أشارت التقارير الاولى للانفجارت التي استهدفت الفنادق الاردنية الى ان الهجوم على فندق الراديسون تم بواسطة قنبلة وضعت في سقف الفندق. وقد أوردت وكالة رويترز للأنباء الخبر التالي:
علمت وكالة رويترز للانباء من مصادر في الشرطة الاردنية ان الهجوم الذي وقع في فندق الراديسون تمّ بواسطة قنبلة وضعت في السقف الديكوري للفندق.
(Bomb in ceiling caused Jordan hotel blast)
http://www.msnbc.msn.com/id/9980123
ولم تمضي سوى لحظات، وقبل ان ينجلي دخان الانفجارات وتتضح الصورة، حتى بثت وكالة الانباء الاردنية الرسمية نبأ يقول ان الانفجارات في الفنادق الاردنية نفذها انتحاريين بأحزمة ناسفة! بعد ذلك بدأت وسائل الاعلام تردد على مسامعنا ان الصور التي تشاهدونها نتجت عن حزام ناسف كان يربطه انتحاري على خصره. وها هي صور الانفجارات التي احدثها الحزام الناسف:
ياترى ما طبيعة هذه الاحزمة التي تدمر السقوف وتترك الجدران دون أدنى ضرر. حتى الطاولة الخشبية لم تتأثر! ألا تلاحظ ان ضغط الانفجار جاء من الاعلى الى الاسفل.
اذا كانت الصور في الاعلى تم ألتقاطها من فندق الراديسون، فهي تشير الى ان الانفجارات كانت أكثر من انفجار واحد، وفي أماكن متفرقة. أمّا اذا كانت الصورة الاولى أخذت من فندق الراديسون، والثانية من فندق جراند حياة، فهي دليل على ان طريقة التفجير كانت واحدة في كلا الفندقين، وبنفس النوع من الاحزمة الناسفة التي تدمر السقوف، دون ان تضر بالجدران والطاولات المحيطة بها!
أمّا الانفجار الذي استهدف فندق الـ ديز إن (Days Inn)، فلم يوفق صاحبه في الوصول الى هدفه واضطر الى تفجير سيارته "الخاصة" خارج الفندق. نلاحظ في الصورة التالية ان طبيعة هذا الانفجار تختلف عن الانفجارات التي حصلت في الفندقين الآخرين. "فالحزام الناسف" هنا لم تذهب قوته الى الاعلى!
يقول السيد مروان المعشر، نائب رئيس وزراء الادن، في آخر بياناته عن العملية، ان الهجمات كانت باحزمة ناسفة، قام بها عراقيين استقلوا سيارات أجرة، من مكان إقامتهم الى الفنادق المستهدفه. هل يبدو لك ان الانفجار الظاهر في الصورة في الاعلى تم تنفيذه بحزام ناسف؟ إن قلت لا، فانك لن تكون الوحيد من ينفي ان يكون هذا الانفجار ناجم عن حزام ناسف. فالسيد المعشر بنفسه قد صرح في أول بياناته ان هذا الهجوم نجم عن انفجار سيارة مفخخة. وجاء هذا التصريح للسيد المعشر قبل أن يزعم الزرقاوي انه المسئول عن الهجوم.
إقتباس: قال المعشر ان الهجوم الثالث على فندق الـ ديز إن (Days Inn) حصل بعد ان اقتربت سيارة مليئة بالمتفجرات نحو الفندق.
The third explosion, at the Days Inn, happened after a car packed with explosives approached the hotel, Muasher said
(الاسوشييتد برس، 10 نوفمبر 2005)
http://www.guardian.co.uk/worldlatest/stor...5405354,00.html
طبعا، الحزام الناسف لايحتاج الى سيارة لتفجيره. بالعكس، انفجار الحزام الناسف داخل السيارة يقلل من تأثيره الخارجي. اذا كان "الانتحاري" يريد تفجير حزام ناسف، لأوقف سيارته في موقف السيارات، أو مكان بعيد، أو لم يأتي بها نهائيا كما فعل زملائه "الانتحاريين" في الفنادق الاخرى.
والان دعنا نرى ما قاله شهود العيان لمراسل صحيفة القدس العربي.
إقتباس: وفي فندق الـ ديز إن في ضاحية الرابية كان يتواجد وفد أندونيسي في إطار مباحثات ذات طابع تجاري ومن الواضح ان الإنتحاري كان يقود سيارة خاصة فجر نفسه بداخلها بعد ان فشل فيما يبدو في دخول المكان بسبب وجود حاجز امني قرب بوابة الفندق الذي يحظي بحراسات خاصة دائما وغالبية القتلي هنا كانوا من الأجانب مع بعض العمال المحليين ويتردد ان دورية الحراسة الأمنية لاحظت وجود السيارة وهي تلتف بالمكان ولفتت انظارها وكان لذلك دور في منع الإنتحاري من الدخول وإضطراره لتفجير نفسه خلال مشاهدته لبعض رجال الشرطة وهم يتوجهون إليه حسب الأفادات. (القدس العربي، 11 نوفمبر 2005)
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=20...11-11a22.htm
على ضوء الاقتباس في الاعلى، فقد كانت السيارة واقفة، وكانت تتحين الفرصة للوصول الى مبنى الفندق، أو كما اعتقد من شاهدها. هل قال الاقتباس انها سيارة خاصة؟ هذا يناقض الرواية الاردنية الرسمية والتي تقول ان العراقيين "الارهابيين" ذهبوا بسيارات تاكسي الى الفنادق!
تجدر الاشارة هنا الى ان الكلام الذي قرءناه في الاقتباس السابق قاله شهود عيان لمراسل صحيفة القدس العربي. وشهود العيان هؤلاء هم نفس شهود العيان الذين يدلون بشهاداتهم للجهات الامنية الرسمية. وشهود العيان كما هو معروف هم الافراد الذين يتصادف وجودهم مع الحدث في نفس المكان والزمان. فلو رأى هؤلاء الناس سيارة أجرة، لأخبروا مراسل الصحيفة عنها. ولكنهم شاهدوا سيارة خاصة. تقف بالقرب من بوابة الفندق. واستنتجوا ان صاحبها كان يتحين الفرصة لاقتحام البوابة.
طبقا للاقتباس السابق فان صاحب السيارة فجر نفسه داخل سيارته عندما شاهد دورية الحراسة تتوجه اليه. وفعل ذلك قبل ان تصل اليه الدورية، ولكن في طريقها اليه. قبل ان نأخذ بهذه الفرضية، لابد أن نسأل: ما عسى ان تفعل له الدوريه؟ سيبادره رجال الدورية بالسؤال: ماذا تفعل هنا؟ سيجيب: انتظر زميل لي داخل الفندق. الدورية: الانتظار في هذا المكان ممنوع، لو سمحت حرك سيارتك من هنا. عندها يستطيع ان يحركها باتجاه الفندق ويحاول اقتحام البوابة بالقوة. حتى لو فشلت محاولته في الوصول الى المبنى، فالانفجار بالتأكيد سيحدث خسائر أكبر، لكونه اقترب من المبنى أكثر. ولكنه لم يفعل ذلك، بل فجرها حتى قبل أن تصل الدورية إليه! إذن السيناريو القائل بوجود السائق داخل السيارة ساعة انفجارها يبقى ضعيفا جدا، ونسبة حدوثه تكاد تكون معدومه.
الاحتمال الوارد هو ان السيارة لم يكن بها أحد على الاطلاق. والانفجار حصل في وقت الليل، وبسبب الظلام لم يلاحظ المارة عدم وجود السائق. أوقفها صاحبها أمام بوابة الفندق وذهب يراقبها من مكان بعيد، في انتظار خروج حافلة سياحية أو ما شابه ذلك من الفندق. عندها يقوم بتفجير السيارة بطريقة التحكم عن بعد، ساعة خروج الحافلة من البوابة واقترابها من السيارة المفخخة. وعندما شاهد دورية الحراسة تقترب من السيارة اضطر الى تفجيرها.
من الواضح ان التفجيرات التي استهدفت فندق جراند حياة وفندق الراديسون تمت بواسطة قنابل وضعت في سقف الفندق. ويؤكد ذلك الصور والتقارير الاولية التي بثتها وكالة رويترز للانباء نقلا عن مصادر في الشرطة الاردنية. وقد فشل مدبري الهجمات في إيجاد من يوصل القنابل الى سقف فندق الـ ديز إن، واضطروا لاستخدام سيارة مفخخة، كما صرح المعشر في أول بياناته، يتم تفجيرها عن بعد (ريموت كنترول) ساعة خروج حافلة سياحية من الفندق. ويرجح أيضا استخدام الريموت كنترول في تفجير القنابل في الفنادق الاخرى، مما يعني ان مدبري الهجمات كانوا متواجدين في الفنادق أو بالقرب منها ساعة وقوع الانفجارات.
وتبقى "الارهابية" أم عمير هي الوحيدة التي كانت تلبس حزام ناسف. وعلى شاشة التلفاز فقط.