{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
الختيار
من أحافير المنتدى
المشاركات: 1,225
الانضمام: Jun 2001
|
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
اقتباس:الآن بالنسبة للعصمة فلها أوجه عديدة كالعصمة من الأذى و الخطأ و ما إلى ذلك، و لو افترضنا أن العصمة التي وردت هنا هي عبارة عن عصمة من الأذى الذي يلحقه من البشر لما تحقق مضمون الآية الكريمة فالرسول صلى الله عليه و سلم تعرض لأذى كثير سواء كان جسديا أم نفسيا في سبيل الدعوة..
عزيزي كمبيوترجي
بالنسبة للأذى الذي تعرض له الرسول كان في بداية دعوته في مكة ، و كما تعلم فالسورة مدنية .
أما بالنسبة لفهم العصمة بأنه عصمة للرسالة ، فلا أدري ربما كان هذا تكلفاً في الفهم .
فالآية تقول أن الله يعصمه هو من الناس و ليس الرسالة .
و لو اعتبرنا "يعصمك" تعود على الرسالة التي يمثلها الرسول ، فهذا يفتح المجال لأن تكون آية القتل تنسحب على الرسالة أيضاً .
فتصبح آية "أفإن مات أو قُتِل" تعود على الرسالة ، موت الرسالة بذاتها أو قتلها بدحرها ، و هذا يناقض آيات أخرى تحدثت عن انتصار الدين ، و أن الله وعد بإظهار دينه على كل الديانات كما ورد في القرآن :
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا" الفتح 48
و وردت آيات مشابهة في التوبة و الصف .
أعتقد أن الآية تتكلم عن عصمة الله لنبيه من الناس .
تأمل معي الآية :
"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ " المائدة 67
فالله يقول له أن يبلغ الرسالة ، و أنه سيعصمه - يحميه - من الناس ، و أنه لو لم يفعل فلن تبلّغ الرسالة ، فكيف تكون العصمة للرسالة و هي مهددة بالزوال إن لم يفعل ؟؟
فكّر فيها ع رواق
:)
تحياتي لك
|
|
11-25-2005, 12:12 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
[quote] الختيار كتب/كتبت
زميلي داعية السلام
ما تفضلتَ به قد يفتح مواضيع كثيرة و آفاق لا حصر لها ، لكن أحب أن أدوّن رأيي هنا باختصار .
يجب أن نقول أن الدين الإسلامي امتلك أضخم مكتبة دينية في العالم ، و هذا أمر لا يحتاج إلى برهان .
فعلوم كالتفسير و الحديث و الفقه و العقيدة و التاريخ شكّل الدين الإسلامي العصب الأساس في تكونها ، بل كذلك علوم اللغة كان المحرك الأساس لها هو الدين الإسلامي و فهم النصوص المقدسة فيه .
نعم هذا كله لا مراء فيه و لا ينكره أحد .
.........................
أحترم هذا الحياد العلمي الواضح منك .
*****************************
لكن هذا كله لا يجعل من الفكر الإسلامي ديناً سماوياً .
و ذلك لأن شمولية الفكر ، أي فكر ، و تطرقه إلى شؤون الحياة المختلفة ، لا يمنحه أي دعامة سماوية ، و سأعطيك مثالين على الأمر :
أرسطو مثلاً ، الذي دوّن كتبه قبل 2400 سنة تقريباً ، شغل العالم القديم و الحديث بشكل كبير جداً ، و سمّي المعلم الأول في العهد الإسلامي ، و عُنِيت كتبه في الكثير من أمور الحياة ، فتجده يكتب في الميتافيزيقا و الفيزيقا و السياسة و الأدب و الأخلاق و غيره من الأمور ، و لكنهناك فرق بينه و بين ما أتى به نبي الإسلام .
فأولاً : أرسطو لم يقل أنه نبي من السماء ، و بالتالي فكلامه يحتمل الخطأ و الصواب ، الأمر الذي وفّر على الكثير من الباحثين بعده اختلاق علوم ضخمة تُعنى بتقنيات النقل مثلاً ، و دلالات الكلمات (كعلوم اللغة التي وُجدت من أجل إيضاح لماذا جاءت الكلمة في القرآن هكذا و ليس هكذا في أغلب الأحيان) ، فصفة النبوة تجعل من كل حرف يقوله المفكر علماً ضخماً عند أتباعه .
ثانياً : لو أن أرسطو ادعى النبوة ، لوجد أتباعه في كلامه جميع ما تفضلت بذكره من الشمولية التي وجدت في الفكر الإسلامي ، ثم لأضاف الناس له ما لم يقله ، كظاهرة وضع الحديث التي استشرت في بداية العهد الإسلامي ، و لو راجعت الأحاديث الموضوعة لوجدت أن الكثير منها هو حِكَم جيدة ، لكن نبي الإسلام لم يقلها ، فالأمر لم يكن فقط بهدف دعم كيانات سياسية كما يتصور بعض الناس عن دوافع الوضع .
...........................
الحقيقة ان الكلام في هذا المحور قد يطول بنا كثيرا الى غير جدوى في اعتقادي .
لكن هناك نقطة اشرت اليها قد تكون مفتاحا جيدا ومدخلا لمحور آخر :
هناك اية كريمة ستوفر علي الكثير مما اريد ان اقوله لك زميلي الختيار , وهي قو الله تعالى :
ولو تقوّل علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين .
حضرتك لو رجعت لتفسير هذه الاية من تفسير ابن كثير الذي تحبه - وقد أحسنت الاختيار لانك ختيار في البحث والمعرفة - فستجد أن تفسير هذه الاية كما يلي :
ان هذا النبي لو كذب علينا في الوحي او زاد فيه لقضينا عليه ولم نسمح بانتشار الباطل والضلال باسم الوحي منسوبا الينا .
الى هنا كلام جميل ؟ طيب .
أرسطو لم يقل أنه نبي كما تقول , لكن محمد صلى الله عيه وسلم قال , فهل يتركه الله يضل العالم باسم الله ؟ طبعا لا .
( طبعا الحديث الان بافتراض ايمانك بوجود الله ابتداءا ) .
لماذا لا ؟
لدليلين : احدهما نقلي والاخر عقلي .
لان هذه القاعدة المذكورة وردت بجميع الكتب الالهية ( وفي التوراة في سفر التثنية : اذا قام في وسطك نبي او حالم وقال لك تعال لنعبد الهة لم تعرفها ..................فذلك النبي يقتل ........... وليس رقم الاصحاح والعدد معي الان لاني خارج البيت . ولكن يمكن ان اضعه غدا او ان تقوم انت بالبحث عن اي كلمة منه من سفر التثنية ) وليس في القرآن فقط ................هذا دليل نقلي .
والاخر : ان الله قد أخبر عن نفسه انه ( حكيم ) و ( رحيم ) وليس من حكمته التي هي وضع الشيء في موضعه : ان يرسل الرسل باسمه لدلالة الخلق عليه ثم يسمح لمثل هذا الاضلال عن طريق الكذبة والدجاجلة باسمه هو عزوجل .
وفي تاريخ الاسلام اسماء كثيرة لرسل كذبة قد فضحهم اله وأخزاهم وقتهم شر قتلة جزاءا وفاقا . من أشهرهم في القديم مسيلمة الكذاب الذي قتله وحشي تكفيرا عن قتله حمزة أسد الله , ومنهم الاسود العنسي وغيره ممن تطول القائمة بهم .
واليوم في الحديث منهم طبعا ميرزا غلام القادياني الذي استشرت ديانته حتى فتن البعض بسبب هذا الانتشار : ثم اصبحت كما وعد الله الان , فاين هي واين صاحبها .
المهم : هذا وعد الله لنبيه . وهناك ايات كثيرة تدل على هذا المعنى ويجمع بينها عبارة ( وكفى بالله شهيدا ) اي على رسالتك بتأييدك ونصرتك .
نابليون نفسه كان يقول : هذا الرجل فتح العالم في اقل من ربع قرن ............
انها النبوة وليست القوة ولا الفتوة , فبجميع مقاييس الباحثين مان ماحدث هذا لم يتكرر في التاريخ من قبل او من بعد .
الان أرسطو خارج اللعبة , لانه رجل فيلسوف لم ينسب علمه الى الله ولا الى منهج من عنده .
وبالمناسبة : توما الاكويني كان لايقول عن ارسطو الا ( قال الفيلسوف ....قال الفيلسوف ) وكأنه ليس هناك فيلسوف الا هو . في المقابل كان ابن تيمية وابن القيم تلميذه يصفانه بالبلادة والجهل بالنسبة لعلوم الوحي والالهيات ( ولا يتعدون الالهيات لئلا تصفهم بالتطرف وبخس الناس حقوقهم ) .
**************************
ثالثاً : نحن لا نعرف الكثير عن علوم العصر النبوي ، أقصد الثقافة السياسية و الميثولوجية و الأخلاقية و غيره ، يوجد كتب تكلمت بشكل مفصل عن هذه الأمور (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي) تجد فيه الكثير الكثير مما تم شطبه بكلمة مجحفة "الجاهلية" ، فأولئك القوم كان لهم أولاً تصورات دينية أكبر بكثير من عمل صنم و أكله ، و الأصنام بحد ذاتها لم تكن آلهة ، بل كانت من أجل التقرب ، و تقديسها من أجل التوفيق و الحماية ، و هذا كله يدخل في باب الطواطم الدينية ، و الرموز و غير ذلك ، فمثلما يعلق المسلم في رقبته أو يضع في جيبه آيات من القرآن بهدف البركة ، و هو يعلم أن هذه الورقات بحد ذاتها لا تمنع ضرر لأنها لا تقوى على دفع الأذى عن نفسها ، فلو قام شخص بحرق المصحف لاحترق (كما نشاهد في أي انفجار أو كارثة طبيعية تطول مسجد مثلاً) ، فنظرة المسلم لهذا المصحف تشبه - في تصوري - نظرة الوثني إلى أوثانه و اهتمامه بها ، و تقديس و تقبيل الحجر الأسود لا يقلّ عن تقديس و تقبيل أي حجر أحمر أو أخضر عند أي حضارة .
...........................................
كلامك عن منزلة الوثني للوثن صحيح , انا قرأت هذا الكلام في كتاب ( الدين ) للدكتور الالمعي محمد عبد الله دراز رحمه الله . وقال ابن تيمية نفس الكلام قديما .
لكن أود فقط أن أعقب على كلامك بأن تعظيم المسلمين للحجر الاسود او للمصحف يختلف عن تعظيم الوثني لوثنه لعدة أسباب جوهرية جدا منها :
1- أن المسلم لايركع ولا يسجد للحجر الاسود ولا للمصحف .
2- ان هذان لا يعتبرهما الهان وسيطان عند الله الاله الاكبر .
وانما كان عمر بن الخطاب يقول : والله اني لاعلم انك حجر لاتضر ولا تنفع , ولولا اني رايت رسول الله يقبلك ماقبلتك . يقول هذا وكان يعبد صنمه في الجاهلية ويأكله حينما يجوع .
المقصود : هذا تعقيب بسيط فقط لتوضيح هذه النقطة للسادة الزملاء .
***************************
فتلك الحضارة لم نملك الكثير عن ثقافتها لنعرف ما الذي أضافه أو عدّله أو محاه الإسلام ، و قد يجد الباحث الكثير من الجذور الإسلامية سواء الأخلاقية أو الشعائرية أو العقدية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية لدى المجتم الذي سُمّي بالجاهلي ، نجدها أحياناً بشكل صريح كأن نقرأ أن أحد الجاهليين رفض شرب الخمر أو أكل الخنزير أو وأد البنات مثلاً ، أو مكارم الأخلاق الموجودة عندهم كالشجاعة و الصدق و الأمان و غير ذلك ، أو طقوس الحج و التي كان يفعل أغلبها أهل قريش قبل الإسلام ، أو ما كان يُنقَل في وعيم أو لا وعيهم الجمعي عن الحضارات السابقة كثمود و عاد و غيرهم ممن ذكروا في أشعارهم ، و غير ذلك ، و قد تجد هذه الأفكار غائمة ضبابية بسبب نقص المصادر أو ضياعها . فالتاريخ يكتبه في النهاية المنتصر .
.................................
استاذي : الاسلام جاء بتقرير محاسن الجاهلية , وهذا من أعظم مآثره التي يسيء فهمها كثير من الاخوة المسلمين اليوم بل الدعاة منهم .
و ماذكرته صحيح بخصوص تقرير الاسلام لبعض عادات الجاهلية : والجميل في الموضوع ان كل ماقرره الاسلام لن تجد منه شيئا قبيحا او مستنكرا .
ورسول الله نفسه قال انه لو دعاه المشركون بعد بعثته لحلف الفضول الذي عقدوه في الجاهلية لأجاب !
اذن نحن امام دين حضاري يقبل الاخر ويحتويه بمحاسنه وليس كما يظن البعض من ان الاسلام يرفض الحديث جملة : لا ولكنه ينتقي الحسن قديما او حديث مادامت له جذور من ملة ابينا ابراهيم .
التاريخ يكتبه المنتصر نعم , ولكن ليس لدرجة الا يكتب مشركوا العرب شيئا على الاطلاق وهو الواقع ! سواء كانوا منتصرين او منهزمين .
القاعدة : ان العرب لم يكونوا شيئا يذكر قبل الاسلام فصاروا سادة العالم وصناع الحضارة بيعد الاسلام , ولم يفقدوا مكانتهم الا بتخليهم عن روح هذا الاسلام .
ان كنا لانعلم فكر العرب تفصيلا قبل الاسلام ولكننا نعلم الاطار العام للفكر الجاهلي والاطار العام للفكر الاسلامي ............هذا ميثولوجي بحت , وذاك يجمع بين الدنيا والاخرة ( آية الدين أطول ىية في القرآن التي تتحدث عن التجارة والسوق والشيكات وتدوين الديون : تختم بقول الله تعالى :
واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهو لايظلمون ) وهذا الجمع لاتجده في الفكر الجاهلي بعامة سواء كان وثنيا ام لاهوتيا متعدد الالهة .
تقول ما الذي اضافه الاسلام : استعض عن فكر مشركي العرب المجهول بفكر اوروبا في القرن السادس المسيحي ثم قارن حال اوروبا بعد دخول الاسلام الاندلس ( كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين سيفيدك كثيرا في هذا المبحث بغزارة وبدقة ) .
*******************************
رابعاً : من الصعوبة أن نعزل الفكر المحمدي عن ذاك المجتمع و ننظر إله كأنه فكر خرج من العدم ، فتيار الأحناف و الكلام على وقت خروج رسول و غيره من الأمور من أكبر الشواهد على أن الفكر المحمدي جاء كإفراز منطقي لتلك المرحلة ، و أن المسألة ليست كما يعتقد الكثيرون أن المجتمع كان يعيش جاهلية مدقعة . بل له علومه و ثقافته و أشياء أخرى يطول الحديث عنها تجدونها في الكتاب المذكور سابقاً .
........................
موضوع تيار الاحناف هذا وفصله عن تيار الاسلام يحتاج وقفة عند قوله تعالى : ان الدين عند الله الاسلام .
هل كانت ملة ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل هي التوحيد الذي جاء به النبي صلى اله عليه وسلم ام لا ؟
هذه نقطة مفصلية في هذا الموضوع حتى نستطيع فهمه بعمق .
******************************
المثال الثاني الذي أريد الكلام عنه هو ماركس ، مؤسس الفكر الماركسي (المادية التاريخية) .
فلو أخذنا الكتب و المجالات التي فتحها أو أدى الفكر الماركسي إلى فتحها خلال مائة و خمسين سنة ، و قارنّا هذا الحجم الثقافي الضخم بنسبة و تناسب ، كأن نضربه في 14 مثلاً لنرى حجم الثقافة التي سيفرزها الفكر الماركسي خلال 14 قرن كما حدث مع الإسلام ، لخرجنا بمكتبة ضخمة جداً جداً .
لكن الفكر الماركسي لم يصمد لأسباب لا داع للخوض فيها هنا .
طبعاً أعتقد أنه لا حاجة بنا لأن نوضح أن استمرار الفكر أو انقراضه ليس له علاقة بالمثال الذي ضربته ، فاستمرار الفكر لا يدل بالضرورة على صحته ، و أكبر مثال الأديان المنتشرة الآن التي تتناقض مع نفسها تناقضات شديدة و التي لا يقل عمر أي دين فيها عن الألف سنة و أكثر .
هذا باختصار ما أردت قوله ، و الحقيقة أن الكلام يحتاج إلى تفصيلات كثيرة جداً ، لأن الزميل الداعية كتب ردّه و شمل جوانب عديدة جداً كل جانب منها يحتاج إلى الكثير الكثير من الكلام لاستيفائه حقه من الدراسة .
.............................
نفس الكلام الذي قلته في ارسطو ينطبق على ماركس بشك اشد لانه انكر وجود الله في حين لم يفعله ارسطو الذي اكتفى بقوله انه خلق العالم وتركه يسرح ويمرح ( كما يقول المثل العامي عندنا في مصر : هوّ انا يابني خلّفتك ونسيتك ؟!! )
تحية طيبة لك فالكلام معك ممتع حقا .
|
|
11-25-2005, 06:15 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
داعية السلام مع الله
وما كنا غائبين ..
المشاركات: 2,222
الانضمام: May 2005
|
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام
[quote] الختيار كتب/كتبت
زميلي داعية السلام
ما تفضلتَ به قد يفتح مواضيع كثيرة و آفاق لا حصر لها ، لكن أحب أن أدوّن رأيي هنا باختصار .
يجب أن نقول أن الدين الإسلامي امتلك أضخم مكتبة دينية في العالم ، و هذا أمر لا يحتاج إلى برهان .
فعلوم كالتفسير و الحديث و الفقه و العقيدة و التاريخ شكّل الدين الإسلامي العصب الأساس في تكونها ، بل كذلك علوم اللغة كان المحرك الأساس لها هو الدين الإسلامي و فهم النصوص المقدسة فيه .
نعم هذا كله لا مراء فيه و لا ينكره أحد .
.........................
أحترم هذا الحياد العلمي الواضح منك .
*****************************
لكن هذا كله لا يجعل من الفكر الإسلامي ديناً سماوياً .
و ذلك لأن شمولية الفكر ، أي فكر ، و تطرقه إلى شؤون الحياة المختلفة ، لا يمنحه أي دعامة سماوية ، و سأعطيك مثالين على الأمر :
أرسطو مثلاً ، الذي دوّن كتبه قبل 2400 سنة تقريباً ، شغل العالم القديم و الحديث بشكل كبير جداً ، و سمّي المعلم الأول في العهد الإسلامي ، و عُنِيت كتبه في الكثير من أمور الحياة ، فتجده يكتب في الميتافيزيقا و الفيزيقا و السياسة و الأدب و الأخلاق و غيره من الأمور ، و لكنهناك فرق بينه و بين ما أتى به نبي الإسلام .
فأولاً : أرسطو لم يقل أنه نبي من السماء ، و بالتالي فكلامه يحتمل الخطأ و الصواب ، الأمر الذي وفّر على الكثير من الباحثين بعده اختلاق علوم ضخمة تُعنى بتقنيات النقل مثلاً ، و دلالات الكلمات (كعلوم اللغة التي وُجدت من أجل إيضاح لماذا جاءت الكلمة في القرآن هكذا و ليس هكذا في أغلب الأحيان) ، فصفة النبوة تجعل من كل حرف يقوله المفكر علماً ضخماً عند أتباعه .
ثانياً : لو أن أرسطو ادعى النبوة ، لوجد أتباعه في كلامه جميع ما تفضلت بذكره من الشمولية التي وجدت في الفكر الإسلامي ، ثم لأضاف الناس له ما لم يقله ، كظاهرة وضع الحديث التي استشرت في بداية العهد الإسلامي ، و لو راجعت الأحاديث الموضوعة لوجدت أن الكثير منها هو حِكَم جيدة ، لكن نبي الإسلام لم يقلها ، فالأمر لم يكن فقط بهدف دعم كيانات سياسية كما يتصور بعض الناس عن دوافع الوضع .
...........................
الحقيقة ان الكلام في هذا المحور قد يطول بنا كثيرا الى غير جدوى في اعتقادي .
لكن هناك نقطة اشرت اليها قد تكون مفتاحا جيدا ومدخلا لمحور آخر :
هناك اية كريمة ستوفر علي الكثير مما اريد ان اقوله لك زميلي الختيار , وهي قو الله تعالى :
ولو تقوّل علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من احد عنه حاجزين .
حضرتك لو رجعت لتفسير هذه الاية من تفسير ابن كثير الذي تحبه - وقد أحسنت الاختيار لانك ختيار في البحث والمعرفة - فستجد أن تفسير هذه الاية كما يلي :
ان هذا النبي لو كذب علينا في الوحي او زاد فيه لقضينا عليه ولم نسمح بانتشار الباطل والضلال باسم الوحي منسوبا الينا .
الى هنا كلام جميل ؟ طيب .
أرسطو لم يقل أنه نبي كما تقول , لكن محمد صلى الله عيه وسلم قال , فهل يتركه الله يضل العالم باسم الله ؟ طبعا لا .
( طبعا الحديث الان بافتراض ايمانك بوجود الله ابتداءا ) .
لماذا لا ؟
لدليلين : احدهما نقلي والاخر عقلي .
لان هذه القاعدة المذكورة وردت بجميع الكتب الالهية ( وفي التوراة في سفر التثنية : اذا قام في وسطك نبي او حالم وقال لك تعال لنعبد الهة لم تعرفها ..................فذلك النبي يقتل ........... وليس رقم الاصحاح والعدد معي الان لاني خارج البيت . ولكن يمكن ان اضعه غدا او ان تقوم انت بالبحث عن اي كلمة منه من سفر التثنية ) وليس في القرآن فقط ................هذا دليل نقلي .
والاخر : ان الله قد أخبر عن نفسه انه ( حكيم ) و ( رحيم ) وليس من حكمته التي هي وضع الشيء في موضعه : ان يرسل الرسل باسمه لدلالة الخلق عليه ثم يسمح لمثل هذا الاضلال عن طريق الكذبة والدجاجلة باسمه هو عزوجل .
وفي تاريخ الاسلام اسماء كثيرة لرسل كذبة قد فضحهم اله وأخزاهم وقتهم شر قتلة جزاءا وفاقا . من أشهرهم في القديم مسيلمة الكذاب الذي قتله وحشي تكفيرا عن قتله حمزة أسد الله , ومنهم الاسود العنسي وغيره ممن تطول القائمة بهم .
واليوم في الحديث منهم طبعا ميرزا غلام القادياني الذي استشرت ديانته حتى فتن البعض بسبب هذا الانتشار : ثم اصبحت كما وعد الله الان , فاين هي واين صاحبها .
المهم : هذا وعد الله لنبيه . وهناك ايات كثيرة تدل على هذا المعنى ويجمع بينها عبارة ( وكفى بالله شهيدا ) اي على رسالتك بتأييدك ونصرتك .
نابليون نفسه كان يقول : هذا الرجل فتح العالم في اقل من ربع قرن ............
انها النبوة وليست القوة ولا الفتوة , فبجميع مقاييس الباحثين مان ماحدث هذا لم يتكرر في التاريخ من قبل او من بعد .
الان أرسطو خارج اللعبة , لانه رجل فيلسوف لم ينسب علمه الى الله ولا الى منهج من عنده .
وبالمناسبة : توما الاكويني كان لايقول عن ارسطو الا ( قال الفيلسوف ....قال الفيلسوف ) وكأنه ليس هناك فيلسوف الا هو . في المقابل كان ابن تيمية وابن القيم تلميذه يصفانه بالبلادة والجهل بالنسبة لعلوم الوحي والالهيات ( ولا يتعدون الالهيات لئلا تصفهم بالتطرف وبخس الناس حقوقهم ) .
**************************
ثالثاً : نحن لا نعرف الكثير عن علوم العصر النبوي ، أقصد الثقافة السياسية و الميثولوجية و الأخلاقية و غيره ، يوجد كتب تكلمت بشكل مفصل عن هذه الأمور (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام للدكتور جواد علي) تجد فيه الكثير الكثير مما تم شطبه بكلمة مجحفة "الجاهلية" ، فأولئك القوم كان لهم أولاً تصورات دينية أكبر بكثير من عمل صنم و أكله ، و الأصنام بحد ذاتها لم تكن آلهة ، بل كانت من أجل التقرب ، و تقديسها من أجل التوفيق و الحماية ، و هذا كله يدخل في باب الطواطم الدينية ، و الرموز و غير ذلك ، فمثلما يعلق المسلم في رقبته أو يضع في جيبه آيات من القرآن بهدف البركة ، و هو يعلم أن هذه الورقات بحد ذاتها لا تمنع ضرر لأنها لا تقوى على دفع الأذى عن نفسها ، فلو قام شخص بحرق المصحف لاحترق (كما نشاهد في أي انفجار أو كارثة طبيعية تطول مسجد مثلاً) ، فنظرة المسلم لهذا المصحف تشبه - في تصوري - نظرة الوثني إلى أوثانه و اهتمامه بها ، و تقديس و تقبيل الحجر الأسود لا يقلّ عن تقديس و تقبيل أي حجر أحمر أو أخضر عند أي حضارة .
...........................................
كلامك عن منزلة الوثني للوثن صحيح , انا قرأت هذا الكلام في كتاب ( الدين ) للدكتور الالمعي محمد عبد الله دراز رحمه الله . وقال ابن تيمية نفس الكلام قديما .
لكن أود فقط أن أعقب على كلامك بأن تعظيم المسلمين للحجر الاسود او للمصحف يختلف عن تعظيم الوثني لوثنه لعدة أسباب جوهرية جدا منها :
1- أن المسلم لايركع ولا يسجد للحجر الاسود ولا للمصحف .
2- ان هذان لا يعتبرهما الهان وسيطان عند الله الاله الاكبر .
وانما كان عمر بن الخطاب يقول : والله اني لاعلم انك حجر لاتضر ولا تنفع , ولولا اني رايت رسول الله يقبلك ماقبلتك . يقول هذا وكان يعبد صنمه في الجاهلية ويأكله حينما يجوع .
المقصود : هذا تعقيب بسيط فقط لتوضيح هذه النقطة للسادة الزملاء .
***************************
فتلك الحضارة لم نملك الكثير عن ثقافتها لنعرف ما الذي أضافه أو عدّله أو محاه الإسلام ، و قد يجد الباحث الكثير من الجذور الإسلامية سواء الأخلاقية أو الشعائرية أو العقدية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية لدى المجتم الذي سُمّي بالجاهلي ، نجدها أحياناً بشكل صريح كأن نقرأ أن أحد الجاهليين رفض شرب الخمر أو أكل الخنزير أو وأد البنات مثلاً ، أو مكارم الأخلاق الموجودة عندهم كالشجاعة و الصدق و الأمان و غير ذلك ، أو طقوس الحج و التي كان يفعل أغلبها أهل قريش قبل الإسلام ، أو ما كان يُنقَل في وعيم أو لا وعيهم الجمعي عن الحضارات السابقة كثمود و عاد و غيرهم ممن ذكروا في أشعارهم ، و غير ذلك ، و قد تجد هذه الأفكار غائمة ضبابية بسبب نقص المصادر أو ضياعها . فالتاريخ يكتبه في النهاية المنتصر .
.................................
استاذي : الاسلام جاء بتقرير محاسن الجاهلية , وهذا من أعظم مآثره التي يسيء فهمها كثير من الاخوة المسلمين اليوم بل الدعاة منهم .
و ماذكرته صحيح بخصوص تقرير الاسلام لبعض عادات الجاهلية : والجميل في الموضوع ان كل ماقرره الاسلام لن تجد منه شيئا قبيحا او مستنكرا .
ورسول الله نفسه قال انه لو دعاه المشركون بعد بعثته لحلف الفضول الذي عقدوه في الجاهلية لأجاب !
اذن نحن امام دين حضاري يقبل الاخر ويحتويه بمحاسنه وليس كما يظن البعض من ان الاسلام يرفض الحديث جملة : لا ولكنه ينتقي الحسن قديما او حديث مادامت له جذور من ملة ابينا ابراهيم .
التاريخ يكتبه المنتصر نعم , ولكن ليس لدرجة الا يكتب مشركوا العرب شيئا على الاطلاق وهو الواقع ! سواء كانوا منتصرين او منهزمين .
القاعدة : ان العرب لم يكونوا شيئا يذكر قبل الاسلام فصاروا سادة العالم وصناع الحضارة بيعد الاسلام , ولم يفقدوا مكانتهم الا بتخليهم عن روح هذا الاسلام .
ان كنا لانعلم فكر العرب تفصيلا قبل الاسلام ولكننا نعلم الاطار العام للفكر الجاهلي والاطار العام للفكر الاسلامي ............هذا ميثولوجي بحت , وذاك يجمع بين الدنيا والاخرة ( آية الدين أطول ىية في القرآن التي تتحدث عن التجارة والسوق والشيكات وتدوين الديون : تختم بقول الله تعالى :
واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهو لايظلمون ) وهذا الجمع لاتجده في الفكر الجاهلي بعامة سواء كان وثنيا ام لاهوتيا متعدد الالهة .
تقول ما الذي اضافه الاسلام : استعض عن فكر مشركي العرب المجهول بفكر اوروبا في القرن السادس المسيحي ثم قارن حال اوروبا بعد دخول الاسلام الاندلس ( كتاب ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين سيفيدك كثيرا في هذا المبحث بغزارة وبدقة ) .
*******************************
رابعاً : من الصعوبة أن نعزل الفكر المحمدي عن ذاك المجتمع و ننظر إله كأنه فكر خرج من العدم ، فتيار الأحناف و الكلام على وقت خروج رسول و غيره من الأمور من أكبر الشواهد على أن الفكر المحمدي جاء كإفراز منطقي لتلك المرحلة ، و أن المسألة ليست كما يعتقد الكثيرون أن المجتمع كان يعيش جاهلية مدقعة . بل له علومه و ثقافته و أشياء أخرى يطول الحديث عنها تجدونها في الكتاب المذكور سابقاً .
........................
موضوع تيار الاحناف هذا وفصله عن تيار الاسلام يحتاج وقفة عند قوله تعالى : ان الدين عند الله الاسلام .
هل كانت ملة ابراهيم عليه السلام وابنه اسماعيل هي التوحيد الذي جاء به النبي صلى اله عليه وسلم ام لا ؟
هذه نقطة مفصلية في هذا الموضوع حتى نستطيع فهمه بعمق .
******************************
المثال الثاني الذي أريد الكلام عنه هو ماركس ، مؤسس الفكر الماركسي (المادية التاريخية) .
فلو أخذنا الكتب و المجالات التي فتحها أو أدى الفكر الماركسي إلى فتحها خلال مائة و خمسين سنة ، و قارنّا هذا الحجم الثقافي الضخم بنسبة و تناسب ، كأن نضربه في 14 مثلاً لنرى حجم الثقافة التي سيفرزها الفكر الماركسي خلال 14 قرن كما حدث مع الإسلام ، لخرجنا بمكتبة ضخمة جداً جداً .
لكن الفكر الماركسي لم يصمد لأسباب لا داع للخوض فيها هنا .
طبعاً أعتقد أنه لا حاجة بنا لأن نوضح أن استمرار الفكر أو انقراضه ليس له علاقة بالمثال الذي ضربته ، فاستمرار الفكر لا يدل بالضرورة على صحته ، و أكبر مثال الأديان المنتشرة الآن التي تتناقض مع نفسها تناقضات شديدة و التي لا يقل عمر أي دين فيها عن الألف سنة و أكثر .
هذا باختصار ما أردت قوله ، و الحقيقة أن الكلام يحتاج إلى تفصيلات كثيرة جداً ، لأن الزميل الداعية كتب ردّه و شمل جوانب عديدة جداً كل جانب منها يحتاج إلى الكثير الكثير من الكلام لاستيفائه حقه من الدراسة .
.............................
نفس الكلام الذي قلته في ارسطو ينطبق على ماركس بشك اشد لانه انكر وجود الله في حين لم يفعله ارسطو الذي اكتفى بقوله انه خلق العالم وتركه يسرح ويمرح ( كما يقول المثل العامي عندنا في مصر : هوّ انا يابني خلّفتك ونسيتك ؟!! )
تحية طيبة لك فالكلام معك ممتع حقا .
|
|
11-25-2005, 06:17 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}