في البداية أشكر كل من ساهم بإثراء هذه الخواطر بمداخلة .
مجلة آيات مرة أخرى و إعجاز جديد
تحياتي للجميع
في الحلقة السابقة تكلمنا عن ادعاء زغلول النجار بأن نظرية الانفجار الكبير big bang theory موجودة في القرآن الكريم من قبل 1400 سنة و حاولنا تفنيد هذا الادعاء ، و في هذه الحلقة سنتكلم عن العواصف الشمسية في القرآن .
في البداية حتى نفهم المقصود بالعواصف الشمسية ، سأقتبس لكم موضوعاً كنت قد نشرته في ساحة العلوم ، و الذي أثار اهتمامي لدراسة الموضوع هو المقالة المنشورة في العدد الثاني من مجلة آيات ص 12 لكاتب يسمي نفسه الدر المنثور بعنوان " عاصفة التوهج الشمسي " و التي يرى فيها الكاتب أن آية " يُرسَل عليكما شُواظٌ من نارٍ و نحاسٌ فلا تنتصران" الرحمن 35 تتكلم عن العواصف الشمسية ، و حتى تكون الأمور واضحة للقارئ سنسير حسب المخطط التالي :
1-توضيح المعنى العلمي لظاهرة العواصف الشمسية .
2-اقتباس المقال المنشور في مجلة آيات ع2 ص 12
3-تحرّي معنى الآية لغوياً من المعجم .
4-تحرّي معنى الآية من كتب التفسير المختلفة . (من القديم إلى الحديث) .
5-تقييم البحث من الناحية المنهجية .
6-الخلاصة .
العواصف الشمسية :
الفكرة باختصار هي أنه بين فترة و أخرى تتراوح بين بضعة سنين إلى عدة عقود تحدث انفجارات هائلة على سطح الشمس ، تؤدي إلى انطلاق ما يسمى بالوهج الشمسي الذي له عدة تأثيرات على كواكب المجموعة الشمسية ، و بالنسبة للأرض فتأثيره لا يتجاوز ارتفاع ملحوظ على درجات الحرارة و تعطّل بعض الشبكات الكهربائية و اللاسلكية في بعض الدول نتيجة للتأثيرات الكهرومغناطيسية المصاحبة للعاصفة الشمسية ، أما خارج الغلاف الجوي فتأثيره قاتل على رواد الفضاء و المركبات الفضائية .
و قد تركت في الهامش النص الكامل للموضوع الذي كنت قد كتبته في الساحة العلمية مع الصور لمن شاء الاستزادة .
هامش 1 .
الإعجاز العلمي حسب مجلة آيات ع2 ص 12 :
في بداية المقال قام الكاتب بتقديم شرحاً مفصلاً لظاهرة العواصف الشمسية ، رأيت أن أتجنب طباعتها لأنني قمت بتلخيصها في الفقرة السابقة ، و لمن شاء لاستزادة يمكنه مراجعة صور المقال كاملة في
الهامش 2 .
يقول الكاتب في مقالته تحت عنوان فرعي يسميه "العلاقة بالقرآن" :
اقتباس:" يُرسَل عليكما شُواظٌ من نارٍ و نحاسٌ فلا تنتصران 35 فبأي آلاء ربكما تكذبان 36 " الرحمن .
يقول الأصفهاني رحمه الله في كتابه القيّم ( المفردات في القرآن الكريم ) عن معنى كلمة شواظ بأنه " اللهب الذي لا دخان فيه " ، و هذا قمة الكلام العلمي لوصف عواصف التوهج الشمسي ، فالدخان ينتج عن عمليات الاحتراق غير الكاملة ، و نحن أمام كتلة من اللهب مكونة من جسيمات مشحونة كهربائياً (غاز متأين) فلا مجال للدخان فيه . فالكلمة و المعنى في صميم الوصف .
قد يثقل على الإنسان القديم فهم و إدراك معنى النيران التي يمكن أن يرسلها الله سبحانه و تعالى على من توعده بها، و كيف ستكون ، و لكن بإيمانه العظيم بالله كان يستقبل الآيات بكل ثقة مركزاً على المقصد لا على الكيفية ، فلم يجادل أبداً ، لكن إنسان العصر الحديث المفتون بعلمه يسأل عن الكيفية ليدخلها إلى عقله قبل إدخالها إلى قلبه . فجاءت هذه الإشارات الكونية إلى مثل هؤلاء في تحد صارخ . لقد كانت مثل هذه الإشارات (عواصف التوهج الشمسي) تحدث في الماضي كما تحدث في الحاضر ، لكن الإمكانيات العلمية و المادية للإنسان لم تكن قد بلغت من العلم الدرجة التي تمكنه من رصدها و مشاهدتها .
و لنستمع إلى ما يقوله العلماء عنها :
يقول علماء الفضاء إن هذه العواصف الشمسية لا تمثل خطراً مباشراً على البشر ... و يقول الدكتور حميد النعيمي " إن العواصف المغناطيسية الحالية للشمس بالرغم من طاقتها العالية فإنها لا تؤثر على الكائنات الحية و لا على الطيران الجوي لأن خطوط الكرة المغناطيسية الأرضية تحرف الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس عن الأرض . و سوف تؤثر على مدارات الأقمار الصناعية و المركبات الفضائية و على أجهزة الطاقة الكهربائية و الاتصالات و قد تؤثر في المناخ و الطقس " . فما معنى هذا الكلام ؟ لا تؤثر على البشــــر .. و إنما تؤثر على الأجهزة و الأدوات !.
إن الرد واضح جداً في كلام الله ..
فلا تنتصران ...
إنه تعطيل لأدواتكم و أجهزتكم، ليس القصد منه القتل أو الإيذاء ، بل تعطيلها لكم بأتفه الأسباب ... فلا تنتصران ...، لأن التحدي هنا علمي ، و ليس حرباً فقد جاء هذا الرد مباشرة بعد الآيات الكريمة " يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33 فبأي آلاء ربكما تكذبان 34 يُرسَل عليكما شُواظٌ من نارٍ و نحاسٌ فلا تنتصران 35 فبأي آلاء ربكما تكذبان 36 " الرحمن .، فلن تستطيعوا إذن التغلب على عواصف التوهج الشمسي ( الشواظ) و لا على التصاق النحاس ، و سيبقى علمكم دون ذلك ، و لقد وصلكم عينة من ذلك (الشـــواظ) .. و سيصلكم .. فبأي آلاء ربكما تكذبان .
يقول العالم بريكي يجب ألا يقلق الناس على الأرض ، من هذه العواصف ، كل ما عليك أن تعرفه هو أن بعضاً من المعدات الحديثة مثل أنظمة تحديد المواقع الأرضية و أجهزة الاستدعاء و الهواتف المحمولة ستتعطل ...
و نحاس
لقد أخرنا الحديث عن النحاس لحين فهم معنى فلا تنتصران ، و يكفي في هذا المقام أن نقول أن الزائر لمتحف وكالة ناسا الفضائية يمكن له أن يشاهد بأم عينه طبقة رقيقة ذات لون نحاسي تغطي جسم المركبات الفضائية العائدة من الفضاء و الموضوعة في المتحف هناك ، و إذا ما سألت المشرف عن طبيعة هذه الطبقة ، فسيجيبك بكل صراحة : " إنها طبقة من النحاس تتراكم على السفن الفضائية أثناء سيرها في الفضاء " و هذه الطبقة قابلة للزيادة إذا ما استمرت المركبة الفضائية سائرة في الفضاء ، و إذا سألته من أين يأتي هذا النحاس ؟ يقول لك : " إنه منتشر في الفضاء بكميات قليلة ، لكنه يلتصق بجسم المركبة نتيجة الحرارة الشديدة التي تتكون على جسم المركبة الخارجي بسبب السرعة الهائلة و الاحتكاك " .
و لو بقيت هذه المركبة سائرة في الفضاء لازداد تراكم هذا النحاس على سطحها الخارجي ، و الذي سوف يؤدي في النهاية إلى الإخلال في هندسة جسمها و هيكلها و من ثم التأثير على أجهزتها و أدائها مما يؤدي إلى تعطيلها أو انفجارها في الفضاء .. فلا تنتصران * فبأي آلاء ربكما تكذبان .
الخاتمة
إن شدة هذه العواصف من التوهج و عددها و زمانها يحددها الله تعالى ، الذي عنده كل شيءٍ بمقدار ، فلو زاد مقدارها قليلاً لتأثر المناخ على سطح الأرض ، و أدى إلى تلف أو توقف كل ما يتأثر بارتفاع درجات الحرارة من مواد ، و محطات ، و أنظمة رادار و غيرها .. و لشمل أيضاً الحياة ، و النبات متلفاً نظامها الغذائي الذي يتم في درجات حرارة معينة ، إذا ما تجاوزها فقدت النبتة سوائلها و أدى إلى فقدانها للحياة . فسبحان الله الذي خلق كل شيءٍ بقدر ، و كان بالإنسان رحيما .
" انتهى الاقتباس ، راجع المقال مصوراً في
الهامش 2 .
يمكن
تلخيص الفكرة الإعجازية بالآتي :
أن القرآن يتكلم في الآية 35 من سورة الرحمن عن إرسال شواظ من نار و نحاس ، و هذا هو بالضبط ما يحدث على سطح الشمس و أن الشواظ لا يمكن أن يكون غير العواصف الشمسية التي هي – لغةً - لهب بدون دخان و هذا ما يطابق الحقيقة العلمية و بذلك يكون الكاتب قد كشف لنا عن كود سرّي كان غارقاً في قعر الآية مسجلاً بذلك انتصاراً إعجازياً للقرآن .
سنحاول فيما يلي أن نوضّح أن ما ذهب إليه الكاتب ما هو إلا تدليس و احتيال على اللغة و المنطق و العقل ، هو ذاك التدليس الذي اعتدناه من هؤلاء الإعجازيين ، و الذين يلتقطون أرزاقهم في غفلةٍ من القارئ الذي يوليهم جلّ ثقته .
و لفهم الآية ، يجب أولاً أن نقرأها ضمن سياقها ، و نعالجها لغوياً ، ثم نربطها بكلام المفسرين ، و نقارن بين النتيجة التي نصل إليها و بين ما وصل إليه صاحب المقال الذي يلقب نفسه " بالدر المنثور" .
بالعودة إلى الخلف بضعة آيات نقرأ في سورة الرحمن :
" كل من عليها فان 26 و يبقى وجه ربط ذو الجلال و الإكرام 27 فبأي آلاء ربكما تكذبان 28 يسأله من في السماوات و الأرض كلّ يومٍ هو في شأن 29 فبأي آلاء ربكما تكذبان 30 سنفرغ لكم أيها الثقلان 31 فبأي آلاء ربكما تكذبان 32 يا معشر الجن و الإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات و الأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان 33 فبأي آلاء ربكما تكذبان 34 يُرسَل عليكما شُواظٌ من نارٍ و نحاسٌ فلا تنتصران 35 فبأي آلاء ربكما تكذبان 36 فإذا انشقت السماء فكانت وردةً كالدهان 37 فبأي آلاء ربكما تكذبان38 "
قبل أن نخوض في تفسير هذه الآيات ، يجب أن نفهم معنى الكلمتين التاليتين ( نفوذ ، أقطار)
فما معنى النفوذ و ما معنى الأقطار ؟
يقول ابن منظور في مادة " نفذ" :
" النفوذ و النفاذ الجواز, وفي المحكم : جوازُ الشيء والخلوصُ منه ، و الأقطار تعني الجوانب أو الأطراف أو النواحي ، و السلطان هو الحجة أو البينة أو البرهان أو الوالي " لمزيد من التفاصيل أنظر هامش 3 .
و يقول في مادة " قطر "
" و القُطْر بالضم : الناحية والجانب " .
إذاً فالآية تتحدث عن النفوذ من أقطار السماوات و الأرض ،
الذي يعني الخلوص و التجاوز ، فالنفوذ لا يعني الاختراق فقط ، بل يعني التجاوز خصوصاً إذا اقترن بحرف الجر (من) ، فنفذ منه تعني تجاوزه .
الآن سنأتي إلى تفسير الآيات ، و سأعتمد – اختصاراً – تفسير الجلالين ، و من شاء الاستزادة سأترك له في نهاية المقال عدة اقتباسات من كتب التفسير بشرحها الكامل للآيات . أنظر هامش 4 .
يقول السيوطي في تفسير الجلالين :
http://www.wael.de/ar/islam/quran/tafsir.p...&sura=55&aya=31
"سَنَفْرُغُ لَكُمْ" سَنَقْصِدُ لِحِسَابِكُمْ "أَيّهَا الثَّقَلَانِ" الْإِنْس وَالْجِنّ
"يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا" تَخْرُجُوا "مِنْ أَقْطَار" نَوَاحِي "السَّمَاوَات وَالْأَرْض فَانْفُذُوا" أَمْر تَعْجِيز "لَا تَنْفُذُونَ إلَّا بِسُلْطَانٍ" بِقُوَّةٍ وَلَا قُوَّة لَكُمْ عَلَى ذَلِكَ
"يُرْسَل عَلَيْكُمَا شُوَاظ مِنْ نَار" هُوَ لَهَبهَا الْخَالِص مِنْ الدُّخَان أَوْ مَعَهُ "وَنُحَاس" أَيْ دُخَان لَا لَهَب فِيهِ "فَلَا تَنْتَصِرَانِ" تَمْتَنِعَانِ مِنْ ذَلِكَ بَلْ يَسُوقكُمْ إلَى الْمَحْشَر " انتهى الاقتباس
إن الآيات تتحدث عن شيء واحد و واضح ، و هو عجز الإنسان و عجز الجن عن الهرب من المصير الحتمي الذي ينتظرهم
يوم القيامة ، و هذا واضح من السياق حيث قال " سنفرغ لكم أيها الثقلان " و هذا الفراغ سيحدث في المستقبل الذي تدل عليه (السين) في "سنفرغ" ، و"سنفرغ" هنا بمعنى "سنعمد" كما في لسان العرب ، أو "سنقصد" كما في الجلالين و كلا المعنيين واحد ، و هذا يعني أن الله يتوعدّهم بأنه سيفرغ لهم و يحاسبهم على ما فعلوه في الدنيا و أن هذا آتٍ يقيناً لا ريب فيه فأين سيفرون منه ، و يطلب منهم على سبيل التعجيز و ربما السخرية منهم أن يفروا من أقطار (جوانب ) السماوات و الأرض ليتفادوا لقاءه و حسابه لهم ، و هو يعلم أنهم لن يستطيعوا ذلك . لأنه
" ما لهم من الله من عاصم " يوم القيامة ، كما ورد في سورة يونس 27 .
و مثل ذلك قوله أيضاً :
" و ما لهم من الله من واق " الرعد 34
" سأل سائل بعذابٍ واقع 1 للكافرين ليس له دافع 2 " المعارج
و قال بعض المفسرين أن المقصود من الآية فرارهم ( الجن و الإنس ) من الموت ، و أنهم لن يفروا منه أبداً ، كقوله
" و أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة " النساء 78 و معناه إن استطعتم أن تهربوا من الموت بنفاذكم خارج أقطار السماوات و الأرض فافعلوا ، ثم يخبرهم بأنهم لن يفعلوا ، إلا إذا كان معهم سلطان ، فما هو هذا السلطان ؟ هذا ما سوف نوضحه بعد قليل .
ما يهمنا من التفسيرين (الهرب من العذاب أو الهرب من الموت) هو أن
طلب النفوذ هو طلب تعجيزي ، لأن الإنس و الجن لن يستطيعا الخروج من هذه السماوات و الأرض أبداً إلا بسلطان .
و
السلطان هو الحجة و البينة في تفسير الطبري ، و هذا يذكرني بعروج محمد إلى السماء ، حيث استطاع أن ينفذ من أقطار السماوات و الأرض ، و لكن ذلك حدث ببينة من ربه أو ملَك .
و لكن لماذا لا يستطيع أحد من الجن و الإنس أن ينفذ من جوانب السماوات و الأرض إلى أي مكان خارج سلطة الإله هرباً منه ؟؟؟
الجواب يأتي في الآية التالية 35 التي تقول :
" يُرسل عليكما شواظٌ من نارٍ و نحاسٌ فلا تنتصران " .
و اختلف المفسرون في
معنى الشواظ و معنى النحاس .
إذاً فموقف القرآن واضح ، و الآيات تسير في سياق واضح ، يقول أن الجن و الإنس يعجزان عن النفاذ أو الخلوص من أطراف أو جوانب السماوات و الأرض لأنها محروسة حراسة شديدة بشواظ و نحاس .
و القرآن يؤكد هذه الفكرة في أكثر من آية فيقول :
" وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا 8 وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا 9 " الجن .
" وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ 16 وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ 17 إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ 18 " الحجر
" إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ 6 وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ 7 لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ 8 دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ 9 إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ 10 " الصافات
" و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح و جعلناها رجوماً للشياطين " الملك 5
نأتي الآن إلى قوله "فلا تنتصران"
هذه الجملة تثبت بما لا يترك مجالاً للشك أن الطلب الإلهي للجن و الإنس بالخلوص من السماوات و الأرض هو طلب تعجيزي ، و هذا يشبه قوله
" وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ " الإسراء 88 .
و حتى نجمع خيوط الأفكار السابقة نقول :
أن القرآن يهدد الإنس و الجن بأن الله سيقصد إلى حسابهم يوم القيامة ، و أن هذا آتٍ لا ريب فيه ، و يطلب منهم – إن كان في استطاعتهم – أن يخلصوا من السماوات و الأرض هرباً من هذا المصير فليفعلوا ، لكنهم سيعجزون لأنهم لا يملكون سلطاناً من الله ؛ و ذلك لأن أطراف السماوات و الأرض – حسب تصور القرآن – محروسة بشواظ من نار و نحاس .
و بناءاً على ذلك ، هل يمكن أن نتفق مع الكاتب أن الشواظ من النار هو ما تطلقه الشمس من عواصف كهرومغناطيسية ؟؟؟؟؟
فهل تقع الشمس على حافة السماوات حتى تكون هي الحارس الذي يمنع تجاوزها و الصعود إلى الملأ الأعلى ؟؟؟؟
و كيف يرى الكاتب أن الرحلات الفضائية التي تقوم بها وكالة ناسا الأمريكية و غيرها يمكن أن تدخل ضمن مسمى ( النفوذ من جوانب السماوات ) بينما هي سباحة في داخلها بل في أجزاء صغيرة جداً لا تكاد تُذكَر من حجم السماء الأولى إن افترضنا جدلاً وجود سماوات أخرى .
و حتى ينجح الكاتب في إيهام القارئ بصحة ما يذهب إليه ، يأتي لنا
بقصة النحاس الذي يعلق على جسم المركبات الفضائية ، و أنه هو المقصود بالآية ، فمن يزور متحف وكالة ناسا يجد فيها مركبات فضائية عليها طبقة من النحاس ، و حين يسأل المشرف عن ذلك يقول أن هذا ناتج عن النحاس المنتشر في الفضاء الذي يلتصق على جسم المركبة كلما سافرت إلى الفضاء ، و أن تراكم هذه الطبقة يؤدي إلى عطل المركبة ، معتقداً بذلك أنه أقنع القاريء بعبقريته في ربط النحاس المنتشر في الفضاء (مع عناصر أخرى) و النحاس المذكور في الآية .
و أتساءل هل هذا هو الوعيد الرباني الذي توعّد الله فيه الناس إن هم اجتازوا عتبة السماء ؟؟؟
طبقة من النحاس تتراكم مع تكرار الرحلات على المركبة الفضائية !!!!
إنه لعمري أحنّ عذاب سمعت به في حياتي .
و هذا التصور باطل لعدة أسباب – إن صح ما نقله عن متحف وكالة ناسا :
أولاً :
حين استخدم المؤلف قواميس اللغة لشرح كلمة شواظ اختار اللهب الذي بدون دخان ، و لكنه لم يذكر أن العرب تسمي الدخان (نحاساً) لما في ذلك من هدم لاستنتاجاته .
ثانياً :
فحسب هذا التصور فإن تعطيل المركبة الفضائية يحدث نتيجة لتراكم طبقات النحاس الطبقة تلو الطبقة ، و أن هذا التراكم لن يؤذي المركبة ما لم تبق زمناً طويلاً في الفضاء ، مما يعني أن الله يقف مكتوف الأيدي في الرحلات التي تم فيها تجاوز عتبة السماوات و لم يستطع فعل أي شيء لأن طبقة النحاس لم تصل بعد إلى المستوى الذي يغيّر في هيكلية المركبة و يؤدي إلى انفجارها ، مما يُسقِط مفهوم التوعّد و التهديد الذي تقول به الآيات .
ثالثاً :
لماذا لم يخبرنا الكاتب كم هي المدة التي يجب أن تبقاها المركبة هائمة في الفضاء حتى تتراكم عليها هذه الطبقة القاتلة من النحاس و تؤدي إلى تغيير هيكلها و من ثم انفجارها ؟؟؟؟؟؟
رابعاً :
و ماذا عن أعمال الصيانة التي تقوم بها ناسا لمركباتها دائماً و لأجرامها الصناعية التي تدور حول الأرض و التي تمكث سنين عديدة في الفضاء ؟؟؟ هل تكون ناسا بذلك قد هزمت الله في هذا العقاب الذي ارسله عليها حين فكرت بتجاوز عتبة السماء بأعمال الصيانة التي تقوم بها ؟؟؟؟
هل هذا حقاً ما نقرأه في القرآن أم أننا نجد تهديداً و وعيداً ينذر بهزيمة محدقة بالجن و الإنس إن هم حاولوا تجاوز السماوات و الأرض في قوله
( فلا تنتصران)
العجز العلمي في هذه الآية :
هناك مسألة لم يتطرق لها الكاتب أبداً و هي ذكر القرآن كلمة
(الأرض) ، فالآية تعني أن الجن و الإنس لن يستطيعا تجاوز أطراف السماوات و لا أطراف الأرض ، و هذا طبعاً ينافي ما حصل مع الإنسان حين تغلب على جاذبية الأرض ، فلقد تجاوز الأرض و تجاوز أطرافها إلى الكون الفسيح ، الأمر الذي لم يكن ليخطر على بال محمد قبل ألف و أربعمائة عام ، و بذلك نكون برهننا ليس فقط على فشل هذا الإعجاز العلمي ، بل على وجود العجز العلمي في الآية ، و هي تصور محمد بأن الإنسان لن يستطيع أن ينفك عن هذه الأرض التي تتجه نحوها جميع الأشياء . في نظره .
منهج الكاتب :و منهج الكاتب لا يختلف كثيراً عن منهج غيره من أدعياء الإعجاز العلمي :
1-تجده ينمّق مقالته بالمصطلحات العلمية و الأجنبية ، و الكثير من الصور التي يسطو عليها من المقالات العلمية المحترمة
2- لا يعزز ما يستند إليه من حقائق بإثبات مراجعها
3-لا يعرّف بالأسماء التي ذكرها (حميد النعيمي ، العالم بريكي ، مشرف متحف ناسا) .
4- انتقائي في سرد أدلته على صحة ما يصبو إلى إثباته .
و في الختام أحب أن أدرج تعليقاً على مقالة
للزغلول يتكلم فيها عن إعجاز هذه الآيات و لكن من منظور آخر ، فهو يقرّ بعجز الإنسان عن تجاوز عتبة السماوات و ذلك لأن الكون فسيح جداً و يقدّم لنا حقائق بآلاف السنين الضوئية عن الكون ، و بذلك يقول لنا أن القرآن عرف هذه الحقيقة ، و بذلك يكون قد ردّ على كاتب هذا المقال الذي يعتبر رحلات ناسا نفوذاً من أقطار السماوات و الأرض ، و المفارقة أن الزغلول من المشرفين على مجلة آيات التي نشرت مقال هذا الكاتب (الدر المنثور) ، و بذلك يكونا قد وقعا في تناقش إعجازي علمي حيث اعتبر أحدهم أن رحلات ناسا هي نفوذ من السماوات و الأرض (تذكر قصة النحاس) بينما الثاني اعتبر أن النفوذ مستحيل للإنسان .
و للزغلول تفسير غريب لمعنى الأقطار حيث يقول :
اقتباس:" ... ( أقطار): قطر كل شكل وكل جسم الخط الواصل من أحد أطرافه إلي الطرف المقابل مرورا بمركزه.....:wأولا: بالنسبة للنفاذ من أقطار الأرضإذا كان المقصود من هذه الآيات الكريمة إشعار كل من الجن والإنس بعجزهما عن النفاذ من اقطار كل من الأرض علي حدة, والسماوات علي حدة, فإن المعارف الحديثة تؤكد ذلك, لأن اقطار الأرض تتراوح بين(12756) كيلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها الاستوائي,يلو مترا بالنسبة إلي متوسط قطرها القطبي, وذلك لأن الارض ليست تامة الاستدارة لا نبعاجها قليلا عند خط الاستواء, وتفلطحها قليلا عند القطبيويستحيل علي الإنسان اختراق الارض من أقطارها لارتفاع كل من الضغط والحرارة باستمرار في اتجاه المركز مما لا تطيقه القدرة البشرية, ولا التقنيات المتقدمة التي حققها إنسان هذا العصر, فعلي الرغم من التطور المذهل في تقنيات حفر الآبار العميقة التي طورها الإ بحثا عن النفط والغاز الطبيعي فإن هذه الاجهزة العملاقة لم تستطع حتي اليوم تجاوز عمق14 كيلو مترا من الغلاف الصخري للارض, وهذا يمثل0,2% تقريبا من طول نصف قطر الأرض الاستوائي... "
الخ ترهاته التي يمكن أن تقرأوها كاملة في
الهامش 5 .
ابتسامة كبيرة ترتسم على شفتيّ ، لا تلبث أن تتحول إلى قهقهة عالية تحرجني مع قارئي ، فها هو الزغلول يمارس الدجل و الشعوذة اللغوية دون أدنى خجل ، فيفسر الأقطار بالمعنى الهندسي الحديث و الذي يصل بين طرفي أي جسم و يمر من مركزه ، خلته سيقول طرفي الدائرة ، و أتساءل من أي معجمٍ لغويٍ أتى بهذا الكلام !!!! هو الذي وضع هذه الجملة تحت عنوان " الدلالة اللغوية " ، و هل كلمة قطر التي نستعملها للدائرة الآن و نصف القطر ذاتها التي قصدها القرآن و التي كان يستعملها العرب الذين نزل القرآن بلغتهم
" قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون" ؟؟؟؟؟
إن هذا يشبه الذي يفسر كلمة "السيارة" في قوله
" قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين " يوسف 10 بأنها السيارة التي نركبها (مرسيدس أو بي أم أو دايو) و استدل بهذه الآية على أنه وُجِد سيارات قديمة جداً استعملها أُناس كانوا على درجة عالية من التطور التكنولوجي قبل آلاف السنين .:97:
إنه حقاً لشيءٌ مؤسف أن يتربع هؤلاء المضللين المدلسين على وسائل الإعلام يضلّون الناس و يستقطبون البسطاء بكلامهم الذي يصعب على الكثير منهم التحقق من صحته ، لأنه يناقش مسائل دقيقة تحتاج إلى مراجعات علمية و لغوية لا يرشد إليها الناس بسهولة .
كفى يا هؤلاء ، و افهموا أن محمداً لم يكن يعرف من الأرض و السماء أكثر مما يعرفه أبو جهل و أبو لهب ، و لأثبت لكم ذلك ، أنظروا كيف يفسر محمد ارتفاع درجات الحرارة و التي ربما نتجت عن عاصفة شمسية حدثت أيامه ، حيث يقول :
" أبردوا بالظهر فإن شدة الحر من فيح جهنم "
هذا هو محمد و هذه هي معارفه ، و له حديث آخر أحب أن أتركه بين يدي القراء فربما عدنا إليه لاحقاً ، حيث نجد لمحمد فيه رأياً طبياً طريفاً ينفع أن نرميه في وجه أدعياء الإعجاز العلمي في الجنين و الطب في القرآن ، حيث يقول :
" الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء " البخاري
و نحن لا نعيب على محمد ما قاله ، فأنّى له أن يعرف أن الحمى تنتج عن كائنات دقيقة اسمها جراثيم !!!! فهو يتكلم بما يتكلم به أناس عصره و زمنه ، لكنا نعيب على عقول المعاندين الذين يحلو لهم أن يتهموا غيرهم من الناس بأنهم بلا عقل .
" ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون " المجادلة 18 .
تحياتي للجميع .
----------------------------------------
هامش رقم 1
( المقال المنشور في قسم العلوم )
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=40&tid=23192
هامش 2
صور المقال المنشور في مجلة آيات
صورة الغلاف
ص 12
ص 13
ص 14
ص 15
ص 16
هامش 3
(اللغة) :
في لسان العرب :
النَّفاذ ...
و
نَفَذَ خالط جوفها ثم خرج طرَفُه من الشق الآخر وسائره فيه . يقال : نَفَذَ السهمُ من الرمية يَنْفُذُ نَفَاذاً ...
وطعنة لها نَفَذٌ أَي نافذة; وقال قيس بن الخطيم :
طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القيس طَعْنَةَ ثائرٍ لها نَفَذٌ, لولا الشُّعاعُ أَضاءها
والشعاع : ما تطاير من الدم; أَراد بالنفذ المَنْفَذ . يقول : نفذت الطعنة أَي جاوزت الجانب الآخر حتى يُضيءَ نَفَذُها خرقَها, ولولا انتشار الدم الفائر لأَبصر طاعنها ما وراءها . أَراد لها نفذ أَضاءها لولا شعاع دمها; ونَفَذُها : نفوذها إِلى الجانب الآخر ...
وفي حديث عمر : أَنه طاف بالبيت مع فلان فلما انتهى إِلى الركن الغربي الذي يلي الأَسود قال له : أَلا تَسْتَلِم ؟ فقال له :
انْفُذ عنك فإِن النبي, لم يَسْتَلِمْه أَي دعه وتجاوزه . يقال : سِرْ عنك وانْفُذْ عنك أَي امض عن مكانك وجزه .
و في القاموس المحيط :
(
النَّفاذُ): جَوازُ الشيءِ عن الشيءِ والخُلوصُ منه كالنْفوذِ ومخالَطَةُ السَّهْمِ جَوْفَ الرمِيَّةِ وخُروجُ طَرَفِه من الشقِّ الآخَرِ "
الأقطار :
في لسان العرب :
و
القُطْر تقابُلُ الأَقطارِ . وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه على قُطْرِه أَي جانبه ... وفي الحديث : فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ في الفُراتِ فغَرِقَ أَي أَلقته في الفُرات على أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ . والنَّقَدُ : صِغارُ الغَنَم
في القاموس المحيط :
وبَذَّرْتُ قِطْرَ أبي أكَلْت مالَهُ وبالضم الناحِيَةُ [ج] أقْطارٌ
3- السلطان :
في لسان العرب :
و
السُّلْطانُ قُدْرةُ الملِك , يذكر ويؤنث .
و في القاموس المحيط :
(
والسُّلطانُ) الحُجَّةُ وقُدْرَةُ المَلِكِ وتضمُّ لامُه والوالِي مؤَنَّثٌ لأَنَّهُ جَمْعُ سَليطٍ للدُّهْنِ كأَنَّ به يُضِيءُ المُلْكُ أو لأَنَّه بمعنَى الحُجَّةِ وقد يُذَكَّرُ ذَهاباً الى معنَى الرجُلِ
الشواظ في لسان العرب :
الشَّواظُ اللَّهَب الذي لا دُخانَ فيه ؛ قال أُمية بن خلف يهجو حسان بن ثابت ،
لَدَى القَيْناتِ ، فَسْلاً في الحِفاظِ ؟ أَلَيْسَ أَبوك فينا كان قَيْناً ، ويَنْفُخُ دائباً لَهَبَ الشُّواظِ يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ، وقال رؤبة :
إِنّ لَهم من وَقْعِنا أَقْياظَا ، ونارَ حَرْبٍ تُسْعِرُ الشَّواظا وفي التنزيل العزيز : يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ ؛ وقيل : الشُّواظ قِطْعة من نار ليس فيها نُحاس ، وقيل : الشواظ لهب النار ولا يكون إِلا من نار وشيءٍ آخر يَخْلِطُه ؛ قال الفراء : أَكثر القراء قرؤوا
شُواظ ولحرّها شُواظ وشِواظ ، وحرّ الشمس شُواظ ، وأَصابني شواظ من الشمس ، واللّه أَعلم .
النحاس في لسان العرب :
و
النِّحاسُ ; قال الجعدي :
يُضِيءُ كَضَوْء سِراجٍ السَّلِيـ ـطِ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيه نُحاسا
قال الأَزهري : وهو قول جميع المفسرين . وقال أَبو حنيفة : النُّحاس الدُّخان الذي يعلو وتَضْعُف حرارته ويخلص من اللهب . ابن بُزُرج : يقولون
النُّحاس مكسور, دخانه . وغيره يقول للدُّخان نُحاسٌ .
هامش 4
( التفسير) :
تفسير الآيات في الطبري
تفسير الآيات في البغوي
تفسير الآيات في الكشاف
تفسير الآيات عند ابن كثير
هامش 5
مقال الزغلول عن إعجاز الآيات في موقع منفصل
هامش رقم 6
الأحاديث :
عن
أبي سعيد
عن
أبي هريرة
عن
أبي هريرة
عن
أبي هريرة
عن
أبي ذر قال
أذن مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم الظهر فقال أبرد أبرد أو قال انتظر انتظر وقال شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة حتى رأينا فيء التلول "
البخاري
عن
أبي ذر قال
أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبرد أبرد أو قال انتظر انتظر وقال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة
قال أبو ذر حتى رأينا فيء التلول "
مسلم
عن
عبد الله بن عمر
عن
ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء
قال نافع وكان عبد الله يقول اكشف عنا الرجز "
البخاري