[CENTER]مقدمة

"وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون"

قد طال الصمت كثيراً حتى تحول إلى جنون.

والصمت أمانٌ للمجرمين، ورعبٌ للآدميين. والحقيقة تخيف الكثيرين.
فهل سننتظر يوم القيامة حتى ينطق كل شيئ ؟!

إن تكلم رجلٌ عاقبتَه، وإن نطق لسانٌ قطعتَه. ولكن هل تستطيع معاقبة صخرةٍ، أو آلةٍ كاتبةٍ، أو غرابٍ، إن هم تكلموا ؟

إن حدّثك بشرٌ نظرتَ إليه مشككاً في صدقه وحديثه، ولكن ما حاجة النافذة أم المرآة إلى الكذب ؟!

كل شيئٍ سيتكلم. وكل شيئٍ سينطق. حتى يشهد علينا كل شيئ.
وحتى يسجل التاريخ كلام غير البشر، إذ طال كذب البشر.

[CENTER]عصر الدموع


- العين : إلى أين تذهبين؟ لا تتركيني وحدي... وابقَي معي سنتسلى سويّةً.

-الدمعة : لا تخافي، فسيأتي بعدي دمعٌ كثير. إذ حان عصرُ الدموع.

[CENTER]موّال عند المساء


المرسيدس : ابتعد يا حمار.

الحمار : ولماذا أبتعد وأنا أعبر الشارع من ممر المشاة؟ ثمّ إن الإشارة حمراء !

المرسيدس : ابتعد وإلا ..

الحمار : أصبحت إلى الرصيف المقابل أقرب، ولم يعد هناك حاجةٌ لأن أعود أدراجي.

المرسيدس : يبدو أنك لا تفهم بالذوق.

الحمار : بقي فشخةٌ واحدة إلى الرصيف المقابل.

الرانج روفر : اركب يا حمار، ساعة واحدة ونعيدك بعدها.
ألا تعلم أن الشوارع مُلك المرسيدس هذه الأيام، وليست ملك الحمير؟!..

[CENTER]حوار الرسوم المتحركة


ساسوكي : دعوني أقول "أمبازرون" وكل شيئ يعود طبيعياً.

غريندايزر : أعتقد أن "الرزة المزدوجة" هي خير حلٍّ لمشاكلنا.

جونكار : لا يوجد حل إلا ضربة الفضاء.

حميدو شامل : أنا "بشوطة" واحدة أصلح كل شيئ.

بابا سنفور : لا حل إلا أن نسنفر بحياتنا.

لبيبة : الحل هو أن نبحث عن حل.

ريمي : حالما أجد حلاً لمشاكلي سألتفت إلى هذه المشكلة.

طمطم : في عصرنا الحجري لكلِّ مشكلة حل.

سيد رحمون (أبو سنان): يجب أن تتكاتف كل الغابة لدرء الخطر المحدق.

سيد فيتالس : أنا ميت، ولا أستطيع أن أحل مشاكل الأحياء.

هاتسو : اعطسوا تنحل كل المشاكل.

سلفر : يجب أن نجد كنز الجزيرة أولاً.

الغواصة الزرقاء : اركبوا جميعاً معي ولنهرب من هذا الكوكب الأرضي.

عدنان ولينا : فات أوان الهروب.

المواطن : ما الحل إذاً ؟

الجدران : ادخل تحت غطاء سريرك واصرخ من القهر.

[CENTER]متى مرّ عام 2000 ؟[/CENTER]

- عام ألفين : السلام عليكم.

- عام ألف : وعليكم.

- عام ألفين : ما بك يا عزيزي؟!

- عام ألف : لا شيئ، ولكن ما الذي جاء بك؟

- عام ألفين : جئت لأنه حان وقتي.

- عام ألف : أيّ وقت يا أحمق؟.. ألا ترى أنني مسجونٌ عند العرب منذ ألف سنة؟

- عام ألفين : دعك من المزاح.

- عام ألف : انجُ بجلدك يا أخي، فإنني لا أدري ماذا سيحل بك إن أمسك بك العرب.
فإن هم لم يطلقوا سراحي منذ ألف عام، فأنت قد يبقونك عندهم ألفي عام أو أكثر.

- عام ألفين : لقد أخفتني.

- عام ألف : حتى أنهم غيروني أنا،
فقد كنت أقول الشعر وأوقفوني عنه،
وكنت أنتصر لهم فكبّدوني الهزائم الواحدة تلو الأخرى،
وكنت أدرِّس الطب فصرتُ مريضاً مزمناً،
وكنتُ أصدِّر الحضارة فصرتُ تخلفاً مستورداً.
وقس على ذلك ما شئت مما قد يفعلونه بك إن هم أمسكوك وسجنوك عندهم.

- العام ألفين : إن لم آخذ مكانك ستبقى مسجوناً عندهم إلى الأبد.

- العام ألف : أنا نالني ما نالني من تشويه وتزوير وتلفٍ وضياع.
ولم يبق فيّ ما يستحق الحفاظ عليه. أما أنت فما زلتَ شاباً واعداً فتياً.

- العام ألفين : أشكر لك تضحيتك، ولكنْ لي عندك طلب قبل أن أودعك إلى الأبد.

- العام ألف : أنا في خدمتك.

- العام ألفين : لا تخبرهم أنني مررت كيلا يحسوا بي ويتبعوني فيصيبني ما أصابك. :cry:

[CENTER]السينما[/CENTER]

الأول : كيف ترى هذا الفيلم ؟

الثاني: هذا ليس فيلماً، هذه حقيقة.

الأول: أسألك بجد، كيف ترى هذا الفيلم؟

الثاني: يا أخي هذه حقيقة، أنت أمام النافذة، ولست أمام فيلم.

الأول: ولكنني دخلت السينما ودفعت أجرة الفيلم.

الثاني: لا بد أنهم خدعوك.

الأول: مستحيل ... إنه أنت من تخدعني ...أأأأ انظر إلى ذاك الرجل يضرب الآخر،
وذاك الطفل يتهاوى من الجوع والفقر، مستحيل، هذا فيلم إثارة أمريكي.

الثاني: بل الحقيقة، ولا شيئ غير الحقيقة.

الأول: ولكن، تلك السيارة التي ضربت البطل وفرّت،
وذاك المحامي الذي يدافع عن المجرم،
وذاك الشرطي الذي يحمل مسدسه ويجري وراء الأبرياء،
وتلك السحابة السوداء التي تلفّ المدينة،
وتلك الأمراض التي تفتك بالناس،
والمشافي المقفلة في وجوه المرضى،
والمحتالون المنتشرون هنا وهناك ؟

لا .. لا .. لا بدّ أنه فيلم رعبٍ لهيتشكوك.

الثاني: سمِّه ما شئت، ولكن هذه هي الحقيقة، ولا شيئ سوى الحقيقة.

[CENTER]انفجار[/CENTER]

- الآلة الكاتبة : أفٍّ لك.

- المؤرخ : ما بالك ؟ مائة عامٍ وأنا أكتب، لم تنطقي ولو لحظةً واحدة.

- الآلة الكاتبة : سئمتُ من كتابة تاريخك الكاذب. تتحدث عن النصر وقد انهزمنا،
وتتكلم عن الحضارة وقد تخلفنا،
وتمدح بلغتنا وقد نسيناها،
وتذم بالغرب وقد عبدناهم،
وتصف نظافة مدننا ونحن نغرق في القمامة والماء الآسن.
تكذب، وتلفق، وتخدع الجيل المقبل.
تكتب لنا تاريخاً مشرقاً، تخترع القصص المشرفة والأساطير عن حاضرنا.

- المؤرخ : هل تقترحين أن أكتب التاريخ بأمانة؟

- الآلة الكاتبة : نعم.

- الرقابة : تابع عملك كما كنت تفعل، ونحن سنشتري لك آلةً كاتبةً جديدةً لا تتذمّر.

[CENTER]بطاقة شخصية[/CENTER]

- الاسم : نائم.

- الكنية : عربي.

- اسم الأب : مخدوع.

- اسم الأم : هموم.

- مكان الولادة : الملجأ.

- تاريخ الميلاد : النكسة.

- ألصق الصورة هنا : معروفة :
شاربان وشعرٌ مرفوع إلى الوراء وعينان حزينتان وفمٌ يبتسم كذباً.

- لون البشرة : أسود لكثرة الهموم
أحمر لكثرة الخجل
أزرق لكثرة الضرب
أصفر لكثرة الخوف.

- لون العينين : مغمضتان عن كل شيئ
عن واقعه اليومي
وعن تجاوزات الغير
وعن ماضيه
وعن مستقبله.

- الديانة : مؤمنٌ بالله وإلا لانتحر منذ عقود.

- علامات مميزة : قدمان متورمتان إما من الضرب أو من الجري وراء اللقمة.

- ختم الدائرة الحكومية : من المحيط إلى الخليج.

[CENTER]المناضل والعصفور[/CENTER]

"هدية إلى إلياس الخوري"

- تمثال المناضل : ابتعد أيها العصفور !

- العصفور : ولماذا ؟ وهل أضايقك بشيئ ؟!

- التمثال : ألا ترى أنك تلوث كتفي بمخلفاتك ؟؟

- العصفور: لست إلا حجراً، وستأتي الأمطار قريباً فتزيل ما خلفت.

- التمثال : احترم قيمتي وتاريخي النضالي.

العصفور : وماذا فعلت في حياتك ؟

- التمثال : بقيت أناضل طيلة عمري.

- العصفور : وماذا جنيت من هذا ؟

- التمثال : وماذا سيجني المرء من النضال غير النصر ؟

- العصفور : أنت مخطئ.
لأنك لو انتصرت فعلاً لما بقيت مناضلاً طيلة عمرك.
ولأصبحت كغيرك تنام مساءاً وتصحو صباحاً لتذهب إلى عملك اليومي، تبني وتصنع.
ولوجدت مكان تمثالك قوساً للنصر أو صرحاً للحرية.
النصر لا يحرزه رجلٌ واحد، النصر تحرزه شعوبٌ بأسرها.

- التمثال : ابتعد أيها العصفور !!!

[CENTER]هكذا كنا وسنكون[/CENTER]

- الابن : صحيح أننا هزمنا إسرائيل؟
- الأب : نعم يا ولدي.

- الابن : صحيح أننا أغنى دول العالم؟
- الأب : صحيح يا قطعة كبدي.

- الابن : صحيح أننا اكتشفنا الذرة؟
- الأب : نعم يا حبيبي.

- الابن : صحيح أننا متقدمون جداً؟
- الأب : نعم يا ضناي.

- الابن : صحيح أن العدل والمساواة والمحبة تسود بيننا؟
- الأب : صحيح يا فتى عمري.

- الابن : صحيح أن حياتنا أفضل حياة في العالم؟
- الأب : نعم يا روحي.

- الابن : صحيح أنه يتوجب علينا أن نلغي كلمة " لا " من قاموس عقولنا وضمائرنا؟
- الأب : نعم يا قلبي، صحيح...