اقتباس: الختيار كتب/كتبت
لفتت انتباهي مداخلة الزميل داعية السلام حيث كتب :
اقتباس:الالحاد ايدلوجية مبنية على فكرة المادية , واحتقار كل ماهو غيبي : هذه الايدلوجية لا تنفك عن احتقار من يؤمن بالغيب . ولا يوجد نظرية خلقية يتيمة في الالحاد .
أعتقد يا زميلي أنك الفكر بالعواطف ، فالفكر المادي شيء ، و الحب أو الكره ، الإعجاب أو الازدراء هو شيء آخر .
فلا الحب مصدره الدين و لا الكره مصدره الإلحاد ، و لا العكس ، هذه العواطف مسائل نسبية بين الناس لا شأن لها بحوار الأفكار .
من قال أن الإلحاد (يحتقر) كل ما هو غيبي ؟؟
بإمكانك أن تقول أن الإلحاد لا يعترف بما هو غيبي ، دون أن نعطي الجملة بعداً عاطفيا سواء أكانت حباً أو كرهاً .
أما بالنسبة للتطبيق ، فقد تجد في الملحدين من هم أسوأ الناس ، و قد تجد فيهم من هم أفضل الناس ، كذلك في الإسلام ، ستجد فيه الجيدين و تجد فيه السيئين .
فطبيب ملحد مثلاً يخترع لي مادة تساعدني على إجراء العمليات دون ألم ، و لا يؤذي الناس و سلوكه محمود في مجتمعه ، هو شيء واقعي و ليس خيالا علميا أبداً .
اقتباس:الاسلام يقبل الاخر الذي يختلف معه بدليل انه ليس فيه تصفية وتطهير عرقي كما نرى في الثورة البلشفية الملحدة وكما رأينا في حروب البلقان عندما كان الملاحدة يلقون بالمسلمين في مصانع البلوبيف ليخرجوا من نهاية الفتحة الاخرى لحما مفروما يطعمون به الكلاب .
يبدو أنك يا عزيزي لا تقرأ التاريخ الإسلامي ، العهد النبوي تحديداً ، فهل قرأت عن مذبحة بني قريظة ؟؟
قل لي ما هو الذنب الذي اقترفه هؤلاء الناس فلم يستطع أن يغفره لهم نبي الرحمة حين حاصرهم ؟؟!!!
بل ما هو هذا الذنب الذي أعدم من خلاله كل من أنبت (بلغ) من ذكور بني النضير ؟؟؟؟؟
هل تريد أن أكلمك عن الاغتيالات النبوية ؟؟؟
اغتيال كعب الأشراف و سلام بن أبي الحقيق و ابن سنينة ؟؟
تتكلم عن البلاشفة و كأنهم المادية و الفكر المادي ، و هم لا يتجاوزن كونهم عصابات بوليسية شرسة سعت إلى الحكم و الضحك على ذقون الناس بشعارات إنسانية لا تختلف كثيراً عن الأنظمة الثورية العربية السائدة أو البائدة .
هل تريد أن أحدثك عن بني أمية و كيف اغتالوا الحسن بن علي ؟؟؟ و ماذا فعلوا في مكة و الكعبة و كيف ضربها الحجاج بالمنجنيق حين أراد ابن الزبير ؟؟
أخالك تعرف هذه القص يا عزيزي
هذه أمور السياسة يا عزيزي ، و لا يكاد يخلو منها تاريخ أمة ، فالاغتيالات و حسابات المصالح هي التي تحرك القادة و ليس الشعارات التي يعلنوها للناس ، أنظر مثلاً إلى محنة البرامكة في عهد الرشيد ، و هم وزراؤه و بطانته و كيف محاهم عن وجه الأرض ، و ماذا عن أبي مسلم الخراساني الذي قامت على أكتافه الدولة العباسية ، و كيف قتله المنصور شر قتلة .
الاغتيالات و الدول البوليسية موجودة في كل زمان ، و لا يحكمها شرع و لا فكر ، إنها المصالح التي تحكم ، و الأمثلة على هذا كثيرة جداً ، و لا ننسى التنكيل بالمفكرين المخالفين لثقافة الحاكم ، جلد مالك بن أنس صاحب المذهب و أبي حنيفة و أحمد بن حنبل ، قتل المقفع بتقطيع أوصاله و طهوها في قدر امام عينيه في عهد المنصور .
يا عزيزي باختصار التاريخ يعج بالمتجبرين الظالمين الذين أداروا دفة الحكم و تجبروا بمصير آلاف و ملايين البشر ، فلماذا لم يعلّم الإسلامُ هؤلاء العدل و الحكمة ؟؟؟
لأن السلطان له دينه الذي يؤمن به ، و الذي عماده مصلحة حكمه و استمراريته ، لا فضائل الأخلاق و مكارمها .
ملاحظة : المعلومات التي ذكرتها فوق معروفة في كتب التاريخ ، و كتبتها من الذاكرة ، و هي تكاد تكون مروية في أغلب كتب التاريخ التي تحدثت بالتفصيل عن تلك الأيام ، و تجدون فيها ما هو أفظع ، من حرق أناس و سلخ جلودهم أحياء و غير ذلك .
تحياتي
ياختيار أنا لم أذكر اي بعد عاطفي هنا ...........عشان كلمة ( يحتقر ) يعني ؟
طيب ياعمي ...........خليها ( ينكر ) ......ماعلينا .
اولا الرسول صلى الله عليه وسلم حاكم دولة وكان قد عقد معاهدة مع يهود بني قريظة وانت تعلم انهم نقضوا العهد معه وتحالفوا مع قريش وقبائل العرب , وكانت محنة شديدة كادت تودي بدولة الاسلام من على الارض .
هل تؤمن بقانون العقوبات ام لا زميلي الختيار .
ثم هي لم تكن ( مذبحة ) ...............( دعك من العواطف ) .
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول بصدد تذكية الأضاحي والانعام: اذا قتلتم فأحسنوا القتلة .
فمابالك بالانسان .
موضوع الاغتيالات ليس فيه اشكال مثل بنوقريظة تماما , لان كل هذا كان في حالة حرب ودفاع عن النفس ازاء جرم قد وقع بالفعل .
وأما الابادة الجماعية بلا جرم الا المخالفة في المعتقد فهذا غير موجود في الاسلام ولكن موجود في المذاهب الاخرى . ( وهذه نقطة هامة وغائبة تماما ) .
وعلى العموم سوف اسلّم لك بفكرة عدم الربط بين الامور السياسية والانقلابات الثورية وبين العقيدة والفكر . ( مع انك تعلم أنه لابد لكل سلوك فردي او كيان جماعي من اعتقاد وفكر ينطلق من خلاله وليس من فراغ او من الفضاء ) .
اقول لك ختيار : الاسلام حث على تجنب الظلم .
يقول الله تعالى في الحديث القدسي :
قال الله تعالى يا عبادي
إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .
والشاهد هو المظلل باللون الاحمر .
وقال سبحانه :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ
وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
والشنآن هو البغض والعداوة .
والقسط هو العدل كماتعلم .
وقال :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ
وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ
ومثل هذا التوجيه مذكور بصورة مستفيضة في القرآن - والكتب المصنفة في الاخلاق في الاسلام كثيرة .
ولكن اين هذا في الالحاد ! هل يكفي الاعتماد على نضج كل انسان او عدم نضجه ؟ اليس لابد من التهذيب والترقي ؟ فالانسان ليس مخلوقا مطلق العلم ولا القدرة وانما لابد من تعاهد نفسه بالترقي في كل شيء وعلى رأس القائمة : الاخلاق .
انت نفسك جاهدت نفسك كثيرا حتى وصلت الى هذه الدرجة من التهذيب واللياقة التي أغبطك عليها .
ولو وضعت انت منهجا تربويا لم تراعي فيه جانب التربية والترقي والتطور الذاتي لكان هذا المنهج خال من اهم شيء يحتاجه الانسان المسكين !
هذه هي وجهة نظري باختصار .
الدين او المنهج الفكري الشامل للحياة لابد له من عامل التوجيه للانسان والا لم يكن منهجا من الاساس .
انت ماتعليقك ؟
شكرا لك .