اقتباس: abo saleh كتب/كتبت
لقد أمر النبي المسلمون بأن تكون قبورهم على مستوى الأرض ونهى عن القبور التي تقوم على بناء كبير وتشبه قبور ألغير مسلمين.
أن اعادة بناء القبور حسب الطريقة الايرانية حيث تعظيم البناء والتشبه بالغير مسلمين هي عادة نبذها الاسلام.كما ان عادة زيارة القبور والتبرك بها واستغلال عادات العوام في التبرك بالقبور وكذلك العادات الكثيرة مثل اعتماد القبور كمركز مقدس ويتم الصلاة والحلفان والمناجاة وطلب الاستغفار والسكن للتبرك بجانب هذه القبور هي ليست الا عادات اقرب للوثنية منها للأسلام..
لذلك نرى ان منع أقامة بناء ضخم فوق كل قبر هو ضروري لكي لا يقوم العوام باعتباره قطعة مقدسة يتم الحج او الجلوس بجانبها واهمال الفروض الشرعية..
كلام عائم و مموه و هو من الاسطوانات الوهابية المشروخة .
و الزميل بو صالح لم يأتي بما يدعمه من ادلة.
و اسخف منه الادعاء بأن زيارة القبور هي حجا اليهم و هو يؤدي الى اهمال الفروض .
و هذا الموقف المتشدد من زيارة القبور , و نحريمها و تبديع زيارتها هو نتاج فكر ابن تيمية , و الذي يناقضه القرآن .
موقف القرآن من القبور
قال الله تعالى في قصة أهل الكهف: (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لارَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً). (سورة الكهف:21)
والَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ ، بقول أكثر المفسرين هم المؤمنون الموحدون غلبوا رأي المشركين الذين خالفوا بناء المسجد وقالوا: ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً، بل هو المتعين لأن الله سماه مسجداً ، وغير الموحدين لايبنون مسجداً ، فبنوه على باب كهفهم ليعبدوا الله فيه ويتبركوا بهم ، وأقرَّ الله عملهم هذا ، ولم يستنكره ، ولو كان عملاً منكراً لما أقره ولما سماه مسجداً .
وهذه الآية الكريمة توجب أن نرد ما رووه من أن النبي صلى الله عليه وآله لعن اليهود والنصارى لأنهم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ! لأنه يخالف القرآن الذي نص على بناء المسجد على قبر أهل الكهف ! فلا يعقل أن يقرَّ الله تعالى بناء مسجد على قبور أوليائه أهل الكهف ، وكانوا بعد المسيح عليهم السلام ، ويمدح البانين على فعلهم ، ثم يلعن الذين بنوا مساجد على قبور الأنبياء عليهم السلام !
ولو صحَّ ذلك الحديث المزعوم لكان معناه أن اليهود والنصارى جعلوا قبور أنبيائهم نفسها قبلةً ، أو صلَّوْا لأصحاب القبور بدل الله تعالى !
قال الشوكاني فتح القدير:3/277: قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً . ذِكْرُ اتخاذ المسجد يُشعر بأن هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون ، وقيل هم أهل السلطان والملك من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم ، والأول أولى ) .
وقال الواحدي في تفسيره:2/657: ( الذين غلبوا على أمرهم ، وهم المؤمنون وكانوا غالبين في ذلك الوقت ) .
وقال أبو السعود في تفسيره:5/215: (قال الذين غلبوا على أمرهم وهم الملك والمسلمون ) . انتهى .
وقال قريباً من ذلك أكثر المفسرين .
وبعد ظهور الآية في مدح المؤمنين لبنائهم مسجداً على قبر أهل الكهف ، وإقرار عملهم ، وورود الرواية بمدحهم ، واختيار أكثر المفسرين ذلك ، فلا عبرة بقول ابن تيمية عنهم إنهم ضالون ملعونون ! فهذه عادته في الإفراط والتطرف في الفتاوي !
قال في كتابه اقتضاء الصراط ص10: ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً: فكان الضالون بل والمغضوب عليهم ، يبنون المساجد على قبور الأنبياء والصالحين ) ! .
وقد تخبط ابن كثير في تفسير هذه الآية فخالف شيخه ابن تيمية !
قال في البداية والنهاية:2/138: (واختلفوا في أمرهم فقائلون يقولون ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً ، أي سدوا عليهم باب الكهف لئلا يخرجوا ، أو لئلا يصل إليهم ما يؤذيهم ، وآخرون وهم الغالبون على أمرهم قالوا: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ، أي معبداً يكون مباركاً لمجاورته هؤلاء الصالحين . وهذا كان شائعاً فيمن كان قبلنا ، فأما في شرعنا فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله (ص) أنه قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) . انتهى .
فمدح المسجد المبني قرب قبورهم بأنه مباركٌ لمجاورته لهم ، وهو يعني مدح من بنوه ومشروعية عملهم . ثم قال إنه منسوخ في شرعنا لحديث الصحيحين المزعوم: لعن الله اليهود والنصارى..الخ. فناقض نفسه ، ونسب الى الله تعالى أنه يمدح فعلهم لبنائهم المسجد على القبر ، ثم يلعنهم بسببه !
ثم صرح ابن كثير بتحيره وتردده في الموضوع! فقال في تفسيره:3/79: (حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين: أحدهما أنهم المسلمون منهم ، والثاني أهل الشرك منهم ، فالله أعلم ) .
والحق أن الإشكال عليهم بمسجد أهل الكهف مبرمٌ لاجواب له عندهم ، إذ كيف يقرُّ الله تعالى في قرآنه البناء على قبور أهل الكهف، ثم يلعنهم النبي صلى الله عليه وآله بسببه ؟!
وفي اعتقادي أن الحديث المذكور موضوع في أحداث السقيفة لمنع بني هاشم من التجمع عند قبر النبي صلى الله عليه وآله والإستجارة به !
ويؤيد ما قلناه أن المباني والقباب على قبور الأنبياء والأولياء عليهم السلام كانت موجودة عند مجئ الإسلام ، ولم يتعرض لها المسلمون في الفتح الإسلامي ولم يهدموها ، ومنها قبر داود وقبر موسى'في القدس وقبور غيرهم ، بل أقرها الخلفاء وصلوا عندها ، ولم يستنكرها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام .