اقتباس:يوجد مفهومان
الأول : الذكر الذى يترك نساءه على حريتهم الجنسيه فتنام تلك مع ذاك و ينام هذا مع تلك
ما سبق إسمه و بلا تجميل العرص
الثانى : الأنثى التى تمارس الجنس مع غير زوجها
ما سبق اسمها و بلا تجميل شرموطه
العرص والشرموطة يرتبطان ببيع الجنس لقاء مبلغ من المال. إنه ما نطلق عليه اسم "الدعارة"، وهو ليس ما نتحدث عنه هنا.
نحن لا نتحدث عن "الخيانة الزوجية" ومبالغ من المال لقاء "خدمة جنسية"، ولكننا نتحدث عن شاب وفتاة تلاقت روحيهما وتمازجت مشاعرهما وقررا أن "يتواصلا جسدياً" ... فما هو "المانع"؟
شاب وفتاة وجد كل منهما في نفسه جوع الى احتضان الآخر وضمه وشمه وتقبيله والتواصل الجنسي معه. هذا التواصل هو "تجسيد" للمحبة واللهفة والشوق والتوق، وهو "حاجة" تعتمل في نفس وجسد كل منا؛ أنثى أم ذكر، فلم لا نلبيها؟
عندما ينقصنا ماء وطعام فإن الدوار والأمراض والنحول والهزال سوف تلم بنا، وعندما ينقصنا الجنس، الذي هو حاجة أساسية طبيعية، فإن آثار الكبت والحصر وخيمة على الصعيد النفسي. ولعل "علم النفس" أوضح الكثير من هذا في الأزمنة الحديثة.
لنعد الى صلب موضوعنا الآن
عندما نريد الارتباط بشخص ما، فإننا نحرص على معرفته وفحص مقدار الالتقاء والانسجام معه من خلال المحادثة والتعارف كي نستطيع أخذ قرار مصيري مثل "الزواج" في حياتنا.
عندما يوافقنا الطرف الآخر وينسجم معنا وننسجم معه، ولكننا لا "نمارس الحب" معه ولا نعرفه جسدياً، فإن هناك جانباً خطيراً من العلاقة ما زال بمثابة "غابة بكر"، قد يكون فيها طيور وجداول وقد تحفل بالحيات والأفاعي والمخاطر. وكم دمر عدم التوافق الجنسي من بيوت عامرة وكم خرب من حياة قوم هانئة.
مع هذه النظرة إلى صلب الأمور، تغدو العلاقة الجنسية قبل الزواج ضرورية للتعارف وأداة مهمة للانسجام في المستقبل. بدونها سوف نصبح، بعد الزواج، كمن طفق يبحث عن حبل بعد أن أصبح في قاع بئر عميقة. والحبل عادة لن يكون إلا الطلاق، مع جميع ما قد يولده هذا من مشاكل وأمور متعبة.
ما الذي يمنعنا من هذه العلاقة؟
1) "الموروث الابراهيمي الديني" (اليهودية والاسلام والمسيحية لا يختلفون في هذا) والتراث الأخلاقي للشرق القديم الذي قام على نبذ الجسد وعده دنساً وشراً.
2) تصورنا الذكوري العقيم لماهية العلاقة بين الرجل والمرأة، فالرجل في عرفنا "يقضي وطره" و"يتمتع" بالمرأة. فنحن ننسى أن المرأة أيضاً "تقضي وطرها" و"تتمتع" مثل الرجل وأحياناً أكثر منه. بل أننا تمادينا في تصورنا السلبي لعلاقة "الأخذ والعطاء" هذه، وصورناها على أنها "دعس" لكرامة المرأة وشرفها. هكذا أطلقنا على الجماع كلمة "الوطء"، وقارن - أعزك الله - بين "وطأ فلانة" و"داسها" في المخيلة العامة ولن تجد فرقاً كبيراً.
هل علينا أن نبقى اليوم "أسرى" لهذه التصورات العتيقة البالية ؟
لا أعتقد، بل علينا نفض الغبار عن هذا التراث القديم الذي جعل منا شعباً مكبوتاً مليئاً بالعقد النفسية، مبتدئين بالعلاقة بين الجنسين وإحلالها في محلها ومكانها المنطقي والطبيعي.
واسلموا لي
العلماني