدهار المجتمع المدني ، وهي أفضلية تأمين حقوق الإنسان الفردية على أي قيم أخرى تتعارض معها ، مهما كانت هذه القيمة مبررة و نافعة . و تقوم الحياة السياسية الليبرالية على آراء متعارضة تتصارع حتى يكتب الفوز لإحداها ، على هدي الجدل العقلي الحر النزيه ، و إن إخماد الرأي قد يخمد حقا ،كما أن الحقيقة لا تكتمل سوى بتكامل الآراء ، و تأكيد الثقة في الرأي الصواب ، كما أن إحياء الأفكار تكون بمناقشتها و منعها من التحول إلى نصوص جامدة جوفاء . لهذا لا يجوز الحجر على حرية المناقشة ولو تجاوزت حدود العرف و الآداب ، لصعوبة تعيين هذا الحد الفاصل .

كذلك أنا معك في هذا .
فأساس الليبرالية فتح مجالات الابداع والتطور عن طريق تسهيل الاكتشاف والتجريب في سبيل إيجاد الأفضل الذي هو متاح دوماً .
فالهدف من منح الحرية للأفراد ليس إسعادهم فقط , بل هو ضروري ومفيد كثيراً لنمو وتطور المجتمع .
إن مقولة " دعه يمر " لها ميزاتها وفوئدها الاجتماعية إيضاً

أما البقية فلي تحفظات وملاحظات بسيطة على بعضها , لأن لها علاقة بأمور أخرى , وسوف أسعى لتوضيح رأي .

مع تحياتي

الأخ المحترم نبيل .
تحية تناسب الحيوية التي تضيفها على الحوارات التي تشاركنا فيها .
يا عزيزي ثق انه يسعدني تماما أن تبدي ملاحظاتك كا ملة على النقاط الواردة في الشريط ، فهذه المواصفات التي عرضتها لليبرالية هي إجتهادية بحتة توصلت إليها خلال قراءة لرواد الفكر الليبرالي و الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الثقافية ،و لكنني آخر من يعتقد أنها يجب أن تكون اتفاقية بيننا جميعا ، فلا يمكن أن ندعم الليبرالية بمنهج شمولي غير ليبرالي !، لن تجد على سبيل المثال أي تركيز على إقتصاديات السوق فلست أراها جوهرا ليبراليا في مجتمع ما زال فقيرا في حاجة للرعاية ، أريد فقط أن أشير أن الفكر العربي لا يعرف التنوع الفكري الذي يمارسه الأوروبيون ، و عوضا عن طيف خصب من الاتجاهات الفكرية كالاشتراكية و الرأسمالية و الماركسية و الفاشية و الليبرالية و القومية الشوفينية و الفوضوية و .... يمكننا أن نتبين اتجاهين حقيقيين في المناخ الفكري العربي هما الاتجاه الحداثي المعاصر و الاتجاه الآخر هو الاتجاه الأصولي الديني أو القومي ، الأول يستلهم الفكر المعاصر و تحديدا الغربي ،و الثاني يرتكز على التراث الديني و الفكر السلفي المنغلق .أما تعبير الليبرالية فهو مستحدث ولم يستخدم على نطاق واسع قبل الثلاثينات من القرن الماضي ،و يستخدم في الفكر السياسي العربي للدلالة على الاتجاهات التنويرية بشكل عام بما في ذلك للتعبير عن أفكار لا تصنف ليبرالية وفقا لمنظور غربي مثلا .

بعيدا عن التعريفات والسرد التاريخي الممتع لليبرالية ، كيف تقيم نتائج التجربة الليبرالية العراقية يا بهجت ، وأين حظوظ هذا الطرح الوردي الذي تطرحه على أرض الواقع؟

(f)